موقع النيلين:
2025-01-30@05:01:29 GMT

العبيد أحمد مروح: صلوحة .. أصلح الله بالك.

تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT

العبيد أحمد مروح: صلوحة .. أصلح الله بالك.


لا أذكر أني التقيت وجهاً لوجه وجلست مع الأخ الكريم أحمد الصالح صلوحة، برغم أن هذا كان متاحاً، لكني لقيته في مناسبات محدودة لقاءات عابرة.

كنت خريجاً حديث العهد، حينما التحقت بالعمل الصحفي في صحيفة “الراية” أواخر العام ١٩٨٥، وكانت البلاد تتهيأ للإنتخابات العامة التي جرت في أبريل من العام التالي (١٩٨٦)، وكان أحمد الصالح أحد مرشحي الجبهة الإسلامية القومية عن دائرة المجلد، ثم نائباً عن الدائرة في الجمعية التأسيسية “البرلمان” الذى تشكل على ضوء نتائجها، وكنّا نحن صحفيي “الراية” الناطقة باسم الجبهة الإسلامية القومية، حتى ممَن ليسوا مكلفين بتغطية أعمال الجمعية التأسيسية، موصولين بنواب الحزب في البرلمان، نذهب أحياناً لنحضر بعض الجلسات، خاصة عندما نعرف أن رئيس الوزراء أو زعيم المعارضة أو أحد المتحدثين المفوهين أمثال الأستاذ مهدي إبراهيم أو الشريف زين العابدين سيتداخلون في اليوم المحدد .

. وكان بعض نواب الجبهة أيضاً يأتوننا إلى مقر الصحيفة، ويطرحوا قضايا دوائرهم.

وقد أتاح لي ذلك أن أعرف عن الأخ صلوحة، قدراً جيداً من الصفات والمواقف، داخل قبة البرلمان وخارجها، ثمّ تتبعت مسيرته عقب مجئ والإنقاذ وإلى يوم الناس هذا، وخلاصة ذلك هي أن أحمد الصالح صلوحة رجل “فارس وشهم وأخو أخوان وود قبايل” ولعمري إن مَن تنطبق عليه هذه الصفات فقد حاز المجد.

ولهذا لم أستغرب موقفه الأخير الذي جهر فيه بضرورة تنادي قيادات المجتمع الأهلي في كردفان و دارفور أن هلموا إلى دعوة أبنائكم ممن انتموا إلى صفوف “الدعم السريع” وانخرطوا في الحرب التدميرية التي يتعرض لها السودان، بعد أن غُرر بهم.

هذه الحرب – كما ذكر الأخ صلوحة – حرب تستهدف السودان كوطن وكشعب ، وهي في جوهرها ليست حرب تلك القبائل الرعوية من كردفان ودارفور، ولا حرب “هامش” ضد وسط، وليس هناك مِن عاقل يحارب جيش بلاده ويهدم بيته فوق رأسه، فما ارتكبته المتمردون والمليشيات التي ساندتهم – من باب “الفزع” – في حق سكان الخرطوم وأهلنا في دارفور نفسها، أمر يندى له الجبين وسيبقى عاراً لا يلاحقهم فحسب وإنما يلاحق القبائل التي ينتمون إليها، ما لم ينهض عقلاؤها ليغسلوا عنها هذا العار قبل فوات الأوان !!

نحتاج في هذه المرحلة من تاريخ السودان إلى فرسان وعقلاء مثل الأخ أحمد الصالح صلوحة وبقية رموز المجتمع الأهلي الذين ساندوا دعوته، ونحتاج إلى أن لا تكون الدعوة والتنادي حصراً على زعماء القبائل التي انخرط أبناؤها في قتال القوات المسلحة، بل أن تشمل – بعد وقف الحرب – كل جهات السودان وكل قبائله، لا فرق في ذلك بين الرعاة والمزارعين ولا بين مَن يقال عنهم أنهم من أصول عربية أو أصول أفريقية، حتى نعيد التأسيس لوطن آمن ومستقر يسع جميع أبنائه في إخاء وتسامح.

ونختم في يوم الجمعة هذا بالدعاء للأخ صلوحة، مهتدين بما جاء في “سورة محمد” .. فبمثل ما دعوت وسعيت بالنصيحة وإصلاح ذات البين، نسأل الله أن “يهديك ويصلح بالك” وكل مَن دعم وعزز مسعاك أو سعى بمثله بين أهله.

السفير العبيد أحمد مروح

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

رئيس أركان الجيش السوداني: وصلنا إلى نقاط فاصلة

أشاد رئيس هيئة أركان الجيش السوداني الفريق أول محمد عثمان الحسين بالمكاسب التي حققها جيش بلاده في مواجهاته مع قوات الدعم السريع، معتبرا أن السودان وصل إلى "نقاط فاصلة".

وقال الحسين "من هذا التوقيت يبدأ تاريخ جديد لدولة السودان ولشعب السودان، تنطلق فيه القوات المسلحة لتطهير كل شبر متبق من أرض الوطن".

وأضاف، خلال حديث للصحفيين من داخل مقر القيادة العامة الذي كان خاضعا للحصار منذ أبريل/نيسان 2023، "من هذه النقطة تبدأ عودة كل السودانيين من مناطق النزوح ودول اللجوء لاستئناف حياتهم العادية في بلدهم، في أمن واستقرار وسلام إن شاء الله".

من جهته، قال العقيد محمد حسب الله "نحن إن شاء الله بعد فك الحصار عن القيادة العامة، سوف تسمعون عن انتصارات من القوات المشتركة مع إخواننا من قوات الشعب المسلح. سوف ترد وتستعيد الفرقة الضعين ونيالا والفاشر والجنينة بإذن الله".

وأكد حسب الله، أمس الأحد، أن الجيش السوداني يعتزم التوجه إلى الجنينة. وأضاف "إن شاء الله شبر شبر من هنا للجنينة"، في إشارة إلى أقصى مدينة في غرب البلاد والتي كانت واحدة من أولى المدن التي سقطت في أيدي قوات الدعم السريع مع بداية الحرب.

ومهدت استعادة مصفاة الجَيلي في شمال بحري الأسبوع الماضي، وكذلك مساحات شاسعة من المدينة الواقعة على الضفة المقابلة للخرطوم على نهر النيل، الطريق لكسر الحصار على القيادة العامة للجيش يوم الجمعة، وتحقيقه تقدما جديدا في الحرب.

إعلان

وانطلق مدنيون في شوارع بحري وأماكن أخرى يهتفون ترحيبا بتقدم الجيش بينما كان جنود ينظرون من نوافذ محطمة داخل القاعدة العسكرية في وسط الخرطوم، ويحتفلون وهم يتجولون بلا خوف في أرض القاعدة بعد حصار قوات الدعم السريع الذي دام لفترة طويلة.

من جانبها، نفت قوات الدعم السريع تحقيق الجيش أي مكاسب، وقالت اليوم الاثنين إنها بدأت في نشر قوات في منطقة شرق النيل في بحري. وتواصل القوات شبه العسكرية هجومها على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.

وقتلت في اليومين الماضيين العشرات في هجوم بطائرة مسيّرة على آخر مستشفى لا يزال يعمل في المدينة. ونفت قوات الدعم السريع مسؤوليتها عن الهجوم واتهمت الجيش بالوقوف وراءه.

ويقول محللون إن الجيش قد يتريث لحين استعادة باقي المناطق في الخرطوم، حيث لا تزال قوات الدعم السريع منتشرة على نطاق واسع، وذلك قبل الدخول في أي مفاوضات.

وتقول قوات الدعم السريع إنها ستدعم تشكيل حكومة في المناطق الخاضعة لسيطرتها، في حين يرفض قادة الجيش دمج القوات شبه العسكرية في أجهزة الدولة، مما يثير مخاوف من تقسيم البلاد رسميا.

لكن قائدا عسكريا آخر من القوة المشتركة، وهي مجموعة من الجماعات المسلحة التي تقاتل إلى جانب الجيش، أشار إلى أنهم سيواصلون القتال في غرب البلاد.

مقر القيادة العامة للجيش السوداني ظل خاضعا للحصار منذ أبريل/نيسان عام 2023 (رويترز) البنية التحتية

في غضون ذلك، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الهجمات المتزايدة في السودان حرمت الملايين من الحصول على المياه النظيفة والكهرباء في جميع أنحاء البلاد.

وفي بيان لها اليوم، قالت دورسا ناظمي سلمان، رئيسة عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان، "نشهد نمطا مقلقا من الهجمات على البنية التحتية المدنية الحيوية الضرورية للبقاء".

وحثت جميع الأطراف على "حماية هذه المرافق الحيوية"، بما في ذلك محطات الطاقة ومحطات المياه والسدود.

إعلان

وأكدت اللجنة أن انقطاع إمدادات الكهرباء والمياه له أيضا آثار سلبية على عمل المستشفيات وبالتالي على الرعاية الصحية للحالات الحرجة.

وقالت إن عدم القدرة على الحصول على المياه النظيفة "يلحق أضرارا كبيرة بالصحة العامة، ويزيد بشكل كبير من خطر تفشي الكوليرا والأزمات الصحية الأخرى".

وطالبت المنظمة أطراف النزاع "باتخاذ تدابير فورية لحماية البنية التحتية المدنية الحيوية، مثل المستشفيات ومنشآت المياه والكهرباء".

وقالت "إنهم ملزمون بذلك بموجب القانون الإنساني الدولي وهو التزام قطعوه من خلال إعلان جدة في مايو/أيار 2023… ما لم يتم اتخاذ مثل هذه التدابير بسرعة، فسيتعرض المدنيون الذين تضرروا كثيرا جراء الحرب لخطر فقدان الوصول إلى الخدمات الأساسية".

وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن البنية التحتية الأساسية مثل محطات الكهرباء ومرافق المياه تعتبر بموجب القانون الإنساني الدولي أهدافا مدنية يجب حمايتها من الهجمات المباشرة ومن تداعيات القتال.

واندلعت الحرب الشرسة في السودان في أبريل/نيسان عام 2023، بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي). وشهدت الأسابيع الأخيرة هجمات واسعة النطاق على السدود ومصافي النفط.

وأودت الحرب بحياة عشرات الآلاف وشردت أكثر من 12 مليونا ودفعت العديد من السودانيين إلى شفا المجاعة. كما دمرت البنية التحتية الهشة أساسا في السودان.

مقالات مشابهة

  • الوثائقي «الخرطوم» أول فيلم عن السودان في مهرجان سندانس الأميركي
  • بيان الأعضاء التي يجب السجود عليها في الصلاة
  • شركة شحن فرنسية مرتبطة بالكيان الصهيوني تستبعد العودة إلى البحر الأحمر
  • الأخ هو السند
  • شركة شحن فرنسية تعلن استمرار المرور عبر الرجاء الصالح
  • رئيس أركان الجيش السوداني: وصلنا إلى نقاط فاصلة
  • 10 دروس للحياة في رحلة الإسراء والمعراج.. يوضحها عطية لاشين
  • ساويرس يعلق على خطة الأخ ترامب لتهجير الفلسطينيين.. ماذا قال؟
  • أحمد بهي الدين: التحديات التي يشهدها قطاع النشر تتطلب جهدًا مشتركًا من جميع المعنيين
  • رئيس كولومبيا يوجه رسالة قاسية لترامب: لا أصافح تجار العبيد البيض (نص الرسالة)