الهجوم الحوثي غدر واستفزاز ورفض للسلام
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
هل هناك أجندات خفية غير بينة للجماعات الإرهابية من الحوثيين التي تسعى جاهدة لتفسد وتفشل وتتصدى لجهود السلام التي تبذلها مملكة البحرين في هذه الفترة مع المملكة العربية السعودية، وغيرها من الدول الساعية للسلام بعد المباحثات والاجتماعات واللقاءات والاتفاقيات التي تمت لإرساء قواعد الأمن والسلام والتهدئة الدولية لمختلف القضايا والنزاعات العالقة لوضع حلول آمنة مستقرة تضمن حق كل طرف من أطراف الخلاف والنزاع؟؟!!
إن ما حدث من هجوم غادر على موقع لقوة عسكرية بحرينية متمركزة على الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية، وما أسفر عن استشهاد ضابط وفردين وإصابة آخرين من قوة الواجب التابعة لقوة دفاع البحرين خلال تأديتهم للواجب الوطني المقدس للدفاع عن الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية ضمن قوات التحالف العربي المشاركة في عمليات «عاصفة الحزم وإعادة الأمل»، فهو عمل إرهابي غادر لا يعطي أي بوادر للسلام على حدود المنطقة ومن حولها، لأنها لم تكن المرة الأولى التي ينتهك فيها الحوثيون اتفاقيات وقف إطلاق النار التي جرى توقيعها مرات كثيرة بوساطة من الأمم المتحدة، والإمارات، وعُمان، والكويت.
إذ يبدو أنه من الصعب توقف الحوثيين عن التهديدات بالأسلحة الخطيرة من الصواريخ بعيدة المدى والطائرات بدون طيار وغيرها، فالشواهد على ذلك كثيرة منها نقض الحوثيين لاتفاقيات السلام التي تمت بينها وبين القوات اليمنية ومن بينها اتفاقية السلام والشراكة الوطنية 2014، ووقف إطلاق النار في أبريل 2022، إضافة إلى ما حدث مؤخراً.
إن هذا الحدث الإرهابي ينم عن عدم رضى الحوثيين عن جهود المملكتين الساعيتين للسلام وإشارة للاستمرارية في تنفيذ مخططاتهم التي تحاول إفساد هذه الجهود والتصدي لها ضمن سلسلة الاستفزازات المتكررة التي تقوم بها رغم المحادثات المباشرة التي أجريت مع كبار مسؤولي الجماعات الحوثية في الرياض ورغم وجود توقف للعمليات العسكرية بين أطراف الحرب في اليمن.
إن ما حدث يتطلب وقفة دولية ودراسة مستفيضة وعاجلة لاتخاذ ما لزم مع هذه الجماعات الإرهابية والتصدي لمثل هذه الاستفزازات المتكررة، والتي أودت بحياة جنود الوطن في لحظة غدر مفاجأة لتعيد حسابات بوادر السلام وجهود المملكتين في هذا الشأن ضمن اعتبارات مختلفة لتكون هي المعادلة الآمنة للجميع.
ومن هذه الاعتبارات أن إيران لن تستطيع كبح جماح الحوثيين، ومطالبتهم بالتوقيع على اتفاق طويل الأمد لوقف إطلاق النار، وما يؤكد ذلك ما تم من هجوم حوثي بإطلاق طائرة مسيرة إلى الجنوب لاغتيال محسن الداعري وزير الدفاع اليمني الذي نجا بأعجوبة حيث أسفر الهجوم عن استشهاد وإصابة بعض رجاله.
إضافة إلى أن الحوثيين يمتلكون مخزوناً هائلاً من الأسلحة المتقدمة الخطيرة ومن بينها الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار.
اعتبارات متشعبة لابد أن تؤخذ في الاعتبار حتى لا تجر المنطقة إلى تدخلات عسكرية متفرعة قد تفسد جميع اتفاقيات السلام الساعية إلى إرساء قواعد الأمن والسلام في المنطقة وتبعثر أوراقها.
تعزية
نعرب عن خالص تعازينا للقيادة الرشيدة وللشعب البحريني لاستشهاد عدد من الجنود البواسل وندعو الله أن يشفي الجرحى والمصابين منهم في هذا الهجوم المأساوي.
«إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي الله، إنا لله وإنا إليه راجعون، ربي يرحم شهداء الوطن البواسل ويتقبلهم من الشهداء ويلهم ذويهم الصبر والسلوان ويشفي الجرحى ويحفظ جنودنا الأبطال أينما كانوا».
*كاتبة وإعلامية بحرينية
*صحيفة الوطن البحرينية
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
سياسي عراقي يكشف أسباب الزيارات المكوكية التي تشهدها العاصمة بغداد
بغداد اليوم - بغداد
كشف السياسي العراقي المقيم في واشنطن نزار حيدر، اليوم الأحد (15 كانون الأول 2024)، عن أسباب الزيارات المكوكية التي تشهدها العاصمة العراقية بغداد منذ أيام.
وقال حيدر لـ"بغداد اليوم"، إن "ما يشهده العراق من زيارات مكوكية من والى العاصمة بغداد، واهمها زيارة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن واجتماعه برئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، تتمحور حول نقطة جوهرية واحدة فقط وهي؛ أن يضبط العراق نفسه فيما يخص الملف السوري فلا يتصرف خارج المألوف أو يشذ عن إجماع دول الجوار والمنطقة والمجتمع الدولي".
وأضاف، أنه "لهذه الرسالة المحورية سبب واضح جدا وهو أن بغداد تتعرض لضغط مهول من قبل ايران لإعادة النظر بقرار اغلاق الحدود المشتركة بين العراق وسوريا، لإعادة تكرار تجربة المقاومة التي قادتها وقتها الحليفتين المقربتين لبعضهما طهران ودمشق على الأراضي العراقية عندما غزت الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا العراق واسقطتا نظام صدام حسين".
وتابع، أن "هذا الهدف الذي تعمل على تحقيقه طهران لم يعد خافياً على أحد، فلقد أكد عليه المرشد الايراني في خطابه الأخير الذي شرح فيه ما جرى وسيجري في سوريا متوعداً بتكرار تجربة المقاومة العراقية لمنع أي نفوذ للولايات المتحدة في سوريا بعد سقوط حليفه الأسد".
وأردف، أن "الهدف السامي من وجهة نظر طهران لا يمكن أن يتحقق الا إذا قرر العراق فتح حدوده مع سوريا، فهي المنفذ الوحيد لعبور المتطرفين اليها والبدء بمشروع المقاومة كما كانت".
وأكد أن "العراق من جانبه يعرف ان تراجعه عن قرار اغلاق حدوده مع سوريا بمثابة تهور واللعب بالنار، خاصة وان انقرة تراقب من كركوك الى زاخو، فيما اشترطت واشنطن على بغداد لالتزامها بما أعلن عنه الرئيس بايدن الأسبوع الماضي من أنه سيحمي (العراق والاردن واسرائيل) من أي تطورات سلبية في سوريا قد تضر بهم، اشترطت على بغداد ان تلتزم بالتعليمات اذا كانت تنتظر مساعدتها من أي مخاطر محتملة سواء من قبل انقرة أو تل أبيب أو الإرهاب".
وتابع السياسي العراقي المقيم في واشنطن، أنه "حتى الميليشيات يبدو لي أنها تعلمت الدرس واستوعبت التجربة وأصغت لنداء العقل والمنطق الذي أطلقه الوطنيين بمختلف توجهاتهم وخلفياتهم فأخفت سهامها في أكنانها وتلاشت عن الساحة ولو الى حين على امل ان يقنعها القائد العام للقوات المسلحة بالدستور والقانون وفتوى المرجع الاعلى بوجوب تسليم سلاحها الى الدولة وتفكيك تنظيماتها المسلحة والاندماج بمؤسسات الدولة والعمل بمبدأ (العراق أولا)".
لكن رئيس المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية علي الصاحب، يرى في الزيارات المكثفة للمسؤولين الأجانب إلى العاصمة العراقية دلالة على أهمية العراق ودوره المحوري في حل الأزمات التي تشهدها المنطقة والعالم بصورة عامة.
وقال الصاحب لـ "بغداد اليوم" السبت (14 كانون الأول 2024)، إن "العاصمة بغداد شهدت خلال الايام القليلة الماضية زيارات مكثفة لعدد من المسؤولين الأجانب آخرها يوم أمس وزير الخارجية الامريكي وهذا ما يدل على أهمية العراق ويؤكد دوره المحوري في حل الأزمات التي تشهدها المنطقة والعالم بصورة عامة".
وأضاف، أن "العراق اتخذ في الكثير من الازمات التي مرت على المنطقة موقف الحياد وهذا ما عزز دوره الإقليمي والدولي وجعله عنصرا أساسيا في حل الإشكاليات عبر الأطر الدبلوماسية والسياسية ونتوقع أن العراق سيكون فاعلا ومؤثرا في المنطقة والعالم خلال المرحلة المقبلة بعد نجاحاته في العلاقات الخارجية".
وكان وزير الخارجية الأمريكي، انتوني بلينكن، قد وصل الى العاصمة بغداد، يوم الجمعة (13 كانون الأول 2024)، في زيارة غير معلنة، التقى خلالها برئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني.
وبحسب المكتب الاعلامي لمكتب رئيس مجلس الوزراء، فأن السوداني شدد خلال اللقاء "على ضرورة تمثيل كل مكونات الشعب السوري في إدارة البلاد لضمان تعزيز استقرارها، كما أكد أنّ العراق ينتظر الأفعال لا الأقوال من القائمين على إدارة المرحلة الانتقالية في سوريا".
وأكد السوداني بحسب البيان "ضرورة عدم السماح بالاعتداء على الأراضي السورية، من أي جهة كانت، وشدد على أنّ ذلك يمثل تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة".