اتهمت السلطات السويسرية المليارديرة غولنارا كريموفا، ابنة الرئيس الأوزبكي السابق إسلام كريموف، بقيادة عصابة إجرامية دولية عابرة للحدود.

وقالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إن كريموفا التي تقبع في السجن بالعاصمة الأوزبكية طشقند منذ العام 2014، تواجه عدة اتهامات.

وبحسب الصحيفة البريطانية فإن التهم تتركز حول نهب مئات الملايين من الدولارات من أوزبكستان، إضافة إلى تقديم رشى للمديرين التنفيذيين والمسؤولين الحكوميين حول العالم بصورة ممنهجة.



وتضيف الصحيفة، أن كريموفا تواجه تهما أخرى تتعلق بغسيل أموال عبر مكاسب غير مشروعة من خلال مجموعة من الشركات والحسابات المصرفية في سويسرا.

ورفع المدعون السويسريون قضية ضد كريموفا في المحكمة الجنائية الفيدرالية في مدينة بيلينزونا الخميس الماضي.


وخلال السنوات الأخيرة تنقلت كريموفا بين دول العالم بصفتها دبلوماسية بالأمم المتحدة، وتمتَّعت بالحصانة من الملاحقة القضائية، بهدف الترويج لعلامتها التجارية في مجال الأزياء ومخالطة المشاهير.

ووفقا للائحة الاتهام، فإن كريموفا تتزعم منظمة إجرامية معروفة باسم "المكتب" وتضم عشرات الأفراد وأكثر من 100 شركة منفصلة.

وعرف المدعون السويسريون المنظمة بأنها تشكيل إجرامي يعمل سرا بصورة منسقة من أجل إخفاء الأموال المسروقة وإثراء أعضائه.

وتنقل الصحيفة عن غريغور مانغيت، محامي كريموفا في جنيف قوله، إنَّها "تطعن في جميع الاتهامات وستناضل من أجل تبرئة نفسها". 

وأضاف مانغيت، "أن هيئة الدفاع تطعن تماما في نظرية المنظمة الإجرامية التي لقد اخترعها المدعون السويسريون قبل عام فقط، أي بعد 10 سنوات من بدء التحقيق".

وتابع: "موكلتنا غولنارا كريموفا محتجزة تعسفيا منذ ما يقارب 10 سنوات، ولا تعلم إلى متى ستبقى بالسجن في أوزبكستان".

وقال الإدعاء الفيدرالي السويسري عقب فترة قصيرة من تقديم لائحة الاتهام، "إن منظمة (المكتب) مارست أنشطتها الإجرامية كعمل تجاري احترافي، فكان هنالك امتثال للقواعد التنظيمية الإلزامية والتزام بتخصيص صارم للمهام، مع اللجوء أيضاً للعنف والترهيب"، وفقا للفايننشال تايمز.



وأضاف: "أن مركز المنظمة كان شركة Zeromax السويسرية، التي انهارت عام 2010 لتصبح ثاني أكبر شركة تعلن إفلاسها في سويسرا على الإطلاق".

وتبين الصحيفة، "أن قوانين الإفصاح المبهمة في سويسرا، كانت السبب في عدم لفت انهيار الشركة انتباها كبيرا طوال أكثر من عقد من الزمن".

وتابعت بأن"ملايين الدولارات أُنفِقَت على المجوهرات، والعلاجات الطبية الفاخرة، والممتلكات التي لا علاقة لها على ما يبدو بالأنشطة الرسمية للشركة باعتبارها الشركة القابضة للموارد الطبيعية ومشروعات البناء في أوزبكستان".

وتذكر لائحة الاتهامات التي قدمت الخميس، ضد كريموفا، التي كانت تُسمَّى "أميرة أوزبكستان" بسبب نمط حياتها المترف، أنَ هنالك تحقيقا جنائيا جاريا بخصوص واحد من أبرز البنوك الخاصة في سويسرا، بنك (لومبارد أودييه)، على صلة بالقضية.

ويقول المدعون السويسريون إنَ منظمة المكتب بدأت عملياتها في سويسرا عام 2005، واستخدمت البلاد طوال العقد التالي للمساعدة في حفظ الأموال المسروقة.

ووفقا للتحقيقات فإن المصدر الأساسي والرئيسي، لمكاسب المنظمة كانت الرشى التي دفعتها شركات الاتصالات الغربية من أجل تطوير شبكة الاتصالات الأوزبكية في أوائل العقد الأول من القرن الحالي، ومن تلك النقطة نمت طموحات المنظمة ونطاقها.

وذكرت الصحيفة أن وزارة الخارجية الأمريكية وصفت كريموفا بأنها "بارونة لصة"، في برقية دبلوماسية مسربة من عام 2010، وأشارت إلى أنها "شقت طريقها بالقوة للحصول على شريحة من كل الأعمال المربحة تقريباً" في أوزبكستان من خلال استغلال سلطة والدها.



وفي آب/ أغسطس الماضي قال مكتب مكافحة جرائم الاحتيال الخطيرة في بريطانيا إنه تولى السيطرة على ممتلكات تبلغ قيمتها أكثر من 20 مليون جنيه إسترليني (24.5 مليون دولار تقريبا) كانت تملكها كريموفا. 

وأشارت الصحيفة إلى أن كريموفا استخدمت صناديق الودائع الآمنة لتخزين ألماس وأحجار كريمة تبلغ قيمتها ملايين الفرنكات السويسرية. 

وأكدت أن أكثر من 400 مليون فرنك سويسري (439.65 مليون دولار) من الأصول السائلة لا تزال مجمدة في البنك في حسابات باسم كريموفا.

ونوهت الصحيفة البريطانية إلى أن كريموفا تجنبت التحقيق في سويسرا لسنوات بفضل الحصانة الدبلوماسية التي منحتها لها المناصب التي تولتها في الأمم المتحدة بجنيف.

لكن مع تدهور صحة والدها إسلام كريموفا ووفاته بعد أن حكم أوزبكستان كرئيس مستبد منذ عام 1991 حتى عام 2016، فقدت كريموفا حمايتها السياسية القوية. 

وخلال عام 2014، وعقب تغير المشهد السياسي  في طشقند، وُضعت كريموفا قيد الإقامة الجبرية، وأدينت في 2017 بالاختلاس في أوزبكستان، طبقا للصحيفة.


وادَّعى محامو كريموفا حينها تعرضها منذ ذلك الحين للتعذيب والحرمان من حقوق الإنسان الأساسية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية كريموفا أوزبكستان سويسرا سويسرا أوزبكستان غسيل أموال كريموفا منظمة اجرامية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی أوزبکستان فی سویسرا

إقرأ أيضاً:

وزيرا المالية والصحة يبحثان مع منظمة الصحة العالمية بناء وتنمية القطاع الصحي وتمويله

شمسان بوست / عدن

بحث وزيرا المالية سالم بن بريك، والصحة العامة والسكان الدكتور قاسم بحيبح، اليوم، في العاصمة عدن، مع وفد منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة الذي ضم ممثل المنظمة في اليمن الدكتور ارثروا بسيغيان، ومدير النظم الصحية في الشرق الأوسط عوض مطريه، الجهود المشتركة لإعادة بناء وتنمية القطاع الصحي من خلال إيجاد نموذج مناسب لمشروع الرعاية الصحية في اليمن، وتوفير التمويل اللازم له.

كما جرى خلال اللقاء بمشاركة عدد من الوكلاء والوكلاء المساعدين في وزارتي المالية والصحة ومصلحة الجمارك، ومدير مكتب المنظمة في عدن الدكتور محمود طاهر، ومنسقة برامج النظم الصحية بالمكتب الرئيسي بالمنظمة في جنيف تيري، استعراض الوضع العام لقطاع الصحة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها بلادنا بالمرحلة الراهنة على مستوى مختلف القطاعات والمجالات الحيوية ولاسيّما الاقتصادية والمالية والصحية والخدمية، بسبب مواصلة مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني حربها الاقتصادية على اليمن واليمنيين، وحصارها على تصدير النفط الخام الذي يشكل ما نسبته نحو 70 في المائة من الموازنة العامة للدولة.

وتطرق اللقاء أيضا، إلى الإنعكاسات والآثار السلبية الكبيرة لتلك التحديات والممارسات الإجرامية الحوثية على المجتمع والحياة العامة للمواطنين وقطاع الصحة بشكل عام، الأمر الذي فرض الحاجة الماسة لمراعاة الوضع الاستثنائي في البلاد، وتضافر الجهود الحكومية والدولية المشتركة من أجل إعداد ووضع التصورات المناسبة، تمهيدا لتنفيذ التدخلات اللازمة وتحقيق أهدافها المنشودة المتمثلة بالحد من تفاقم التحديات وتخفيف المعاناة الإنسانية وإنقاذ النظام الصحي.

وجدد وزير المالية بن بريك، تأكيده حرص الحكومة على مواصلة القيام بمسؤولياتها الوطنية وبذل الجهود المطلوبة بالتعاون والتنسيق مع شركاء الحكومة من الدول الشقيقة والصديقة والصناديق والبرامج المانحة والمنظمات الدولية العاملة في بلادنا ومنها منظمة الصحة العالمية من أجل مواجهة التحديات التي تعيشها البلاد في المرحلة الصعبة الراهنة، والإسهام في تحسين الأوضاع العامة والنظام الصحي .. داعيا المنظمة إلى مضاعفة جهود حشد التمويلات الدولية لدعم قطاع الصحة.

من جانبه أكد وزير الصحة بحيبح، أهمية تكاتف الجهود الوطنية والدولية من أجل إيجاد النموذج المناسب والواقعي لمشروع الرعاية الصحية في اليمن، وتنفيذه بالشكل الأمثل، من أجل الإسهام في ديمومة وتحسين الخدمات الصحية المقدمة لمختلف فئات وشرائح المجتمع، وتعزيز النظام الصحي العام أمام الصعوبات التي يواجهها .. مشيدا بتدخلات منظمة الصحة العالمية في بلادنا.  

بدورهم جدد مسؤولو منظمة الصحة العالمية، تأكيدهم حرص المنظمة على تعزيز أوجه التعاون والشراكة مع الجانب الحكومي ووزارة الصحة، ومواصلة تقديم الدعم اللازم للمساهمة في الحد من التداعيات الصعبة بالقطاع الصحي وتحسين مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين. 

مقالات مشابهة

  • منظمة ” أطباء بلا حدود” تعلّق أنشطتها  في مستشفى بشائر جنوبي الخرطوم
  • 29 منظمة دولية تتهم إسرائيل بتشجيع نهب المساعدات في غزة
  • منظمة أطباء بلا حدود تؤكد تعرض مستشفى بشائر للاقتحام من قبل مسلحين
  • “هيومن رايتس”: المختطفين في سجون الحوثيين يتعرضون للتصفية تحت التعذيب
  • منظمة دولية تسجل أرقاماً قياسية لتدفق المهاجرين العام الماضي
  • التضامن لحقوق الإنسان تدين استمرار “الإخلاء القسري” وهدم البيوت في بنغازي
  • «إنبي» تنظم دورة تدريبية عن التوجهات العالمية حول كفاءة الطاقة بالتعاون مع «أوابك»
  • منظمات دولية تعود إلى صنعاء عقب نجاح حكومي لافت لدبلوماسية المنظمات
  • وزيرا المالية والصحة يبحثان مع منظمة الصحة العالمية بناء وتنمية القطاع الصحي وتمويله
  • منظمة خريجى الأزهر تنعى شقيقة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر