الفكرة القطرية المفيدة: شطب فرنجية وعون معاً
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
كتب نقولا ناصيف في" الاخبار": مَن اطّلع على الأفكار التي حملها معه الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني، لم يسعه سوى استخلاص عبارة مفيدة.
أما الأفكار المفيدة والبسيطة التي حملها معه ممّا لمسه محدّثوه، فتكمن في بضع معطيات؛ منها:
1 ـ يُعوّل على إحداث تغيير جوهري في مسار الاستحقاق: أن يتخلّى الثنائي الشيعي عن ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، أو يقبل به الفريق المسيحي، أو الذهاب ـ وهو ما رامه ـ الى رئيس واقعي.
2 ـ المعادلة الأحدث في حسبان الموفد القطري أن الاستحقاق بات بين فرنجية وعون. قبلهما، أخفقت معادلتان سابقتان تمثّلتا في ثنائية فرنجية والنائب ميشال معوض، ثم ثنائية فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور. كلتاهما فشلتا في أن تفضيا الى طرد المرشحَين معاً من المعترك. المأزق نفسه اليوم في ثنائية رئيس تيار المردة وقائد الجيش. يتعذّر انتخاب أحدهما في ظل الانقسام السياسي والمذهبي الناشئ من حول ترشيحَيهما، مع أن معوض وأزعور ترشّحا فيما لم يفعل عون ولا يملك أن يفعل لموانع دستورية ويتصرّف على أنه غير معنيّ بالاستحقاق برمّته. وفيما يتوحّد الثنائي الشيعي وحلفاؤه حول فرنجية، ينقسم الفريق المسيحي على نفسه حيال ترشيح قائد الجيش: يرفضه باسيل، ولا تمانع به المعارضة المسيحية إذا أمكن من خلاله استبعاد انتخاب فرنجية.
الفكرة المفيدة للموفد القطري أن ثالث ثنائيات المرشحين يقتضي أن تكون آخرها، وتالياً استبعاد فرنجية وعون معاً، والذهاب الى ما سمّاه «الخيار الثالث». المفارقة في الأمر أن آل ثاني وضع اسم قائد الجيش في رأس لائحة الأسماء الأربعة التي حملها، مع علمه المسبق برفض الثنائي الشيعي اللائحة برمّتها، بمن فيها أول أسمائها. واقع الأمر أن اللائحة الفعلية لقطر هي الأسماء الثلاثة الآتية: اللواء إلياس البيسري والنائب نعمة افرام والوزير السابق زياد بارود. مغزى تسمية عون، أولها ينسجم والقول الفرنسي المأثور: لا يقلع المسمار إلا مسمار. 3 ـ مقدار ما تدغدغ فكرة «خيار ثالث» آمالاً ومشاعر بقرب أوان الحل، تبدو أبعد ما تكون عن الواقع. لم تعنِ الثنائي الشيعي شيئاً، ولم يتمكن آل ثاني من الحصول على أجوبة وافية من فريقَي الثنائي المسيحي باتفاقهما على أحد الأسماء الثلاثة التالية فيها بعد قائد الجيش. لعلّ أصعب ما في الدور القطري ـ وهو مصدر ضعفه ـ أنه لا يملك في لبنان كالأميركيين والسعوديين عدّة شغل وأدوات تتيح له إنجاح مهمته. هي حال الفرنسيين أيضاً، لا عدّة شغل جدية لديهم في الداخل، رغم ما يشاع عن تزايد حوارهم مع حزب الله وتقدمه. القطريون مثلهم. لا هؤلاء ولا أولئك هم الأولون في معادلة التأثير.
ليس خافياً أن حزب الله وضع سقفَين متلازمَين في تعاطيه مع الاستحقاق الرئاسي: أولهما مرتبط بوثوقه بفرنجية على أنه «الرئيس» الذي لا يطعنه على غرار ولاية الرئيس ميشال عون، وثانيهما تصرفه على أنه القوة الأولى في الداخل التي يقتضي بالفريق الآخر ـ لذاك السبب بالذات وأولاً ـ المجيء إليها للتفاهم على تسوية المرحلة المقبلة، بما فيها رئيس الجمهورية. ليست التسوية التي يبصرها تبادل تنازلات مع خصومه وتراجعه خطوة أو أكثر الى الوراء، بل تقدّم الآخرين إليه هو.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الثنائی الشیعی قائد الجیش آل ثانی
إقرأ أيضاً:
عون قريبًا في بغداد بدعوة من السوداني.. ملفات المنطقة والتعاون الثنائي في صدارة المباحثات
بغداد اليوم - بغداد
كشفت القائم بأعمال السفارة العراقية في بيروت، ندى كريم مجول، اليوم الأربعاء (2 نيسان 2025)، عن توجيه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني دعوة رسمية إلى الرئيس اللبناني جوزيف عون لزيارة العاصمة بغداد خلال الفترة المقبلة، مشيرة إلى أن ملفات التعاون الثنائي وقضايا المنطقة ستكون محورًا رئيسيًا في المباحثات المرتقبة.
وقالت مجول في تصريح خاص لـ"بغداد اليوم"، إنها "سلمت الرئيس اللبناني جوزيف عون دعوة رسمية من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لزيارة بغداد"، مبينة أن "الرئيس اللبناني استجاب للدعوة ووعد بإجراء زيارة قريبة إلى العراق".
وأضافت، أن "المباحثات بين الجانبين ستشمل عدة ملفات، أبرزها التعاون الاقتصادي بين البلدين، فضلًا عن مجالات متعددة لتعزيز الشراكة بين العراق ولبنان".
وأكدت مجول أن "ملفات المنطقة ستكون حاضرة في الحوارات التي ستُجرى بين قيادتي البلدين، في ظل ما تشهده الساحة الإقليمية من تطورات متسارعة"، لافتة إلى أن "عمق العلاقة التاريخية بين بغداد وبيروت سيمثل أرضية خصبة لحوارات بنّاءة على مختلف الأصعدة".
وأشارت القائم بأعمال السفارة إلى أن "الرئيس جوزيف عون، وخلال اللقاء الذي جمعه بها، وجّه شكره إلى الحكومة العراقية والشعب العراقي على مواقفهم الأخوية الداعمة للبنان، وكان آخرها تجديد عقد تزويد لبنان بالوقود".