للرُّعاة أرصادهم الجويّة... البواحير
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
كتب رمال جوني في "نداء الوطن": في خضّم الحديث عن فيضانات وأمطار طوفانية تنتظر لبنان، ماذا يقول الرعاة الذين يحسبون أيام الشتاء والصيف وفقاً «للبواحير» ويعتمدونها مصدراً لسوق قطعانهم وافتتاح موسم زراعاتهم.
يعتبر الرعاة أنّ «هذا الشتاء سيكون بارداً محملاً بأمطار غزيرة، فيما الصيف سيكون حارّاً ورطباً. يعتمدون على عادة «البواحير»، أو ما تعرف في الجنوب بـ»قضيب أيلول».
قديماً لم يكن هناك مرصد جويّ أو ما شابه، كان القرويون يرتكزون على حساب «البواحير» لبدء المواسم الزراعية وهجرة قطعان الماشية من الجبل إلى الساحل. لم يتخلّ الراعي والمزارع «أبو علي» يوماً عن هذه العادة، يقول إنه «يعتمدها في كل شيء، فهي تهمّ المزارع أكثر من المواطن العادي، فينطلق من الأمطار والحرارة لزرع مواسمه الشتوية والصيفية». ويؤكّد أن «مصداقية البواحير تصل نسبتها إلى 90% وأحياناً 100%».
يستبشر خيراً في شتاء هذا العام، سيحمل أمطاراً واعدة، ما يخدم المزروعات الشتويّة المرويّة. في المقابل، يعتقد أنّ «الصّيف من تمّوز إلى أيلول سيكون حارّاً ما يساعد الأشجار كالصبّير والتين والعنب في النضوج». يتوقع حالة الطقس من «قضيب أيلول»، وهذا يظهر فقط في أيلول، فإذا كان حمله وفيراً دلّ على موسم خير، وإن كان وسطاً أو عدد حبّاته قليلة، دلّ على أنّ الموسم واعد».
وعن سبب اعتماده «البواحير» يقول إنّها «ترشدهم إلى بدء الزراعة عادة في تشرين الأوّل، ولكن إذا كان الشهر جافّاً نضطر لتأجيل الزرع إلى كانون الأوّل، وذلك سيؤثّر حكماً على الموسم». وأشار إلى أنّ «عدد الرعاة ارتفع في الآونة الأخيرة، عازياً السبب إلى الأزمة الاقتصاديّة الخانقة، فتربية المواشي تُعدّ ضمانة في مواجهة التحديات المعيشيّة. من يملك قطعان الماعز أو البقر فإنّه لا يخاف غدرات الزمان. إذا انقطع الخبز مثلاً، يعتمد على اللبن والحليب والأجبان. واذا ضاقت الظروف يذبح غنمة أو بقرة لتأمين قوته».
تكاد حركة الرعيان لا تهدأ في الطرقات والحقول. زاد عددهم بشكل لافت، عاد القطاع إلى عزّه، بعد إصابته خلال السنوات الفائتة بنكسة خطيرة، غير أنّ الأزمة الحالية في لبنان فتحّت الأعين على أرزاق الأجداد، ولا يخفي أنّ قطاع الماشية سيشهد إزدهاراً كبيراً في المرحلة المقبلة، مستعيناً بالمثل القروي: «لن يبقى في الحياة سوى الكرم والقرن»، أيّ الزيتون والماشية.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
حكومة التغيير: ردنا سيكون قريبًا، والعدوان الإسرائيلي لن يمر بدون عقاب
يمانيون../
أصدرت حكومة التغيير والبناء بيانًا عن العدوان الإسرائيلي الأخير على اليمن، جاء فيه:
في ظل العدوان الغاشم الذي نفذه العدو الإسرائيلي عصر اليوم، والذي أدى إلى استشهاد ستة مواطنين وإصابة أربعين آخرين، استهدف العدو مرافق حيوية في الجمهورية اليمنية، بما في ذلك مطار صنعاء الدولي، ومحطة كهرباء في العاصمة، وميناءي الحديدة ورأس عيسى، ومحطة رأس كتيب في محافظة الحديدة.
إن استهداف مطار صنعاء الدولي خلال تواجد المدنيين، وبالتزامن مع وصول طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية اليمنية، يعكس بشكل واضح العقلية الإجرامية للكيان الصهيوني الذي يتعمد استهداف المدنيين وتدمير المنشآت الخدمية، مما يؤثر سلبًا على حياة الناس ويحول دون حقهم في الحركة والتنقل بأمان.
يمثل هذا العدوان انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ويظهر عدم مبالاة العدو الإسرائيلي بالقوانين الدولية ومنظمات الأمم المتحدة. فقد قُصف المطار رغم المعرفة بوجود مدير عام منظمة الصحة العالمية “تيدروس غيبريسوس” الذي كان يستعد لمغادرة المطار مما أدى إلى إصابة أحد أفراد طاقم الأمم المتحدة.
نترحم على أرواح الشهداء ونتمنى الشفاء للجرحى، وندين ما تعرض له المسؤولون الدوليون من مخاطر جراء هذا الهجوم الغادر.
يُعَدّ صمت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تجاه هذا العدوان أمرًا مروعًا، إذ أن وجود طائرة تابعة للأمم المتحدة في المطار وقت الهجوم، وتهديد حياة كبار المسؤولين الدوليين، يؤكد على تجاهل الكيان الصهيوني للعدالة الدولية.
يُعَدّ مطار صنعاء الدولي منشأة حيوية تُمثل المنفذ الوحيد للمرضى اليمنيين للحصول على العلاج، ولذلك فإن هذا الهجوم لا يهدد حياة المدنيين فحسب، بل يعرقل أيضًا نظام الرعاية الصحية المتأثر بفعل العدوان المستمر منذ نحو عشر سنوات.
نحمّل حكومة العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا الهجوم الشنيع، ونطالب المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات في المستقبل. كما ندعو الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى إدانة هذا الهجوم واتخاذ خطوات فعلية لحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني في اليمن.
نعبر عن شكرنا للحكومات والحركات والشعوب التي أدانت العدوان الإسرائيلي على وطننا. كما نؤكد أن ردنا سيكون قريبًا، وأن العدوان الإسرائيلي لن يمر بدون عقاب، فالحكومة وجميع قواتها العسكرية والأمنية مستمرة في الدفاع عن حقوق وكرامة وأمن الشعب اليمني.
نؤكد أيضًا التزامنا الدائم بدعم الشعب الفلسطيني المظلوم حتى يتوقف العدوان على غزة ويُرفع الحصار عن أهلها.