يملك مجموعة لن تنفد طوال حياته.. ملياردير تايواني يعرض 25 ألف زجاجة نبيذ للبيع بمزاد
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قرر الملياردير التايواني، بيير تشين، عرض 25 ألف زجاجة نبيذ من مجموعته الضخمة للبيع بالمزاد العلني، ومن المتوقع أن تصل قيمة بعض أندر العناصر إلى 190 ألف دولار لكل منها.
وأعلنت دار "سوذبي" للمزادات التي تنظم المزاد المكون من خمسة أجزاء، أنه من المتوقع بيعها بمبلغ يصل إلى 50 مليون دولار، وهي تشكل أكبر وأغلى مجموعة نبيذ تعرض في مزاد على الإطلاق.
وفي بيان له، قال جورج لاسي، رئيس قسم مجموعات النبيذ لدى "سوذبي" في آسيا، إن معرفة تشين بالنبيذ تضعه في "مكانة خاصة به"، واصفًا المجموعة بأنها "مذهلة من حيث الحجم والنطاق".
وذكرت دار المزادات أن الملياردير، وهو مؤسس ورئيس شركة الإلكترونيات العملاقة Yageo، قام بتجميع تلك الزجاجات على مدى أربعة عقود.
وقال لاسي: " في أقبية منزله يوجد حاليًا كم من النبيذ يفوق ما يمكن لأي فرد أن يأمل في استهلاكه طوال حياته، لكن النبيذ صنع للشرب".
وفي حين أن دار المزادات لم تؤكد الحجم الدقيق لمجموعة تشين، قال متحدث باسمها لـ CNN عبر البريد الإلكتروني إن عدد الزجاجات الموجودة في أقبية منزله يصل إلى "ستة أرقام" - وتلك المعروضة للبيع لا تمثل سوى "جزء صغير" من إجمالي مقتنياته.
وحاليًا، مجلة "فوربس" تصنّف تشين في المرتبة العاشرة على قائمة الأغنى في تايوان وفي المركز الـ515 على قائمة الأغنى في العالم، بثروة تقدر بـ 5.5 مليار دولار.
وفي بيان صحفي، أوضحت دار المزادات أن تشين بدأ جمع النبيذ من مدينة بوردو الفرنسية خلال السبعينيات، قبل أن يتوسع نشاطه إلى جمع "النبيذ الذي لم يكن رائجًا في ذلك الوقت" من منطقة صناعة النبيذ في برغونية الفرنسية.
تمثل نباتات البورجوندي الحمراء، وهي النبيذ النادر من كرم La Tâche الشهير، أكثر القطع المعروضة قيمة. من بينها زجاجاتان بسعة ستة لترات من عام 1985 بقيمة تتراوح بين 120 ألف دولار و190 ألف دولار لكل منهما.
ومن المتوقع أن تباع زجاجة أخرى بسعة ستة لترات من عام 1999، بما يتراوح بين 100 ألف دولار إلى 130 ألف دولار، في حين تقدر قيمة زجاجة من نبيذ ماغنوم المزدوج سعة ثلاثة لترات عام 1971 بمبلغ 110 ألف دولار إلى 140 ألف دولار.
ومن المتوقع أن تباع زجاجة نادرة سعة ستة لترات من طراز Château Pétrus عام 1982، وهي ذات لون أحمر وصفتها "سوذبي" بأنها تتمتع "بمكانة أسطورية بين جامعي النبيذ"، بما يصل إلى 65 ألف دولار.
ويشمل البيع أيضًا البورغوندي الأبيض والشمبانيا من علامتي Dom Pérignon وKrug.
ستتم عمليات البيع الخمس على مدار عام، وسيركز كل منها على مناطق وأنواع مختلفة من النبيذ.
وستقام النسخة الأولى في هونغ كونغ في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ومن المقرر أن تقام عمليات البيع أيضًا في كل من باريس، ونيويورك، وبلدة بون في منطقة برغونية.
كما سيفتتح تشين قريبا مطعمه الأول، تحت اسم Le Restaurant Blanc في باريس، والذي سيزوده بالنبيذ من مجموعته الخاصة. وفي الوقت نفسه، يواصل الملياردير إنتاج النبيذ الخاص به في مزرعة كروم جراند كرو موسيني المرموقة، حيث حصل على قطعة أرض في عام 2015.
وتأتي عمليات البيع بعد أقل من خمس سنوات من قيام تشين ببيع نبيذ بقيمة 15 مليون دولار في مزاد علني، من خلال دار سوذبي للمزادات أيضًا. وهو أيضًا جامع أعمال فنية بارز، ويمتلك أعمالًا لرسامين من بينهم بابلو بيكاسو.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: تايوان مزادات من المتوقع أن ألف دولار
إقرأ أيضاً:
خطيب المسجد الحرام: الكون كله بيد الله ومن سواه لا يملك لنفسه حولًا ولا قوة
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي، المسلمين بتقوى الله عز وجل ومراقبته في السر والعلن ابتغاء مرضاته سبحانه وتعالى والعمل على طاعته واجتناب نواهيه.
وقال في خطبة الجمعة اليوم إن المقرر في عقيدة كل مؤمن أَنَّ جَمِيعَ الْأَشْيَاءِ تَحْتَ قَهْرِ الله وَغَلَبَتِهِ وَسُلْطَانِهِ، فجَمِيعُ أنْواعِ القُوى ثابِتَةٌ مُسْتَقِرَّةٌ لَهُ تَعالى وهو المتفرد بالقوة جميعًا؛ فيجب أن يتعلق قلب المؤمن بالقوي المتين، فقدرته فوق كل قدرة، وقوته تغلب كل قوة: ﴿إن ربك هو القوي العزيز﴾ فيوقن المؤمن بأن الله عز وجل لا يعجزه ولا يغلبه ولا يعزب عنه شيء، القادر والمالك لكل شيء، والمحيط والعالم بكل شيء، الذي يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد.
وبين أن من فقه القوة أن تدبير هذا الكونِ كلِّه بيد الله سبحانه، وأن ما سواه لا يملك لنفسه حولًا ولا قوة، ولا يملك نفعًا ولا ضرًا ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا.. فكيف يملك ذلك لغيره؟! ومن فقه القوة أن كل من أعجب بقوته من الخلق فاستعظمها واعتمد عليها خسر وهلك.
وأكد الدكتور غزاوي أن الإنسان ضعيف من جميع الوجوه وفي كل أموره، قال تعالى: (وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا)، وكيف للعبد الضعيف أن يغتر بقوته وقدرته، وينسى كيف كان حاله، وما هو إليه صائر، ومن حكمته سبحانه وتعالى أن يُري العبدَ ضعفَه وأن قوته محفوفة بضعفين وأنه ليس له من نفسه إلا النقص، ولولا تقوية اللّه له لما وصل إلى قوة وقدرة ولو استمرت قوته في الزيادة لطغى وبغى وعتا. وليعلم العباد كمال قدرة اللّه التي لا تزال مستمرة يخلق بها الأشياء، ويدبر بها الأمور ولا يلحقها إعياء ولا ضعف ولا نقص بوجه من الوجوه."
وأوضح انه مما يدفع عُجْبَ المرء بقوته أن يعلم أنها فضل من الله عليه، وأمانة عنده ليقوم بحقها، وأن العجب بها كفران لنعمتها، مشيرًا إلى إن المؤمن يستمد قوته وعزيمته من ربه سبحانه ويتبرأ من حوله وطوله، ويعلم أنه لا حول له ولا قوة إلا بالله، ولا يَقوى على فعل شيء إلّا بتأييد مِنه سبحانه، وهذا ما يقر به المخبتون إلى الله، مبينًا أن ذكر الله يُقوي القلب والبدن، فهو يزيد النفس ثباتًا، والقلبَ طمأنينة، والإنسانَ رباطةَ جأش، كما أنه يقوي الجسد.
وأكد على أن المؤمنون لا يعتَدُّون بقوتهم مهما بلغت ولا يغترون بما لديهم من عدد وعدة ولا يعتمدون عليها، مع أنهم مأمورون بالأخذ بأسباب القوة المعنوية والمادية، وعدم الركون للضعف، ومتى كان الاغترار بالقوة والكثرة لم يغن ذلك عنهم شيئًا، وأن النصر والغلبة مرتبطة بميزان القلوب لا بميزان القوى، كما أن قوة أمة الإسلام وصلابتَها تقوم على وحدتها واجتماع كلمتها، وأن التفرق والشتات هو من أسباب الفشل وذهاب الهيبة والغلبة، ففضّل النبيّ عليه الصلاة والسلام المؤمن القوي على المؤمن الضعيف، على الرغم من وجود الخيريّة في كلٍّ منهما، ذلك أن المؤمن القوي أكثر نفعًا وأعظم أثرًا؛ إذ يُنتج ويَعمل بما يعود عليه بالنفع لنفسه ويُحقّق مصالح المسلمين، ويعود عليهم بالخير والنصر على الأعداء والدفاع عن الدين ودحر الباطل وأهله، ويُنتفع بقوته البدنية، وبقوته الإيمانية، وبقوته العملية. ومما ينبغي أن يعلم أن قوة البدن ليست محمودة ولا مذمومة في ذاتها، فإن استعمل الإنسان هذه القوة فيما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة وفيما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والطاعات صارت محمودة، وإن إستعان بهذه القوة على معصية الله كالبطش بالناس وإيقاع الضرر بهم صارت مذمومة ومن فقه القوة، فالقويُّ الشديدُ حقيقة هو الذي يجاهد نفسَه ويقْهَرُها حينما يَشتدُّ به الغضبُ؛ لأنَّ هذا يدل على قوّة تَمَكُّنِهِ من نفسه وتَغَلُّبِه على الشيطان ومن الفقه أيضًا أن القوة ليست دائمًا فيما نقول ونفعل بل تكون أحيانًا فيما نصمت عنه وفيما نتركه بإرادتنا وفيما نتجاهله ونتغافل عنه.
وشدد على حاجة المرء إلى قوة وعزيمة ليَأخذَ الحقَّ بجد واجتهاد، مبينًا إنّ هناك أسبابًا وعوامل تؤدّي بمجموعها إلى تكوين مقوّمات قوّة المسلمين فمن ذلك: التمسّك بكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، والعملُ بشرع الله القويم في شتى جوانب الحياة، وتركُ الأهواء ونبذُ البدع والانحرافات، واستحضارُ التاريخ الإسلامي؛ ليُستذكر من خلاله تاريخُ الأمّة المجيد وماضيها التليد، مما يشحذ النفوس، ويبعث العزائم، ويدعو إلى التفاؤل بأنّ التمكين لهذا الدين والنصرَ حليفُ المؤمنين، فيستشعرون المسؤولية المنوطة بهم، ويسعون في إصلاح مجتمعاتهم، ويتحرون ما هو خَيْرٌ وأصْلَحُ في كُلِّ ما يأْتُونَ وما يذَرُونَ، وإن للقوة مظاهر عدة في حياة المسلم منها: قوة الإيمان وقوة الأخذ به، وقوة الاعتقاد الصحيح والمنهج السليم، وقوة الثبات على الدين والتمسك بالحقّ، وقوة البصيرة الناشئة عن العلم النافع، وقوة العبادة والطاعة واستباق الخيرات، وقوة الصبر على الأقدار المؤلمة والمصائب واحتمال المشاق في ذات الله، وقوة العزيمة والإرادة وقوة الامتناع عن الشهوات وكبح جماح النفس، وقوة الرأي ووضع الأمور مواضعها، وقوة أداء المهمات وحفظ الأمانات، وقوة الدعوة إلى الله وبذل النصيحة والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فما أعظمَ نعمةَ الله على من صرفَ جهده وطاقته في الوجه المشروع، ومُتع بجوارحه وأعضائه وقواه مدة بقائه في الدنيا، واغتنم قوته ونشاطه قبل الضعف والعجز.
واختتم خطبته قائلًا نحن في شهر شعبان وهو كالمقدمة بين يدي رمضان وقد ثبت إكثار النبي صلى الله عليه وسلم فيه من الصيام، قال ابن رجب رحمه الله: في سياق بيان حكمة الصوم في شعبان: "إن صيامه كالتمرين على صيام رمضان لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة بل قد تمرن على الصيام واعتاده ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط. ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن ليحصل التأهب لتلقي رمضان وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن".