شارك بحرب أفغانستان.. من هو صاحب الشعر الرمادي المرشح لرئاسة فاغنر؟
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
السومرية نيوز – دوليات
من قدامى المحاربين وحصل على أوسمة رفيعة لمشاركته في حروب روسيا بأفغانستان والشيشان، إلا أنه الآن بات على أبواب منصب قائد "فاغنر". إنه القيادي السابق بمجموعة فاغنر، أندريه تروشيف، المعروف بصاحب الشعر الرمادي، الذي التقى يوم الجمعة، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
لقاء خاطبه فيه بوتين كقائد جديد لمجموعة "فاغنر"، رغم عدم إعلان ذلك بشكل رسمي، إلا أن صحيفة "كوميرسانت" الروسية، قالت إنه بعد أيام قليلة من تمرد فاغنر، عرض بوتين على مقاتليها مواصلة القتال، واقترح -آنذاك- أن يتولى القائد تروشيف المسؤولية خلفا ليفغيني بريغوجين الذي لقي مصرعه في حادث تحطم طائرة في أغسطس/ آب الماضي.
وبحسب الكرملين، فإن بوتين وصاحب الشعر الأبيض بحثا إمكانية مشاركة الوحدات التطوعية في القتال بأوكرانيا، فيما تقول وكالة "رويترز" إن الاجتماع بين بوتين تروشيف يسلط الضوء على سعي الكرملين لإظهار أن الدولة سيطرت الآن على مجموعة المرتزقة بعد التمرد الفاشل الذي قامت به في يونيو/حزيران بقيادة رئيسها يفغيني بريغوجين.
وخاطب بوتين تروشيف، قائلا: "أنت نفسك تقاتل في واحدة من هذه الوحدات منذ أكثر من عام.. أنت تعلم ماهية الأمر وكيف يتم، وتعرف المشكلات التي يتعين حلها بشكل عاجل حتى تسير الأعمال القتالية بأفضل الطرق وأكثرها نجاحا".
فمن هو تروشيف؟
ولد تروشيف في 5 أبريل/نيسان عام 1962 بمدينة لينينغراد -الاسم السوفياتي لسانت بطرسبرغ-، وبرز اسمه ضمن قدامى المحاربين في حرب السوفيات بأفغانستان وفي الشيشان وما بعدهما.
حصل مرتين على وسام الشجاعة ووسام الاستحقاق، وحصد أيضا وسام النجمة الحمراء الرفيع لجهوده في حرب أفغانستان، إلا أن مسيرته العسكرية لم تتوقف عند ذلك الحد، بل خدم أيضا في وحدة خاصة تسمى الرد السريع، وانضم لصفوف شرطة مكافحة الشغب التابعة لوزارة الداخلية الروسية في المنطقة الفيدرالية الشمالية الغربية.
وكان من أبرز مؤسسي "فاغنر"، لكن نجمه سطع بشكل خاص خلال حرب أوكرانيا؛ فوسائل إعلام روسية لقبته بـ"الرشاش المطيع الذي لا يكل ولا يمل". ويُعتقد أنه لعب دورا بارزا في معارك المجموعة للاستيلاء على مدينة باخموت العصية شرق أوكرانيا.
ورد اسم صاحب الشعر الرمادي، ضمن دعوات دورية كانت فاغنر توجهها للروس من أجل الانضمام للمجموعة والقتال تحت لوائها دفاعا عن مصالح روسيا.
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
طالبان وباكستان.. توتر يؤججه البحث عن حلفاء جدد
كابُل- انتهى عام 2024 بتدهور العلاقات الثنائية بين أفغانستان وباكستان إلى مستوى منخفض جدا على خلفية الاشتباكات التي وقعت بين الطرفين وأدت إلى عشرات القتلى والجرحى، ومئات النازحين.
وتصاعدت التوترات الحدودية بين البلدين منذ عودة حركة طالبان إلى السلطة صيف 2021، حيث تتهم إسلام آباد مجموعات مسلحة بشنّ هجمات على أراضيها انطلاقا من أفغانستان.
وقُتل 16 جنديا باكستانيا قرب الحدود الأفغانية في هجمات نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، حسب ما أفاد به مسؤولون باكستانيون، في هجوم تبنته حركة طالبان باكستان. في حين قالت حكومة طالبان إن الغارات الجوية الباكستانية في منطقة الحدود الشرقية لأفغانستان أسفرت عن مقتل 46 مدنيا، بينما قال مسؤول أمني باكستاني إن القصف استهدف "مخابئ إرهابية".
وتشعر إسلام آباد بالإحباط من حليفتها السابقة أفغانستان، في حين ترى حركة طالبان أنها تحافظ على سيادة بلدها، وأن القوات الباكستانية تجاوزت "الخط الأحمر" حيث استهدفت الأراضي الأفغانية أثناء لقاء المبعوث الباكستاني صادق خان مع وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي في العاصمة كابل.
مواجهات بالسلاح الثقيل خلفت حوالي 46 قتيلا معظمهم مدنيون.. لماذا اشتعلت أزمة بين أفغانستان وباكستان؟#الجزيرة_لماذا pic.twitter.com/zYUYmu3yR1
— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 30, 2024
إعلان علاقات البلدينيقول المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد للجزيرة نت، إن بلاده تريد إقامة علاقات قوية وحسنة مع باكستان، "وسعينا جاهدين لذلك وندرك موقف الأحزاب السياسية والشعب الباكستاني أنه يريد علاقة جيدة معنا، ولكن هناك جهة خاصة لا تريد هذه العلاقات وتحاول الإضرار بها".
وأشار مجاهد إلى أن "دولا أجنبية تدفع إسلام آباد لتدمير العلاقات مع كابُل، وأن الغارات التي نفذتها القوات الباكستانية في بعض المناطق في أفغانستان جزء من هذه المحاولات". وأضاف "أحرزنا تقدما في المفاوضات ولكن الغارات أفسدت كل شيء، وهذا دليل على أن المواقف في باكستان تجاه أفغانستان ليست موحدة".
يرى خبراء الشأن الأفغاني أن حركة طالبان بعد وصولها إلى الحكم في أفغانستان تتعامل كدولة وليست كحركة، وتسعى للتعامل مباشرة مع المجتمع الدولي والولايات المتحدة، دون الحاجة لباكستان كما كانت تفعل سابقا.
ولدى إسلام آباد بشكل عام والجيش الباكستاني بشكل خاص أسباب كافية للإحباط من موقف حركة طالبان تجاهها، ذلك أن الأخيرة ولت ظهرها لهم كما يعتقدون، ولا تعتمد عليهم، بل تبحث عن حلفاء جدد في المنطقة.
ويقول مصدر في الخارجية الأفغانية -فضّل عدم ذكر اسمه- للجزيرة نت "عندما ننظر إلى علاقة طالبان مع دول المنطقة، نرى أن الأمر يختلف، إذ تراجعت العلاقة بين طالبان وباكستان، وأدركت كل من الهند وإيران الوضع الجديد في المنطقة وأقامت علاقات مع طالبان".
كما أن موقف الجيش الباكستاني من أفغانستان، كما يقول المصدر، أضر بهذه العلاقات، وهناك مطالب باكستانية لا يمكن للحكومة الحالية توفيرها لأنها تضر المصالح الوطنية الأفغانية حسب اعتقادها.
حسابات خاطئةعندما سيطرت طالبان صيف عام 2021 على العاصمة كابل، كان من المفترض أن تصبح باكستان أسعد جيرانها. واعتقد الكثيرون أن باكستان وطالبان انتصرتا في هذه الحرب التي استمرت 20 عاما، وبإمكان باكستان تحقيق أهدافها طويلة المدى لأن العمق الأفغاني سقط في يد حليفها.
إعلانلكن سرعان ما تبين أن باكستان أخطأت في حساباتها، وواجهت علاقتها بطالبان توترا بعد فترة قصيرة من الأيام الأولى لتشكيل طالبان حكومتها الثانية في أفغانستان بسبب ملفات كثيرة أهمها "حركة طالبان باكستان"، والتوتر على الحدود، والوصول إلى أسواق آسيا الوسطى.
وبرأي الكاتب والباحث السياسي حكمت جليل، فمنذ 4 عقود لم تتغير إستراتيجية باكستان ضد من يحكم أفغانستان، وأثناء الوجود الأميركي بأفغانستان وفّرت باكستان كل ما يلزم حركة طالبان في قتالها ضد القوات الأجنبية والأفغانية، ولكن اختلف الأمر بعد وصول طالبان إلى السلطة، "لأنها (أي باكستان) تطالب الحكومة الحالية بأمور لا يمكن قبولها، وهناك أزمة ثقة كبيرة بين الطرفين".
لقاء سابق بين وزير الخارجية بحكومة طالبان أمير خان متقي مع المسؤول بوزارة الخارجية الهندية جي بي سينغ (مواقع التواصل) البحث عن حلفاء جددويتسع الخلاف بين كابل وإسلام آباد مع سعي طالبان إلى بناء حلفاء جدد في مشهد جيوسياسي سريع التغيّر ووسط تحالفات متبدلة، ومع اعتقادها، أي الحركة، أن الحكومات المدنية تريد بناء العلاقات مع أفغانستان، ولكن المؤسسة العسكرية ومخابراتها تعرقل بناء هذه العلاقات.
في حين تبدو المصالحة بين الحلفين -طالبان وإسلام آباد- مستحيلة الآن، فتح الخلاف بينهما فرصة أمام نيودلهي لبناء علاقة قوية مع الحكومة الأفغانية الحالية. ففي السابع من يناير/كانون الثاني، انتقد المتحدث باسم الخارجية الهندية ولأول مرة الضربة الجوية الباكستانية على أفغانستان.
وفي اليوم التالي التقى نائب وزير الخارجية الهندي فيكرام ميسري نظيره الأفغاني أمير خان متقي في دبي لإجراء مناقشات مفصلة حول العلاقات الثنائية. ووصفت الخارجية الأفغانية نيودلهي بأنها "شريك إقليمي مهم". وكان هذا الاجتماع هو الأعلى مستوى بين أفغانستان والهند منذ وصول طالبان للسلطة عام 2021.
إعلان تحولاتيقول خبراء الشأن الأفغاني إن باكستان كانت واحدة من 3 دول اعترفت بحكومة طالبان في تسعينيات القرن الماضي، وستكون أول دولة تعارض حكم طالبان في أفغانستان حاليا، بل هناك محاولات باكستانية لإقامة علاقات مع معارضي طالبان.
ولدى أفغانستان تاريخ معقّد مع باكستان، أثبتت طالبان أنها أقل تعاونا مما كانت باكستان تأمل، حيث تتماشى طالبان مع الخطاب القومي لحشد الدعم من المجتمع الأفغاني الأوسع.
كما يحرص قادة طالبان على التحول من جماعة مقاتلة إلى حكومة، وإقامة علاقات تتجاوز الاعتماد الشديد على باكستان، وتنفي الاتهامات الباكستانية بشأن حركة طالبان الباكستانية، وتصفها بأنها مشكلة داخلية باكستانية وتنفي علاقتها بها.
عناصر طالبان بالقرب في موقع تعرض لغارات باكستانية في ولاية باكتيكا شرق أفغانستان (الفرنسية)ويقول المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد للجريرة نت إن "حركة طالبان باكستان شأن داخلي ولا علاقة لنا بها، وظهرت عام 2003 نتيجة السياسة التي اختارها الجنرالات في الجيش الباكستاني". وشدد على أن "إلقاء اللوم على الجانب الأفغاني ليس الحل، ونتوقع من الأحزاب السياسية في باكستان أن تلعب دورها في بناء العلاقات بين البلدين".
ويرى المحللون أن باكستان تواجه الآن صراعا دبلوماسيا كبيرا مع حليف رئيسي وسط أزمتها السياسية الداخلية واقتصادها المتعثر، وتدرك أن نفوذها تراجع في أفغانستان لصالح دول وتحالفات جديدة.