صلاة الفجر ثوابها عظيم وفضلها كبير، ويحرص عليها المسلمون، لاسيما ركعتي السنة، اللذين لهما فضل كبير، لكن قد يفوت موعدها لضيق الوقت، إذ أحيانا ما يستيقظ المسلم بصعوبة ليؤدي الفريضة في آخر الوقت وبالتالي يضيع عليه ثواب السنة، فهل يمكن تأديتها بعد طلوع الشمس؟

ركعتا الفجر خيرٌ من متاع الدنيا، ومن أفضل الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله سبحانه وتعالى، ولذلك لم يدعها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لا سفرًا ولا حضرًا؛ فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»، وعنها أيضًا رضي الله عنها أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي شَأْنِ الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ: «لَهُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا» أخرجهما الإمام مسلم.

قال الإمام النووي في «شرحه على مسلم» (6/ 5، ط. دار إحياء التراث العربي): [«رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» أي: من متاع الدنيا] ، كما جاء في «مسائل الإمام أحمد» (1/ 435، ط. الدار العلمية): [مَن فاته ركعتا الفجر فإنه يقضيهما إذا أضحى بعد طلوع الشمس، وهو مذهبه] اهـ.

وقت صلاة سنة الفجر

الأصل أن تؤدى ركعتا سنة الفجر قبل الفريضة؛ لما روته أمُّ حَبِيبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قال: «مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الجَنَّةِ: أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ صَلَاةِ الْغَدَاةِ» أخرجه الترمذي في "السنن"، والطبراني في «الكبير».

وهذا ما قرَّره أئمة وفقهاء المذاهب المتبوعة؛ كما في «بدائع الصنائع»  لعلاء الدين الكاساني الحنفي (1/ 284، ط. دار الكتب العلمية)، و«مواهب الجليل« للإمام الحطاب المالكي (2/ 66-67، ط. دار الفكر)، و«المجموع» للإمام النووي الشافعي (4/ 7، ط. دار الفكر)، و«المغني» للإمام ابن قدامة الحنبلي (2/ 93، ط. مكتبة القاهرة).

حكم النوم قبل أداء صلاة  الفجر بدقائق

وقالت دار الإفتاء، إن المسلم عليه أن يجاهد نفسه، وأن يكون حريصًا على أداء الصلاة في وقتها وفي جماعة، فذلك الأحسن والأفضل، إذا كان الإنسان مستيقظًا وسمع أذان الفجر، يجب عليه النهوض للصلاة في وقتها، ويأثم إذا خرج وقتها، وعليه بالتوبة، والعزم مع كثرة الاستغفار على عدم العودة إلى مثل هذا الفعل مرة ثانية، ثم يصلي ما فاته؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا» رواه مسلم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سنة الفجر ال ف ج ر الله ع

إقرأ أيضاً:

دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي حول بعض المسائل الرمضانية الشائعة

فتاوى رمضان.. أعلنت دار الإفتاء المصرية تصحيحًا لعدد من المفاهيم الخاطئة المنتشرة بين المسلمين حول بعض المسائل الفقهية المتعلقة بشهر رمضان المبارك، مؤكدةً أن الاجتماع للذكر بين صلاة التراويح جائز، وأن تأخير قضاء الصيام إلى رمضان التالي لا يوجب الفدية، إضافة إلى توضيح حكم حقن الأنسولين أثناء الصيام.

حكم الاجتماع للذكر بين التراويح

وأوضحت دار الإفتاء أنه لا يصح القول بعدم جواز الاجتماع للذكر بين صلاة التراويح، مشيرةً إلى أن النصوص الشرعية وردت عامةً في الحثِّ على مجالس الذِّكر والاجتماع عليها، ومن ذلك قول الله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ [الكهف: 28]، وكذلك حديث النبي ﷺ: «لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ» (أخرجه مسلم).

تأخير قضاء الصيام والفدية

كما أشارت الدار إلى أن من تأخَّر في قضاء ما أفطره من رمضان حتى دخل رمضان آخر، فإنه يجب عليه القضاء بعد رمضان ولا تجب عليه الفدية، وهو رأي بعض الصحابة كالإمام علي وابن مسعود رضي الله عنهما، وجماعة من التابعين، مثل إبراهيم النخعي والحسن البصري، وهو ما ذهب إليه الحنفية والمزني من الشافعية.

رمضان كريم حكم حقن الأنسولين أثناء الصيام

وأكدت دار الإفتاء المصرية أن حقن الأنسولين تحت الجلد أثناء الصيام لا تفطر، لأنها وإن وصلت إلى الجوف فإنها تصل إليه من غير المنفذ المعتاد.

نصائح للفوز في رمضان

وفي سياق متصل، حثّت دار الإفتاء المسلمين على اغتنام شهر رمضان بالعبادات والطاعات، مستشهدةً بحديث النبي ﷺ: «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه»، كما أوصت بالحرص على الجود والكرم، وفعل المعروف، وكثرة الصدقة خلال الشهر الكريم.

كيفية تهجد النبي ﷺ في رمضان

واختتمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن رمضان شهر تسابق إلى الطاعات، فمن سبق فاز، ومن تخلَّف خاب، مشددةً على أهمية الصيام، القيام، غض البصر، حفظ اللسان، وصلاة الجماعة، والاقتداء بالنبي ﷺ في تهجده، حيث كان يجمع بين الصلاة، وقراءة القرآن، والدعاء، والتدبر.

اقرأ أيضاًدار الإفتاء: الفطر للعمال والموظفين في الحالات الضرورية جائز شرعًا

حكم خلع الأسنان أثناء الصيام؟ الإفتاء تجيب

«دار الإفتاء»: من صام ولم يصلِّ فقد أدى فرض الصوم

مقالات مشابهة

  • هل يجوز قضاء صلاة التراويح لمن فاتته ؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يجوز أداء صلاة التراويح ركعتين غير الوتر ؟.. الإفتاء تجيب
  • كيفية سجود التلاوة في المواصلات.. الإفتاء توضح
  • هل يجوز التفرغ للعبادة في رمضان وترك العمل؟ دار الإفتاء توضح
  • هل هناك كفارة للجماع في صيام القضاء؟..دار الإفتاء تحسم الجدل
  • لو استيقظت من النوم بعد طلوع الشمس هل أصلي الصبح فقط أم أصلي السنة؟.. لجنة الفتوى تجيب
  • هل يجوز قضاء صلاة العشاء في الصباح لمن فاتته؟.. أمين الإفتاء يجيب
  • حكم الانقطاع عن العمل للتفرغ للعبادة في رمضان.. الإفتاء توضح
  • دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي حول بعض المسائل الرمضانية الشائعة
  • حكم قضاء صلاة التراويح لمن فاتته.. الإفتاء توضح الحل