هل الوعد بالطلاق لا يقع ولا يجب الوفاء به
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
يسأل الكثير من الناس عن الوعد بالطلاق لا يقع ولا يجب الوفاء به فأجاب الامام الالباني وقال قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: الوعد بالطلاق لا يقع، ولو كثرت ألفاظه، ولا يجب الوفاء بهذا الوعد، ولا يستحب.
وإذا تقرر أن ما صدر من هذا الزوج لزوجته لا يعتبر تعليق طلاق، فلا داعي للتطرق إلى التفريعات التي سأل عنها السائل، والمترتبة على افتراض أن الموضوع موضوع تعليق الطلاق، ثم إن مجرد تحذيرالزوج لزوجته من أخذ شيء من أموال الناس في المستقبل لا يعتبر يمين طلاق، إن لم يقترن به ما يفيد ذلك.
هذا وننبه إلى أهمية أمرين:
1 - مراعاة كل من الزوجين لأحاسيس ومشاعر الآخر؛ فلا تقدم الزوجة على ما من شأنه أن يغضب الزوج، أو يعتبره خادشا في قوامته، أو نقصا في مروءته، أو وسيلة لإهانته، فلا تقدم على أمر هي تعلم أنه يغضبه.
2 - على الزوج أن لا يضيق على الزوجة، ويحجر عليها فيما لا يضره، ولا يمس من كرامته، وأن لا يجعل من الطلاق، أوالتهديد به وسيلة للإصلاح، بل عليه أن يعاملها بالرفق، والحكمة، مستحضرا في تعامله معها وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حيث يقول كما في صحيح مسلم:... فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ.
ويقول كما في الصحيحين: اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ، لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ.
يقول تعالى : ( إن الذين كفروا ) أي : غطوا الحق وستروه ، وقد كتب الله تعالى عليهم ذلك ، سواء عليهم إنذارك وعدمه ، فإنهم لا يؤمنون بما جئتهم به ، كما قال تعالى : ( إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم ) [ يونس : 96 ، 97 ] وقال في حق المعاندين من أهل الكتاب : ( ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك ) الآية [ البقرة : 145 ] أي : إن من كتب الله عليه الشقاوة فلا مسعد له ، ومن أضله فلا هادي له ، فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ، وبلغهم الرسالة ، فمن استجاب لك فله الحظ الأوفر ، ومن تولى فلا تحزن عليهم ولا يهمدنك ذلك ؛ ( فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب ) [ الرعد : 40 ] ، و ( إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل ) [ هود : 12 ] .
وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قوله تعالى : ( إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص أن يؤمن جميع الناس ويتابعوه على الهدى ، فأخبره الله تعالى أنه لا يؤمن إلا من سبق له من الله السعادة في الذكر الأول ، ولا يضل إلا من سبق له من الله الشقاوة في الذكر الأول .
وقال محمد بن إسحاق : حدثني محمد بن أبي محمد ، عن عكرمة ، أو سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : ( إن الذين كفروا ) أي : بما أنزل إليك ، وإن قالوا : إنا قد آمنا بما جاءنا قبلك ( سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) أي : إنهم قد كفروا بما عندهم من ذكرك ، وجحدوا ما أخذ عليهم من الميثاق ، فقد كفروا بما جاءك ، وبما عندهم مما جاءهم به غيرك ، فكيف يسمعون منك إنذارا وتحذيرا ، وقد كفروا بما عندهم من علمك ؟ !
وقال أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، قال : نزلت هاتان الآيتان في قادة الأحزاب ، وهم الذين قال الله فيهم : ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها ) [ إبراهيم : 28 ، 29 ] .
والمعنى الذي ذكرناه أولا وهو المروي عن ابن عباس في رواية علي بن أبي طلحة ، أظهر ، ويفسر ببقية الآيات التي في معناها ، والله أعلم .
وقد ذكر ابن أبي حاتم هاهنا حديثا ، فقال : حدثنا أبي ، حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح المصري ، حدثنا أبي ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثني عبد الله بن المغيرة ، عن أبي الهيثم عن عبد الله بن عمرو ، قال : قيل : يا رسول الله ، إنا نقرأ من القرآن فنرجو ، ونقرأ فنكاد أن نيأس ، فقال : ألا أخبركم ، ثم قال : ( إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) هؤلاء أهل النار . قالوا : لسنا منهم يا رسول الله ؟ قال : أجل .
[ وقوله : ( لا يؤمنون ) محله من الإعراب أنه جملة مؤكدة للتي قبلها : ( سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) أي هم كفار في كلا الحالين ؛ فلهذا أكد ذلك بقوله : ( لا يؤمنون ) ويحتمل أن يكون ( لا يؤمنون ) خبرا لأن تقديره : إن الذين كفروا لا يؤمنون ، ويكون قوله : ( سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم ) جملة معترضة
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رسول الله بن أبی
إقرأ أيضاً:
علاء عابد: يوم الشهيد رمز الوفاء لتضحيات أبطال مصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد النائب علاء عابد، رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب ونائب رئيس حزب مستقبل وطن، علي أهمية إحياء يوم الشهيد الذي يوافق 9 مارس من كل عام، تخليدًا لذكرى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، الذي ضحى بحياته أثناء تفقده القوات على جبهة القتال عام 1969 خلال حرب الاستنزاف.
وأشار النائب علاء عابد، إلى أن هذا اليوم يحمل دلالات عظيمة تتجاوز كونه مجرد مناسبة وطنية، إذ يمثل رمزًا للتضحية والفداء، ويُجسد رسالة وفاء من الشعب المصري تجاه أبطاله الذين بذلوا أرواحهم في سبيل حماية الوطن والدفاع عن أمنه واستقراره.
وأضاف أن استشهاد الفريق عبد المنعم رياض في الصفوف الأمامية للجبهة يعكس قيم الشجاعة والإخلاص، وهي القيم التي تتوارثها الأجيال داخل القوات المسلحة المصرية.
وأوضح عابد أن يوم الشهيد ليس فقط يومًا لتذكر التضحيات، بل هو مناسبة لتجديد العهد على المضي قدمًا في طريق البناء والتنمية، مستلهمين من تضحيات هؤلاء الأبطال الدروس العظيمة في العمل الجاد والإصرار على تحقيق الإنجازات، مشددًا على أن دماء الشهداء ستظل الوقود الذي يحرك عجلة التقدم لمصر وشعبها.
وأكد أن يوم الشهيد يُبرز قيم الانتماء الوطني من خلال تنظيم فعاليات رسمية وشعبية تشمل تكريم أسر الشهداء، واستعراض بطولاتهم التي ستظل محفورة في وجدان الأمة، مشيرا إلى أن هذه الفعاليات تتيح فرصة للأجيال الشابة للتعرف على بطولات هؤلاء الأبطال، وتعزز لديهم روح الولاء والانتماء للوطن.
وأضاف عابد أن الشهداء هم الدرع الواقي لمصر، وأمنها القومي تحقق بفضل تضحياتهم الجليلة التي لا تُقدر بثمن ، موجها التحية لأسر الشهداء جميعا.
واختتم عابد بيانه بدعوة جميع المصريين إلى المشاركة الفعالة في فعاليات إحياء يوم الشهيد، تقديرًا للشهداء الذين قدموا أسمى معاني التضحية، مؤكدًا أن مصر ستبقى دائمًا مدينة لهم بالفضل والامتنان لما قدموه من أجل رفعة الوطن.