ماذا طلب جذع النخلة من رسول الله فدعا به؟.. علي جمعة: كلنا نتمناه
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
تعد قصة جذع النخلة الذي بكى لفراق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من القصص الشهيرة المعروفة للكثيرين، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن أسرارها مكشوفة كذلك ، فلايزال هناك أسرار فيها خفية ومنها ماذا طلب جذع النخلة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما احتضنه ليسكن ؟، فإذا كانت قصة جذع النخلة الباكي تحمل لنا دلالات على رفق ورحمة وحنان سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فهذا يدفعنا لمعرفة ماذا طلب جذع النخلة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما احتضنه ليسكن ؟ خاصة وقد استجاب النبي -صلى الله عليه وسلم- لطلبه ودعا الله تعالى أن يلبيه.
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه كان سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طاقة حب ورحمة وحنان ورأفة ورقة تسري روحها في كل شيء حتى الجماد.
و أوضح «جمعة» في إجابته عن سؤال : ( ماذا طلب جذع النخلة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما احتضنه ليسكن ؟)، أنه قد كان سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقوم يوم الجمعة فيسند ظهره إلى جذع منصوب في المسجد فيخطب فجاء رومي فقال: ألا نصنع لك شيئا، تقعد وكأنك قائم؟ فصنع له منبرا له درجتان، ويقعد على الثالثة -والمنبر الذي في المدينة الآن مكان ذلك المنبر الشريف-.
وتابع: والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يخطب إلى جذع فلما صنع المنبر فتحوّل إليه حن الجذع، فأتاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاحتضنه فسكن وقال: (لو لم أحتضنه لحّن إلى يوم القيامة) -حزنا على فراق سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- - ، فأمر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدفن؛ يعني الجذع .
وأضاف أنه حن الجذع حنينًا سمعه من في المسجد، والنبي -صلى الله عليه وسلم- وصفه ربه بأنه { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } للجن والإنس والجماد والحيوان ، والنبي -صلى الله عليه وسلم- هو الذي قال: (إنما إنا رحمة مهداة)، والنبي -صلى الله عليه وسلم- هو الذي قال: (الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء).
وأشار إلى أنه نزل النبي -صلى الله عليه وسلم- بقدره الجليل، واحتضن هذا الجذع حتى سكن وهو يقول -والصحابة تسمع-: (أفعل إن شاء الله . أفعل إن شاء الله)، وقال: (والله لو لم أحتضنه لبقى في حنينه إلى يوم القيامة) ودفن النبي -صلى الله عليه وسلم- الجذع وسأله الناس: تفعل ماذا يا رسول الله ؟ قال: (سألني أن يكون رفيقي في الجنة فقلت: أفعل إن شاء الله) -أي أنه يدعو ربه - سبحانه وتعالى - ، يدعو ملك الملوك أن يصاحبه هذا الجذع في الجنة-.
وأفاد بأنه كان الحسن البصري- رحمه الله- إذا حدث بحديث الجذع يقول: يا معشر المسلمين الخشبة تحن إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شوقا إلى لقائه، فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه)، فاللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى نُورِ الأَنْوَارِ ، وَسِرِّ الأَسِرَارِ ، وَتِرْيَاقِ الأَغْيَارِ ، وَمِفْتَاحِ بَابِ الْيَسَارِ. سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الْمُخْتَارِ وَآلِهِ الأَطْهَارِ وَأَصْحَابِهِ الأَخْيَارِ. عَدَد نِعَمِ الله وَأِفْضَالِهِ.
حديث حنين الجذع للنبيروي عن جابر بن عبدالله وحدثه البخاري فيصحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 3585، أنه كانَ المَسْجِدُ مَسْقُوفًا علَى جُذُوعٍ مِن نَخْلٍ، فَكانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا خَطَبَ يَقُومُ إلى جِذْعٍ منها، فَلَمَّا صُنِعَ له المِنْبَرُ وكانَ عليه، فَسَمِعْنَا لِذلكَ الجِذْعِ صَوْتًا كَصَوْتِ العِشَارِ، حتَّى جَاءَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا فَسَكَنَتْ.
في هذا الحَديثِ مُعجِزةٌ مِن مُعْجزاتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهي حَنينُ الجِذعِ إليه؛ فيَرْوي جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما في هذا الحَديثِ أنَّ مَسجِدَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان مَسْقوفًا على جُذوعٍ مِن نَخلٍ، فكانت جُذوعُ النَّخلِ له كالأعْمِدةِ، يَستَنِدُ عليه السَّقفُ، وكان إذا خطَبَ يَقومُ واقفًا مُستنِدًا على جِذْعٍ منها، فلمَّا صُنِعَ له المِنبَرُ، وقام عليه سَمِع الصَّحابةُ رِضوانُ اللهِ عليهم لذلك الجِذعِ الَّذي كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقِفُ عندَه، ويَستنِدُ عليه؛ صَوتًا كصَوتِ العِشارِ، يَعني: النَّاقةَ الَّتي بلَغَتْ في حَمْلِها الشَّهرَ العاشِرَ، وهو صَوتٌ كصَوتِ الحَنينِ والحُزنِ، فجاءَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فوضَعَ يَدَه عليه فسكَتَ الصَّوتُ.
فذلك حالُ الجَماداتِ معَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فما بالُكَ بمَن يَمتلِكُ صِفةَ الإحْساسِ الفِطريَّةَ! فاللَّهُمَّ ارْزُقْنا حُبَّ نَبيِّكَ وحُسنَ اتِّباعِه، وصُحبَتَه في الآخِرةِ برَحمتِكَ يا أرحَمَ الرَّاحِمينَ.
وفي الحَديثِ: مَشروعيَّةُ اتِّخاذِ المِنبَرِ في المَساجدِ.
وفيه: مَشروعيَّةُ الوُقوفِ في الخُطبةِ على أيِّ شَيءٍ مُرتفِعٍ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة الدكتور علي جمعة صلى الله علیه وسلم سیدنا رسول الله ى الله علیه وسل علی جمعة فی الم
إقرأ أيضاً:
الثأر لدماء شهداء غزة
راشد بن حميد الراشدي
الدم سيعود أثره ولو بعد حين، ودماء غزة لن تذهب هدرًا وسدى، وستعود بالويلات على كل ظالم في عالمنا الصامت تحت طغيان بعض الأمم وفجورها.
ما يحدث في غزة منذ عام ونصف العام لن يمر مرور السلام تحت محكمة العدل الإلهية العادلة بل سيعود مقتصًا من جميع طواغيت هذا الزمان ومن شايعهم عن كل قطرة دم سالت من كل بريء يُطالب بأرضه وحريته محتسبا حياته لله في مشهد لم يشهده العالم ولم تعرفه البشرية من قبل وتحت ذرائع واهية الكل يعلمها ويصمت حيالها، ولكن المشهد الحقيقي اليوم هو طغيان الأمم الظالمة على بعضها البعض وصمت الخائنين المتخاذلين الذين يجارون الأحداث وفساد الأمر خوفا وطمعا إرضاءً لطاغية توعدهم بجحيم قادم فألجم أفواههم وأخرس ألسنتهم وقيد حريتهم عن قول حقيقة ساطعة كشمس الظهيرة.
شعبًا يباد عن بكرة أبيه حكم عليه بالإعدام من سفاح أشر ودول كافرة ليس فيها خير لمُسلم تعاونت على إخوة في الله فما كان نصيبهم منَّا إلى الصمت المطبق وحتى الصراخ والعويل والاحتجاج والإعلان عن موقفنا كأمم مُسلمة واتخاذ إجراءات تردع الظالم عن ظلمه لم نرها سوى من دول لا يصل عددها إلى أصابع يد واحدة؛ بل رأينا عكس ذلك من يشجع الظالم في السير على نهجه وحصد الصغير والعاجز والشيخ قبل الشباب.
فبأي ذنب قتلت؟
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا وشبك بين أصابعه ويقول صلى الله عليه وسلم: من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ويقول صلى الله عليه وسلم: والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
أين الأخوة والنصرة والعضد الذي نرتجيه بعد اليوم من أمة تعدادها تعدى الملياري مسلم خواء وأين دور دول العالم الأخرى التي تدعي الحرية والعدل وحقوق الإنسان وأهل غزة حتى حقوق الحيوان لم تشفع لهم من تلك المذابح التي لم يشهدها العالم من قبل فإلى أين المسير وكيف سيكون غدا المصير؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "توشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل يا رسول الله: وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت".
العدو اليوم يحاصركم يا أمة الملياري مسلم والدور غدا عليكم فهذه حرب غوغاء صليبية وصهيونية امتحن الله بها عباده فهو يمحص اليوم الحق من الباطل فهنيئًا لعباد الله الصالحين المجاهدين العاملين وتُعسًا لعباد الله الخائنين الذين خارت قواهم على شهوات زائلة ودنيا فانية فدماء شهداء غزة لن تذهب هدرًا وستأخذ بثأرها قريبًا بإذن الله وستشرق شمس العدل والكرامة على يد رجال يحبهم الله ويحبونه أشداء على الظالمين وما ذلك على الله بعزيز.
فالله لكم أهل غزة الأخيار ينصركم ويؤيدكم على عدوكم ويخزهم ويشف صدور قومٍ مؤمنين قريبًا رغم مأساوية المشهد وقلة النصير من أهلكم.
اللهم لا تأخذنا بما فعل السفهاء منا.. اللهم إنا نبرأ مما فعلوا ونستعين بك عليهم في شهرك العظيم الكريم أن تقتص من عدوهم ومن شايعهم من الأمم الظالمة التي لم ترقب إلًا ولا ذمَّة في عبادك المؤمنين الذين حاصرهم الجوع والعطش وبطش العدو الظالم.
دمُ المسلم حرام وعرضه حرام، وقد جارت علينا الأمم لهوان حالنا وضعف إيماننا واتباع الهوى والبعد عن الصلاح، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
رابط مختصر