دول غربية تسعى لتحقيق دولي في فظائع محتملة بالسودان
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
تعتزم عدة دول غربية طلب إجراء تحقيق دولي في التجاوزات الحقوقية التي يشتبه بحدوثها في السودان، في وقت اتهمت فيه الخارجية السودانية قوات الدعم السريع بارتكاب مجزرة في أم درمان، كما اتهم ضباط سودانيون متقاعدون قوات الدعم السريع بارتكاب "جرائم حرب" .
وقالت وكالة رويترز إن الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج وألمانيا تعتزم التقدم بطلب إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لإجراء تحقيق دولي في -ما قالت إنها- "فظائع يشتبه في حدوثها بالسودان".
ووفقا لوثيقة اطلعت عليها الوكالة، فإن هذه الدول نددت بما قالت إنها انتهاكات لحقوق الإنسان وفظائع ارتكبت خلال الصراع المستمر منذ 5 أشهر في السودان. وتسعى تلك الدول إلى تشكيل مهمة تقصي حقائق من 3 أشخاص للتحقيق بهذا الشأن.
ومنذ بدء هجوم قوات الدعم السريع على العاصمة الخرطوم أبريل/نيسان الماضي، كانت ولاية غرب دارفور من بين المناطق الأكثر تضررا، وشهدت هجمات بدوافع عرقية أسفرت عن مقتل المئات.
وقد اتهمت منظمات دولية وحقوقية قوات الدعم السريع بشن تلك الهجمات ضد المدنيين، وهو ما تنفيه تلك القوات.
"جرائم حرب"في سياق متصل، اتهمت الخارجية السودانية قوات الدعم السريع بارتكاب "مجزرة بشرية" في أم درمان، مشيرة إلى أنها "تضاف إلى قائمة طويلة من جرائم الحرب.. التي ترتكبها"، على حد وصفها.
جاء بيان الخارجية السودانية ردا على قصف قوات الدعم السريع -الخميس الماضي- محطة المواصلات العامة شمال أم درمان بالمدفعية الثقيلة "وفي ذروة ازدحام المحطة بالمواطنين".
كذلك اتهم البيان قوات الدعم السريع بقصف رئاسة مفوضية العمل الإنساني بالخرطوم يوم الخميس، مما أدى إلى تدمير المبنى وما به من سيارات وأجهزة وسجلات.
وكانت مجموعة من الضباط المتقاعدين من الجيش السوداني قد أصدروا بيانا اتهموا فيه ما وصفوها بمليشيا الدعم السريع بـ"استباحة ولاية الخرطوم ومدن في ولايات دارفور وشمال كردفان، واستخدام أبشع الجرائم ضد الإنسانية".
وأشار البيان -الذي حمل توقع 300 ضابط متقاعد- إلى أن قوات الدعم السريع استعانت بمرتزقة أجانب من دول معروفة للعمل معها في تنفيذ تلك الجرائم.
القصف المتبادل بين الجيش والدعم السريع لا يتوقف في العاصمة الخرطوم (رويترز) ميدانياقالت مصادر عسكرية للجزيرة إن قوات الدعم السريع قصفت بالمدفعية مقر قيادة الجيش السوداني (وسط الخرطوم).
من جهتها، ذكرت مصادر محلية أن طائرة مسيرة تابعة للجيش نفذت ضربات استباقية على تجمعات للدعم السريع في منطقة "الجريف غرب"، بولاية الخرطوم.
كما قصفت طائرات الجيش تجمعات للدعم السريع جنوبي الخرطوم، بالقرب من جامعة الرازي في حي المجاهدين. وأفاد مراسل الجزيرة بأن مدفعية الجيش قصفت عددا من مواقع الدعم السريع في ولاية الخرطوم.
من جانب آخر، قال مصدر في الجيش السوداني للجزيرة إن 5 مسلحين قتلوا وأُصيب آخرون -معظمهم موالون لقوات الدعم السريع- في أثناء هجومهم على قافلة مساعدات في منطقة بشيش (شمال دارفور).
وفي حديث للجزيرة، قال الرائد أحمد حسين -المتحدث باسم ما تعرف بالقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح- إن اثنين من أفراد قواته أُصيبا إثر هجوم مجهول الهوية على قافلة مساعدات إنسانية تحت حمايتهم عند منطقة أم الحسين شرقي الفاشر كانت متجهة إلى إقليمي دارفور وكردفان.
يُذكر أن "القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح" تعمل بين حكومة السودان والحركات المسلحة على تأمين قوافل المساعدات الإنسانية إلى غرب السودان.
وتسببت اشتباكات السودان في مقتل أكثر من 5 آلاف شخص، وتشريد ما يزيد على 5 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.
نفي لقاء كرتيعلى صعيد متصل، نفى مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عقد عبد الفتاح البرهان لقاء مع قيادات إسلامية بينها الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي بمدينة بورتسودان (شرقي البلاد).
وجاء بيان مجلس السيادة ردا على ما أورده موقع "سودان تربيون" حول لقاء البرهان مع قيادات إسلامية على رأسها الأمين العام علي كرتي ببورتسودان.
وقال البيان إن "ما نشره موقع سودان تربيون عار من الصحة تماما، ويفتقد للمهنية والمصداقية".
يذكر أن وزارة الخزانة الأميركية فرضت الخميس الماضي عقوبات على كرتي وشركتين لـ"دورهم في تقويض السلام والأمن والاستقرار في ذلك البلد".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك: مقتل أكثر من 700 في حصار الفاشر بالسودان
جنيف (رويترز) – قال فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان يوم الجمعة إن أكثر من 700 شخص قتلوا بمدينة الفاشر السودانية منذ مايو أيار، مناشدا قوات الدعم السريع شبه العسكرية رفع الحصار عن المدينة، وأضاف تورك في بيان أن الحصار و”القتال المستمر دون هوادة يدمران حياة الناس كل يوم على نطاق واسع”.
وتابع “لا يمكن أن يستمر هذا الوضع المقلق. يجب على قوات الدعم السريع إنهاء هذا الحصار المروع”.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إنها وثقت مقتل ما لا يقل عن 782 مدنيا وإصابة أكثر من 1143 منذ مايو أيار، مشيرة إلى أدلة تستند جزئيا إلى مقابلات مع الفارين من المنطقة.
وأوضحت أن القتلى والمصابين سقطوا جراء القصف المتكرر والمكثف من جانب قوات الدعم السريع لمناطق سكنية مكتظة بالسكان بالإضافة إلى الغارات الجوية المتكررة من جانب قوات الجيش السوداني.
وقالت مفوضية حقوق الإنسان إن مثل هذه الهجمات على المدنيين قد تصل إلى حد جرائم الحرب. ونفى الجانبان مرارا تعمد مهاجمة المدنيين وتبادلا الاتهامات باستهدافهم في الفاشر ومحيطها.
واندلع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قبل أكثر من 18 شهرا، مما تسبب في أزمة إنسانية حادة شملت نزوح أكثر من 12 مليون شخص عن منازلهم في وقت تواجه فيه وكالات الأمم المتحدة صعوبات في تقديم الإغاثة.
والفاشر واحدة من أكثر خطوط المواجهة احتداما بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور. ويخشى المراقبون من أن يؤدي انتصار قوات الدعم السريع هناك إلى هجمات انتقامية على أساس عرقي كما حدث في ولاية غرب دارفور العام الماضي.
وقال سكان محليون إن قوات الدعم السريع هاجمت في وقت سابق من هذا الشهر المستشفى الرئيسي، مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل.
كما تعرض مخيم زمزم القريب، حيث يقول الخبراء إن هناك مجاعة بين سكانه الذين يزيد عددهم على نصف مليون شخص، لنيران مدفعية قوات الدعم السريع خلال الأسبوعين الماضيين، مما أجبر الآلاف على الفرار من المخيم.