سواليف:
2024-06-29@15:42:03 GMT

صبرا وشاتيلا تذبح من جديد وشواهدها تطالها التهديد

تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT

صبرا وشاتيلا تذبح من جديد وشواهدها تطالها التهديد

#صبرا_وشاتيلا تذبح من جديد وشواهدها تطالها التهديد

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

ليس أبلغ شهادةً على مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا الفلسطينيين، التي ارتكبتها إسرائيل وأعوانها في العام 1982، من المقبرة التي تقع على أطراف مخيم شاتيلا وتحمل اسمه، ويدفن فيها أكثر من ثلاثة آلافٍ وخمسمائة فلسطيني ولبناني هم ضحايا المجزرة الدموية التي نفذتها مليشيات إسرائيلية الفكر والهوية، وفق التحقيقات المختلفة التي ألقت المسؤولية الكاملة عنها على السلطات الإسرائيلية، التي سهلت وأجازت وأشرفت على تنفيذها، مسجلةً بذلك واحدة من أبشع المجازر البشرية في التاريخ الحديث.

أصبحت مقبرة صبرا وشاتيلا الشاهدة على الجريمة البشعة والمجزرة المروعة مزاراً للفلسطينيين عموماً، وخاصةً لأولئك الذين فقدوا بعضاً من أفراد عائلتهم، حيث ما زالت قلوبهم تحمل غصة الألم ولوعة الفقد، وتكتوي بنار الحرمان وفاجعة الخسارة، رغم مرور أكثر من أربعين سنة على ارتكابها، إلا أن معالمها ما زالت حاضرة وماثلةً أمام العيون، وشاخصةً في وجه العالم شواهد حجرية تحمل أسماءً بشرية، وقبوراً متراصة تحوي رفاة آلاف الضحايا من الأطفال الرضع والصبيان والنساء والشيوخ، حيث لم تكن القلوب الحاقدة والعنصرية البغيضة تفرق بنيران بنادقها بين فلسطيني ولبناني، وبين صغيرٍ وكبيرٍ أو امرأةٍ ورجلٍ.

مقالات ذات صلة لماذا تتجاهلون هذا الخطر الرهيب: هل أنتم متواطئون؟ 2023/09/30

لكن هذه المقبرة التي باتت تحمل رمزيةً خاصة، ويحيي ذكرى مجزرتها الفلسطينيون واللبنانيون، وتؤمها وفودٌ عربيةٌ ودولية، شعبيةٌ ورسميةٌ، وشخصياتٌ رمزية سياسية وروحية، وأخرى فكرية وفنية، وتحرص على أن تضع أكاليل الورد على “نصب” المجزرة التذكاري، وتلقي كلماتٍ بالمناسبة، تدين فيها مرتكبي المذبحة، وتحمل سلطات الكيان الصهيوني المسؤولية عنها، ولا تبرئ المجتمع الدولي وعواصمه الكبرى من المسؤولية عنها، وتطالب الهيئات الحقوقية والمؤسسات القانونية والمحاكم الدولية، بضرورة ملاحقة المسؤولين ومحاسبتهم، وعدم التهاون في معاقبتهم أياً كانت مناصبهم ومسؤولياتهم الحكومية، والتأكيد على أن هذه الجريمة لا تسقط بالتقادم، ولا تغلق ملفاتها بموت جناتها.

باتت هذه المقبرة الشاهدة على الجريمة والدالة على المجرمين، تواجه تهديداً حقيقياً يستهدف وجودها، ويهدد بقاءها، مما يستدعي سرعة التدخل من جميع الجهات المسؤولة للحفاظ عليها، وعدم السماح بجرفها أو إغلاقها، فهذه المقبرة وإن كانت مشادة على أرضٍ خاصة، يملكها مواطنون لبنانيون، ويحق لهم بموجب القانون التصرف الحر بها وبممتلكاتهم، إلا أنها لم تعد عقاراً خاصاً أو أرضاً عادية، يجوز جرفها وإعادة تخطيطها، أو تغيير تصنيفها وتحويل صفتها، بما يهدد رمزيتها ويشطب ذاكرتها، ويزيل من على الأرض الشواهد الدالة على الجريمة، ويمسح أسماء الضحايا ويلغي حضورهم.

وعليه استكمالاً للجهود الوطنية اللبنانية التي تقع المقبرة ضمن مسؤوليتها العقارية، التي تبذل جهوداً مقدرة للحفاظ على المقبرة، ومنع التعديات عليها، وتسعى لاسترضاء ملاكها والتوصل معهم إلى حلولٍ تحفظ حقوقهم ولا تظلمهم، بما يحفظ المقبرة ويبقي على وجودها ويحول دون إزالتها، فإنه يجب على الجهات الفلسطينية كلها، سواء كانت سلطة أو فصائل، أن تعنى بهذه المسألة عنايةً كبيرة، وأن توليها اهتماماً خاصاً، وأن تسعى بالتعاون مع السلطات اللبنانية المسؤولة للتوصل إلى صيغة مرضية، تحفظ المقبرة وتبقيها، وتحفظ حقوق ملاك الأرض وترضيهم، ولن تعدم أمتنا العربية الخير أبداً، وسنجد فيها الكثير ممن يرغبون في المساهمة في هذه المسألة القومية، وإيجاد حلٍ يصون المقبرة ويحفظها ونصبها التذكاري.

وخلال ذلك يجب على الجهات المسؤولة، الفلسطينية واللبنانية، تشكيل هيئة وطنية مشتركة للحفاظ على المقبرة وصيانتها، والاهتمام بها ورعايتها، وتسويرها وحمايتها من أي تعدياتٍ عليها، والإشراف على نظافتها وتوفير الخدمات فيها، وإعادة تنظيمها لبيان أعداد الشهداء وجنسياتهم، وأجناسهم وأعمارهم، والعمل على تنظيم برامج خاصة بها، وتصميم لوحاتٍ جدرانية تصور المجزرة، وتوفير منشوراتٍ وإنتاج أفلامٍ تسجل فيها حقيقة ما تعرض له سكان المخيمين، وتبين المجرمين الذين نفذوا المجزرة، وتفضح كل الجهات المتورطة فيها، وتسلط الضوء على التواطؤ الدولي والصمت المخزي إزاء هذه الجريمة ومرتكبيها.

لسنا من هواة البكاء على القبور، ولا نحب الوقوف على الأطلال، ولسنا قلقين على شهدائنا في أي أرضٍ دفنوا، وتحت أي ثرى رقدوا، وأياً كانوا أجساداً اكتملوا أو أشلاءً تمزقوا، فنحن نحتسبهم شهداء عند الله عز وجل، منزلتهم عالية، ومكانتهم رفيعة، ومقامهم سامٍ، ودرجتهم عليةٌ، ونعتقد أنهم في الجنة يحبرون مع الأنبياء والصديقين ومن سبقهم من الشهداء، وأن أرواحهم في حواصل طيرٍ خضرٍ تحت عرش الرحمن، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، بل هم أحياءٌ عند ربهم يرزقون، ولكن هذا لا يمنعنا من أن نوثق الجريمة، وأن نخلد المجزرة، وأن نبقي على قضيتهم حاضرة، فهم ما قتلوا إلا لأنهم فلسطينيون وإن كان منهم لبنانيون، وما قتلهم إلا الإسرائيليون وإن نفذ أمرهم غيرهم، فهل في الأمة من زبيرٍ حرٍ ينبري للتصدي لهذه المسألة، ويعجل في الحفاظ على هذه المقبرة الشاهد، بمالٍ يؤديه، أو برنامجٍ ينفذه، أو مشروعٍ يعده.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: صبرا وشاتیلا

إقرأ أيضاً:

بعد توقف أسبوعين.. محافظ قنا يُعاود إستقبال الشاكين بالديوان العام

عاود اللواء أشرف الداودي محافظ قنا، اليوم الخميس، وبعد توقف دام أسبوعين، استقبال المواطنين بمكتبة ، وذلك لبحث شكواهم، والعمل على إيجاد الحلول المناسبة بالتنسيق مع الجهات المعنية بتلك الشكاوى. 

وقال المحافظ، إن استقبال المواطنين، شبه اليومي، لبحث شكواهم، والعمل على إيجاد الحلول المناسبة بالتنسيق مع الجهات المعنية بتلك الشكاوى.

 ونوه أن ذلك في إطار حرص محافظ قنا على التواصل المباشر مع المواطنين وتلبية احتياجاتهم وتخفيف المعاناة عنهم، سعيًا للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لهم وتوطيد جسور الثقة بين المواطنين والحكومة.

 ووجه المحافظ، المسئولين بسرعة فحص شكاوى وطلبات المواطنين التي تتعلق بطلبات المساعدات، أو معاش تكافل وكرامة التي تقدم بها المواطنون الأولى بالرعاية، وذلك استمرارًا لجهود الدولة التي تبذلها بشأن الحماية الاجتماعية وتقديم الدعم للأسر الفقيرة والأولى بالرعاية.

 ونوه المحافظ، أن جميع الجهات الحكومية المحلية تقوم بالبت وإزالة أسباب الشكاوى التي يتم إرسالها إليها في وقت قياسي، وهو ما ساهم في تحسين معدلات الإنجاز وتطور مستويات الأداء في حل الشكاوى. 

 وقال عمر عبدالباقي، المتحدث الرسمي لمحافظة قنا، إن الشاكين من مختلف مراكز المحافظة، وإنه تم عقد لقاءات فردية مع كل مواطن على حدة، حفاظًا على خصوصية الشكوى.

وأورد المتحدث الرسمي، أن محافظ قنا أصدر تعليمات مشددة بضرورة التزام الجهات المرتبطة منظومة الشكاوى، داخل المحافظة بسرعة الاستجابة لشكاوى وطلبات واستغاثات المواطنين في مختلف المجالات.

 وبيّن أن هذه الشكاوى لم تتوقف عند حد ما يتم تلقيه على المنظومة، بل يتمّ الرصد والتعامل مع تلك الشكاوى المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي.

 وتم مراجعة مضمون الشكاوى واستيفاء متطلبات فحصها، وإرسالها فورًا لجهات الاختصاص المختلفة للبت فيها ووضع الحلول المناسبة لها بما يحقق مصلحة المواطن، وبما لا يُخل باللوائح والقوانين. 

 حضر جلسات الاستماع لشكاوى المواطنين، حسن عثمان، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بقنا، وسمية حسن، مدير إدارة تشغيل الشباب بالمحافظة.

شكاوي المستثمرين

وفي وقت سابق عقد اجتماعا عاجلًا مع مسؤلى شركة الكهرباء بقنا في استجابة لشكوى مصنع طائر الفنيق لصناعة ودرفلة الحديد بالمنطقة الصناعية بـ"كلاحين" قفط بخصوص بعض المشكلات التى تواجههم من أعطال الكهرباء لإيجاد الحلول المناسبة لها.

واستمع محافظ قنا، لشكواي المصنع، وجه علي الفور مسئولي شركة الكهرباء بدراستها وحلها في أسرع وقت، مؤكدًا أن ملف الاستثمار يُعد أحد أهم الملفات على أجندة الحكومة خلال هذه المرحلة، مشيرًا إلى أن المحافظة تسعى لتهيئة الأجواء المناسبة لخلق مناخا استثماريا جاذبا للمستثمرين بهدف زيادة نسب التشغيل وخلق فرص عمل حقيقية أمام الشباب وتحسين مستوى الدخل بما ينعكس ايجابيا على الاقتصاد المصري . 

مقالات مشابهة

  • الديك الرومي.. سيرة الجريمة والسّيادة
  • الاحتلال يواصل اقتحاماته بالضفة واشتباكات ضارية بنابلس
  • أمريكا تعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار لمن يصل ل ”المرأة الأخطر في العالم”..والكشف عن الجريمة المتورطة فيها
  • السويد: التهديد الإرهابي في البلاد ما زال مرتفعًا
  • آبل تعتزم دعم قطع غيار الجهات الخارجية لاستخدامها في عمليات الإصلاح
  • شائعة طاردت صلاح قابيل حتى القبر
  • بعد توقف أسبوعين.. محافظ قنا يُعاود إستقبال الشاكين بالديوان العام
  • مجزرة سجن تدمر.. يوم أعدم الأسد مئات المعتقلين في نصف ساعة
  • «جنائية شرطة دبي» تطور برامجها بالذكاء الاصطناعي
  • عشرات الأجنة في علب البان ودبس.. ماذا يحدث في مقبرة إمام أحمد؟