الهجوم ضد البحرينيين يزداد غموضاً.. المنامة ضالعة في قصف قرى صعدة
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
الجديد برس:
ما زالت ملابسات استهداف القوات البحرينية المرابطة على الحد الجنوبي للسعودية ومقتل أربعة من عناصرها وجرح 12 آخرين، غامضة، وتدور شكوك حول طبيعية الهجوم ودوافعه، ولا سيما أن البحرين قالت إن قواتها تعرضت لاستهداف بطائرة مسيرة، وهو ما نفته صنعاء، فيما الراوية الأخرى التي نقلها تحالف العدوان تُشير إلى أن ما حدث كان نتيجة إغارة بعض المحسوبين على صنعاء من دون تحديد إن كانوا مسلّحين قبليين أو عسكريين.
توقيت العملية الذي جاء في أعقاب استئناف المفاوضات المباشرة بين صنعاء والرياض التي أحرزت تقدماً في مسار السلام، حمل دلالات سياسية، وخاصة أن ثمة أطرافاً محلية وإقليمية ودولية، ولا سيما الإمارات وبريطانيا والفصائل المتحالفة معهما والتي انزعجت من التفاهمات التي ترى أنها تهدّد مصالحها في اليمن.
وفي الوقت الذي جدّدت المنامة الأربعاء اتهامها لصنعاء بالضلوع في الهجوم، قال مصدر عسكري مطلع لـ «الأخبار»، إن «محاولات التحالف والبحرين إلصاق العملية بقوات صنعاء تخدم الأطراف الضالعة في الهجوم»، ونفى أن «تكون صنعاء قد استخدمت الطيران المسيّر في أي هجوم خلال الأيام الماضية»، مؤكداً أن عمليات صنعاء يُعلن عنها قبل تنفيذها أو بعد التنفيذ من دون تردد.
ولفت المصدر إلى حالة الارتباك الواضحة في تصريحات دول التحالف جراء الحادثة، مشيراً إلى أن «حشد الإدانات للحادثة على نطاق دولي يؤكد أن الهدف من ورائها تعكير أجواء السلام الإيجابية التي جرت أخيراً مع السعودية، وتفجير الأوضاع عسكرياً».
مصادر قبلية في محافظة صعدة، أكدت لـ «الأخبار » أن المناطق الحدودية الواقعة على تماس مع جيزان، تعيش حالة حرب مستمرة منذ الإعلان عن دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ مطلع نيسان 2022، وأن حرس الحدود السعودي يتعمّد استهداف سكان القرى الحدودية في مناطق شدا ورازح ومنبه وقطابر بعشرات الهجمات المدفعية بشكل يومي من دون مبرّر.
واعتبرت المصادر أن أي رد فعل من قبل القبائل المتضرّرة من القصف المدفعي الذي أودى بحياة العشرات من المدنيين العزّل أمر طبيعي ويأتي في إطار الدفاع عن النفس. وذكرت مصادر محلية في المحافظة الحدودية أن قوات حرس الحدود السعودي كثّفت هجماتها ضد القرى الحدودية في خلال اليومين الماضيين.
وأكد مصدر طبي في صعدة لـ«الأخبار» أن مستشفى رازح الحدودي استقبل عدداً من المدنيين الذين أصيبوا بنيران ذلك الحرس في مديريتي شدا ومنبة الحدوديتَين.
وكانت وزارة الصحة في صنعاء قد أكدت في تموز الماضي، مقتل 307 أشخاص وإصابة 2021 آخرين، جلّهم من المدنيين اليمنيين واللاجئين الأفارقة الذين يتخذون محافظة صعدة محطة عبور للوصول إلى الأراضي السعودية، جراء قصف قوات التحالف المناطق الحدودية في صعدة، منذ بداية الهدنة.
ويرى مراقبون أن الهجوم الذي استهدف وحدة المدفعية البحرينية المتهمة بالضلوع في القصف اليومي الذي طاول القرى الحدودية اليمنية في محافظة صعدة، قد يكون ناتجاً عن ردة فعل قبلية لسكان القرى الحدودية.
وتعزِّز هوية القتلى وطبيعة عملهم هذه الفرضية، وخاصة أن وسائل إعلام سعودية أكدت أن الضابط البحريني، فهد الكبيسي، الذي قُتل في العملية كان يقود وحدة للمدفعية الثقيلة على الحدود.
وفيما حاولت الإمارات التي فشلت في تفجير الوضع في عدد من جبهات التماس في محافظات الضالع ولحج رداً على استبعادها من المفاوضات، جرّ الرياض إلى التصعيد العسكري مع صنعاء، من خلال دعوة وزارة الخارجية الإماراتية في بيان إلى رد رادع على الهجوم، جاء الرد السعودي على لسان الناطق باسم التحالف، تركي المالكي، أقل حدّة، إذ وصفه بالعمل الفردي، متحدثاً عن ضلوع «بعض العناصر التابعة لحكومة صنعاء بالهجوم»، وهو ما عكس رغبة سعودية بتفويت الفرصة على الإمارات والدول التي تحاول تقويض عملية السلام في اليمن.
*المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: القرى الحدودیة
إقرأ أيضاً:
مؤمن الجندي يكتب: مراد الانفراد
ذات مساء في غرفة الأخبار.. جلست على مكتبي في غرفة الأخبار، حيث ينبض العالم بأصوات الهواتف وصفير الإشعارات، متكئة على الحواسيب التي باتت وكأنها أوتار تعزف عليها أيدي المحررين.. نظرت حولي لأرى زملائي منشغلين بمتابعة الأخبار المتداولة على وكالات الأنباء ومنصات التواصل الاجتماعي، وكأنهم عازفون يتسابقون على عزف النوتة ذاتها، لكن شيئًا ما كان ينقص هذا المشهد؛ ذلك البريق الذي كان يُشعل عيون الصحفيين حين كانوا يتحدثون عن "السبق الصحفي".
مؤمن الجندي يكتب: مقادير صناعة الأسطورة مؤمن الجندي يكتب: ما الذي لا يستطيع المال شراؤه؟ مؤمن الجندي يكتب: بالونة مزدوجة مؤمن الجندي يكتب: وصفة للفوضىتذكرت تلك الأيام مع أستاذي الذي علمني أن الصحافة ليست مجرد نقل الأخبار، بل هي فن اكتشاف المجهول.. كان يردد دائمًا "السبق الصحفي هو روح المهنة"، ويدخل الأزقة ويجلس مع الغرباء لساعات بحثًا عن حقيقة واحدة! ففي يوم فارق، عملنا على تحقيق! ورغم الشكوك، قادني أستاذي إلى منزل بسيط حيث تحدث بحميمية مع رجل مسن، ليخرج بعد ساعات بوثائق تكشف القصة كاملة، معلمًا إيّاي أن الانفراد الحقيقي يولد بالصبر والبحث العميق والرغبة في نقل المعلومة بأمانة.
لكن الزمن تغير.. مع صعود الإنترنت، وانتشار الأخبار بسرعة البرق، أصبح السبق الصحفي عملة نادرة! باتت الصحف تتسابق لنقل ما هو متاح بالفعل، بدلًا من البحث عن ما هو مخفي! وهذا الشيء حقيقة يحزنني بشدة على مهنتي وزملائي.. أصبحنا نعيش في عصر التشابه، حيث كل وسيلة إعلامية تقدم النسخة ذاتها من القصة.
ومع ذلك، أؤمن أن الانفراد الصحفي لم يمت، بل هو ينتظر من يحييه.. يحتاج إلى قلوب شجاعة وعقول متقدة لا تخشى التعب، ولا تستسلم للإجابات السهلة! يحتاج إلى من يؤمن بأن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل هي رسالة تكشف الحقائق وتُعيد للناس الثقة بأن هناك من يسعى خلف الحقيقة، مهما كان الثمن.
حين غادرت غرفة الأخبار تلك الليلة، قررت أن أبحث عن ذلك الانفراد المفقود.. قررت أن أكون صوتًا في زمن الصمت، وأن أقدم شيئًا مفيدًا يُذكر لي بعد رحيلي.. وأعيد للصحافة بريقها الذي تلاشى تحت ضغط العناوين المتكررة والشائعات المتداولة.. فما زال في القلب شغف، وما زالت في الميدان قصص تستحق أن تُروى.
انتصار القلم المصريفي لحظة فارقة، كسر محمد مراد الناقد الرياضي بجريدة اليوم السابع القواعد السائدة وأعاد للصحافة الرياضية مكانتها التي افتقدتها طويلًا.. حين أعلن مراد عن انتقال عمر مرموش إلى مانشستر سيتي الإنجليزي، كان الخبر بمثابة صدمة إيجابية للجميع، خاصة بعدما سارعت الصحف الألمانية لنفيه.. لكن مراد، مسلحًا بمصداقيته وثقته بمصادره، ظل ثابتًا أمام العاصفة! خلال ساعات قليلة، انقلبت الطاولة، وأكدت كبرى الصحف العالمية صحة الخبر، ليتحول انفراد مراد إلى حديث العالم أجمع، تلك اللحظة لم تكن مجرد سبق صحفي؛ بل كانت إعلانًا جديدًا بأن الصحافة الرياضية في مصر قادرة على أن تكون في قلب الحدث، تقود المشهد بدلًا من الاكتفاء بالمتابعة والنقل المباشر.
في النهاية، المصداقية هي جوهر الصحافة، والطريق الوحيد لصناعة انفراد حقيقي يترك أثرًا لا ضجيجًا.. الصحفي المتميز لا يلهث خلف "عاجل" بلا قيمة، بل يسعى وراء الحقيقة، مهما كان الطريق طويلًا.. الانفراد ليس عنوانًا لافتًا، بل رسالة عميقة تُعيد الثقة بين القارئ والصحافة، وتُثبت أن المهنة لا تزال تحترم عقل الجمهور وتقدر دورها في كشف الحقائق، لا بيع الأوهام.
للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا