فنّانون ومخرجون: الدراما البحرينية أزمة دعم وافتقار للمأسسة
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
الذوادي: إن ما نخسره بتراجع الدراما هو تعزيز الهوية التي استطاعت الدراما تعزيزها بكل كفاءة المقلة: الدراما البحرينية استطاعت أن تنافس عربيًا وهي قادرة على المنافسة لو تسنّت لها العودة الجودر: ليست أزمة إبداع.. إنما هي أزمة دعم أدت لانحسار الجمهور وأضعفت حماسة العاملين القحطاني: البحرين مهيأة لاحتواء حركة إنتاج نشطة وأن تحظى بمكانةٍ رائدة في الإنتاج الدرامي
«الفن مرآة.
يكاد الجميع يتفق بأن الدراما البحرينية شهدت في أواخر القرن الماضي، وبداية القرن الحالي، طفرة إنتاجية كبيرة، لو تسنى لها الاستمرار، دون أن تتلكأ وتأفل في نهاية المطاف، لتحقق الكثير حتى وقتنا الراهن من حيث الاشتغال الإبداعي، وزخم الإنتاج، ومديات الانتشار والتوزيع... ما سينعكس بالضرورة على الحضور خليجيًا وعربيًا - ومن يدري ربما دوليًا كذلك - لكن ما يعرب عنه المشتغلون في الإنتاج الدرامي هو الحزن على ما آلت إليه الدراما البحرينية، التي يؤكد البعض منهام بأنهم «قرأوا الفاتحة على روحها!».
عن هذا الغياب، أسبابه، ومآلاته، عنه وقد غرب الفنانين والمشتغلين بحثًا عن اشتغالهم ومواصلة إبداعهم، عن ما تخسره البحرين في ظل انعدام دراما تمثلها، وإن كان فنانوها ومخرجوها ينتجون للبلدان الشقيقة، لكن بإنتاجات تمثل تلك البلدان. عن شركات الإنتاج، وسبب عدم بنائها لتمارس استقلالية الإنتاج دون استجداء دعم رسمي.. عن كل ذلك عقدنا الندوة باستضافة المخرج أحمد يعقوب المقلة، الذي أخرج العديد من الأعمال الدرامية، كـ«البيت العود»، و«فرجان لول»، و«سعدون»، وهي من تأليف الكاتب والسيناريست راشد الجودر، ضيفنا الآخر الذي كتب العديد من المسلسلات، منها «العين»، والذي أخرجه المخرج بسام الذوادي، ضيفنا الذي إلى جانب كونه مخرج درامي، أخرج العديد من الأفلام السينمائية، منها «الحاجز»، الذي مثل فيه ضيفنا الفنان والمنتج قحطان القحطاني، والذي أسهم في العديد من الأعمال المحلية والخليجية والعربية، كما أنتج أعمالاً محلية، آخرها «الخطايا العشر».
مع هؤلاء الفنانين، نقرأ ما أضحى عليه المشهد الدرامي البحريني، مشهدٌ أضحى في فقر إنتاجي للأعمال الدرامية، التي تغيب في بغض السنوات غيابًا تامًا، وطاقات وكفاءات تنسحب من المشهد المحلي لتبحث عن نجوميتها في البلاد الشقيقة، في الوقت الذي تشهد فيه الصناعات الإبداعية، خاصة الدرامية والسينمائية تطورًا لافتًا في العديد من الدول الخليجية، بالإضافة لحضورها الدولي من خلال منصات العرض العربية والعالمية، والمهرجانات... فيما تغيب الأعمال التي تمثل المملكة عن كل هذه التمظهرات!
أفول الدراما البحرينية بسبب غياب الدعم وعدم تأسيس البنى المنتجة
إذا ما تتبعنا تصريحات المشتغلين في الوسط الدرامي من فنانين، ومخرجين، ومنتجين، وكتاب.. سنجد تصريحاتٍ تجيش بما في صدورهم من ألمٍ وحسرة على تراجع الدراما البحرينية، فما الذي أدى لتراجعها، رغم صعودها الكبير في أواخر القرن الماضي، وبدايات القرن الحالي؟ وعلى من تقع مسؤولية أفولها التدريجي، حتى أضحت غائبة عن المشهد الدرامي الخليجي والعربي؟
يقرأ الفنان والمنتج قحطان القحطاني هذا التراجع، بمنظارٍ شامل يرى فيه بأن البحرين «شهدت تراجعًا فنيًا وثقافيًا عامًا، في التلفزيون، والمسرح، والغناء، ومختلف فروع الثقافة..»، فيما يرد تراجع الدراما إلى عوامل عدة، منها ما يمثل تحدٍ حقيقي، ومنها ما كان يمكن تلافيه، إذ يرى بأن «قفزت البثوث الفضائية، وما تبعها من ظهور للدراما الأجنبية - واستقطابها جمهور المشاهدين - أدى لتراجع الدراما المحلية»، آنذاك، يبين القحطاني، بأن التلفزيون الرسمي «لم يكن مستعدًا للتماشي مع هذه القفزة، ما جعله يراوح مكانه».
في ظل هذا التراجع الدرامي، لم يكن بعض المسؤولين مدركين لأهمية معالجة الأمر، بل «لم يعنَ بأمر الدراما»، كما يؤكد القحطاني، الذي يرى بأن عدم الاعتناء بأمر الدراما «سيقود إلى أفولها كأمر طبيعي»، هذا إلى جانب عدم مواكبة التطورات التي أفضت لتغيرات كبيرة في الإنتاج الدرامي، والتي «لم تتماشَ معها الميزانيات المقدمة من (وزارة الإعلام)، في ظل اختلاف جذري للموازين الإنتاجية»، وبالتالي فإن السبب الثاني، إلى جانب قفزت البثوث الفضائية، هو أن الجانب الرسمي ممثلاً بـ «تلفزيون البحرين»، أضاع زمام أمور الإنتاج «فتوقفت عجلته».
أما السبب الثالث الذي يخلص إليه القحطاني، فيتمثل في المشتغلين في مجالات الدراما، إذ يرى بأنهم لم يجاوروا الواقع الجديد، في ظل تعدد الخيارات الدرامية المتاحة من خلال البث الفضائي، والمنصات الرقمية - في وقتٍ لاحق - مؤكدًا «الإنتاج المحلي كان موجهًا لجمهور ما قبل البث الفضائي»، وهذا ما جعل الدراما «محصورة ببيئتها المحلية، والبيئات القريبة، في الوقت الذي أضحت أشكال أخرى من الدراما الأجنبية تتنافس على جذب المشاهد»، وهذا يعني، كما يبين القحطاني «عدم فهم سيكولوجية المتلقي الجديد، إذ لم يعد هو نفسه المتلقي في تسعينيات القرن الماضي».
أزمة دعم لا أزمة إبداع...
يرد الكاتب والسيناريست راشد الجودر، أفول الدراما البحرينية بشكل أساس إلى «الدعم الرسمي للأعمال الدرامية الذي توقف، فتوقف بتوقفه الإنتاج»، نافيًا أن يكون التراجع، مرده لأزمة إبداع: «البحرين طوال تاريخها لم تعانِ من أزمة إبداعية، فالمبدعون موجودون وقادرون على العطاء بمختلف أشكاله».
ويشخص واقع التراجع، بعكس هذا الواقع، متحدثًا عن الأسباب التي أدت لازدهار الدراما، فـ«دعم وزارة الإعلام للإنتاج، وتفاعل الجمهور، خاصة مع الأعمال التراثية، وحماسة العاملين في مجال الدراما، أسباب ازدهرت في ظلها الدراما البحرينية، وباختفائها، تراجعت الدراما تراجعًا كبيرًا»، مؤكدًا أن هذه العوامل الثلاثة، مرهونة بالعامل الأول، الذي يمثل قاع الهرم.
يؤيد المخرج أحمد يعقوب المقلة، ما ذهب إليه الجودر، مضيفًا «إن السبب الحقيقي يتمثل في توقف المُنتج المحلي (تلفزيون البحريني) عن الإنتاج، إذ لو استمر بالوتيرة ذاتها لتسنى للدراما البحرينية أن تشهد تطورات كبيرة، وربما قفزات متقدمة»، مشيرًا إلى أن البحرين مليئة «بالطاقات والكفاءات الإبداعية، التي تصدر لدول الخليج العربي»، وبذلك يؤكد المقلة أن الدراما البحرينية «استطاعت، في فترتها الذهبية، أن تنافس الدراما الخليجية والعربية بقوة».
ويلفت المقلة إلى واقع الدراما الكويتية، مبينًا أن ما تهشده من حضور خليجي وعربي، مرده لكون الجانب الرسمي «هو الداعم الحقيقي للإنتاج، حتى مع وجود الشركات الخاصة»، فيما أدى ركود الإنتاج البحريني، إلى نزوج الكفاءات المحلية «حتى أضحى البحريني رقمًا صعبًا على الساحة الفنية الخليجية»، لكن ليس كممثل للبحرين من خلال نتاجه، بل ممثل لبلد الإنتاج.
الدراما البحرينية لم توزع!
يلقي المخرج بسام الذوادي اللوم في تراجع الدراما البحرنية على جانب التوزيع، إذ يقول: «ارتكبت الدراما البحرينية خطأً جوهريًا يتمثل في عدم توزيع الأعمال توزيعًا صحيحًا»، مبينًا بأن هذا الجانب الذي كان يفترض بـ(تلفزيون البحرين) القيام به على خير وجه، أفقد الدراما الكثير، «لو تسنى توزيع الدراما خليجيًا وعربيًا، لشجع ذلك إنشاء صناعة درامية، تولد بدورها حركة إنتاج»، لكن عدم حدوث ذلك، في فترة ازدهار الدراما المحلية، وما تحلت به من صيت حسن بسبب كوادرها الكفوءة «جعلها محلية، وقلما اطلع عليها الجمهور العربي في ظل غياب توزيعها، مؤديًا ذلك لدورة من التراجعات، التي أفضت لعدم ديمومة الإنتاج». ما الذي أعجز الدراما البحرينية عن توليد حركة إنتاج قائمة بذاتها؟ إذا ما ألقينا نظرة على الإنتاج الدرامي عالميًا، سنجده مشهدًا محكومًا بقطاعٍ خاص قائم عليه، من شبكات تلفزيونية، وشركات إنتاج، ومستثمرين... فيما الأمر لدينا محكوم بدعم الجانب الرسمي، ممثلاً بوزارة الإعلام. فلماذا لم تستقل الصناعة الدرامية عبر توليد شركات واستثمارات قادرة على خلق ديمومة إنتاجية، والاستفادة من مخرجاتها اقتصاديًا للنمو والتطور، دون انتظار دعم الجهة الرسمية؟
عن هذا التساؤل، يعاود الذوادي تاكيده على أن «عدم توزيع الدراما البحرينية في أوج ازدهارها، حد من انتشارها وبروزها عربيًا»، وبذلك أضحت بمنأى عن حركة السوق الدرامي، إذ أن «التوزيع بالشكل الصحيح، كان كفيلاً بتوليد حركة إنتاج، تولد بدورها شركات تقتضي مصلحتها مواصلة الإنتاج وتطويره»، بيد أن الشركات لم تؤسس في أوج الازدهار، وهو أمر يؤكد الذوادي: «إننا نحنُ المشتغلين في الدراما من يتحمل مسؤوليته»، فدون وجود الشركات والاستثمارات المتعلقة بالإنتاج «أضحت الدراما مرهونة بدعم وزارة الإعلام»، وبانقطاع الدعم، انقطعت الدراما، كما أكد المقلة والجودر سلفًا.
بيد أن للقحطاني رأيًا آخر، إذ يرى بأن البحرين شهدت قيام شركات إنتاج بالفعل، والتي كانت تدعم، آنذاك، من قبل وزارة الإعلام، سواء بالمعدات أو الدعوم المادية للإنتاج، إلا أن ذلك لم يستمر، ما أدرى «إلى أن تغلق هذه الشركات أبوابها بشكلٍ تام، في ظل شح الدعم». لكن وضع قيام الشركات، وانتظارها الدعم، لا يختلف عن عدم قيامها، إلا أن القحطاني يرى بأن أبسط أشكال الدعم، أن يقوم التلفزيون المحلي بشراء الأعمال البحرينية، إذ يروي «قبل خمسة أعوام، انتجت عملاً دراميًا دون أي مساهمة من قبل الجهات المعنية، وعندما لجأت إليها، لشراء العمل، بوصفه العمل البحريني الوحيد، لم ألقى استجابة!»، ففي ظل هذا التغاضي عن الدراما البحرينية، يتساءل الفنانون: كيف للدراما أن تستمر، وكيف لها أن تولد شركات قائمة بذاتها تكفل ديمومة الإنتاج؟
أما الذوادي فيدعو إلى تأسيس منظومة توفر بيئة حاضنة لصناعة الدراما، وتكفل نشوء الشركات وحركة الإنتاج، وهو الأمر الذي طرحه بنفسه كمقترح على الدولة، في العام 1997، عبر الدعوة لتأسيس «هيئة البحرين للأفلام»، والتي تعنى بعموم الصناعات الإبداعية، من سينما، وتلفزيون، وإذاعة... وتهدف إلى دعم وتنظيم صناعة الدراما، إلى جانب استقطاب الأعمال من الخارج للتصوير في البحرين، بيد أنهُ لم يكتب لهذه الهيئة التأسيس، «وهو ما عملت عليه المملكة العربية السعودية بكل كفاءة، محققة طفرة على صعيد الإنتاج الدرامي، والسينمائي، والإبداعي عمومًا».
لهذا فإن توليد حركة إنتاج قائمة بذاتها، تستدعي خلق مؤسسات وهيئات تنظم قطاع الإنتاج، وتحفيز البيئة الحاضنة للمجالات الإبداعية والدرامية، والتي معها ستتولد الشركات، والاستثمارات في القطاع، كما وستوجد الكفاءات، برأي الذوادي، الذي يشير إلى أن «الإقبال على دراسة المجالات الإبداعية، السيناريو، والإخراج، والتمثيل.. غير مقبول لدى الأباء اليوم، ذلك أن مستقبل أبنائهم غامضٌ بالتأكيد في ظل هذه المجالات»، مبينًا «إن غياب الطاقات الدارسة سينعكس على الإنتاج الدرامي من حيث الجودة، ما سيؤدي لعرقلة المجال، والعودة على بدء»، لهذا يحث الذوادي على ضرورة أن تقوم الدولة بخلق الفضاءات الكفيلة بتحقيق النجاحات للقطاعات الإبداعية، إذ يؤكد «في ظل منظومة متكاملة، نحنُ قادرون على المنافسة»، موقنًا بأن «الخبرات والكفاءات البحرينية، قادرة على إنعاش المنظومة بشكلٍ كبير، ما سيؤدي لخلق صناعة، تستقطب كفاءات جديدة مؤسسة تأسيسًا أكاديميًا، لتستمر الدورة الطبيعية لخلق صناعة درامية كفوءة».
أهي الذائقة أم تعدّد الخيارات؟
مع شيوع البثوث الفضائية، وتعدد القنوات، إلى جانب منصات العرض الرقمية المختلفة، أيمكن للدراما البحرينية، في حال عودتها، أن تجذب جمهور المشاهدين إليها، أم أن الذائقة تغيرت عن تلك التي حققت للدراما المحلية نجاحها قبل عقود قليلة، خاصة الدراما التراثية، التي ميزت الدراما البحرينية؟ يعتقد القحطان بأن الأعمال التراثية، «لم تعد تلقى الاستقبال ذاته»، مؤكدًا على ضرورة «أن يُتناول التراث بأشكال جديدة، مختلفة عما قدم سابقًا»، ويكون ذلك برأيه «بأساليب جديدة تتواءم وطبيعة الجمهور المعاصر».
فيما يؤكد المقلة، الذي أخرج أبرز الأعمال التراثية في تاريخ الدراما البحرينية، بأن الأعمال البحرينية قادرة على التنافس، حتى في ظل المنافسة الشرسة التي تفرضها الخيارات المتاحة للدراما العالمية المتوفرة على منصات العرض الرقمية، مشيرًا بأن الدراما البحرينية «تسنى لها المنافسة عربيًا، واستطاعت أن تحقق نجاحات كبيرة آنذاك». لافتًا بأن ذائقة الجمهور، لم تتغير تجاه الأعمال التراثية، مستدلاً بموقفٍ صادفه أثناء العمل على مسلسلٍ تراثي: «عندما علم أحد المسؤولين في التلفزيون، طلب التوقف عن إنتاج الأعمال التراثية بحجة أن الجمهور ملها، إلا أن حكمه لم يكن صائبًا، فنحنُ كمخرجين أقرب لفهم ذائقة الجمهور، والاحتجاج بملل الجمهور من الأعمال التراثية لم يكن واقعيًا»، ويتابع «نحن المخرجون واعون بأهمية أن لا نكرر أنفسنا، وأن نقدم الأمور برؤى معاصرة، والجمهور على استعداد لتقبل هذه الأعمال، متى كانت أعمالاً حقيقة وجادة، وقريبة منه».
ويؤكد المقلة «أنا على يقين، عندما يقدم العمل بتفاصيل بحرينية، وبنص جيد، وفنانين مختارين بعناية، ورؤية إخراجية متكاملة، فسيجذب الجمهور البحريني والعربي، وسيلقى نجاحًا»، مضيفًا «في كل مكان يلتقيني فيه الناس، فإن أول ما يسألونني عنه، هو الإنتاج الدرامي التراثي».
من جانبه يقرن الجودر استقطاب المشاهدين للدراما المحلية - أو أية دراما - بتناولها قضايا المجتمع والإنسان المعاصر: «المشاهد يبحث عن دراما تطرح همومه وقضاياه»، ولهذا يرى بأن الجيل الجديد من الشباب «لابد له أن يتعامل مع الدراما بجدية، ويتقن صناعتها، ونحنُ كجيل ضليع في هذا المجال، يمكن أن نقدم العون الكبير»، متابعًا «الاشتغال الدرامي بحاجة إلى الجيل الشاب الواعي بطبيعة وجدية الصناعة الدرامية، ويمكن لهذا الجيل أن يحقق نجاحات كبيرة، أسوة بالدراما في مختلف بلدان العالم، فالبحرين بكوادرها وطاقاتها ليست عاجزة عن إعادة النهوض بالدراما، واستقطاب المشاهدين إليها».
ما الذي نخسره بغياب الدراما المحلية؟
إن السؤال عما سنخسره بغياب الدراما المحلية التي تمثلها، سؤال متشعب الإجابة، وربما يغيب عن بالنا «ما تخسره بالفعل»، لكونه غير منظور أو محسوس بشكلٍ مباشر، لكن لنحاول استقطاء إجابة المشتغلين في الدراما، إذ يرى القحطاني بأن «المملكة مهيئة لحتواء حركة إنتاج نشطة، نظرًا لبيئتها، وأسواقها، ونهضتها السياحية، والعمرانية... حيث يمكن لها أن تكون رائدةً في الإنتاج الدرامي، عندما تكون الدراما صناعة»، وللوصول إلى ذلك، يدعو القحطاني إلى «شراكة بين الجانب الرسمي والخاص، من أجل تأسيس شركة استثمارية تعنى بالإنتاج المميز، القادر على المنافسة خليجيًا وعربيًا».
فيما يؤكد المقلة، بأن غياب الدراما المحلية «يخسرنا صورتنا كفنانين بحرينيين مبدعين، ويخسرنا الحضور الدرامي كبلد»، مشيرًا إلى أن المبدع البحريني «لم يتوقف يومًا عن تقديم إبداعه، حيث نعمل كمخرجين، وكتاب، وممثلين في دول الخليج العربي، إلا أنّا نحزن عندما لا تمثل هذه الأعمال اسم البحرين»، ولهذا فإنهُ يضع الدراما المُنتجة في البحرين على رأس أولوياته لو أتيح له الخيار «لو خير الفنان البحريني بين العمل في بلده، والعمل في بلدٍ آخر، فبلا شك سيختار بلده»، هذا البلد الذي يؤكد المقلة بأنهُ مدهش بكوادره وطاقاته الإبداعية: «عملتُ على عملٍ درامي، وفوجأت بأن 99% من فريق العمل بحرينيين، حتى في أعقد المهام التي يعمل عليها عادة مختصون من الخارج». لهذا يؤكد المقلة على أهمية خلق الفضاء المناسب للإنتاج، «أما الكفاءات فمتوافرة».
أما الجودر، فيرى بأن خسارة البحرين، لا تتمثل في خسارة تمثيليات تقدم بهدف الإمتاع «إنما خسارة الدراما، التي تقدم خدمة للدولة، والمجتمع، والإنسان، والثقافة، والاقتصاد...»، مشيرًا إلى أن السنوات التي شهدت نهضة الدراما البحرينية «انعكست على تعزيز الهوية البحرينية، إذ قامت الدراما التراثية بدور كبير في هذا الجانب، كما ذكرت الأطفال بهويتهم، عبر الأغاني، والقصص».
ويلفت الجودر إلى جانب بالغ الأهمية للدراما المحلية، والمتمثل في حفظ اللهجة المحلية وتعزيزها: «فقدت لهجتنا الكثير من مفرداتها الجميلة، وقد استطاعت الدراما التراثية في أوج عطائها، أن تحيي هذه المفردات، وأن تعيد الاعتزاز بالثقافة»، لافتًا أن غياب الدراما «يرسخ التغريب، والاغتراب عن الهوية المحلية».
يتفق الذوادي مع ما ذهب إليه الجودر، مؤكدًا بأن الدراما البحرينية «استطاعت أن توثق لذاكرة بلد وشعب»، ما يجعل استمرارية وجودها وتطويرها ضرورة «لحفظ هذه الذاكرة»، لافتًا بأن الشباب البحريني اليوم، أضحى بعيدًا عن هذه الذاكرة «إن أهم ما نخسره بتراجع الدراما البحرينية، تعزيز الهوية التي تستطيع الدراما أن تؤصل لها بكل كفاءة واعتزاز».
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا وزارة الإعلام حرکة إنتاج قادرة على العدید من إلى جانب توزیع ا ما الذی تراجع ا مؤکد ا غیاب ا لم یکن إلا أن مشیر ا لافت ا إلى أن
إقرأ أيضاً:
كيف كانت الدراما العربية تتفاعل مع قضية فلسطين سابقا؟
تخلوا الأعمال التلفزيونية العربية، التي تعرض خلال شهر رمضان الحالي، من ذكر القضية الفلسطينية تقريبا، وذلك رغم تعرض قطاع غزة لحرب إبادة غير مسبوقة امتدت على طول موسمين من الإصدارات والمنتجات العربية.
وحل رمضان الماضي في شهر آذار/ مارس 2024، عندما كانت الإبادة في شهرها الخامس، ولم يتضمن سوى ذكر بسيط ضمن حلقات معدودة لبعض الإنتاجات التي تحدثت عن حب فلسطين أو ضرورة دعم مقاطعة المنتجات التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي.
ولم يكن هذا الحال في الإنتاجات العربية التي صدرت خلال العقد الأول من الألفية الجديدة، حيث تم تخصيص حلقات كاملة وأحيانا مسلسلات للحديث عن القضية الفلسطينية والجرائم الإسرائيلية.
طاش ما طاش
سلط أهم إنتاج درامي سعودي الضوء على القضية الفلسطينية، وهو مسلسل "طاش ما طاش"، الذي أنتج في 2002 حلقة باسم "خضار الشرق" تتحدث عن القضية الفلسطينية، وذلك منذ الانتداب البريطاني حتى انتفاضة الأقصى، وتقدم أبرز المحطات التاريخية بطريقة كوميدية وساخرة ورمزية.
تبدأ الحلقة بتقديم شخصية "أبو شنب" التي تمثل الاحتلال الإسرائيلي، وشخصية "داوود" الذي يمثل الولايات المتحدة، ويعمل على إشغال الدول العربية بأمور لا يعرفونها ولم ترد عليهم، بينما يذهب الأول لاحتلال فلسطين، ورمزيته هنا "بسطة زهرة للخضار".
بعدما تمكن "داوود" من إلهاء "ناصر" و"سليمان" وزميله ودعوته لهم إلى منزله من أجل التعرف على "الكيوي" و"الكاكا"، وذهاب شخصية "عبد الرحمن" إلى القهوة، يستغل أبو شنب هذه الحالة ويعتدي بالضرب على زهرة ويسيطر على موقعها في "السوق"، ثم يقول إنه قام بشراء المكان من "زهرة".
يعود جيران زهرة ليجدوا "أبو شنب" الفظ يسيطر على مكان "زهرة"، وهم غير مقتنعين أنه قد يكون قام بشراء المكان الذي لم يعرض يوما للبيع، ثم يجدون جارتهم بنفسها وهي في حالة صحية متردية وآثار الضرب عليها.
وتبدأ رحلة محاولة إعادة حق "زهرة" باللجوء إلى الشرطة التي تمثل هيئة انتداب عسكري أجنبي ويقدم دورها نفس ممثل شخصية "أبو شنب"، وذلك بعد اتفاق جميع جيران زهرة على استبعاد حل "التدخل بالقوة"، وبحسب الحلقة يخضع هذا الانتداب لتأثير اللوبيات والجهات الداعمة لـ "إسرائيل".
تفشل الخطة الأولى باعتبار أن هذه الأمور ليست من اختصاص الشرطة بل من اختصاص مدير البلدية، الذي يقدم دوره أيضا "أبو شنب"، ويرد عليهم أن الصكوك والوثائق التاريخية التي عنده تثبت حق "أبو شنب" في مكان زهرة في السوق.
يلوم جيران "زهرة" أنفسهم ويبدأون باتهام بعضهم البعض بالجبن والخوف بينما "أبو شنب" يجلس في مكانه الجديد ويبدأ بممارسة أعماله بشكل طبيعي، ليتم الاتفاق على "وضع خطة" من أجل معالجة القضية بشكل جذري.
ويعرف بهذا المخطط "داوود" الذي يسارع إلى تحذير "أبو شنب" الذي يتجهز بالسلاح من أجل الدفاع عن موقعه الذي سرقه من زهرة، وبالفعل ينجح في ذلك بل يحصل أيضا على حق "ناصر"، في إشارة كما يبدو إلى أحداث حرب النكسة عام 1967.
وعقب ذلك يتدخل "داوود" كوسيط ويقترح إجراء مفاوضات مع "أبو شنب"، ويظهر مصطلح حل كل مشكلة على حدة، وتبدأ إغراءات تفريق الأصدقاء والجيران.
يضع "أبو شنب" شروطه خلال المفاوضات، وأبرزها "إغلاق الباب الذي يأتي من جهة ناصر بشكل نهائي"، ثم يعود حق "ناصر"، وتعود "زهرة" للعمل في مبسطها تحت إمرة "أبو شنب".
تنتهي الحلقة بسيطرة "أبو شنب" على السوق، وبيدأ بجلب أقربائه للعمل معه، بينما يستمر "داوود" بتنظيم حفلات لإلهاء باقي الدول، و"زهرة" تطرد من السوق نهائيا.
النهاية
مسلسل مصري جرى إنتاجه عام 2020، وهو من نوع الخيال العلمي من بطولة يوسف الشريف وإخراج ياسر سامي، وتدور أحداثه في عام 2120، حيث يواجه العالم تطورات تكنولوجية هائلة، ويتناول تأثير الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا على مستقبل البشرية.
وتعرض الحلقة الأولى من المسلسل مشهدا يُظهر انهيار "إسرائيل" واختفاءها من الوجود، وذلك في درس تعليمي يُعطى للأطفال، حيث يقول المعلم إن "حرب تحرير القدس" أدت إلى تفكك "إسرائيل" بعد مرور 100 عام على تأسيسها (أي في عام 2048)، وإن اليهود انتشروا في دول مختلفة حول العالم.
والمشهد أثار غضب الاحتلال، حيث أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيانًا اعتبرت فيه أن المسلسل "غير مقبول" و"معادٍ لإسرائيل"، كما نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تقريرًا يهاجم المسلسل، معبرة عن استيائها من الفكرة التي تروج لاختفاء "إسرائيل".
حرب تحرير القدس
مسلسل النهايه #اسرائيل pic.twitter.com/aHOWTsgXNe — ابراهيم فهد النعيم (@ibrahem1992fahd) May 17, 2020
ورغم أن المسلسل لم يركز على "إسرائيل" كموضوع أساسي، لكنه استعرض مستقبلا خياليا يصور كيف قد يكون تحرير القدس جزءًا من التغيرات العالمية الكبرى، وكان هذا الطرح غير مسبوق في الدراما العربية، خاصة أن الأعمال التي تناولت "إسرائيل" سابقًا كانت غالبًا تركز على الحروب أو الصراع الاستخباراتي، بينما قدم "النهاية" رؤية مستقبلية لنهاية الاحتلال الإسرائيلي.
الفصول الأربعة
تناول المسلسل السوري الشهير القضية الفلسطينية وأحداث الانتفاضة الثانية التي انطلقت عام 2000، من خلال حلقة جاءت بعنوان "بنت وصبي"، وتبدأ على مشهد من نشرة أخبار تتحدث عن انتفاضة الأقصى وجرائم الاحتلال.
وما يثير انتباه شخصية "نارا" (تؤدي دورها روعة السعدي)، إلى جانب تعاطفها مع الشعب الفلسطيني، هو الحديث عن مجلس الأمن والأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية ومنظمة اليونسيف والمنازعات الدولية.
ومع أحداث الحلقة، تكثر أسئلة "نارا" لوالدها المحامي عادل (جمال سليمان)، ويزداد اهتمامها بالقضايا الحقوقية، ينعكس ذلك على شخصيتها وتعاملها مع صديقاتها في المدرسة، وقرارها التخصص في القانون الدولي؛ من أجل العمل ضمن محكمة العدل الدولية.
ومع اهتمام "نارا" بمتابعة الأخبار بشكل يومي تتحول الأسئلة إلى جوهر القضية الفلسطينية وفهم مبدأ المواجهة، لكنها تستغرب من عدم قدرة العرب على تحرير فلسطين، رغم عددهم الكبير ومواردهم النفطية الوفيرة.
وتتجه الأسئلة بعد ذلك إلى دور جامعة الدول العربية وتفاصيلها، وعن سبب عدم وجود محكمة العدل العربية ضمن الجامعة، أسوة بالأمم المتحدة، ومن ثم إلى الاستغراب من كل المواثيق الدولية، واحتكار حق النقد "الفيتو" على الدول الخمس الكبرى.
تتساءل "نارا" عن سبب تجاهل "إسرائيل" لقرارات الشرعية الدولية، وعن سبب سكوت العالم عن هذه الانتهاكات الدولية؟ ليرد عليها والدها أنها عندما تكبر سوف تجد أجوبة لكل هذه الأسئلة، لتقول مستغربة: "المشكلة في فلسطين سوف تبقى حتى أكبر؟".
ونتيجة ذلك، تصل "نارا" إلى استنتاج إلى أن كل المنظمات الدولية والإقليمية والعقائدية وغيرها، "ليس لها أي فائدة أو طعم مقابل الحجر"، وأن دراسة القانون الدولي غير مفيدة مقابل حمل الأحجار مع أطفال فلسطين، وهو ما تسبب في مشادة مع والدها.
وتتأخر "نارا" بالعودة إلى البيت بعد المدرسة؛ بهدف زيارة سفير اليونيسف الإقليمي، ليظن والدها وعائلة أمها المتوفاة بأنها ذهبت إلى فلسطين، وبالفعل تلتقي بسفير اليونسيف (دريد لحام)، وتشرح له كيف أن والدها يمنعها من الحديث بحرية عن قضية فلسطين، ثم يصطحبها إلى عائلتها القلقة على سلامتها.
وجاءت هذه الحلقة من المسلسل الذي أخرجه الراحل حاتم علي، في أيار/ مايو 2001، بعد أيام فقط من استشهاد الرضيعة إيمان حجو، في أحضان أمّها سوزان، أمام بيت عائلتها في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة.
مارايا
جاء في جزء مسلسل مرايا السوري الشهير "مرايا 99" بعنوان "سوسو السفاح" (ياسر العظمة)، وهي أيضا من إخراج حاتم علي، وتعرض رمزيات حول القضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي والدول العربية.
وشخصية سوسو هي لـ"قبضاي" جبان يخاف من أي شيء، خصوصا زوجته، لكنه بارع جدّا في التمثيل، ويستغل صوته المرتفع وعيونه المخيفة في صناعة هيبة وهمية له في نظر الآخرين.
ويمارس "سوسو" الداعية على "قباضايات القهوة"، ويستغل احترامهم المبالغ به للقوة، وينجح في إرهابهم وتخويفهم.
وخلال أحداث الحلقة، يلوم "القبضايات والأزقردية" بعضهم لعدم قدرتهم على الرد على "سوسو"، ثم يبتكرون التبريرات لخوفهم منه.
ويحاول شاهر (محمد قنوع) أو "شوشو" كما يسخر منه رواد القهوة، إثبات قوته، وأنه يستحق المكانة والاحترام، يكتشف حيلة "سوسو" وجبنه وخوفه، ذلك يلحق بـ "سوسو" ويختبر جبنه وخوفه، بل يعمل على إهانته وتهديده، لكن سوسو لديه المزيد من الألاعيب والحيل.
ويصر شاهر على مواجهة "سوسو" داخل القهوة، وبالفعل يأتي سوسو قويّا ومهابا كالعادة، ويمارس حيلته على الجميع، ويعمل على إيقاع "شوشو" في قبضة باقي "أقوياء" القهوة.
الاجتياح
مسلسل من إنتاج المركز العربي للإنتاج الإعلامي الأردني في عام 2007، وهو من إخراج شوقي الماجري، وسيناريو رياض سيف، ويصور معاناة الشعب الفلسطيني خلال اجتياح الضفة الغربية ومجزرة جنين سنة 2002.
ويتناول العمل الأحداث التي ترافقت مع إعادة احتلال الضفة الغربية عام 2002، من حصار لرئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، وحصار كنيسة المهد في بيت لحم، ومجزرة جنين.
وفي تصريح سابق له، أكد المنتج عدنان عواملة أن 80 بالمئة من مجريات المسلسل حقيقية وتمثل عملا وثائقيا، وكاتب العمل استمع إلى شهادات من أناس عايشوا الاجتياح، ومن ثم كانت الرواية واقعية بنسبة كبيرة".
وأحجمت معظم الفضائيات العربية حينها عن بث المسلسل، بحجة تضمن أحداثه قصة حب بين مصطفى الفلسطيني المطارد ويائيل الفتاة اليهودية، وهي نقطة تعرض المسلسل للانتقاد بسببها.
انتو شو جايبكو ؟ شو بدكو ؟ انا هون بيتي .. #مصطفى#منذر_رياحنه #شوقي_الماجري
مسلسل #الاجتياح pic.twitter.com/ImqZC2LDmV — monther rayahneh (@RayahnehMonther) August 11, 2024
وعن ذلك قال عواملة؛ إنه "حال لم تكن القصة واقعية بالمطلق، فقد تترك للكاتب مساحة للتشويق، وقد تكون تلك القصة جاءت من هذا المنطلق، لتؤكد أن الفلسطيني لا يبحث عن الإرهاب والموت، بل تعني له الحياة الكثير".
وحصل المسلسل جائزة "إيمي" المعادلة لجائزة الأوسكار، إلا أنها تمنح للمسلسلات والبرامج التلفزيونية المختلفة، وهو ما أحدث مفاجأة متفوقا على أكثر من 500 عمل تلفزيوني عالمي.
وبعد هذه الجائزة، لفتت قوة العمل انتباه صناع السينما والدراما الغربيين، الذين أبدوا إعجابهم بأداء الممثلين القوي، واستغرابهم لهذا الكم الهائل من المعلومات والواقع الذي يخفى عنهم.
ويأتي هذا بعدما امتنعت قنوات عربية بارزة عن عرضه، وهي ذاتها التي ذهبت إلى عرض مسلسلات تروج التطبيع وتحسن صورة الاحتلال عالميا في السنوات الأخيرة، فضلا عن عقد شراكات مع جهات إسرائيلية.
على هلسيرة تنسوش تحضروا مسلسل الاجتياح.
أفضل مسلسل عربي انعمل بالتاريخ بدون اي مبالغة.
المسلسل كان من المفترض انه ينعرض عMbc لكن زي ملتويت الاصلية بتقول عن التطبيع، انسحبت من بثه و ضله سنة مرمي لحتى منعرض على شبكة LBC و ياخد جائزة Emmy لافضل مسلسل عالمي طويل. https://t.co/7CBxN8Tr2n pic.twitter.com/W3qrKqPo84 — Yeezoz المتهكم ¥ (@izzwhatitizzz) June 7, 2021
أعمال أخرى
يعد مسلسل التغريبة الفلسطينية من أبرز وأهم الأعمال التي تناولت القضية الفلسطينية بعمق، يروي المسلسل مأساة الشعب الفلسطيني منذ النكبة عام 1948 وحتى الشتات، مع تسليط الضوء على معاناة العائلات الفلسطينية.
وجاء المسلسل بتأليف من وليد سيف، وإخراج الراحل حاتم علي، وجرى حذف حلقاته من منصة "شاهد" التابعة لشبكة "إم بي سي" السعودية في تشرين الأول/ أكتوبر 2020، وبعد توقيع دول خليجية لـ"إتفاقيات أبراهام" للتطبيع مع الاحتلال، إلا أن حملة كبيرة أجبرت المنصة على إعادة الحلقات.
العالم كله تآمر علينا |
بدل ما تِتلقّح تحت عمودك خيمتك، اخلعه واطلع فيه..
خذ حقك فيه بالمليحة ولاّ بالعاطلة..
تقوليش بصير ولاّ بصيرش...إذا "إسرائيل" قامت كل إشي بصير..
(التغريبة الفلسطينية) pic.twitter.com/iLdYm0GtU5 — The Palestinian Archive الأرشيف الفلسطيني (@palestinian_the) November 18, 2023
أما فيلم رجال تحت الشمس الصادر عام 1970، فهو مقتبس عن رواية غسان كنفاني، ويروي قصة ثلاثة فلسطينيين يحاولون عبور الحدود بحثا عن حياة أفضل، لكنهم يواجهون مصيرا مأساويا، وكان العمل دراميا بارزا في السينما السورية، وأُلهمت منه مسلسلات لاحقة.
وحصل الفيلم على الجائزة الفضية في مهرجان قرطاج في العام ذاته، وشارك في تمثيله يوسف حنا، وعاطفة الخالدي، وأخرجه محمد شاهين.
وفي عام 2020، صدر مسلسل حارس القدس، الذي يحكي سيرة المطران هيلاريون كابوتشي، وهو من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي، وإخراج باسل الخطيب، وبطولة الممثل السوري رشيد عساف.
يروي المسلسل سيرة المطران هيلاريون كابوتشي، الذي كان من أبرز المدافعين عن القضية الفلسطينية، ويسلط الضوء على دوره في مقاومة الاحتلال.