مع بداية فصل جديد، يبدأ سكان جنوب البحر الأحمر حياه جديدة داخل الصحاري الشاسعة، وتزامنا مع بداية الخريف بدأ سكان قبائل جنوب البحر الأحمر موسم الهجرة إلى الصحاري، انتظارا لسقوط الأمطار لتدب الحياه بين أحضان الجبال، حيث تحول مياه الأمطار الصحاري إلى مراعي خضراء ليعم الخير الذي ينتظره السكان في موسم الخريف من كل عام.

 

موسم الهجرة جنوب البحر الأحمر 

وأشار منصور سعيد، من سكان جنوب البحر الأحمر، في تصريحات لـ«الوطن» إلى بدء موسم الهجرة إلى الصحاري، تزامنا مع بداية موسم الخريف وبداية فصل جديد، إذ يتم بناء بيوت من الخشب والخيش ونصب الخيام وانتظار الأمطار في فصل الخير.

وكشف وصفي تمير، مؤرخ بالبحر الأحمر، في تصريحات لـ«الوطن» أن مع بداية فصل الخريف يبدأ موسم الأمطار جنوب البحر الأحمر، ليشكل حالة عامة، ليبدو الأمر وكأنه العيد، حيث يحتفل فيه السكان بنزول الغيث في الصحاري، لتعاود الصحراء الاكتساء بالمراعي الخضراء لتخلق صور الجمال في المنطقة. 

سقوط الأمطار مع موسم الخريف 

وقال بشار أبو طالب، نقيب المرشدين السياحيين بالبحر الأحمر، في تصريحات خاصة لـ«الوطن» إن فصل الخريف هو بداية موسم الخير وسقوط الأمطار التي ينتظرها أهالي جنوب البحر الأحمر كل موسم لري الصحاري وروي ظمأ الإبل والأغنام، حيث يستقبل سكان مناطق جنوب البحر الأحمر الأمطار بالطبل وإقامة الأفراح والمسرات. 

يذكر أن هيئة الأرصاد الجوية توقعت في بيان لها انخفاض درجات الحرارة، وسقوط أمطار بين خفيفة ومتوسطة، خلال الساعات المقبلة على مناطق من أقصى جنوب البلاد وجنوب سلاسل جبال البحر قد تكون رعدية أحيانا. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: البحر الأحمر الصحاري جنوب البحر الأحمر مع بدایة

إقرأ أيضاً:

«المركب الشراعي» رحلة عبر الزمن

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة مساجد الشارقة.. صور تجسّد عمارة القلوب د. نزار قبيلات يكتب: «فوات الأوان».. توسّل النصوص وتفلّت الإجابات

يأخذنا كتاب «حياة المركب الشراعي في البحر الأحمر: تاريخ ثقافي للاستكشاف المحمول بحراً في العالم الإسلامي» في رحلة عبر الزمن، مستعرضاً الدور الحيوي الذي لعبته المراكب الشراعية في تشكيل هوية المجتمعات الساحلية على ضفاف البحر الأحمر. يتناول المؤلف والباحث ديونيسيوس آجيوس، المتخصص في الدراسات الإثنوغرافية واللغوية، هذا الموضوع من منظور ثقافي شامل، حيث يسجل بصوت سكان البحر الأحمر أنفسهم تاريخاً شفهياً غنياً، مدعوماً بالمصادر التاريخية والمقابلات الميدانية.
ترجم الكتاب د. أحمد إيبش، الباحث والمؤرخ المتخصّص في التاريخ الإسلامي والتاريخ الحديث، وصدر الكتاب عن مشروع «كلمة»، التابع لمركز أبوظبي للغة العربية، ويتميز الكتاب بأسلوبه التحليلي الذي لا يقتصر على البعد التاريخي للمراكب الشراعية، بل يدمج بين الجغرافيا، والثقافة، والتجارة، والمعتقدات التقليدية، ليرسم صورة متكاملة عن هذا العالم البحري. كما أنه يُعدُّ أول دراسة من نوعها تُسلِّط الضوء على المركب الشراعي كوسيلة للتبادل الثقافي، وليس مجرد أداة للنقل أو التجارة.
رحلة بحرية 
يركز المؤلف في كتابه على أن البحر الأحمر لم يكن مجرد ممر مائي، بل كان مسرحاً لحركة دائمة من التجار، والصيادين، والحجاج، والبحارة الذين لعبوا دوراً أساسياً في بناء الهوية الثقافية للمنطقة. ومن خلال 18 فصلاً، يستعرض الكتاب تطور المراكب الشراعية، وأشكالها المختلفة، وأساليب بنائها، إضافة إلى الطقوس والعادات المرتبطة بالملاحة البحرية.
يبدأ الكتاب باستعراض الذكريات الثقافية للمراكب الشراعية، حيث يجمع شهادات حيَّة من سكان السواحل حول دور البحر في حياتهم اليومية. ويوضح المؤلف أن المراكب الشراعية لم تكن وسيلةَ نقلٍ فحسب، بل كانت جزءاً من نسيج الحياة الاجتماعية والاقتصادية، حيث شكَّلت وسيلة لنقل البضائع، وتيسير رحلات الحج، وممارسة الصيد واللؤلؤ.
في هذا الإطار، يخصِّص الكاتب فصولاً لدراسة السياق الجغرافي والمناخي للبحر الأحمر، ويقدم وصفاً دقيقاً لطبيعته البحرية، والتيارات، والرياح الموسمية التي حدَّدَت مواسم الإبحار عبر العصور، كما يتطرق إلى العلاقة بين البحر والتجارة، خاصة خلال الفترة العثمانية والاستعمارية، حين أصبحت موانئ مثل جدة، وعدن، والمخا مراكز رئيسة لتجارة البن والسلع الشرقية.
أنواع المراكب
من الفصول المهمة في الكتاب، ذلك الذي يتناول أنواع المراكب الشراعية في البحر الأحمر، مثل السَّنبوك، والزاروك، والفلوكة، والدَّاو، حيث يسجل المؤلف أوصافها، وتصاميمها، والتغيرات التي طرأت عليها عبر الزمن، ليُظهر الكتاب كيف أن بناء السفن كان يعتمد على الخبرة المتوارثة دون الحاجة إلى مخططات مكتوبة، مما جعل لكل مجتمع ساحلي بصمته الخاصة في صناعة السفن. كما يتناول الكتاب حياة البحارة على متن هذه المراكب، وأغاني البحر التي كانت تُنشَد أثناء الإبحار، مما يعكس التقاليد البحرية العريقة التي كادت تندثر. 
تحولات وتحديات 
لا يغفل الكتاب التحولات التي طرأت على البحر الأحمر مع دخول السفن البخارية، وافتتاح قناة السويس عام 1869، حيث أدَّى ذلك إلى تراجع دور المراكب الشراعية لصالح النقل البحري الحديث، كما يتطرق إلى التحديات التي تواجه المجتمعات البحرية اليوم، مثل التغيرات البيئية، واندثار الحرف التقليدية، وتأثير العولمة على هوية البحر الأحمر.
وثيقة تاريخية 
 يُعد هذا الكتاب وثيقة ثقافية وتاريخية فريدة، حيث يجمع بين البحث الأكاديمي والعمل الميداني، ليقدم رؤية شاملة حول الدور الذي لعبته المراكب الشراعية في تاريخ البحر الأحمر، فمن خلال هذا السرد العميق، يدعونا ديونيسيوس آجيوس إلى إعادة اكتشاف تراث بحري مهدد بالاندثار، والتأمل في العلاقة بين الإنسان والبحر كقوة دافعة للتاريخ والتفاعل الثقافي.
«حياة المركب الشراعي في البحر الأحمر» ليس مجرد كتاب تاريخي، بل هو شهادة حيَّة على تراث بحري غني، ونافذة تطلُّ على عالم كان فيه البحر أكثر من مجرد طريق، بل حياة بحدِّ ذاتها.

مقالات مشابهة

  • شهيد وجريح في غارة إسرائيلية على بلدة ياطر جنوبي لبنان
  • قتيل وجريح في غارة إسرائيلية على بلدة ياطر جنوبي لبنان
  • «المركب الشراعي» رحلة عبر الزمن
  • مقتل شخص في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة جنوبي لبنان
  • إجلاء العشرات من سكان توسكانا الإيطالية بسبب الفيضانات
  • شعر به سكان باري.. زلزال يضرب جنوب إيطاليا
  • شواطئ إيران تتحول إلى اللون الأحمر بعد سقوط الأمطار.. ما السبب؟
  • شاهد.. صيادون بلا مراكب ولا دعم في ميناء الناقورة جنوبي لبنان
  • حزب مستقبل وطن يستكمل توزيع كراتين رمضان ضمن مبادرة الخير في مدينة دهب بجنوب سيناء
  • الجيش الإسرائيلي يشن غارات على مواقع لحزب الله جنوبي لبنان