القدس المحتلة- في الـ30 من شهر أغسطس/آب الماضي، كان الطفل المقدسي خالد سامر زعانين (14 عاما) يهم بالعودة إلى منزله عبر القطار الخفيف في القدس، هاتَف والديه لينتظراه في المحطة التالية، لكنها كانت المكالمة والمحطة الأخيرة، حيث أعدمه الاحتلال من مسافة صفر، وتركه ينزف وسط تصفيق وهتاف المستوطنين، الذين قالوا إنهم قتلوا "مخربا" حاول طعنهم.

ورغم امتلاء الموقع بكاميرات المراقبة، لم تحصل عائلة الطفل خالد على تسجيل لمحاولة الطعن المزعومة التي لم تسفر عن أي إصابات، لكنها رأت توثيق عدسات المستوطنين لإعدام نجلها الذي أُطلقت عليه عدة رصاصات حتى الموت، رغم تحييده وعدم تشكيله خطرا على أحد، كما لم تحظ عائلته بوداعه أو دفنه، حيث يواصل الاحتلال احتجاز جثمانه، ليكون بذلك أصغر جثمان مقدسي محتجز.

عائلة زعانين تتمنى أن تجتمع بجثمان نجلها خالد الذي يحتجزه الاحتلال منذ شهر (الجزيرة) شق توأم ثلاثي

زارت الجزيرة نت منزل عائلة الطفل الشهيد في بيت حنينا شمالي القدس، والتقت والديه وأشقاءه الخمسة، فخالد كان أخا محبوبا عطوفا وشقا لتوأم ثلاثي (محمود وسديل).

يقول أشقاء خالد إنهم انتظروه ليلتها ليشاهدوا فيلما في المنزل كما اعتادوا، لكنهم فوجئوا باقتحام قوات ومخابرات الاحتلال للمنزل، واعتقال الأم والأب والشقيقة الكبرى يسرا وشق التوأم محمود، بعد أن عاثت خرابا في المكان وصادرت بعض الهواتف.

محمود وتوأمه خالد ربطتهما علاقة قوية وطدها المسجد والرياضة (الجزيرة)

روى توأم الشهيد وشبيهه محمود (14 عاما) للجزيرة نت كيف حاصره ملثمان في المطبخ، وهدداه بالزجاج المكسور وإلقاء الثلاجة من النافذة خلال التحقيق الميداني، وهو تحت تأثير الصدمة، اعتقل محمود وشُتم، وحين مرت مركبة الاعتقال بجانب موقع ارتقاء شقيقه، ضحك الجنود وقالوا له "هنا قتلنا أخاك".

جلست العائلة المكلومة على الأريكة التي كان ينام عليها خالد، وبدا عليها الصبر رغم مصابها، وتوضح لنا مصدر قوتها حين تحدثنا إلى آية؛ والدة خالد ومعلمته وصديقته، فقد كان طالبها النجيب في الصف التاسع، وتقول إنه اختير ممثلاً لصفه، بسبب شعبيته بين الطلبة وشخصيته القيادية.

خالد (يسار) تجهّز جيدا لبداية السنة الدراسية لكنه ارتقى قبل يومين من انطلاقها (الجزيرة)

تحدثت أم خالد برضا واتزان نفسي كبير، وتذكرت حين دخل عليها حماها قبل وفاته وهي منهمكة بتربية أبنائها وقال لها "ستدخلين الجنة بفضلهم"، ولم يخطر ببالها آنذاك أن أحدهم سيرتقي شهيدا مظلوما، وتقول إنها ربت أبناءها أن سلاحهم هو علمهم ودينهم. وفندت أم خالد مزاعم الاحتلال موضحة أن خالد لديه تشتت منذ الصغر ولا يستطيع التحكم بسكين أو الطعن بها.

سألناها عن خالد، فنظرت إلى ابنتها الكبرى يسرا، التي تفوقت في الثانوية العامة بمعدل 99%، وقالت "هذه التي ربته، كان عمرها 4 سنوات حين وُلد، كان رفيقها دوما، تهتم بدراسته ولعبه ونومه".

همّت يسرا أن تتحدث عن شقيقها فقالت "كان قريبا من الجميع، بحس إنه هو…" ثم أجهشت ببكاء لم ينقطع طيلة المقابلة، التفتت أمها إليها وقالت لها "ضعي يدك على قلبك قولي الحمد لله الحمد لله، سيذهب كل شيء".

التوأم محمد وسديل ينظران إلى صور توأمهما الثالث خالد وقد كانا ينتظرانه قبل إعدامه (الجزيرة) الأيام الأخيرة

رحل خالد قبل يومين من بداية العام الدراسي، بعد شرائه قرطاسية وزيًّا وحذاءً جديدا. يروي سامر زعانين والد خالد، للجزيرة نت، إنه أنيق ويختار ملابسه بعناية، وكان ينتعل حذاءه الجديد ساعة استشهاده، وعن تلك الساعة يقول الأب إنه يرفض حتى اليوم رؤية صور نجله وهو مخضب بالدماء، أو رؤية مقطع إعدامه بدم بارد.

كان خالد فتى محافظا على الصلاة في مسجد الدعوة القريب من بيته، يوقظ عائلته لصلاة الفجر، كما روى شقيقه الأكبر نضال، ويطعم بعدها القطط أمام عتبة البيت، حتى إنها بعد ارتقائه استمرت بالمواء فجرا بحثا عنه، وتذكر والدته أنه وقبل 4 أيام من رحيله أصرّ على شراء البيتزا ودعوة كل أفراد العائلة على حسابه الخاص.

الأم آية ونجلها الأكبر نضال يحرصان على سقاية شجرة التين التي زرعها خالد قبل ارتقائه (الجزيرة) تينة خالد

أحب خالد رفع الأثقال وتمارين القوى، وأراد أن يصبح كهربائيا، حيث طلب من عائلته أن تسمح له بمرافقة أحد الكهربائيين كي ينهل من العلم الذي أحب، تقول والدته إنه بدأ بمشروع زراعة 100 شجرة، وزرع وحده العديد من الأشتال قرب بيته، وأصرّ في أيامه الأخيرة على زراعة شجرة تين، والتي تعهدت عائلته بسقياها ورعايتها حتى تكبر وتخلّد اسم خالد.

عادت آية معلمة اللغة الإنجليزية إلى التدريس، لكن قلبها ما زال ينفطر كلما نظرت إلى مقعد ابنها الفارغ، وتفجع كلما نادت عليه في المنزل -ناسية- ليقوم بمهامه حسب جدول التنظيف العائلي.

تزدحم الذكريات في عقول أفراد العائلة، التي قالت إن المستوطنين تحرشوا بابنها لأنه عربي فقط، وانهالوا عليه بالضرب، ليطلق عليه أحد الجنود الرصاص دون تفكير، بمجرد أن سمع كلمة "مخرب".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

خالد العامري: كان هناك تواصل من الخطيب والمرض منع والدي من الترشح

أكد خالد العامري شقيق العامري فاروق، أن محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي، تحدث معهم حول منصب نائب الرئيس في المرحلة المقبلة.

خالد العامري: كان هناك تواصل من الخطيب والمرض منع والدي من الترشح

وتابع العامري خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أمير هشام عبر برنامجه "+90" على قناة النهار: "الهدف من اللقاء كان التأكيد على دور فاروق داخل النادي على مدار السنوات الماضية، وترشح المستشار محمود فهمي من أجل الحفاظ على استقرار النادي، ودخوله في الانتخابات التكميلية".

وأضاف خالد العامري: "المستشار محمود فهمي، أجرى اتصالًا معي، وعرض تقدم والدي بأوراق ترشحه ولكن ظروف مرض والدي تمنعه".

طائرة الزمالك تتفوق على بتروجت في افتتاح الدوري الممتاز بنتيجة مثيرة 3-2 نجم الزمالك السابق: عبد الله السعيد استثنائي.. وناصر منسي يستطيع أن يكون هداف الدوري

وأوضح: "المستشار محمود فهمي له دور كبير داخل الأهلي، وله الكثير من الفضل على شقيقي، والنادي الأهلي دائمًا ما يتمتع بالروح الجيدة والقيم الحاكمة للمكان".

وقال: "نحن داعمين للأهلي والكابتن محمود الخطيب وذلك بسبب علاقته القوية مع العامري، وكان ما يتردد عن وجود خلافات بينهما غير صحيحة، وعند خروج مثل تلك الشائعات اليوم التالي يمشوا في النادي سويًا دون التحدث أو إجراء لقاءات صحفية".

واختتم: "لم يتم اقتراح ترشحي على منصب نائب الرئيس، ومحدش فينا بيفكر خاصةً أن الفترة قصيرة بين الانتخابات التكميلية والانتخابات المقبلة، وكبير العائلة رفض فكرة التواجد في الوقت الحالي وهناك دعم كامل ومساندة للخطيب، من أجل الحفاظ على الكيان الأحمر، والخطيب هو من طلب من العامري أن يكون نائبًا له، وطول ما الخطيب كان رئيس للنادي العامري مكنش هيقرب ويترشح للمنصب دا"

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يُبعد مقدسيًا عن حي البستان 15 يومًا
  • استشهاد 3 فلسطينيين في جنين وطمون بينهم المقاوم هاني بني عودة
  • يدرس في الخارج ويستعد للتمثيل.. من هو «زياد» أصغر أبناء خالد النبوي؟
  • البنتاجون: سنتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن قواتنا
  • «الهنا اللي أنا فيه».. كريم محمود عبد العزيز يروج لـ أحدث أعماله الفنية
  • أبو مازن: أشيد بالإنجازات التي قامت بها مصر في التنمية الحضارية والمستدامة
  • حدث ليلا: تفاصيل جديدة في تشريح جثمان السنوار.. وضربة التسريبات تعصف بنتنياهو
  • متى شهر رمضان 2025 وأول أيامه فلكياً؟ الحسابات الفلكية تحسم الأمر
  • إجبار مقدسي على هدم غرفة سكنية ومنشأة زراعية ذاتيا بالقدس
  • خالد العامري: كان هناك تواصل من الخطيب والمرض منع والدي من الترشح