هل يجوز صلاة سنة الفجر بعد طلوع الشمس؟.. دار الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
صلاة الفجر ثوابها عظيم وفضلها كبير، ويحرص عليها المسلمون، لاسيما ركعتي السنة، اللذين لهما فضل كبير، لكن قد يفوت موعدها لضيق الوقت، إذ أحيانا ما يستيقظ المسلم بصعوبة ليؤدي الفريضة في آخر الوقت وبالتالي يضيع عليه ثواب السنة، فهل يمكن تأديتها بعد طلوع الشمس؟
ركعتا الفجر خيرٌ من متاع الدنيا، ومن أفضل الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله سبحانه وتعالى، ولذلك لم يدعها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لا سفرًا ولا حضرًا؛ فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»، وعنها أيضًا رضي الله عنها أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي شَأْنِ الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ: «لَهُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا» أخرجهما الإمام مسلم.
قال الإمام النووي في «شرحه على مسلم» (6/ 5، ط. دار إحياء التراث العربي): [«رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» أي: من متاع الدنيا] ، كما جاء في «مسائل الإمام أحمد» (1/ 435، ط. الدار العلمية): [مَن فاته ركعتا الفجر فإنه يقضيهما إذا أضحى بعد طلوع الشمس، وهو مذهبه] اهـ.
وقت صلاة سنة الفجرالأصل أن تؤدى ركعتا سنة الفجر قبل الفريضة؛ لما روته أمُّ حَبِيبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قال: «مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الجَنَّةِ: أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ صَلَاةِ الْغَدَاةِ» أخرجه الترمذي في "السنن"، والطبراني في «الكبير».
وهذا ما قرَّره أئمة وفقهاء المذاهب المتبوعة؛ كما في «بدائع الصنائع» لعلاء الدين الكاساني الحنفي (1/ 284، ط. دار الكتب العلمية)، و«مواهب الجليل« للإمام الحطاب المالكي (2/ 66-67، ط. دار الفكر)، و«المجموع» للإمام النووي الشافعي (4/ 7، ط. دار الفكر)، و«المغني» للإمام ابن قدامة الحنبلي (2/ 93، ط. مكتبة القاهرة).
حكم النوم قبل أداء صلاة الفجر بدقائقوقالت دار الإفتاء، إن المسلم عليه أن يجاهد نفسه، وأن يكون حريصًا على أداء الصلاة في وقتها وفي جماعة، فذلك الأحسن والأفضل، إذا كان الإنسان مستيقظًا وسمع أذان الفجر، يجب عليه النهوض للصلاة في وقتها، ويأثم إذا خرج وقتها، وعليه بالتوبة، والعزم مع كثرة الاستغفار على عدم العودة إلى مثل هذا الفعل مرة ثانية، ثم يصلي ما فاته؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا» رواه مسلم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: سنة الفجر ال ف ج ر الله ع
إقرأ أيضاً:
هل يكون الإفطار في رمضان بمدفع الإفطار أم بالأذان؟.. "الإفتاء" تجيب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكدت دار الإفتاء المصرية أن الإفطار في رمضان يكون بغروب الشمس، وليس بمجرد سماع مدفع الإفطار، وذلك ردًا على سؤال نصه: "هل الإفطار في رمضان يكون بمدفع الإفطار أم بالأذان؟".
وأجابت "الإفتاء"، أن أذان المغرب علامة وُضعت للدلالة على غروب الشمس، والفطر للصائم يكون بغروب الشمس، فإذا غربت الشمس فقد أفطر الصائم، فلا يجوز الفطر قبل غروب الشمس حتى ولو أذن المؤذن خطأً للمغرب أو أطلق مدفع الإفطار خطأً قبل غروب الشمس، فقد قال تعالى: {ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِ} [البقرة: 187] فالعبرة بغروب الشمس لا بالأذان ولا بمدفع الإفطار، فعن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ» أخرجه البخاري في صحيحه. وإذا لوحظ في رفع الأذان أو إطلاق مدفع الإفطار أو أي وسيلة أخرى مزامنةُ ذلك لوقت الغروب -جاز اتخاذه علامة للإفطار، وإلا فلا يجوز الفطر عندئذ، ويجب التنويه على مراعاة فروق التوقيت بين المناطق المختلفة.