الجديد برس:

ما زالت ملابسات استهداف القوات البحرينية المرابطة على الحد الجنوبي للسعودية ومقتل أربعة من عناصرها وجرح 12 آخرين، غامضة، وتدور شكوك حول طبيعية الهجوم ودوافعه، ولا سيما أن البحرين قالت إن قواتها تعرضت لاستهداف بطائرة مسيرة، وهو ما نفته صنعاء، فيما الراوية الأخرى التي نقلها تحالف العدوان تُشير إلى أن ما حدث كان نتيجة إغارة بعض المحسوبين على صنعاء من دون تحديد إن كانوا مسلّحين قبليين أو عسكريين.

توقيت العملية الذي جاء في أعقاب استئناف المفاوضات المباشرة بين صنعاء والرياض التي أحرزت تقدماً في مسار السلام، حمل دلالات سياسية، وخاصة أن ثمة أطرافاً محلية وإقليمية ودولية، ولا سيما الإمارات وبريطانيا والفصائل المتحالفة معهما والتي انزعجت من التفاهمات التي ترى أنها تهدّد مصالحها في اليمن.

وفي الوقت الذي جدّدت المنامة الأربعاء اتهامها لصنعاء بالضلوع في الهجوم، قال مصدر عسكري مطلع لـ «الأخبار»، إن «محاولات التحالف والبحرين إلصاق العملية بقوات صنعاء تخدم الأطراف الضالعة في الهجوم»، ونفى أن «تكون صنعاء قد استخدمت الطيران المسيّر في أي هجوم خلال الأيام الماضية»، مؤكداً أن عمليات صنعاء يُعلن عنها قبل تنفيذها أو بعد التنفيذ من دون تردد.

ولفت المصدر إلى حالة الارتباك الواضحة في تصريحات دول التحالف جراء الحادثة، مشيراً إلى أن «حشد الإدانات للحادثة على نطاق دولي يؤكد أن الهدف من ورائها تعكير أجواء السلام الإيجابية التي جرت أخيراً مع السعودية، وتفجير الأوضاع عسكرياً».

مصادر قبلية في محافظة صعدة، أكدت لـ «الأخبار » أن المناطق الحدودية الواقعة على تماس مع جيزان، تعيش حالة حرب مستمرة منذ الإعلان عن دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ مطلع نيسان 2022، وأن حرس الحدود السعودي يتعمّد استهداف سكان القرى الحدودية في مناطق شدا ورازح ومنبه وقطابر بعشرات الهجمات المدفعية بشكل يومي من دون مبرّر.

واعتبرت المصادر أن أي رد فعل من قبل القبائل المتضرّرة من القصف المدفعي الذي أودى بحياة العشرات من المدنيين العزّل أمر طبيعي ويأتي في إطار الدفاع عن النفس. وذكرت مصادر محلية في المحافظة الحدودية أن قوات حرس الحدود السعودي كثّفت هجماتها ضد القرى الحدودية في خلال اليومين الماضيين.

وأكد مصدر طبي في صعدة لـ«الأخبار» أن مستشفى رازح الحدودي استقبل عدداً من المدنيين الذين أصيبوا بنيران ذلك الحرس في مديريتي شدا ومنبة الحدوديتَين.

وكانت وزارة الصحة في صنعاء قد أكدت في تموز الماضي، مقتل 307 أشخاص وإصابة 2021 آخرين، جلّهم من المدنيين اليمنيين واللاجئين الأفارقة الذين يتخذون محافظة صعدة محطة عبور للوصول إلى الأراضي السعودية، جراء قصف قوات التحالف المناطق الحدودية في صعدة، منذ بداية الهدنة.

ويرى مراقبون أن الهجوم الذي استهدف وحدة المدفعية البحرينية المتهمة بالضلوع في القصف اليومي الذي طاول القرى الحدودية اليمنية في محافظة صعدة، قد يكون ناتجاً عن ردة فعل قبلية لسكان القرى الحدودية.

وتعزِّز هوية القتلى وطبيعة عملهم هذه الفرضية، وخاصة أن وسائل إعلام سعودية أكدت أن الضابط البحريني، فهد الكبيسي، الذي قُتل في العملية كان يقود وحدة للمدفعية الثقيلة على الحدود.

وفيما حاولت الإمارات التي فشلت في تفجير الوضع في عدد من جبهات التماس في محافظات الضالع ولحج رداً على استبعادها من المفاوضات، جرّ الرياض إلى التصعيد العسكري مع صنعاء، من خلال دعوة وزارة الخارجية الإماراتية في بيان إلى رد رادع على الهجوم، جاء الرد السعودي على لسان الناطق باسم التحالف، تركي المالكي، أقل حدّة، إذ وصفه بالعمل الفردي، متحدثاً عن ضلوع «بعض العناصر التابعة لحكومة صنعاء بالهجوم»، وهو ما عكس رغبة سعودية بتفويت الفرصة على الإمارات والدول التي تحاول تقويض عملية السلام في اليمن.

*المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: القرى الحدودیة

إقرأ أيضاً:

ليبيا تعلن إحباط محاولة اغتيال مستشار الدبيبة بتفجير مفخخ

أعلن مكتب النائب العام الليبي، عن إحباط محاولة اغتيال استهدفت مستشار رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبية، من خلال تفجير "عجلة مفخخة" وضعت في مساره.

وأشارت المكتب إلى أن المحققين قاموا بمعاينة موقع التفجير وجمعوا الأدلة، فيما تولى قسم ضبط شؤون المعلوماتية والاتصالات بمكتب النائب العام تحليل المعلومات التي كشفت عن تحركات المشتبه بهم قبل وبعد تنفيذ الجريمة.

وكشفت التحقيقات أن عنصرين من إدارة الأمن القومي بجهاز المخابرات الليبية تورطا في عملية استهداف عبد المجيد مليقطة مستشار الدبيبة.

وتمكنت قوات جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة من القبض على المشتبهين الرئيسيين، فيما تستمر الجهود لملاحقة المتورطين الآخرين خارج البلاد بالتعاون مع الجهات الدولية.

وفي نيسان/ أبريل الماضي، تعرض منزل الدبيبة في حي الأندلس الراقي بالعاصمة طرابلس، لهجوم بقذائف صاروخية، وأسفر الهجوم عن بعض الأضرار فقط.

وانتشرت قوات الأمن بشكل كبير عقب سماع دوي الانفجار، وتضاربت الأنباء بشأن الهجوم على المنزل الذي لم يكن فيه الدبيبة، لحظة وقوعه بحسب مواقع ليبية.



وقالت مواقع ليبية إن الهجوم جرى بواسطة طائرة مسيرة، ألقت قذائف على سطح المنزل وشرفة مكتبه، في حين أشارت أخرى إلى أن قذائف آر بي جي أطلقت على المكان.

يشار إلى أنه تم تنصيف حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة من خلال عملية تدعمها الأمم المتحدة في عام 2021، لكن البرلمان في الشرق رفض الاعتراف بشرعيتها في نهاية ذلك العام، بعد محاولة فاشلة لإجراء انتخابات عامة، الأمر الذي أدى إلى جمود سياسي في البلاد.

وفي أوائل آذار/ مارس، قال ثلاثة زعماء ليبيين كبار؛ إنهم اتفقوا على "ضرورة" تشكيل حكومة موحدة جديدة، تشرف على الانتخابات التي طال انتظارها.

ونهاية العام الماضي، أعلن الدبيبة، استعداده للمشاركة في الحوار الذي دعا له المبعوث الأممي عبد الله باتيلي لتسوية الخلافات السياسية حول إجراء الانتخابات.

وأكد الدبيبة في كلمة مسجلة بثتها حكومته على منصة فيسبوك "استعداده للتجاوب مع كل المقترحات بجدية، لتوسيع الثقة في المهام الموكلة للحكومة في العملية الانتخابية"، موضحا أنه "لا مجال للمسارات الجانبية ولن نسمح بمراحل انتقالية جديدة".

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تكشف تفاصيل الهجوم على مقر الجيش في لبنان عام 82
  • ليبيا تعلن إحباط محاولة اغتيال مستشار الدبيبة بتفجير مفخخ
  • غارة جوية سعودية على صعدة وأضرار في ممتلكات المدنيين
  • تشكيل البرازيل الرسمي لمواجهة كولومبيا.. فينيسيوس يقود الهجوم
  • ضياء رشوان: متوسط سن وزراء الحكومة الجديدة انخفض
  • غارة للطيران السعودي تُلحق أضراراً بسيارة مواطن في صعدة
  • غارة جوية سعودية تُلحق أضراراً بسيارة مواطن في صعدة
  • تنفيذ أنشطة توعوية في 780 قرية تابعة لـ«حياة كريمة» للتوعية بأضرار المخدرات
  • تقارير عن تعزيزات أوكرانية على حدود بيلاروسيا.. وكييف تعلق
  • منظمة مشاد: ندين الهجوم البربري الذي شنته قوات الدعم السريع على مدينة سنجة