نيويورك تايمز تكشف تفاقم في سيطرة روسيا على أراضٍ بمنطقة دونباس
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
بلغت الأراضي التي كسبتها "روسيا" مُنذ بداية العام الجاري في منطقة العملية الخاصة، أكثر من 857 كيلومترًا مربعًا، بينما كسبت "أوكرانيا" 370 كيلومترًا مربعًا، حسبما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم السبت.
وبحسب الصحيفة، تطلعت أوكرانيا منذ بداية العام 2023 إلى تقسيم القوات الروسية بشن هجوم في المناطق الجنوبية، الأمر الذي فشلت فيه ولم يسرِ كما هو مخطط له.
ووفقًا لتحليل "نيويورك تايمز" للبيانات الصادرة عن معهد دراسة الحرب، "في حين حققت أوكرانيا مكاسب صغيرة في الجنوب، سيطرت روسيا على مساحات أكبر من الأراضي بشكل عام، معظمها في الشمال الشرقي".
وعلى الجانب الآخر من خط المواجهة، كان كل ميل من الأراضي بمثابة معركة طاحنة للقوات الأوكرانية فشلت فيها في القيام باختراق سريع.
وأشار المقال إلى أنه تم استبدال الجنود والقادة الأوكرانيين أصحاب الخبرة الذين قتلوا في وقت سابق من العملية العسكرية، بمجندين جدد يفتقرون إلى التدريب الكافي.
وأوضحت الصحيفة أن الهجوم الأوكراني المضاد يواجه صعوبات في التقدم عبر الحقول المفتوحة على مصرعيها في الجنوب، فهي تواجه حقول ألغام واسعة النطاق ومئات الأميال من التحصينات والخنادق المضادة للدبابات والعوائق الخرسانية التي شيدتها القوات الروسية في الشتاء الماضي لدحر المركبات الأوكرانية وإجبارها على اتخاذ مواقع يمكن استهدافها فيها بسهولة أكبر.
كما كشفت "نيويورك تايمز" أن روسيا تسيطر الآن على ما يقرب من 518 كيلومترا مربعا من الأراضي مقارنة ببداية العام.
ووفقًا للباحثة في دراسات الحرب بجامعة "King’s College London" مارينا ميرون، بدلا من السعي لتحقيق مكاسب سريعة، يبدو أن الجيش الروسي مرتاح للاحتفاظ بالأراضي التي يسيطر عليها أصلا، مشيرة إلى أن "الجيش الروسي لا يخسر شيئا بعدم التقدم".
وأضافت: "الاستراتيجية التي يتبعها الجيش الروسي، هي أن يسمح للأوكرانيين بمهاجمة الدفاعات التي تم تشييدها على طول خط الجبهة، وقتل أكبر عدد ممكن منهم، وتدمير أكبر قدر ممكن من المعدات العسكرية الغربية".
الهجوم المُضاد الأوكرانيوأشارت الصحيفة إلى أن تباطؤ الهجوم المضاد يأتي مصحوبا بمخاطر كبيرة بالنسبة لكييف، وإذا بدا أن من غير المرجح أن تتمكن من استعادة مناطق واسعة من البلاد، فإن الدعم الغربي قد يتضاءل، إما بسبب الافتقار إلى الإرادة السياسية أو عدم الرغبة في تقديم المزيد من الأسلحة، خاصة في ضوء الانتظار الطويل لتسليم المعدات البديلة.
وشدد المقال، على أن الوقت ينفد حتى يتمكن الهجوم المضاد الذي تشنه أوكرانيا من تحقيق مكاسب إقليمية كبيرة، ومن المتوقع هطول أمطار غزيرة الشهر المقبل، حيث ستمنع التضاريس الموحلة استخدام المركبات الثقيلة، مثل دبابات "أبرامز" الأمريكية التي وصلت حديثا ودبابات "تشالنجر" التي قدمتها بريطانيا، وخلصت الباحثة ميرون إلى أنه "عندما يكون هناك طين ولديك دبابة تشالنجر بوزن 75 طنا، فسوف تغرق".
وكان الهجوم الأوكراني المضاد قد بدأ في 4 يونيو الماضي، حيث نشرت كييف ألوية مدربة من قبل "الناتو" وتحمل أسلحة غربية، بما في ذلك دبابات "ليوبارد" التي نشرت على نطاق واسع في أرض المعركة، ثم أخذت لقطات لعدد من الآليات العسكرية المحترقة في ساحة المعركة فأحدثت صدى واسعا في الغرب.
من جانبه، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، 21 يوليو الماضي، بأنه لا توجد نتائج بالنسبة للقوات الأوكرانية، و"القيمون الغربيون محبطون بشكل واضح" من مسار الهجوم المضاد، حيث لم تساعد أوكرانيا لا تلك الموارد الهائلة التي تم ضخها هناك، ولا توريد الأسلحة والدبابات والمدفعية والمدرعات والصواريخ، ولا إرسال آلاف المرتزقة والمستشارين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: روسيا اوكرانيا منطقة العملية الخاصة الأوكرانيين بوابة الوفد نیویورک تایمز إلى أن
إقرأ أيضاً:
تدفق الأسلحة المهربة بمنطقة الساحل الإفريقي إلى نيجيريا يزيد من تفاقم الأوضاع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت نيجيريا في السنوات الأخيرة تصاعداً كبيراً في العنف والصراعات المسلحة، حيث أصبحت الأسلحة غير المشروعة أحد أبرز العوامل التي تغذي هذه الأزمة.
و يتزامن هذا الارتفاع في التسلح مع تدفق الأسلحة المهربة من ليبيا ومنطقة الساحل، ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في البلاد.
فبعد انهيار النظام الليبي في 2011، أصبحت ترسانات الأسلحة الضخمة في البلاد مصدراً مهماً للجماعات المسلحة في شمال نيجيريا، بالإضافة إلى الإرهابيين في مناطق أخرى من الساحل.
و في هذا السياق، يبرز دور الأسلحة الثقيلة التي نُهبت من ليبيا، والتي أسهمت في تعزيز قدرات الجماعات الإرهابية، مما يزيد من صعوبة القضاء على التمرد والإرهاب في المنطقة.
اجتياح شمال نيجيرياوكشف مسؤولون في وزارة الدفاع النيجيرية، أن الجماعات الإرهابية التي تجتاح شمال نيجيريا تتسلح بأسلحة تم تهريبها من ليبيا.
وبحسب تقرير مشروع مسح الأسلحة الصغيرة، فإن تجار الأسلحة في نيجيريا يستغلون حالة عدم الاستقرار في منطقة الساحل، ولا سيما في النيجر، التي أصبحت من أبرز نقاط عبور الأسلحة المهربة من المخازن الليبية إلى دول الساحل بما في ذلك نيجيريا.
وقال اللواء إدوارد بوبا في تصريح إعلامي مؤخراً: "عندما نتحدث عن انتشار الأسلحة، يجب أن نعود إلى ما حدث في ليبيا منذ سنوات وما جرى في منطقة الساحل".
فقد سمح ذلك للأسلحة بالوصول إلى أيدٍ غير أمينة، ومن ثم تسربت إلى بلادنا، مما زاد من تعقيد قضية التمرد والإرهاب التي نواجهها".
إعدام 2400 قطعة سلاحوفي أواخر أكتوبر الماضي ، قامت السلطات النيجيرية بإعدام 2400 قطعة سلاح كانت قد صودرت من مجرمين في أنحاء مختلفة من البلاد.
وأوضح السيد جونسون كوكومو، المدير العام للمركز الوطني لمكافحة الأسلحة الصغيرة والخفيفة، أن نيجيريا لن تتساهل مع الاتجار غير المشروع بالأسلحة.
وأضاف كوكومو أثناء عملية إعدام الأسلحة في أبوجا، "تؤكد هذه الإجراءات على ضرورة التحلي بالشفافية في توثيق الأسلحة المصادرة والتخلص منها بشكل مسؤول، لضمان عدم عودتها إلى أيدي العناصر الإجرامية".
وتم وصف الأسلحة غير المشروعة التي تتسلل إلى نيجيريا بأنها "متوافرة كالأرز في السوق"، وأشار كثير منها إلى أنها خرجت من ليبيا.
وفي مقال له على موقع «ذا كيبل»، قال المحلل داكوكو بيترسايد: "لقد أصبح انتشار الأسلحة غير المشروعة في نيجيريا بمثابة وباء يهدد الأمن القومي، إذ يعزز من العنف والجريمة وفقدان الاستقرار في البلاد".
ومع انهيار النظام الليبي بقيادة معمر القذافي في 2011، تركت العديد من المخازن العسكرية بلا حماية، وأشارت تقديرات الأمم المتحدة في عام 2020 إلى أن ليبيا كانت تمتلك نحو 200,000 طن من الأسلحة حين انهار نظامها، لتتفاقم المشكلة بسبب الحروب الأهلية المستمرة التي عرقلت تأمين المخازن.