تعرف على الأزياء القبطية من القرن الثالث إلى السابع الميلادي
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
الأزياء القبطية لا يمكن تقسيمها إلى فترات محدودة فاصلة، ويرجع ذلك إلى أن معظم قطع الأزياء التي عثر عليها في الجبانات القبطية تم تأريخها بحيث تتداخل في قرنين أو ما يزيد، ومن ثم فإنه من الصعب تحديد فترات زمنية توضح تطور الزي؛ نظرًا للتشابه الواضح بين معظم القمصان التي تخلفت عن الجبانات القبطية، وترجع الاختلافات القليلة التي تظهر بينها إلى اختلاف الصناعات، كما أن تقسيم ما ارتداه أقباط مصر إلى ملابس للرجال وملابس للنساء من خلال القمصان المختلفة من هذه الفترة يعتبر من الصعوبة بمكان حيث أن المكتشفين والقائمين على عمليات التنقيب لم يثبتوا على كل قطعة عثر عليها إن كانت لشخص سيدة أو رجل.
ويمكن تقسيم الملابس التي ارتداها الأقباط في مصر إلى ملابس ترتدي على الرأس والعباءات بمختلف أشكالها والملابس التي ترتدي على الرأس تشمل القميص " Tunit والثوب - Dalmatica .
القميص Tunic
القميص هو قطعة الملابس الرئيسية التي وجدت بحالة جيدة وكاملة من الأزياء القبطية، وهو الزي الشائع والموروث من عصر الإمبراطورية الرومانية والقمصان غنية بالزخارف، ولها شريطان رأسيان من نسيج القباطي يمـرأن فـوق الاكتاف ويتدليان من الأمام والخلف لأسفل الركبة، وفي الأزياء الفخمة كانت توضع بها تزیینات مربعة ودائرية على الكتفين وقريبًا من الذيل، وفي بعض الأحيان كانت لها الشرطة أفقية ذات زوايـا قـائمـة قريبًا من الذيل أو على الذيل نفسه وهذه الزخارف والزينات كانت تضفى جمال المظهر للقميص الكتاني وكانت هذه الزخارف توضع عادة من الأمام والخلف.
ويفصل القميص القبطي على شكل T وكان ينسج من قطعة واحدة بالأكمام ، حيث كانت الخيوط تمر من بداية الكم الى نهاية الكم الآخر". والتي نتبين منها أن الأشرطة الرأسية (Clavi ) هي الأكثر شيوعاً طويلة كانت أم قصيرة تتحدر من الكتان ، البعض منها ينتهي بنهايات زخرفية ذات أشكال مختلفة، وكانت القمصان مصحوبة عادة بزخارف للرقبة والأكمام وأطراف الأكمام، والقمصان الأكثر تنميقاً كانت تحتوي على جامات (segmentae) مربعة أو مستطيلة أو دائرية توضع على الكتفين وقريباً من الذيل.
هذه القطع الزخرفية ( الأشرطة والجامات ) كانت تنسج على انفراد من خيوط الصوف الملون بعكس الرداء فقد كان ينسج من الكتان ثم تخاط الأشرطة بالرداء. وفي بعض الأحيان كانت القطع المنقوشة تنسج في نفس الوقت مع الرداء نفسه ، وفي هذه الحالة كانوا يغطون الرسومات المراد تكوينها على الرداء بطبقة من الشمع ثم يصبغ الثوب بأكمله وبعدها يزال ما عليه من الشمع فتظهر الرسومات بلون الثوب الأصلي على أرضية ملونة. وقد وجدت في كثير من الأحيان أشرطة مقصوصة من ثياب قديمة ومضافة إلى ثياب جديدة.
واستخدمت الأشرطة المزخرفة في بعض الأحيان كدليل على العصر الذي تمثله القمصان وكانت جميع القمصان في الفترة الأولى تحتوي على شرائط قليلة الألوان (لونين تقريباً) وأرضيتها من الصوف عادة، و تلك الشرائط كانت تخاط عادة حول الرقبة و الأكمام أو على امتداد الطرف السفلي للقمصان كزخرفة إضافية، وفي القرن الثالث الميلادي لم تكن الشرائط متصلة من الكتف إلى نهاية الثوب بل كانت تترك مسافة بين الجزء المزخرف المتدلي من الأكتاف والجزء المزخرف، وكانت تشمل حيوانات متتالية وأوراقا نباتية و كرم العنب وبعض الرموز التي أصبحت من التصميمات الشائعة، وبالاضافة للأشرطة.
كانت الجامات المربعة والدائرية المنفصلة مليئة بالنماذج الزخرفية. وفي القرن الخامس كانت أشرطة الاكتاف إما رفيعة و تصل إلى الوسط أو تصل حتى نهاية الذيل ، كما توجد الشرطة الكم ، وفتحة الرقبة عبارة عن شق افقى، والجامات المربعة موضوعة على الأكتاف وقرب الطرف السفلي للقميص، وفي الفترة من القرن السادس إلى الثامن الميلادي اتخذت الأشرطة عدة اشكال مختلفة ، كما ظهرت الجامات دائرية وكبيرة على الأكتاف وأسفل القميص في بعض القمصان.
الثوب ( Dalmatica )وهو رداء خارجی ارتداء أقباط مصر رجالاً ونساء فوق القميص ذي الأكمام الطويلة الضيقة، وطريقة تفصيله لا تختلف عن طريقة تفصيل القميص غير أنه يقص باتساع أكثر من القميص، والأكمام تكون متسعة أيضاً ، وترتدي بدون حزام ، كما أن الثوب يحلى أيضاً بالأشرطة التي تمتد من الأكتاف حتى الذيل ، وله عادة شريطان متوازيان على طرف الأكمام.
الأردية الخارجية
تشتمل الأردية الخارجية التي تدثر بها أقباط مصر على العبادة والشمال والكوفية، أو الملفحة، وتلك العباءات كانت ترتدي بتشكيلات متعددة و بأحجام مختلفة ، والشكل المرفق فيه رسم تخطيطي لأربعة شيلان من مكتشفات جاييه ( Gayet ) بمنطقة إخميم توضح أسلوب توزيع الزخارف بأشكالها المختلفة والأشرطة، وتتميز جميعها بوجود أهداب في كلا الطرفين.
وقد استخدم أيضاً شال كبير كان يلقى على الكتفين، كما استعمل الكلاميس (clamys) و هو شال أخف وأصغر كان يرتدي على الكتف اليمني، وتدل الأعمال التشكيلية المختلفة المتبقية من هذا العصر على أن أقباط مصر قد ارتدوا الأردية الخارجية المماثلة في الشكل العالم لما ارتداء الرومان والبيزنطيون.
وقد انعكس طراز الذي القبطي على تصميم الزي المعاصر ، ومما يؤكد ذلك امتداد الزخارف إلى الأزياء الشعبية لمنطقة سيناء، ووجود الأشرطة الرأسية المطرزة التي تشبه إلى حد كبير ما كان يتبع على القمصان القبطية، وقد تطور القميص القبطي إلى الجلباب البلدي ، وأصبح الجلباب زيا للمرأة داخل المنزل وخارجه بل تعدى ذلك و أصبح أحد أزياء المساء والسهرة ، وتعتبر ملابس الرياضة الحديثة و لمزينة بالأشرطة الملونة المضافة و المعروفة باسم ال تي شيرت ( T shirt ) آخر امتداد لتصميم القميص القبطي في الأزياء المعاصرة، وإن أسلوب القطع المضافة التي انفرد بها العصر القبطي عادت خلال العصر الحالي وأصبحت من السمات المميزة للملابس بحيث لا يخلو أي تصميم من قطع مضافة، وإن البساطة التي اتسمت بها الأزياء القبطية امتدت لصناعة الملابس الجاهزة حيث انتشر قميص مشابه للقميص القبطي يستخدمه الشباب من الجنسين بالإضافة إلى اقتباس فتحة الرقبة التي تعرف بالسابرينا حيث يعتبر أسلوبها سهلا في الإنتاج النمطى للأزياء المعاصرة .
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
خلاف داخل الجيش الإسرائيلي
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تأجيله ترقية اثنين من ضباط القيادة الجنوبية حتى إجراء تحقيق معمق بشأن أدائهم في الأحداث التي وقعت في السابع من أكتوبر من العام الماضي.
وقرر كاتس تجميد ترقية كل من رئيس قسم العمليات، أفي إفرائيم، ورئيس قسم الهندسة ألموغ دادون، وهو قرار قد يشير إلى خلافات بينه وبين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي.
ورفض كاتس الموافقة على ترقية الضابطين حتى اكتمال التحقيقات أو تبرئتهما.
يأتي هذا القرار بعد قرار آخر أثار الجدل في إسرائيل، يقضي بعدم استخدام الاعتقالات الإدارية بحق مستوطنين متهمين بارتكاب "أعمال إرهابية" ضد فلسطينيين.
وانتقد خبراء قرار كاتس وقف إصدار أوامر اعتقال ضد مستوطنين في الضفة الغربية مع استمرار تطبيقها على الفلسطينيين في جانبي الخط الأخضر.
تعليقا على ذلك، قال نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى السابق، ريتشارد شمايرر، إن "كاتس يحاول السير على حبل دقيق"، في إشارة إلى رغبته في تحقيق نوع من المحاسبة حيال مسؤولين في الجيش خدموا خلال هجوم حماس في السابع من أكتوبر من العام الماضي.
وفي حديث لبرنامج "الحرة الليلة" الذي تبثه قناة "الحرة"، شدد شمايرر على أن هناك قلقا لدى الجمهور الإسرائيلي، خاصة في أوساط بعض عائلات الجنود الذين قتلوا في أكتوبر الماضي، من حيث أنه لم تكن هناك محاسبة كافية للقادة العسكريين المسؤولين عن الأمن في تلك المنطقة.
وفي السابع من أكتوبر 2023، شن مقاتلون من حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى هجوما داميا على إسرائيل خلف 1206 قتلى، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
كذلك، احتجز خلال الهجوم 251 شخصا رهائن ونُقلوا إلى غزة، ولا يزال 97 منهم في القطاع، ويقدر الجيش الإسرائيلي أن 34 من هؤلاء الرهائن المتبقين قد ماتوا.
شمايرر قال إن هذين الشخصين اللذين جُمدت ترقيتهما كانا عضوين في القيادة الجنوبية وكانا يشغلان مناصب عسكرية مهمة، مشيرا إلى أن قرار كاتس، "محاولة منه لإظهار أن هناك جهدا يُبذل لمحاسبة المسؤولين".
بخصوص إمكانية أن يكون قرار تجميد الترقية إشارة على بدء الخلافات بين كاتس وهاليفي، قال شمايرر: "في رأيي، الحكومة الإسرائيلية عندما أخرت المحاسبة كانت تهدف إلى خلق جو من الوحدة"، لكنه عاد ليؤكد أن عائلات الإسرائيليين الذين قتلوا في الهجوم يطالبون بمحاسبة من أخفقوا في حماية الضحايا.
مسؤول أميركي يعلق لـ"الحرة" على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري بحق المستوطنين أكد متحدث باسم الخارجية الأميركية لقناة "الحرة" أن "الإعلان عن وقف تطبيق الاعتقالات الإدارية على المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين يمثل تراجعا عن إحدى الأدوات المحدودة التي كانت الحكومة الإسرائيلية تستخدمها فعليا للسيطرة على الأنشطة غير القانونية التي يقوم بها المستوطنون المتطرفون".وأشار إلى أن الغرض من قرار الوزير هو التأكد من أنه مع بداية منصبه الجديد يحظى بدعم الجمهور الإسرائيلي، من خلال إظهار أنه يعتزم تحقيق نوع من المحاسبة لأولئك الذين فشلوا في السابع من أكتوبر.