هل نجا قائد الشرق الليبي الجنرال خليفة حفتر من تداعيات كارثة فيضانات درنة، والتي أسفرت عن مقتل 4 آلاف شخص، على الأقل، وهي الكارثة التي أسهم فيها سدان قديمان في المدينة كانا يحتاجان إلى الصيانة وأهملتهما السلطات؟

يرى تحليل نشرته صحيفة "فايننشال تايمز"، وترجمه "الخليج الجديد"، أن قبضة حفتر وأمراء الحرب الليبيين في الشرق لا تزال قوية، وأنهم نجوا بالفعل من الغضب الشعبي الذي كان متوقعا أن يوجه ضدهم عقب الكارثة، رغم الاحتجاجات النادرة التي خرجت في درنة، الأسبوع الماضي، على خلفية ما حدث، لكن الأمر لم يتدحرج إلى احتجاجات عامة ضد الجنرال الذي كان عميلا للاستخبارات الأمريكية ويعمل تحت إمرته الآن مسؤولين أمنيين وعسكريين من عهد الزعيم السابق معمر القذافي، ويستخدمون نفس أساليبهم الوحشية في قمع المعارضين.

اقرأ أيضاً

إيكونوميست: حفتر يستغل كارثة فيضانات ليبيا لبسط نفوذه

الناس يلومونه "سرا"

وينقل التحليل عن عماد الدين بادي، المحلل في المجلس الأطلسي: "قد يلومه الناس ضمنيا، لكنهم يعرفون ألا يتحدثوا ضده لأن ذلك سيهدد سلامتهم، بل ويمكن أن يكون مميتا".

ويقول محللون إنه من غير المتوقع أن تؤثر هذه المأساة على قبضته على المنطقة. إنه لا يتحمل أي معارضة ولا يجرؤ سوى القليل على التحدث ضده خوفًا من الانتقام.

وحظي حفتر بدعم الإمارات العربية المتحدة ومصر وروسيا وفرنسا حيث قدم نفسه كشخص حيوي في المعركة ضد التطرف. لكن منتقديه يتهمونه ليس فقط بالمسؤولية عن القمع وانتهاكات حقوق الإنسان، بل إنه يشكل حجر عثرة أمام إنهاء سنوات الانقسام والفوضى.

اقرأ أيضاً

غضب شعبي من حفتر وأبنائه.. فساد وإهمال خلف كارثة فيضانات درنة

إعادة الإعمار

وحذر بادي، من المجلس الأطلسي، من أن إعادة الإعمار "سيُنظر إليها على أنها منجم يمكن لأمراء الحرب في الشرق الليبي القتال من أجله والحصول على رشاوى".

ويضيف: "من الواضح أن حصة الأسد من الرشاوى ستذهب إلى حفتر".

وقد تم تقسيم ليبيا بين إدارات متنافسة في الشرق والغرب، منذ اندلاع الصراع في أعقاب انتخابات متنازع عليها في عام 2014.

في ذلك العام، جعل حفتر من بنغازي معقلًا له وشن حملة وحشية ضد الإسلاميين المسلحين وغيرهم من المعارضين لحكمه.

وسقطت درنة، التي كانت تعتبر معقلا لمتشددين، تحت سيطرته في عامي 2018 و2019 بعد أن حاصرت قواته المدينة لمدة عامين.

اقرأ أيضاً

فيضانات ليبيا.. حفتر وأمراء الحرب يستغلون الكارثة لبسط نفوذهم

جميع المعارضين متطرفون

ويقول التحليل إن حفتر لجأ لاستراتيجية تقوم على اعتبار أن جميع معارضيه هم من المتطرفين، وسوقت أبواقه لذلك في الغرب، مستغلا نجاحه في هزيمة تنظيم "الدولة" بشرق ليبيا، لا سيما في بنغازي، وإنهاء سياسة الاغتيالات التي نفذها متشددون في تلك المناطق.

وأثار حفتر حربا أهلية جديدة في عام 2019 عندما سار بقواته إلى طرابلس للإطاحة بالحكومة المدعومة من الأمم المتحدة. وكان مقاتلوه مدعومين بمرتزقة روس من مجموعة فاغنر. لكنه هُزم في عام 2020 بعد تدخل تركيا لدعم حكومة طرابلس.

لذلك يعتقد المحللون أن حفتر سينجو من تداعيات كارثة الإعصار دانيال وما فعله في الشرق الليبي، لا سيما درنة.

المصدر | هبة صالح / فايننشال تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: خليفة حفتر فيضانات درنة فساد إعادة الإعمار الشرق الليبي کارثة فیضانات فی الشرق

إقرأ أيضاً:

لماذا جدد نتنياهو الحرب على غزة خلال هذه الأيام.. تفاصيل

قالت الكاتبة والباحثة السياسية الفلسطينية تمارا حداد، إن حرب الاحتلال الإسرائيلي عادت مرة أخرى في قطاع غزة، لأن رئيس الوزراء الفلسطيني بينامين نتنياهو يعمل على الانقلاب على اتفاقيات الهدنة، موضحة أنه يريد عدم الدخول للمرحلة الثانية من اتفاقيات غزة.

الاستراتيجي للفكر والحوار: اتفاق غزة كان هشًا منذ اللحظة الأولى.. وإسرائيل لن تتوقفبريطانيا تطالب بضرورة السماح بتدفق المساعدات إلى قطاع غزة

وتابعت خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية نهاد سمير والإعلامي أحمد دياب ببرنامج صباح البلد المذاع على قناة صدى البلد، أن نتنايهو يعاني من مشكلات كبيرة مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وسط مطالب بتنحيه، موضحة أن مستهدفات نتنياهو استمرار القتال ليظهر أمام شعبه أنه يضغط على حماس لإطلاق سراح الإسرائيليين.

وذكرت تمارا حداد، أن الهدف الأساسي هو استمرار إطلاق النار، مع الاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية، وسط محاولات تهحير الفلسطينيين، والقضاء على حركة حماس، مضيفة أن الحرب قد تستمر خلال الأسابيع المقبلة.

وأضافت: إسرائيل تضغط لاستسلام حركة حماس، وتسليم الأسرى الإسرائيليين، وإسرائيل ستواصل حربها على غزة بدعم أمريكي".

مقالات مشابهة

  • «مصطفى بكري»: حوار المتحدث العسكري مع «أ ش أ» يؤكد جاهزية الجيش للتصدي لكل التحديات التي تحيط بالدولة المصرية
  • "فايننشال تايمز": حرب غزة تستنزف قدرات جيش الاحتلال
  • فايننشال تايمز: حرب إسرائيل اللانهائية ترهق الجيش إلى أقصى حد
  • نيويورك تايمز: 41 أسيرا إسرائيليا لقوا حتفهم منذ بداية الحرب على غزة
  • غزة تشتعل مجددًا.. لماذا انهار وقف إطلاق النار وعادت الحرب؟
  • لماذا قصف ترامب الحوثيين فجأة؟
  • لماذا جدد نتنياهو الحرب على غزة خلال هذه الأيام.. تفاصيل
  • نيويورك تايمز: نتنياهو يعيد إشعال الحرب ضد غزة لفرض تنازلات من حماس
  • لماذا استأنفت إسرائيل الحرب على غزة؟
  • العراق:لن نسمح باستهداف إيران والحوثيين والحشد الشعبي والشرع سيكون صديق العراق