الذوادي: إن ما نخسره بتراجع الدراما هو تعزيز الهوية التي استطاعت الدراما تعزيزها بكل كفاءة المقلة: الدراما البحرينية استطاعت أن تنافس عربيًا وهي قادرة على المنافسة لو تسنّت لها العودة الجودر: ليست أزمة إبداع.. إنما هي أزمة دعم أدت لانحسار الجمهور وأضعفت حماسة العاملين القحطاني: البحرين مهيأة لاحتواء حركة إنتاج نشطة وأن تحظى بمكانةٍ رائدة في الإنتاج الدرامي
«الفن مرآة.

..» ضع بعدها ما تشاء، الواقع، الحياة، المجتمع، الوجود.. إلخ، وستبدو المقولة كاشفة لأهمية «الفن»، وفي حديثنا هذا نخص الدراما التلفزيونية، التي تشكل عنصر بالغ الأهمية، خاصة إذا ما أكدنا على أن الشاشات - التلفاز أو شاشات جوالاتنا التي تقوم مقام التلفاز وأكثر- أكثر واجهة اتصال جماهيري انتشارًا وتأثيرًا اليوم، ومن المؤسف أن لا تجد لك موطئ قدم في زحام الإنتاج الدرامي على هذه الشاشات. الأمر الذي دعانا في «صحيفة الأيام» لعقد ندوة إعلامية، تتناول «أفول الدراما البحرينية... ما الذي تخسره البحرين بغياب الإنتاج الدرامي؟».
يكاد الجميع يتفق بأن الدراما البحرينية شهدت في أواخر القرن الماضي، وبداية القرن الحالي، طفرة إنتاجية كبيرة، لو تسنى لها الاستمرار، دون أن تتلكأ وتأفل في نهاية المطاف، لتحقق الكثير حتى وقتنا الراهن من حيث الاشتغال الإبداعي، وزخم الإنتاج، ومديات الانتشار والتوزيع... ما سينعكس بالضرورة على الحضور خليجيًا وعربيًا - ومن يدري ربما دوليًا كذلك - لكن ما يعرب عنه المشتغلون في الإنتاج الدرامي هو الحزن على ما آلت إليه الدراما البحرينية، التي يؤكد البعض منهام بأنهم «قرأوا الفاتحة على روحها!».
عن هذا الغياب، أسبابه، ومآلاته، عنه وقد غرب الفنانين والمشتغلين بحثًا عن اشتغالهم ومواصلة إبداعهم، عن ما تخسره البحرين في ظل انعدام دراما تمثلها، وإن كان فنانوها ومخرجوها ينتجون للبلدان الشقيقة، لكن بإنتاجات تمثل تلك البلدان. عن شركات الإنتاج، وسبب عدم بنائها لتمارس استقلالية الإنتاج دون استجداء دعم رسمي.. عن كل ذلك عقدنا الندوة باستضافة المخرج أحمد يعقوب المقلة، الذي أخرج العديد من الأعمال الدرامية، كـ«البيت العود»، و«فرجان لول»، و«سعدون»، وهي من تأليف الكاتب والسيناريست راشد الجودر، ضيفنا الآخر الذي كتب العديد من المسلسلات، منها «العين»، والذي أخرجه المخرج بسام الذوادي، ضيفنا الذي إلى جانب كونه مخرج درامي، أخرج العديد من الأفلام السينمائية، منها «الحاجز»، الذي مثل فيه ضيفنا الفنان والمنتج قحطان القحطاني، والذي أسهم في العديد من الأعمال المحلية والخليجية والعربية، كما أنتج أعمالاً محلية، آخرها «الخطايا العشر».
مع هؤلاء الفنانين، نقرأ ما أضحى عليه المشهد الدرامي البحريني، مشهدٌ أضحى في فقر إنتاجي للأعمال الدرامية، التي تغيب في بغض السنوات غيابًا تامًا، وطاقات وكفاءات تنسحب من المشهد المحلي لتبحث عن نجوميتها في البلاد الشقيقة، في الوقت الذي تشهد فيه الصناعات الإبداعية، خاصة الدرامية والسينمائية تطورًا لافتًا في العديد من الدول الخليجية، بالإضافة لحضورها الدولي من خلال منصات العرض العربية والعالمية، والمهرجانات... فيما تغيب الأعمال التي تمثل المملكة عن كل هذه التمظهرات!
أفول الدراما البحرينية بسبب غياب الدعم وعدم تأسيس البنى المنتجة
إذا ما تتبعنا تصريحات المشتغلين في الوسط الدرامي من فنانين، ومخرجين، ومنتجين، وكتاب.. سنجد تصريحاتٍ تجيش بما في صدورهم من ألمٍ وحسرة على تراجع الدراما البحرينية، فما الذي أدى لتراجعها، رغم صعودها الكبير في أواخر القرن الماضي، وبدايات القرن الحالي؟ وعلى من تقع مسؤولية أفولها التدريجي، حتى أضحت غائبة عن المشهد الدرامي الخليجي والعربي؟
يقرأ الفنان والمنتج قحطان القحطاني هذا التراجع، بمنظارٍ شامل يرى فيه بأن البحرين «شهدت تراجعًا فنيًا وثقافيًا عامًا، في التلفزيون، والمسرح، والغناء، ومختلف فروع الثقافة..»، فيما يرد تراجع الدراما إلى عوامل عدة، منها ما يمثل تحدٍ حقيقي، ومنها ما كان يمكن تلافيه، إذ يرى بأن «قفزت البثوث الفضائية، وما تبعها من ظهور للدراما الأجنبية - واستقطابها جمهور المشاهدين - أدى لتراجع الدراما المحلية»، آنذاك، يبين القحطاني، بأن التلفزيون الرسمي «لم يكن مستعدًا للتماشي مع هذه القفزة، ما جعله يراوح مكانه».
في ظل هذا التراجع الدرامي، لم يكن بعض المسؤولين مدركين لأهمية معالجة الأمر، بل «لم يعنَ بأمر الدراما»، كما يؤكد القحطاني، الذي يرى بأن عدم الاعتناء بأمر الدراما «سيقود إلى أفولها كأمر طبيعي»، هذا إلى جانب عدم مواكبة التطورات التي أفضت لتغيرات كبيرة في الإنتاج الدرامي، والتي «لم تتماشَ معها الميزانيات المقدمة من (وزارة الإعلام)، في ظل اختلاف جذري للموازين الإنتاجية»، وبالتالي فإن السبب الثاني، إلى جانب قفزت البثوث الفضائية، هو أن الجانب الرسمي ممثلاً بـ «تلفزيون البحرين»، أضاع زمام أمور الإنتاج «فتوقفت عجلته».
أما السبب الثالث الذي يخلص إليه القحطاني، فيتمثل في المشتغلين في مجالات الدراما، إذ يرى بأنهم لم يجاوروا الواقع الجديد، في ظل تعدد الخيارات الدرامية المتاحة من خلال البث الفضائي، والمنصات الرقمية - في وقتٍ لاحق - مؤكدًا «الإنتاج المحلي كان موجهًا لجمهور ما قبل البث الفضائي»، وهذا ما جعل الدراما «محصورة ببيئتها المحلية، والبيئات القريبة، في الوقت الذي أضحت أشكال أخرى من الدراما الأجنبية تتنافس على جذب المشاهد»، وهذا يعني، كما يبين القحطاني «عدم فهم سيكولوجية المتلقي الجديد، إذ لم يعد هو نفسه المتلقي في تسعينيات القرن الماضي».

أزمة دعم لا أزمة إبداع...
يرد الكاتب والسيناريست راشد الجودر، أفول الدراما البحرينية بشكل أساس إلى «الدعم الرسمي للأعمال الدرامية الذي توقف، فتوقف بتوقفه الإنتاج»، نافيًا أن يكون التراجع، مرده لأزمة إبداع: «البحرين طوال تاريخها لم تعانِ من أزمة إبداعية، فالمبدعون موجودون وقادرون على العطاء بمختلف أشكاله».
ويشخص واقع التراجع، بعكس هذا الواقع، متحدثًا عن الأسباب التي أدت لازدهار الدراما، فـ«دعم وزارة الإعلام للإنتاج، وتفاعل الجمهور، خاصة مع الأعمال التراثية، وحماسة العاملين في مجال الدراما، أسباب ازدهرت في ظلها الدراما البحرينية، وباختفائها، تراجعت الدراما تراجعًا كبيرًا»، مؤكدًا أن هذه العوامل الثلاثة، مرهونة بالعامل الأول، الذي يمثل قاع الهرم.
يؤيد المخرج أحمد يعقوب المقلة، ما ذهب إليه الجودر، مضيفًا «إن السبب الحقيقي يتمثل في توقف المُنتج المحلي (تلفزيون البحريني) عن الإنتاج، إذ لو استمر بالوتيرة ذاتها لتسنى للدراما البحرينية أن تشهد تطورات كبيرة، وربما قفزات متقدمة»، مشيرًا إلى أن البحرين مليئة «بالطاقات والكفاءات الإبداعية، التي تصدر لدول الخليج العربي»، وبذلك يؤكد المقلة أن الدراما البحرينية «استطاعت، في فترتها الذهبية، أن تنافس الدراما الخليجية والعربية بقوة».
ويلفت المقلة إلى واقع الدراما الكويتية، مبينًا أن ما تهشده من حضور خليجي وعربي، مرده لكون الجانب الرسمي «هو الداعم الحقيقي للإنتاج، حتى مع وجود الشركات الخاصة»، فيما أدى ركود الإنتاج البحريني، إلى نزوج الكفاءات المحلية «حتى أضحى البحريني رقمًا صعبًا على الساحة الفنية الخليجية»، لكن ليس كممثل للبحرين من خلال نتاجه، بل ممثل لبلد الإنتاج.
الدراما البحرينية لم توزع!
يلقي المخرج بسام الذوادي اللوم في تراجع الدراما البحرنية على جانب التوزيع، إذ يقول: «ارتكبت الدراما البحرينية خطأً جوهريًا يتمثل في عدم توزيع الأعمال توزيعًا صحيحًا»، مبينًا بأن هذا الجانب الذي كان يفترض بـ(تلفزيون البحرين) القيام به على خير وجه، أفقد الدراما الكثير، «لو تسنى توزيع الدراما خليجيًا وعربيًا، لشجع ذلك إنشاء صناعة درامية، تولد بدورها حركة إنتاج»، لكن عدم حدوث ذلك، في فترة ازدهار الدراما المحلية، وما تحلت به من صيت حسن بسبب كوادرها الكفوءة «جعلها محلية، وقلما اطلع عليها الجمهور العربي في ظل غياب توزيعها، مؤديًا ذلك لدورة من التراجعات، التي أفضت لعدم ديمومة الإنتاج». ما الذي أعجز الدراما البحرينية عن توليد حركة إنتاج قائمة بذاتها؟ إذا ما ألقينا نظرة على الإنتاج الدرامي عالميًا، سنجده مشهدًا محكومًا بقطاعٍ خاص قائم عليه، من شبكات تلفزيونية، وشركات إنتاج، ومستثمرين... فيما الأمر لدينا محكوم بدعم الجانب الرسمي، ممثلاً بوزارة الإعلام. فلماذا لم تستقل الصناعة الدرامية عبر توليد شركات واستثمارات قادرة على خلق ديمومة إنتاجية، والاستفادة من مخرجاتها اقتصاديًا للنمو والتطور، دون انتظار دعم الجهة الرسمية؟
عن هذا التساؤل، يعاود الذوادي تاكيده على أن «عدم توزيع الدراما البحرينية في أوج ازدهارها، حد من انتشارها وبروزها عربيًا»، وبذلك أضحت بمنأى عن حركة السوق الدرامي، إذ أن «التوزيع بالشكل الصحيح، كان كفيلاً بتوليد حركة إنتاج، تولد بدورها شركات تقتضي مصلحتها مواصلة الإنتاج وتطويره»، بيد أن الشركات لم تؤسس في أوج الازدهار، وهو أمر يؤكد الذوادي: «إننا نحنُ المشتغلين في الدراما من يتحمل مسؤوليته»، فدون وجود الشركات والاستثمارات المتعلقة بالإنتاج «أضحت الدراما مرهونة بدعم وزارة الإعلام»، وبانقطاع الدعم، انقطعت الدراما، كما أكد المقلة والجودر سلفًا.
بيد أن للقحطاني رأيًا آخر، إذ يرى بأن البحرين شهدت قيام شركات إنتاج بالفعل، والتي كانت تدعم، آنذاك، من قبل وزارة الإعلام، سواء بالمعدات أو الدعوم المادية للإنتاج، إلا أن ذلك لم يستمر، ما أدرى «إلى أن تغلق هذه الشركات أبوابها بشكلٍ تام، في ظل شح الدعم». لكن وضع قيام الشركات، وانتظارها الدعم، لا يختلف عن عدم قيامها، إلا أن القحطاني يرى بأن أبسط أشكال الدعم، أن يقوم التلفزيون المحلي بشراء الأعمال البحرينية، إذ يروي «قبل خمسة أعوام، انتجت عملاً دراميًا دون أي مساهمة من قبل الجهات المعنية، وعندما لجأت إليها، لشراء العمل، بوصفه العمل البحريني الوحيد، لم ألقى استجابة!»، ففي ظل هذا التغاضي عن الدراما البحرينية، يتساءل الفنانون: كيف للدراما أن تستمر، وكيف لها أن تولد شركات قائمة بذاتها تكفل ديمومة الإنتاج؟
أما الذوادي فيدعو إلى تأسيس منظومة توفر بيئة حاضنة لصناعة الدراما، وتكفل نشوء الشركات وحركة الإنتاج، وهو الأمر الذي طرحه بنفسه كمقترح على الدولة، في العام 1997، عبر الدعوة لتأسيس «هيئة البحرين للأفلام»، والتي تعنى بعموم الصناعات الإبداعية، من سينما، وتلفزيون، وإذاعة... وتهدف إلى دعم وتنظيم صناعة الدراما، إلى جانب استقطاب الأعمال من الخارج للتصوير في البحرين، بيد أنهُ لم يكتب لهذه الهيئة التأسيس، «وهو ما عملت عليه المملكة العربية السعودية بكل كفاءة، محققة طفرة على صعيد الإنتاج الدرامي، والسينمائي، والإبداعي عمومًا».
لهذا فإن توليد حركة إنتاج قائمة بذاتها، تستدعي خلق مؤسسات وهيئات تنظم قطاع الإنتاج، وتحفيز البيئة الحاضنة للمجالات الإبداعية والدرامية، والتي معها ستتولد الشركات، والاستثمارات في القطاع، كما وستوجد الكفاءات، برأي الذوادي، الذي يشير إلى أن «الإقبال على دراسة المجالات الإبداعية، السيناريو، والإخراج، والتمثيل.. غير مقبول لدى الأباء اليوم، ذلك أن مستقبل أبنائهم غامضٌ بالتأكيد في ظل هذه المجالات»، مبينًا «إن غياب الطاقات الدارسة سينعكس على الإنتاج الدرامي من حيث الجودة، ما سيؤدي لعرقلة المجال، والعودة على بدء»، لهذا يحث الذوادي على ضرورة أن تقوم الدولة بخلق الفضاءات الكفيلة بتحقيق النجاحات للقطاعات الإبداعية، إذ يؤكد «في ظل منظومة متكاملة، نحنُ قادرون على المنافسة»، موقنًا بأن «الخبرات والكفاءات البحرينية، قادرة على إنعاش المنظومة بشكلٍ كبير، ما سيؤدي لخلق صناعة، تستقطب كفاءات جديدة مؤسسة تأسيسًا أكاديميًا، لتستمر الدورة الطبيعية لخلق صناعة درامية كفوءة».

أهي الذائقة أم تعدّد الخيارات؟
مع شيوع البثوث الفضائية، وتعدد القنوات، إلى جانب منصات العرض الرقمية المختلفة، أيمكن للدراما البحرينية، في حال عودتها، أن تجذب جمهور المشاهدين إليها، أم أن الذائقة تغيرت عن تلك التي حققت للدراما المحلية نجاحها قبل عقود قليلة، خاصة الدراما التراثية، التي ميزت الدراما البحرينية؟ يعتقد القحطان بأن الأعمال التراثية، «لم تعد تلقى الاستقبال ذاته»، مؤكدًا على ضرورة «أن يُتناول التراث بأشكال جديدة، مختلفة عما قدم سابقًا»، ويكون ذلك برأيه «بأساليب جديدة تتواءم وطبيعة الجمهور المعاصر».
فيما يؤكد المقلة، الذي أخرج أبرز الأعمال التراثية في تاريخ الدراما البحرينية، بأن الأعمال البحرينية قادرة على التنافس، حتى في ظل المنافسة الشرسة التي تفرضها الخيارات المتاحة للدراما العالمية المتوفرة على منصات العرض الرقمية، مشيرًا بأن الدراما البحرينية «تسنى لها المنافسة عربيًا، واستطاعت أن تحقق نجاحات كبيرة آنذاك». لافتًا بأن ذائقة الجمهور، لم تتغير تجاه الأعمال التراثية، مستدلاً بموقفٍ صادفه أثناء العمل على مسلسلٍ تراثي: «عندما علم أحد المسؤولين في التلفزيون، طلب التوقف عن إنتاج الأعمال التراثية بحجة أن الجمهور ملها، إلا أن حكمه لم يكن صائبًا، فنحنُ كمخرجين أقرب لفهم ذائقة الجمهور، والاحتجاج بملل الجمهور من الأعمال التراثية لم يكن واقعيًا»، ويتابع «نحن المخرجون واعون بأهمية أن لا نكرر أنفسنا، وأن نقدم الأمور برؤى معاصرة، والجمهور على استعداد لتقبل هذه الأعمال، متى كانت أعمالاً حقيقة وجادة، وقريبة منه».
ويؤكد المقلة «أنا على يقين، عندما يقدم العمل بتفاصيل بحرينية، وبنص جيد، وفنانين مختارين بعناية، ورؤية إخراجية متكاملة، فسيجذب الجمهور البحريني والعربي، وسيلقى نجاحًا»، مضيفًا «في كل مكان يلتقيني فيه الناس، فإن أول ما يسألونني عنه، هو الإنتاج الدرامي التراثي».
من جانبه يقرن الجودر استقطاب المشاهدين للدراما المحلية - أو أية دراما - بتناولها قضايا المجتمع والإنسان المعاصر: «المشاهد يبحث عن دراما تطرح همومه وقضاياه»، ولهذا يرى بأن الجيل الجديد من الشباب «لابد له أن يتعامل مع الدراما بجدية، ويتقن صناعتها، ونحنُ كجيل ضليع في هذا المجال، يمكن أن نقدم العون الكبير»، متابعًا «الاشتغال الدرامي بحاجة إلى الجيل الشاب الواعي بطبيعة وجدية الصناعة الدرامية، ويمكن لهذا الجيل أن يحقق نجاحات كبيرة، أسوة بالدراما في مختلف بلدان العالم، فالبحرين بكوادرها وطاقاتها ليست عاجزة عن إعادة النهوض بالدراما، واستقطاب المشاهدين إليها».
ما الذي نخسره بغياب الدراما المحلية؟
إن السؤال عما سنخسره بغياب الدراما المحلية التي تمثلها، سؤال متشعب الإجابة، وربما يغيب عن بالنا «ما تخسره بالفعل»، لكونه غير منظور أو محسوس بشكلٍ مباشر، لكن لنحاول استقطاء إجابة المشتغلين في الدراما، إذ يرى القحطاني بأن «المملكة مهيئة لحتواء حركة إنتاج نشطة، نظرًا لبيئتها، وأسواقها، ونهضتها السياحية، والعمرانية... حيث يمكن لها أن تكون رائدةً في الإنتاج الدرامي، عندما تكون الدراما صناعة»، وللوصول إلى ذلك، يدعو القحطاني إلى «شراكة بين الجانب الرسمي والخاص، من أجل تأسيس شركة استثمارية تعنى بالإنتاج المميز، القادر على المنافسة خليجيًا وعربيًا».
فيما يؤكد المقلة، بأن غياب الدراما المحلية «يخسرنا صورتنا كفنانين بحرينيين مبدعين، ويخسرنا الحضور الدرامي كبلد»، مشيرًا إلى أن المبدع البحريني «لم يتوقف يومًا عن تقديم إبداعه، حيث نعمل كمخرجين، وكتاب، وممثلين في دول الخليج العربي، إلا أنّا نحزن عندما لا تمثل هذه الأعمال اسم البحرين»، ولهذا فإنهُ يضع الدراما المُنتجة في البحرين على رأس أولوياته لو أتيح له الخيار «لو خير الفنان البحريني بين العمل في بلده، والعمل في بلدٍ آخر، فبلا شك سيختار بلده»، هذا البلد الذي يؤكد المقلة بأنهُ مدهش بكوادره وطاقاته الإبداعية: «عملتُ على عملٍ درامي، وفوجأت بأن 99% من فريق العمل بحرينيين، حتى في أعقد المهام التي يعمل عليها عادة مختصون من الخارج». لهذا يؤكد المقلة على أهمية خلق الفضاء المناسب للإنتاج، «أما الكفاءات فمتوافرة».
أما الجودر، فيرى بأن خسارة البحرين، لا تتمثل في خسارة تمثيليات تقدم بهدف الإمتاع «إنما خسارة الدراما، التي تقدم خدمة للدولة، والمجتمع، والإنسان، والثقافة، والاقتصاد...»، مشيرًا إلى أن السنوات التي شهدت نهضة الدراما البحرينية «انعكست على تعزيز الهوية البحرينية، إذ قامت الدراما التراثية بدور كبير في هذا الجانب، كما ذكرت الأطفال بهويتهم، عبر الأغاني، والقصص».
ويلفت الجودر إلى جانب بالغ الأهمية للدراما المحلية، والمتمثل في حفظ اللهجة المحلية وتعزيزها: «فقدت لهجتنا الكثير من مفرداتها الجميلة، وقد استطاعت الدراما التراثية في أوج عطائها، أن تحيي هذه المفردات، وأن تعيد الاعتزاز بالثقافة»، لافتًا أن غياب الدراما «يرسخ التغريب، والاغتراب عن الهوية المحلية».
يتفق الذوادي مع ما ذهب إليه الجودر، مؤكدًا بأن الدراما البحرينية «استطاعت أن توثق لذاكرة بلد وشعب»، ما يجعل استمرارية وجودها وتطويرها ضرورة «لحفظ هذه الذاكرة»، لافتًا بأن الشباب البحريني اليوم، أضحى بعيدًا عن هذه الذاكرة «إن أهم ما نخسره بتراجع الدراما البحرينية، تعزيز الهوية التي تستطيع الدراما أن تؤصل لها بكل كفاءة واعتزاز».

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا وزارة الإعلام حرکة إنتاج قادرة على العدید من إلى جانب توزیع ا ما الذی تراجع ا مؤکد ا غیاب ا لم یکن إلا أن مشیر ا لافت ا إلى أن

إقرأ أيضاً:

كندة علوش تحتفل بعيد ميلاد عمرو يوسف برسالة حب مؤثرة: "أنت الأمان ورحلة العمر"

 

في لفتة رومانسية تعبّر عن عمق العلاقة التي تجمعهما، احتفلت النجمة السورية كندة علوش بعيد ميلاد زوجها النجم المصري عمرو يوسف عبر منشور على حسابها الرسمي في "إنستجرام"، شاركت من خلاله صورة تجمعهما، وكتبت كلمات مليئة بالمشاعر الصادقة والحب.

قالت كندة في رسالتها: "عيد ميلاد سعيد لحب حياتي.. صديقي المفضل.. مساحتي الآمنة.. كل شيء بالنسبة لي". وأضافت: "رحلة حياتي مميزة للغاية لأنني أمشيها معك.. في السراء والضراء.. للغنى والفقر والمرض والصحة.. أن نحب ونعتز حتى يفرقنا الموت".

المنشور لاقى إعجاب الآلاف من متابعي كندة وعمرو، حيث أثنى الجمهور على العلاقة القوية التي تجمعهما، معتبرين أن رسالتها تمثل أسمى معاني الوفاء والحب الحقيقي. كما شارك العديد من النجوم رسائل التهاني للنجم عمرو يوسف بهذه المناسبة.

عمرو يوسف: رحلة فنية حافلة بالنجاح والتألق

يعد عمرو يوسف أحد أبرز نجوم جيله في السينما والتلفزيون المصري، حيث استطاع بخطوات ثابتة أن يثبت نفسه كواحد من أكثر الفنانين موهبة وجاذبية على الشاشة. بدأ عمرو مسيرته كمذيع في قناة "روتانا سينما"، قبل أن ينطلق في عالم التمثيل بأدوار مميزة خطفت الأنظار.

حقق عمرو انطلاقته الكبرى من خلال مسلسل "الدالي" إلى جانب النجم الراحل نور الشريف، حيث قدّم أداءً مميزًا لفت الأنظار إلى موهبته. تتابعت بعدها نجاحاته في العديد من الأعمال الدرامية البارزة مثل: "جراند أوتيل"، "طايع"، "نيران صديقة"، و"عد تنازلي"، وهي أعمال جعلته أحد نجوم الصف الأول في الدراما المصرية.

على صعيد السينما، أبدع عمرو في أفلام مثل "ولاد رزق" بأجزائه، والذي حقق نجاحًا تجاريًا كبيرًا، بالإضافة إلى أفلام أخرى مثل "هيبتا: المحاضرة الأخيرة" و"الثمن".

 يتميز عمرو بقدرته على التنوع بين أدوار الأكشن، الدراما، والرومانسية، ما جعله خيارًا أول للعديد من المخرجين.

حافظ عمرو يوسف على صورته كنجم قريب من جمهوره، بفضل شخصيته المتواضعة والكاريزما التي يتمتع بها. واليوم، يحتفل بإنجازاته المهنية وأسرته التي أصبحت مصدر دعمه وإلهامه، حيث يواصل كتابة فصول جديدة من نجاحه الفني.

 

مقالات مشابهة

  • شريف منير: المزيكا تساعدني في الأعمال التي أقدمها في التمثيل
  • الدراما التلفزيونية السورية المنتظرة وتجسيد ثقافة المواطنة
  • كندة علوش تحتفل بعيد ميلاد عمرو يوسف برسالة حب مؤثرة: "أنت الأمان ورحلة العمر"
  • جمال سليمان: فقدت وطني بعدما دمر منزلي في سوريا ومصر احتضنتني
  • أيمن بهجت قمر يكشف أسرار النجوم: رمضان ليس رقم واحد وشيرين صوت الشارع
  • لونا بشارة.. أول فنانة أردنية تشارك بالمسلسلات التركية المعربة
  • وزير قطاع الأعمال: تطوير شامل لقطاع الغزل والنسيج لتحفيز الإنتاج المحلي
  • وزير قطاع الأعمال في جولة ميدانية بشركة غزل المحلة
  • من التشويق إلى الدراما.. أفضل أفلام عام 2024 عليك أن تشاهدها قبل نهاية العام
  • بعد صدمة فقدان والدتها.. مي عز الدين تعود إلى دراما رمضان بمسلسل الحب كله