لا شك أن حقيقة هل الزوجة الثانية سبب سعة الرزق  أم أنها سببًا للفقر ؟، يعد  أحد الأمور التي تحير الكثيرون، فهناك من يظنون أن الزوجة الثانية  وما يترتب عليها من مسئوليات وأعباء يعد من أسباب الفقر والديون، فيما يرى آخرون أن الزواج من مفاتيح الرزق ، وليس هذا فقط ما يطرح السؤال عن هل الزوجة الثانية سبب سعة الرزق  ؟، وإنما أيضًا اقتداءً برسول الله -صلى الله عليه وسلم - الذي تزوج أكثر واحدة كما يفعل البعض، من هنا تنبع أهمية الوقوف على حقيقة هل الزوجة الثانية سبب سعة الرزق ، أم أنها سبب الفقر؟.

هل الزوجة الثانية سبب سعة الرزق

قال الدكتور أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية، إن طلب الزواج من الأسباب الجالبة للزرق، كما قال الترمذي والبيهقي وأحمد وغيرهم :"ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء من يريد أن يسدد دَينه، والناكح الذي يريد العفاف»، ناصحًا الشباب غير القادرين على الزواج، بسبب حالة الغلاء التى تشهدها البلاد، بالأخذ بالأسباب والبحث عن عمل إضافي، وتحسين العلاقة مع الله تعالى.

وأوضح " ممدوح" في إجابته عن سؤال : (  هل الزوجة الثانية سبب سعة الرزق ؟)، أن  هناك أدعية وأذكارًا تجلب الرزق منها قراءة سورة الواقعة قبل النوم يوميًا، وترديد دعاء سيدنا موسى -عليه السلام-: "رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ» نحو 200 مرة أو أكثر يوميًا، والإكثار من الصلاة والسلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وأفاد  الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ، بأن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالعدل، وكذلك سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال من كان قادرا على العدل وعنده من المال ما يكفى لإعالة أكثر من زوجة وعنده ما يتمكن به من العدل وعدم الظلم فالتعدد مباح إلى 4 نساء".

وأضاف : أما إذا كان هذا التعدد يترتب عليه ظلم وهجر المرأة الأولى كما نرى فى كثير من المشاكل التى تعرض علينا فى دار الإفتاء المصرية، أنه كان هذا التعدد لهوى فى النفس ولمجرد النزوة وأنه يترتب عليه ظلم للنساء فلا ينصح فى مثل هذه الأمور الزواج مرة أخرى وإن كان فى ذاته صحيحا.

وتابع: من استطاع الباءة وكان فى حاجة إلى ذلك وكان قادرا على العدل بين الزوجات فلا بأس ولا يمنعه الإسلام من ذلك، أما من كان غير قادر وغير عادل فإننا لا ننصحه بالإقبال على مثل هذا الأمر حتى يكون قادرا عليه ويواجه به المجتمع ولا يجعله فى السر ولا يمنعه الإسلام حينئذ من هذا التعدد."

 ورد عن هل الزوجة الثانية سبب سعة الرزق ، أن القرآن قبل أكثر من 1400 سنة ذكر الزواج في قوله تعالى: «وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ» الآية 32 من سورة النور.

ورد أن هذه الآية تؤكد أن الزواج يمكن أن يكون سبباً للغنى، لقوله تعالى: «إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ»  الآية 32 من سورة النور، لكن بعض الناس في الجاهلية كان يخشى الفقر، فكانوا يقتلون الأولاد أو يدفنون البنات في التراب، لذلك نزل قوله تعالى: «وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًا كَبِيرًا» الآية 31 من سورة الإسراء، ففي هذه الآية تعهد الله برزق الأولاد.

كما  ورد أن الرزق بيد الله جل وعلا وحده ولا دخل للزواج في ذلك لكنه قد يكون سبباً إيجابياً في تسهيل حصول الرزق، فالإنسان متوكل على الله متجه نحو الحلال ونحن نعلم أنه من ابتغى طريقاً مثل هذا، فإن الله لا محالة سيسهل له السبيل إلى ذلك، سواء في المدى القريب أو البعيد. 

هل الزواج من مفاتيح الرزق 

 ورد عن هل الزواج من مفاتيح الرزق ؟ ، أنه تتعدد مفاتيح وأسباب الرزق والبركة فيه، أبرزها الاستغفار والتوبة والتقوى والتوكل على الله، والتفرغ لطاعته، والمتابعة بين الحج والعمرة وصلة الرحم والإنفاق في سبيل الله والإنفاق على أهل الخير، ولا سيما طلبة العلم الشرعي، الدعاء، الإحسان للفقراء والصدقة والزواج.

وجاء أنه يعد الزواج أحد أسباب الحياة وارتباط المجتمعات ببعضها، بل هو أساس تكوين الأمم المتعاقبة على مر الأزمان كونه العلاقة الشرعية التي تربط الرجل بالمرأة على أساس الاقتران الشرعي الذي تنبثق عنه الذرية والولد ومن هنا تتكون الأسرة الصغيرة للتحول إلى أسرة كبيرة ثم إلى مجتمع، فهو التكاثر والتوالد.

كما ورد أنه بلا شك الزواج واحد من أهم مفاتيح الرزق فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمْ: الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ»، وقال ابن مسعود رضى الله عنه: «التمسوا الغنى في النكاح»، وقد ربط النبي صلى الله عليه وسلم بين الزواج والسعة في الرزق جاءه رجل يشكو إليه الفاقة، فأمره أن يتزوج. 

الزواج رزق 

 ورد أنه إذا كان الزواج قد تأخر، إلا أن هناك مئات النعم التي تحيط بك، خاصة نعمة الدين والجمال والأخلاق وحسن السمعة، هذه نعم عظيمة ورائعة، وتأخر الزواج مسألة لا دخل للإنسان فيها، لأنها من جملة الأرزاق التي قدرها الله قبل خلقه السموات والأرض، وأعتقد أنه لا يخفى عليك أن الإيمان بالقدر أحد أركان الإيمان «وأن تؤمن بالقدر خيره وشره».

و ورد أن الزواج من الأرزاق التي قدرها الله قبل خلقه السموات والأرض، وكذلك الصحة والجمال والمال والعيال، كل ذلك مما قدره الله، ولا يقع في ملكه إلا ما أراد سبحانه، وثقي وتأكدي من أن نصيبك سوف يأتيك، ولكن في الوقت الذي قدره الله، وأنت لا تدرين أين يكون الخير «فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا» الآية 19 من سورة النساء.

و ورد أن كل ما على الفتاة أو الشاب عند تأخر الزواج الدعاء والإلحاح على الله أن ييسر لك الزوج الصالح، وواصلي الصبر، واعلمي أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأنه جل وعلا يحب الصابرين، فمن يدريك لعله أخر عنك الزواج لمصلحتك وأنت لا تشعر، و طرد هذه الوساوس وتلك الأفكار السيئة، والثقة من أنه سبحانه أرحم بك من نفسك، بل ومن والديك، وأنه ما أخر زواجك إلا رحمة بك؛ لأنه يحبك ولا يرضى لك السوء، وهو سبحانه لا يظلم أحداً من خلقه، حتى ولو كان كافراً، فأخرج من رأسك هذه الوساوس وقاومها بكل قوة، وأحسن الظن بمولاك.

و ورد أنه ينبغي الإكثار من الدعاء، والمحافظة على الصلاة لأنها أهم وأعظم أعمال الإسلام، وعدم التكاسل عنها أو التهاون فيها، لأن بذلك تؤخر الزواج؛ لأن أهل الطاعة هم أهل الله الذين يحبهم ويقضي حوائجهم، وسل والديك الدعاء لك، واجتهد في العبادة، واستغلوا أوقات فراغكم بشيء مفيد، من حفظ قرآن أو سنة، أو قراءة الكتب الإسلامية أو غيرها، وأبشروا بفرج من الله قريب.

 

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

في اليوم العالمي للحيوان.. اعرف حكم الاقتناء والتربية بالمنزل؟

يحل اليوم 4 أكتوبر اليوم العالمي للحيوان، والذي يهدف إلى رفع مستوى الوعي بأهمية الحفاظ على حياة وحقوق الحيوان، ويحرص الكثير من الناس على اقتناء وتربية الحيوانات، وسط حالة من الجدل حول مدى شرعية ذلك من عدمه، وهو ما حرصت دار الإفتاء المصرية على توضيحه.

حكم اقتناء وتربية الحيوانات

وقالت دار الإفتاء المصرية، إن الحيوانات لها مكانة خاصة في الشريعة الإسلامية، حيث ذكر القرآن الكريم العديد من الكائنات الحيوانية وأكد على أهمية الرفق بالحيوان.

يشدد الإسلام على ضرورة الإحسان في معاملة الحيوانات، ويعتبر القسوة تجاهها ظلمًا يُحاسب عليه المسلم، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «في كل كبد رطبة أجر»، وهو حديث نبوي يوضح أن هناك أجرًا في الرفق بجميع المخلوقات الحية.

هل يجوز تربية الحيوانات ؟

واعتبرت دار الإفتاء المصرية، في فتواها عبر موقعها الإلكتروني، أنّ تربية الحيوانات أمرًا جائزًا، بشرط أن تُراعي حقوق تلك الحيوانات وأن يتم العناية بها بشكل لائق. على سبيل المثال، يذكر في الحديث الصحيح أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها دون طعام أو شراب، ما يشير إلى أن القسوة تجاه الحيوانات تُعد معصية كبيرة.

الانتفاع من الحيوان 

وقالت دار الإفتاء المصرية، إن الأصل في الحيوانات الطاهرة المنتفع بها هو جواز اقتنائها والانتفاع بها وتداولها بعقود البيع والشراء ونحوها؛ وذلك لكونها بعضًا ممَّا سخره الله تعالى لمنفعة الإنسان وخدمته وتنعمه؛ قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي االسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً﴾ [لقمان: 20]، وقال سبحانه: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الجاثية: 13].

وقد جاء في آيات القرآن الكريم ما يدل على جواز اقتناء الحيوانات وغيرها بقصد الانتفاع بحسنها والتحلي بها؛ طلبًا لإدخال السرور على النفس؛ قال تعالى: ﴿وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 8]، وقال جل شأنه: ﴿وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا﴾ [النحل: 14].

 وبهذا فإن الإفتاء تؤكد: «لا مانع شرعًا من اقتناء الكلاب التي يحتاجها المكلف في حياته وعمله، بشرط عدم ترويع أو إزعاج الناس، واقتناؤه في هذه الحالة لا يمنع مِن دخول الملائكة على قول كثيرٍ من أهل العلم. أما عن نجاسة الكلب ومكانه فيمكن الأخذ في ذلك بمذهب المالكية القائلين بطهارة الكلب، ويُنصَح بوضعه في حديقة الدار إن وجدت، وإلَّا فليجعل الإنسان لنفسه في بيته مصلًّى لا يدخله الكلب».

الرفق بالحيوان في الإسلام

وأوضحت أن البعض يظن أن الاهتمام بقضية الرفق بالحيوان بلغ منزلة عظيمة في ظل الحضارة الغربية الحديثة، في حين أن نظرةً خاطفةً لتراث المسلمين تؤكد أن هذا الاهتمام، بل والتطبيق العملي له، نشأ نشأةً حقيقية بين المسلمين من عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وما تلاه من عهود، كيف لا، وهذه القضية مظهرٌ من مظاهر الرحمة، التي جاء الإسلام ليكون عنوانًا عليها، وجاء الرسول ليكون تجسيدًا لها؛ قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]، ليس للآدميين فحسب، بل للعالمين؛ من إنسانٍ، وحيوانٍ، وماءٍ، وهواءٍ، وجمادٍ، ... إلخ.

مقالات مشابهة

  • متى يبدأ وينتهي قيام الليل.. دار الإفتاء توضح
  • ذكرى أكتوبر.. الجيش المصري في السنة النبوية
  • في اليوم العالمي للحيوان.. اعرف حكم الاقتناء والتربية بالمنزل؟
  • فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
  • قصة «شيف الغلابة» من الضيق لسعة الرزق.. «عز الدين» يتحدى الإعاقة بمطبخ الخير
  • ???? حسبنا الله ونعم الوكيل فى مليشيا الدعم السريع وفى كل من يساندها????
  • "لايف كوتش" عن الزوجة الثانية: حق مكتسب للزوج.. ولابد أنا يعدل بينها وبين الأولى
  • مدير الأكاديمية العسكرية: من طلب السلام عليه امتلاك قوة تحميه -(فيديو)
  • دار الإفتاء.. الجمعة غرة ربيع الآخر 1446 هـ
  • «الإفتاء» توضح بالأدلة حكم ختم القرآن للميت جماعة