أسباب تنتهي بالحبال.. قفزة بأعداد المنتحرين في العراق وواحد من أربعة يعاني الهشاشة
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
بغداد اليوم - متابعة
أقرت الحكومة العراقية الاستراتيجية الوطنية للوقاية من الانتحار 2023-2030، فيما تقول وزارة الداخلية في العراق إن عدد حالات الانتحار في البلاد ارتفع خلال العام الماضي إلى 1073 حالة، مقارنة بالعام 2015، حيث سُجل 376 حالة، عدا إقليم كردستان.
وخلال السنوات الأخيرة، أخذت حالات الانتحار في العراق منحى تصاعدياً، حيث بلغت 376 حالة عدا إقليم كردستان عام 2015، و343 حالة في العام التالي، ثم صعدت إلى 449 حالة في عام 2017، وإلى 519 حالة في 2018، بينما بلغت العام 2022، 1073 حالة.
وبقول مصدر قضائي في محافظة بابل (جنوب بغداد)، إن 6 أشخاص "وضعوا حداً لحياتهم خلال شهر واحد في أكتوبر2022، وتراوحت أعمارهم بين 14 و61 عاماً"، لافتاً إلى اللجوء لأساليب مختلفة للانتحار، أغلبها الشنق.
وبلغ عدد حالات الانتحار في محافظة واسط وحدها نحو 30 حالة في عام واحد، شملت أطفالاً ونساءً، الأمر الذي وصفته الأجهزة الأمنية في المحافظة بـ "الخطير".
ولم تكن واسط وحدها التي سجلت هذا العدد الكبير من حالات الانتحار، فمحافظة بابل سجلت خلال العام الماضي فقط 28 حالة انتحار، وكان العدد الأكبر من ضحاياها نساء.
ذي قار الأعلى
ولفت التقرير إلى أن محافظة ذي قار، الواقعة على بعد نحو 340 كيلومتراً جنوب بغداد، سجلت النسبة الأكبر بين المحافظات العراقية من حيث حالات الانتحار، بأكثر من 100 حالة العام الماضي، غالبيتها بين الشباب.
وبحسب مصدر قضائي، فإن 100 محاولة انتحار أخرى سُجلت على أنها "محاولات فاشلة"، موضحاً أن المحافظة سجلت منذ بداية هذا العام نحو 35 حالة، فضلاً عن توثيق 68 محاولة فاشلة.
لكن رئيس منظمة "التواصل والإخاء الإنسانية"، إحدى منظمات المجتمع المدني العاملة في ذي قار، علي عبدالحسن الناشي قال إن "عدد حالات الانتحار في المحافظة منذ بداية العام بلغ 28 حالة لنساء، و25 حالة لرجال، أي إن العدد الأجمالي لحالات الانتحار هذا العام يصل حتى الآن إلى 53 حالة".
وقال الناشي، وهو سكرتير سابق لخلية أزمة الانتحار في ذي قار، إن "أحد أبرز دوافع الانتحار (بين النساء) يعود إلى تعرض الفتيات للابتزاز الإلكتروني، حيث يخشين من تداعيات الفضيحة ووصمة العار في المجتمع".
بدورها، قالت الباحثة الاجتماعية زينة الصباغ إن "الأسباب الجنائية وراء الكثير من حالات الانتحار بين النساء، مثل الخلافات المتعلقة بالإرث أو غسل العار"، موضحة في هذا الصدد أن "بعض مراكز الشرطة في المناطق النائية، تتواطئ في ظل أحكام مخففة يتلقاها الجاني، حتى لو ثبتت عليه تهمة القتل لغسل العار".
ويبلغ تعداد سكان المحافظة الجنوبية نحو 2.5 مليون نسمة، وتعد أيقونة المظاهرات الشعبية التي خرجت ضد الحكومة في أكتوبر 2019، واستمرت لنحو عامين.
استراتيجية الوقاية
ومع تنامي الظاهرة خلال الأعوام السبعة الماضية بنسبة تصل إلى 175% اضطرت الحكومة العراقية، الثلاثاء (26 أيلول 2023)، إلى إقرار الاستراتيجية الوطنية للوقاية من الانتحار 2023-2030، دون أن تفصح عن تفاصيلها أو توضح معالمها.
وأرجع الناطق باسم وزارة الداخلية العراقية خالد المحنا زيادة معدلات الانتحار إلى "الكثافة السكانية والوضع الاقتصادي والبطالة، فضلاً عن العنف الأسري والابتزاز الإلكتروني".
أما مسؤول قسم الشرطة المجتمعية في واسط، العقيد عمار عجم، فأرجع معظم الحالات إلى إدمان المخدرات والتفكك الأسري، بالإضافة إلى البطالة والفقر، قائلاً إن "هذه الأمور هي أساس المشكلات الاجتماعية والنفسية التي تعاني منها المحافظة، وتسعى الشرطة المجتمعية إلى حلها".
ويرى مهدي عبد الكريم، المتخصص في الطب النفسي، أن "العامل النفسي أحد عوامل الإقدام على الانتحار إن لم يكن السبب الرئيسي لهذه المشكلة، وكذلك إهمال معالجة حالات الاكتئاب التي يتجاهل الكثير من الناس تشخيصها بشكل مبكر أو المضي في علاجها حال تشخيصها لدى المصابين بها".
إنفاق ضئيل
وتشير منظمة الصحة العالمية، التي تخصص يوم 10 سبتمبر لليوم العالمي للحد من الانتحار، إلى أن واحداً من بين كل 4 عراقيين يعاني هشاشة نفسية، في بلد يوجد فيه 3 أطباء نفسيين لكل مليون شخص، مقارنة مع 209 أطباء لكل مليون شخص في بلد مثل فرنسا.
وبحسب المنظمة، لا يتجاوز إنفاق العراق على الصحة النفسية 2 % من ميزانيته للصحة، رغم حقيقة أنه في مقابل كل دولار أميركي يستثمر في تعزيز علاج الاضطرابات الشائعة مثل الاكتئاب والقلق، يتحقق عائد قدره 5 دولارات في مجال تحسين الصحة والإنتاجية.
ووفقاً لتقرير المنظمة، يموت أكثر من 700 ألف شخص في العالم بسبب الانتحار سنوياً، مقابل عدد أكبر بكثير من محاولات الانتحار الفاشلة، بينما يحدث أكثر من 77% من حالات الانتحار في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ومنها بُلدان في إقليم شرق المتوسط، بينها العراق.
ومرّ العراق بظروف اقتصادية واجتماعية صعبة بعد 4 عقود شهدت حروباً خارجية وتجاذبات في الداخل وعقوبات دولية أعقبت غزو الكويت عام 1990، قبل أن تغزو الولايات المتحدة البلاد عام 2003 ويُفتح الباب أمام سنوات طويلة من الصراعات الداخلية.
ورغم موارد العراق الضخمة التي يحققها من صادرات النفط، إلا أنه ما زال يعاني جراء هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، في ظل ما يوصف بأنه "فساد مالي" غير مسبوق في تاريخ البلاد، فضلاً عن تفشي البطالة والفقر.
المصدر: الشرق
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: حالات الانتحار فی حالة فی ذی قار
إقرأ أيضاً:
تحذير أممي من ارتفاع حالات الكوليرا وحمى الضنك في السودان
حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من ارتفاع حالات الكوليرا وحمى الضنك في السودان، حيث تشير البيانات إلى أن الجوع تجاوز عتبة المجاعة بسبب الصراع المستمر..
التغيير: وكالات: الخرطوم
حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من ارتفاع حالات الكوليرا وحمى الضنك في السودان، فيما تبقى مستويات الجوع “فوق عتبة المجاعة” بسبب الحرب الدائرة في البلاد.
ووفق البيان الذي بثه المكتب الإعلامي للأمم المتحدة، يعود تفاقم التفشي الحالي للكوليرا بعد موسم أمطار غزير وغير عادي تسبب في فيضانات في أنحاء السودان، مما لوث مصادر المياه.
وأطلقت وزارة الصحة السودانية والمنظمات الإنسانية حملة تطعيم في الأول من اكتوبر تهدف إلى تحصين حوالي 1.4 مليون شخص. وتعد كسلا الولاية الأكثر تضررا حيث سجلت 6868 حالة إصابة و198 حالة وفاة، تليها ولايتا القضارف والجزيرة والولاية الشمالية.
كما كان ارتفاع حالات حمى الضنك في السودان شديدا بشكل خاص في ولايتي كسلا والخرطوم. فبحلول 28 أكتوبر، تم الإبلاغ عن 4544 حالة و12 حالة وفاة مرتبطة بحمى الضنك، نصفها في ولاية كسلا وحدها.
ويأتي هذا التطور في الوقت الذي واصلت فيه الفرق الإنسانية الأممية وشركاؤها التحذير من الجوع الذي يهدد الحياة في أجزاء من السودان، وخاصة في الفاشر بولاية شمال دارفور، حيث شهدت المدينة الوحيدة في الولاية التي لا تزال تسيطر عليها الحكومة بعضا من أعنف الاشتباكات منذ بدء الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.
وكانت أوتشا قد أفادت بوقوع أكثر من 28,000 حالة إصابة بالكوليرا و836 حالة وفاة في 11 ولاية بين 22 يوليو و28 أكتوبر.
وأكدت أن العدد الفعلي للأشخاص المصابين بالمرض قد يكون أعلى بسبب عدم الإبلاغ.
وأشارت في آخر تحديث لها عن حالة الطوارئ في السودان إلى أن حالات حمى الضنك تزداد أيضا.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن الأعمال العدائية أدت إلى “تأخير أو منع تسليم الإمدادات التجارية والإنسانية” إلى المناطق ذات الاحتياجات الماسة. واستشهد بمنظمة أطباء بلا حدود التي أكدت أن معدلات سوء التغذية الحاد “تظل أعلى من عتبة المجاعة (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) في مخيم زمزم للنازحين داخليا”.
وقد تم تأكيد ظروف المجاعة في مخيم زمزم في أغسطس. وبينما تظل البيانات محدودة بالنسبة لمخيمي أبو شوك والسلام للنازحين القريبين من الفاشر، أفادت الأوتشا بحركة نزوح مدنية كبيرة بعيدا عن هذين المخيمين نحو مخيم زمزم بسبب القتال العنيف.
كما عبر العاملون الإنسانيون أيضا عن قلقهم المتزايد إزاء انعدام الأمن الغذائي الحاد الشديد الذي يحدث بين المجتمعات النازحة داخليا في المناطق المحاصرة في الدلنج، وربما كادوقلي في ولاية جنوب كردفان.
ولا يزال نظام الرعاية الصحية في السودان مثقلا بالأعباء. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن ما يصل إلى 80 في المائة من المرافق الصحية في مناطق النزاع – بما في ذلك في ولايات الجزيرة وكردفان ودارفور والخرطوم – إما تعمل بالكاد أو مغلقة.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن “هذا الانهيار يعيق برامج تطعيم الأطفال، ويسرع من انتشار الأمراض التي يمكن الوقاية منها، مما يثير المخاوف بشأن تفش محتمل واسع النطاق”.
واشتد تأثير العنف على المرافق الصحية، حيث تم الإبلاغ عن 116 حادثة منذ اندلاع الأعمال العدائية في 15 أبريل 2023، مما أسفر عن مقتل 188 شخصا وإصابة 140 آخرين.
وقد وثقت منصة مراقبة الهجمات على الرعاية الصحية التابعة لمنظمة الصحة العالمية حوادث واسعة النطاق من العنف والنهب والترهيب أثرت في الطواقم والمرافق الطبية وسيارات الإسعاف والمرضى.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أنه، في مواجهة الأزمة الإنسانية الهائلة في السودان التي أدت إلى نزوح أكثر من 11 مليون شخص داخل البلاد، ودفعت حوالي ثلاثة ملايين عبر حدودها، يواصل العاملون الإنسانيون توسيع نطاق استجابتهم في جميع أنحاء البلاد والوصول إلى 12.6 مليون شخص.
بيانات تفصيلية للأوضاع الصحية والإنسانية في السودان:
1. أعداد الإصابات والوفيات حسب الأمراض الكوليرا: الحالات المسجلة: 28,000 حالة إصابة (من 22 يوليو إلى 28 أكتوبر). الوفيات: 836 حالة وفاة. المناطق الأكثر تضررًا: 11 ولاية. الولاية الأكثر تضررًا: كسلا، بعدد 6,868 حالة إصابة و198 حالة وفاة. حمى الضنك: الحالات المسجلة: 4,544 حالة إصابة (حتى 28 أكتوبر). الوفيات: 12 حالة وفاة، نصفها في ولاية كسلا. المناطق الأكثر تضررًا: ولايتا كسلا والخرطوم. 2. حملة التطعيمات تاريخ البدء: 1 أكتوبر. الهدف: تحصين حوالي 1.4 مليون شخص ضد الكوليرا. التنفيذ: وزارة الصحة السودانية بالتعاون مع منظمات إنسانية. 3. الأمن الغذائي ومستوى الجوع حالات سوء التغذية الحاد: معدلات أعلى من “عتبة المجاعة” (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) في مخيم زمزم للنازحين. المناطق الحرجة: مخيم زمزم (أكدت ظروف المجاعة في أغسطس). مخيمات النازحين قرب الفاشر، منها مخيما أبو شوك والسلام. 4. النزوح عدد النازحين داخليًا: أكثر من 11 مليون شخص. اللاجئون عبر الحدود: حوالي 3 ملايين شخص. الأشخاص الذين تم الوصول إليهم بالمساعدات: 12.6 مليون شخص (بواسطة العاملين الإنسانيين). 5. أزمة المرافق الصحية المرافق المتأثرة: 80% من المرافق الصحية في مناطق النزاع تعمل بالكاد أو مغلقة، بما في ذلك ولايات الجزيرة، كردفان، دارفور، والخرطوم. الحوادث العنيفة: 116 حادثة عنف في المرافق الصحية منذ 15 أبريل 2023. الخسائر البشرية: 188 قتيلًا، و140 جريحًا. 6. التأثيرات الصحية الأخرى التطعيمات المتوقفة: تأثر برامج تطعيم الأطفال وانتشار الأمراض التي يمكن الوقاية منها بسبب انهيار النظام الصحي. مخاطر انتشار الأمراض: احتمال تفشي واسع للأمراض التي يمكن الوقاية منها. الوسومالسودان الوضع الصحي في السودان حرب الجيش والدعم السريع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية