يعيش مرضى غسيل الكلى خلال رحلة علاجهم أزمة وجودية قد تنفجر من وقت لاخر. أزمة بدأت مع صعود الدولار، وتفاقمت إثر ارتفاع تكاليف العلاج، وعجز المستشفيات عن تأمين المواد الطبية اللازمة، وسط عدم حصولهم على أموالهم من قبل الجهات الضامنة.

أما اليوم فقد وصل الأمر إلى الحضيض، مع بدء عدد كبير من المستشفيات رفض استقبال أي مريضٍ جديد، وسط شكوك حول قدرتهم على استكمال علاج مرضاهم، ما ينذر بأزمة صحية لن يكون أحد قادرا على ردعها.



تحذّر مصادر صحية من خطورة الوضع هذا، وتشير عبر "لبنان 24 "إلى أن الأرضية اليوم غير مجهزة أبدًا لتحمل تفاقم المشكلة، فما تطالب به المستشفيات هو الحدّ الأدنى مما تحتاجه لتغطية كلفة مستلزمات العلاج، إذ إن انقطاع الدواء،وارتفاع تكلفة إصلاح الماكينات وصيانتها، وارتفاع الدولار أهلك ميزانية المستشفيات. وتؤكّد المصادر أن عددًا كبيرًا من الشركات التي تُعنى بعملية صيانة الماكينات المستخدمة قد أغلقت أبوابها وباتت خارج لبنان، وهذا ما صعّب المهمة على المستشفيات لناحية الحصول على الأدوات اللازمة لعمليات الصيانة، عدا عن السوق الموازية التي أحكمت قبضتها على سوق القطع هذه، ما أجبر المستشفيات على شرائها بسعر مضاعف، علمًا أن المريض هو من سيتحمل الكلفة في النهايةّ، وهذا بات أمرا واضحًا مع الارتفاع التدريجي في كلفة جلسات غسيل الكلى ، حيث وضل بدل الجلسات الخاصة إلى 1000$ شهريًا، وفي حال كان الشخص يعالج على نفقة الضمان فإنّها تصل إلى حدود الـ 100$ دولار.

لا أموال لا علاج
في المقلب الاخر،يخشى نقيب المستشفيات الخاصة في لبنان سليمان هارون من تأزم الأوضاع أكثر، ويحذّر عبر "لبنان 24" من أزمة خطيرة تحدق بالمستشفيات كافة، خاصة لناحية غسيل الكلى ويقول:" الشح بالأموال، بالإضافة إلى عدم تقاضي المستشفيات حقوقها من قبل الجهات المعنية سيدفعها في نهاية المطاف إلى إغلاق المراكز، إذ إن التكلفة العالية لعملية غسيل الكلى لا يستطيع المستشفى أن تتحمله لوحده، خاصةً في ظل وجود أعداد كبيرة من المرضى."

يؤكّد هارون على أن ما يحدث في المستشفيات يشير إلى اهتزاز قدرتها على التحمل أكثر، حيث وصلت حرفيًا إلى طاقتها الإستيعابية القصوى، والمستشفى الذي لديه القدرة حاليًا على الاستمرار في علاج المرضى فإنه حتمًا لن يكون قادرا على استقبال أي مريض جديد، إذ إن التكلفة باتت لا تحتمل فعليًا في ظل غياب أي تحرّك رسميّ.
ويبقى الحل لعدم ترك المرضى لمصيرهم حسب هارون بتحرير الأموال من الجهات الضامنة، علمًا أن مصادر من داخل العديد من المستشفيات أكّدت لـ"لبنان 24" أن قيمة الأموال التي ستحصل عليها في حال تم تحريرها قد فقدت الكثير من قيمتها.

وزارة الصحة تتحرك
وفي اطار التحرك الرسمي لمعالجة هذه المعضلة اجرى وزير الصحة فراس الأبيض سلسلة من الاتصالات المكثفة في الأيام الماضية لحل مسألة مستحقات المستشفيات عن غسيل الكلى، وقد تم تأمينها.

واشار في بيان الى"ان وزارة المالية احالت إلى مصرف لبنان المركزي مستحقات الأشهر الثلاثة الأولى من هذه العام تجهيزا للبدء بعملية الدفع، ويتم العمل حاليا بين وزارتي الصحة والمالية على إعداد فواتير الأشهر الأربعة التالية وستحال فور إنجازها في الأسبوعين المقبلين إلى المصرف المركزي".

ولفت الى انه "بعد التواصل مع حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري، تم تسريع فتح حساب وفق شروط المركزي لصرف سلفة الالف مليار ليرة لبنانية التي اقرت لوزارة الصحة العامة لتسديد مستحقات المستشفيات عن مرضى غسيل الكلى. وستبدأ الوزارة صرف الأموال من هذه السلفة في نهاية الأسبوع المقبل لتغطية تجاوزات السقوف المالية". المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: غسیل الکلى لبنان 24

إقرأ أيضاً:

الصحة العالمية: 755 ألف سوداني يواجهون مستويات انعدام أمن غذائي كارثية

قالت منظمة الصحة العالية، يواجه أَكثر من 25 مليون سودانِي – أي أكثر من نِصْفِ سكانِ البلادِ – مستوياتٍ حادَّةً من انعدامِ الأمن الغذائي، وفقًا لآخر تحليلٍ لِلتَّصْنيفِ المرحليِّ المتكاملِ لانعدامِ الأمنِ الغذائيِّ الحادِّ الذي أُجريَ بين أواخر أبريل وأوائل يونيو 2024.

فنحو 755 أَلْفَ شخصٍ يواجهون مستوياتٍ كارثية من انعدامِ الأمن الغذائي، بينما يعاني 8.5 ملايين شخص نقصًا حادًّا في الغذاء ومعه ارتفاعُ مستوياتِ سوءِ التغذيةِ. وثمة 14 مِنْطَقَةً عُرْضَةٌ لخطر المجاعةِ، منها مثلاً مناطقُ في ولاياتِ دارفور والخرطوم والجزيرة وَتَجَمُّعاتٌ من المشردين داخليًّا واللاجئين، وهذه أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد التي سجلها التصنيفُ المرحليُّ المتكاملُ في السودان على الإطلاق.
وأضافت، يمثل هذا تدهورًا حادًّا وسريعًا في وضع الأمن الغذائي مقارنة بالتحديث السابق الصادرِ عن التصنيفِ المرحليِّ المتكاملِ في ديسمبر 2023. وكان التصنيفُ المرحليُّ المتكاملُ قد حَذرَ من أن المزيد من الأشخاص سيواجهونَ مستوياتٍ عاليةً من انعدام الأمن الغذائي الحادِ، ما لم يحدث وقف فوري للأعمال العدائية وضمان إتاحة الوصول للمساعدات الإنسانية.

ولقد تصاعد الصراع بشكل كبيرٍ في الأشهر الماضية، وامتد أيضا إلى مناطق أخرى بين الفصائل المسلحة، وذلك مع زيادة في العنف المنظم، والنزوح الجماعي، وتعطيل الخدمات الصحية الأساسية، وإعاقة وصول المساعدات الإنسانية، الأمر الذي أدى إلى تدهور وضع الأمن الغذائي والتغذوي في السودان.
إن حالات العوز التغذوي تجعل الناسَ أكثر عرضةً لخطرِ الأمراض، ويسري ذلك بشكل خاص على الأطفالِ، حيث إن الجمعَ بين سوءِ التغذية والمرضِ قد يكون أمرًا قاتلاً.
لذا يجب اتخاذ إجراءات عاجلة للحيلولة دون حدوث مجاعة، ولا بد من استعادة إمكانية إيصال المساعدات الإنسانية، ولابد أيضًا من توفير الحماية للمرافق الصحية والعاملين في مجال الصحة، فالشعب السوداني يستحق الصحة والسلام.

مقالات مشابهة

  • تبرئة 28 متهما في قضية "وثائق بنما"
  • الاستقرار: وصول أدوية عامة وتخصصية لمرضى الأورام ومستلزمات غسيل الكلى
  • الصحة العالمية:  «25.6»  ملايين شخص يواجهون جوعا حادا في السودان
  • “بيت الخير” تعزّز وعي موظفيها في مجال مكافحة غسل الأموال
  • جهاز الإمداد الطبي يستقبل شحنات أدوية عامة ومستلزمات غسيل الكلى الحاد
  • نقل أطفال مرضى بالسرطان للعلاج في مصر
  • الرابطة السورية لأطباء الأورام تقيم مؤتمرها العلمي التاسع والعشرين
  • الصحة العالمية: 755 ألف سوداني يواجهون مستويات انعدام أمن غذائي كارثية
  • بلومبيرغ: الإمارات مغناطيس الأثرياء الفاسدين المتهربين من الضرائب حول العالم
  • “حماد” يطّلع على سير عمل وزارتي الداخلية والصحة