كيف تحافظ على مستقبلك المهني في عصر الذكاء الاصطناعي؟
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
(زمان التركية)- منذ الثورة الصناعية أصبح لدى جميع العاملين في المصانع والمؤسسات الصناعية خوف ورهبة من التكنولوجيا لكونها ستأخذ مكانهم في العمل يوما ما وهو ما تحقق بنسبة كبيرة بالفعل، حيث أننا اليوم نرى أنه تم بالفعل استبدال بعض الوظائف والمهام بالآلات، وفي المقابل ظهرت وظائف جديدة وأصبح على الأشخاص الذين يتوجهون إلى سوق العمل تجهيز أنفسهم بمهارات مختلفة عما كان يحتاجه سوق العمل سابقا، وخلال العام الماضي كان إطلاق منصة ChatGPTونجاحها بالإضافة إلى غيرها من تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي جعل العديد من الناس يتساءلون الآن عن مستقبل العمل ــ وما إذا كانت وظائفهم آمنة أم لا؟ .
ولقد أظهرت استطلاعات الرأي التي أجريت مؤخرا أن أكثر من نصف الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا يشعرون بالقلق بشأن الذكاء الاصطناعي وحياتهم المهنية، فالخوف من اختفاء الوظائف أو استبدالها من خلال الأتمتة أمر أصبح محتوم ومفهوم ، وقد وجدت الأبحاث الحديثة أن ربع المهام التي يقوم بها البشر حاليًا في الولايات المتحدة وأوروبا يمكن أتمتتها في السنوات القليلة المقبلة ويرى بالطبع رواد الأعمال في ذلك فرصة كبيرة فعندما تحل الألة مكان البشر ستقل بالطبع تكلفة الإنتاج. ويعد الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في أماكن العمل الإدارية يعني أننا أمام تغييرات مختلفة تماما عن التحولات السابقة في مكان العمل. ويعود هذا الاعتقاد إلى أن وظائف الطبقة المتوسطة أصبحت الآن مهددة بالانقراض خلال فترة مابين خمس إلى عشر سنوات.
يعد مستقبل العمل موضوعًا شائعًا للمناقشة، حيث يتم نشر عدد لا يحصى من الكتب كل عام حول هذا الموضوع. تتحدث هذه الكتب عن حاجة الإنسان إلى فهم كيفية تشكيل المستقبل.
والحقيقة إن التفكير في الذكاء الاصطناعي في مكان العمل ينقسم فيه المفكرون عمومًا إلى معسكرين، المعسكر الأول يعبر عن قلقه الشديد من مستقبل التكنولوجيا ودور البشر العاملين في وظائفهم الحالية وفي المقابل لدينا معسكر أخر من المفكرين ينظرون إلى الأمر أنه جزء من تطور البشرية وبالتالي يأملون في أن تعاون البشر والآلة سيقود البشر إلى المزيد من التطور والرقي الإنساني وكثير منهم ينتظرون المزيد من التطور وينظرون إلى مشروع الكمبيوترات الكمومية على أنها ستجد لنا حلولا لكل مشاكلنا وبالتالي ستنقل البشرية إلى حقبة جديدة تماما وستحدث تغير كبير في حياة جميع البشر.
ما بين القلق والطموح
نعم إن الموضوع يثير القلق فالتكنولوجيا اليوم لم تعد تهدد عمال المصانع إننا أمام أتمتة في كثير من مجالات العمل وهو ما سيحرم العديد من الأشخاص من الوظائف، وعلى وجه التحديد، يتمثل مصدر القلق في أن الوظائف القائمة على المعرفة مثل مجال المحاسبة أو القانون والتي كانت تُعَد لفترة طويلة من اختصاص المهنيين الحاصلين على تعليم جيد أصبحت الآن تحت تهديد الاستعاضة عنها بالآلات.
إن التشغيل الآلي يقوض فكرة أن التعليم الجيد سيؤمن وظيفة جيدة للطبقة المتوسطة. كما يشير الاقتصادي ريتشارد بالدوين في كتابه المنشور 2019، تحت عنوان (ثورة العولمة) يحقق أنه إذا كان الشخص قد استثمر مبلغًا كبيرًا من المال والوقت في الحصول على شهادة في القانون معتقدًا أن هذه الدراسة ستزوده بمجموعة من المهارات التي ستبقيه قابلاً للتوظيف بشكل دائم ، فإن رؤية هذا الشخص الذكاء الاصطناعي يكمل المهام التي عادة ما يكون المحامي المبتدئ يقوم بها بتكلفة أقل أمرًا مثيرًا للقلق.
ولكن هناك طريقة أخرى أكثر طموحًا للتفكير في هذا الأمر، حيث تؤكد بعض الكتب على إمكانية تعاون البشر مع الذكاء الاصطناعي لتعزيز مهارات بعضهم البعض، وقد يعني هذا العمل مع الروبوتات في المصانع، ولكنه قد يعني أيضًا استخدام روبوت الدردشة المدعم بالذكاء الاصطناعي عند ممارسة القانون وبدلاً من استبدال الموظفين سيتم تعزيز المحامين بالتكنولوجيا.
المستقبل
عندما تفكر في حياتك المهنية، فإن الخطوة الأولى هي إدراك أن بعض أتمتة المهام من المرجح أن تكون شيئًا سيتعين عليك التنافس معه في المستقبل، ولذلك يعد التعلم أحد أهم الطرق التي يمكنك من خلالها تأمين حياتك المهنية في المستقبل، ولكن هذه العبارة أيضا تطرح سؤال هام للغاية وهو هل ينبغي عليك إستثمار أموالك في الحصول التعليم الإضافي بينما تعرف أن عائد الاستثمار غير مؤكد؟
ويمكننا أن نقول صحيح أن مهارات معينة قد تصبح قديمة مع تطور التكنولوجيا، ومع ذلك أكثر من مجرد تعلم قدرات محددة، فإن التعليم يدور حول تعلم كيفية التعلم – أي كيفية تحديث مهاراتك طوال حياتك المهنية، حيث تظهر الأبحاث أن امتلاك القدرة على القيام بذلك أمر ذو قيمة كبيرة في العمل.
ويمكن أن يتم هذا التعلم في البيئات التعليمية من خلال العودة إلى الجامعة أو المشاركة في دورة التعليم التنفيذي، ولكن يمكن أن يحدث أيضًا أثناء العمل، فقد ترغب في إثارة مسألة التدريب الإضافي الذي يمكنك القيام به مع مديرك.
وهناك أيضا مهارات هامة يتطلبها سوق عمل المستقبل كما يتطلبها سوق العمل اليوم ، فالتفكير النقدي والمهارات التحليلية أمرًا أساسيًا بشكل خاص في كيفية تعزيز البشر والآلات لبعضهم البعض. عند العمل باستخدام آلة، يجب أن تكون قادرًا على التشكيك في المخرجات التي يتم إنتاجها من خلال الآلة، و من المحتمل أن يكون البشر دائمًا محوريين في هذا الأمر وعلى سبيل المثال قد يكون لدينا برنامج دردشة آلية لأتمتة أجزاء من العمل القانوني، ولكن ستظل هناك حاجة إلى الإنسان لفهم كل شيء.
وأخيرًا، تذكر أنه عندما كان الناس يخشون في السابق اختفاء الوظائف واستبدال المهام بالآلات، لم يكن هذا هو الحال بالضرورة طوال الوقت فعلى سبيل المثال، لم يؤدي إدخال أجهزة الصرف الآلي (ATMs) إلى إلغاء الصرافين في البنوك، ولكنه غيّر مهامهم، وقبل كل شيء، اختر الوظيفة التي تستمتع بها واستمر في التعلم حتى إذا كنت بحاجة إلى تغيير المسار في المستقبل، فإنك تعرف كيفية القيام بذلك، وهو من خلال التعلم المستمر والتطوير الذاتي والقدرة على استخدام التقدم التكنولوجي في صالحك والقدرة على الدمج بين العمل البشري والآلي.
Tags: الذكاء الاصطناعيالعقل البشريالعملعصر الذكا ء الاصطناعيالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي العقل البشري العمل عصر الذكا ء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی من خلال
إقرأ أيضاً:
كيف يغير الذكاء الاصطناعي دور محترفي الأمن السيبراني؟
مع زيادة الاعتماد على المنصات الرقمية، أصبحت الحاجة إلى تدابير حماية إلكترونية أقوى أكثر أهمية من أي وقت مضى.
ومع التزايد المستمر للتهديدات السيبرانية مثل التصيد الاحتيالي وسرقة الهوية وهجمات الفدية، ينضم الذكاء الاصطناعي - لا سيما الذكاء الاصطناعي التوليدي - إلى ساحة الصراع، مما يتيح فرصًا جديدة لمكافحة التهديدات، لكنه يضيف أيضًا تحديات جديدة، وذلك بحسب “forbes”.
دور الذكاء الاصطناعي التوليدي في تحسين مهام الأمن السيبرانيوفقًا لإطار عمل CISSP، يتم تقسيم الأمن السيبراني إلى ثمانية مجالات رئيسية، تتأثر جميعها بظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي:
إدارة الأمن والمخاطر: يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي إجراء تقييمات آنية للمخاطر والتوصية باستراتيجيات الوقاية.
أمن الأصول: تُستخدم الأدوات الذكية لتصنيف المعلومات الحساسة وتحديد نقاط الضعف في البنية التحتية.
هندسة الأمن: الذكاء الاصطناعي يمكنه اقتراح تدابير الأمان، وحتى محاكاة الهجمات لاختبار فعاليتها.
أمن الاتصالات والشبكات: يعمل الذكاء الاصطناعي على تحليل حركة المرور بحثًا عن أنماط مريبة، وإنشاء تقارير لحظية للإبلاغ عن محاولات الاختراق.
إدارة الهوية والوصول: يتيح تتبع سلوك المستخدمين وتحديد الأنماط غير الاعتيادية، إضافة إلى اكتشاف محاولات التصيد من خلال تحليل محتوى الرسائل.
تقييم الأمن والاختبار: يقوم الذكاء الاصطناعي بتحديد جداول اختبار الأمن وتقديم توصيات للإجراءات التصحيحية.
عمليات الأمن: يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي توليد خطط استجابة تلقائية، مما يقلل من وقت التعامل مع الاختراقات.
أمن تطوير البرمجيات: تسهم الأدوات الذكية في مراجعة الأكواد آلياً واختبارها للكشف عن الثغرات في مرحلة التطوير.
كيف تحمي حسابك على LinkedIn من الاختراق وتستعيد السيطرة عند حدوثه دليل الأمن السيبراني لحماية الشركات من الهجمات كيف سيغير الذكاء الاصطناعي دور محترفي الأمن السيبراني؟من المتوقع أن يصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا في العمل اليومي لمحترفي الأمن السيبراني، مما يسمح لهم بتفويض المهام الروتينية وتركيز وقتهم على المهام التي تتطلب خبرة بشرية.
تشمل هذه المهام العمل مع الفرق الأخرى لفهم المسؤوليات الأمنية، واتخاذ القرارات الاستراتيجية، والتعامل مع التهديدات الجديدة التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي التعرف عليها بسهولة.
التحديات والفرص المستقبليةفي حين أن الذكاء الاصطناعي يقدم فرصًا جديدة، فإنه يفرض تحديات تتطلب مهارات جديدة.
يعتبر التكيف مع هذه التغيرات أمرًا أساسيًا، مع التنبؤ بتهديدات مستقبلية مثل تحديات الحوسبة الكمومية لمعايير التشفير، والمخاطر المرتبطة بزيادة تخزين المعلومات الشخصية على الإنترنت.