ما هي تماثيل عين غزال التي يحتفل بها جوجل وقام بتغيير شعاره للاحتفال بها ويكيبيديا ؟
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
تُعد تماثيل عين غزال الجصية من بين أقدم التماثيل التي صُنعت على يد الإنسان والتي تم اكتشافها حتى الآن. يعود تاريخ هذه التماثيل إلى العصر الحجري الحديث، تحديدًا إلى ما يقرب من 8000 عام قبل الميلاد. وبالتالي، تحمل هذه التماثيل أهمية تاريخية كبيرة، إذ تُعتبر دليلًا على استيطان الإنسان لهذه المنطقة منذ عصور ما قبل التاريخ.
تعتبر هذه التماثيل مكملة للتاريخ القديم وتعكس تطور الحضارة البشرية على مر العصور. يرون الكثيرون فيها بداية لنهضة الفن التشكيلي، حيث استند الفنانون إلى خيالهم ورؤيتهم الجمالية والروحية للعالم المحيط بهم لإنشاء هذه الأعمال الفنية الرائعة.
أهمية تاريخية خاصةتمثل اكتشاف التماثيل في موقع عين غزال حدثًا ذو أهمية كبيرة في عالم علم الآثار، حيث تتسم هذه التماثيل بأهمية فريدة بفضل الأفكار والمضامين التي تحملها والصفات الشكلية البارزة التي تمتاز بها. ولكن من المؤسف أنه تعرضت هذه التماثيل للتلف جراء الاهتزازات والأوزان الثقيلة أثناء عملية شق الطرق في المنطقة.
بعد الكشف محتوى هذه الكتل الجبسية، تبين أنها تحتوي على مجموعة متنوعة من التماثيل البشرية، سواء كانت كاملة أو نصفية. وقد تضررت هذه التماثيل بشكل كبير نتيجة تحطم الفراغ الداخلي الناتج عن المواد العضوية النباتية التي كانت تشكل الهيكل الداخلي للتماثيل. ونتيجة للضغط الذي تعرضت له أثناء وجودها تحت الأرض، امتلأت التماثيل بالطين الذي يحتوي على نسب عالية من الجبس.
وتمتاز التماثيل بشكل خاص بشبكات التصدع الناعمة التي ظهرت على سطحها نتيجة تأثيرات الضغط والتحولات الجيولوجية. وتشكل هذه التمثال تجربة فريدة للعلماء لفهم التأثيرات التي يمكن أن تحدثها القوى الطبيعية على الأعمال الفنية القديمة.
من المهم أيضًا أن نلاحظ وجود أقنعة جصية تمثل وجوهًا بشرية في الموقع، ورغم أن وظيفتها لم تُحدد بشكل نهائي، إلا أنها قد تكون تمثل وجوه أشخاص متوفين أو ترمز إلى عقائد دينية ومعتقدات في تلك الفترة. هذه الاكتشافات تسلط الضوء على الحضارة والتاريخ القديم للمنطقة وتثري فهمنا لأساليب الحياة والفنون والعقائد في تلك الفترة البعيدة.
تم ترميم تماثيل عين غزال بعناية في بريطانيا وعُرضت جميعًا في المتحف الوطني بجبل القلعة لمدة ثلاثة عقود. وتم نقل جزء من هذه التماثيل إلى متحف الأردن بمنطقة رأس العين، حيث تم عرضها في قاعة خاصة تم تجهيزها وفقًا لأحدث المقاييس العالمية للحفاظ على الآثار والمحافظة عليها دون تعرضها للتلف أو التآكل.
يُخصص المتحف قاعاتٍ خاصة لعرض الآثار التي تتطلب عنايةً استثنائية، بما في ذلك كتل تماثيل البحر الميت. وبفضل الاتفاقيات الثنائية بين دائرة الآثار الأردنية ومتحف اللوفر، يُعرض الآن تمثالان من هذه المجموعة الرائعة في المتحف.
تماثيل عين غزال أثناء العثور عليهاإلهام فنيتأثر العديد من الفنانين والنحاتين الأردنيين بتماثيل عين غزال في أعمالهم الفنية، ومن بين هؤلاء الفنانين البارزين الذين انعكست تلك التأثيرات في أعمالهم، الفنان رفيق اللحام. ويشير الفنان والنحات حازم الزعبي، الذي قام بإنتاج العديد من المنحوتات المستوحاة من تماثيل عين غزال، إلى أهمية تلك التماثيل بوصفها ذات أهمية تاريخية كبيرة. إنها تعكس نمط حياة المجتمع والحضارة في المنطقة على مدى آلاف السنين، وتثبت أنها تزيد عن مجرد عبادة للآلهة.
ويؤكد الزعبي أن تماثيل عين غزال توثق لبدايات استقرار الإنسان وتطور فهمه وابتكاره للفن والتجسيد. تجلب هذه التماثيل تجربة ثنائية الذكر والأنثى، مما يعكس تطور الفكر البشري وإدراكه لأهمية هذه العلاقة في الحياة البشرية كمصدر للخصوبة والإلهام.
تعتبر تماثيل عين غزال من الاكتشافات الأثرية الفريدة التي أضافت قيمة كبيرة لتراث الأردن القديم. وقد ناشد الباحثون والمختصون بضرورة الحفاظ على هذه التماثيل وإجراء عمليات صيانة لها. ومن المثير للدهشة أنه حتى الآن، لا يزال هناك جزء من هذه التماثيل قد يكون موجودًا في لندن. وهذا يشكل استدعاءً لإعادة هذه التماثيل إلى أرض الوطن بعد ترميمها بشكل علمي.
أحد تماثيل عين غزال.عين غزال هي موقع أثري مهم يقع في الأردن الشرقي، وهو مكتشف لعصور ما قبل الفخارية والتي شهدت تحولًا كبيرًا في حياة البشر. حيث تمثل هذه الفترة الانتقال من نمط حياة الصيد والتجميع إلى نمط حياة زراعي واستيطاني في قرى ثابتة.
تاريخ موقع عين غزال يمتد إلى نحو عشرة آلاف عام، وقد تم اكتشاف هذا الموقع في منطقة شمال شرق عمان أثناء بناء الطريق العام بين الزرقاء وعمان في السبعينات. وتمتاز هذه المنطقة بأنها نقطة تقاء بين السكان الجبليين والبادية في الأردن، مما أدى إلى تفاعل وتواصل بين هاتين الثقافتين عبر العصور.
من المهم جدًا الحفاظ على هذا التراث الثقافي القديم والاعتناء به لضمان أن تظل تلك التماثيل والموقع الأثري هامين للأجيال القادمة ولتوثيق التاريخ والحضارة القديمة في منطقة الشرق الأدنى.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
جوجل تضيف مزايا التخصيص إلى Gemini استنادا إلى سجل البحث
أطلقت شركة جوجل، تحديثا جديدا لمساعدها الذكي Gemini، والذي من شأنه أن يتيح تخصيص الإجابات بناء على سجل البحث الخاص بالمستخدمين.
وقال موقع “ذا فيرج” التقني،: تهدف ميزة جوجل الجديدة إلى تحسين دقة الإجابات من خلال تحليل الاستفسارات، وتحديد إذا كان الرجوع إلى سجل البحث سيساعد في تقديم استجابة أكثر فائدة.
ذكرت الشركة في إحدى المدونات يوم الخميس، أن التحديث يعتمد على نموذج الذكاء الاصطناعي Gemini 2.0 Flash Thinking Experimental، إذ يرجع Gemini إلى سجل البحث فقط إذا وجد أن ذلك مفيد للإجابة.
وقالت جوجل إنه يمكن للتطبيق Gemini الآن عن طلب توصيات للمطاعم أو السفر، استخدام بيانات سجل البحث السابقة للعثور علي الأطعمة أو الوجهات السياحية المناسبة لتقديم اقتراحات أكثر ملاءمة لاهتمامات المستخدم.
وأوضحت الشركة إن المستخدمين يمكنهم الآن توصيل تطبيقاتهم بـ Gemini، بما في ذلك التقويم والملاحظات والمهام والصور.
وستجعل جوجل مساعد الذكاء الاصطناعي المخصص للمهام Gemini، متاحا على نطاق واسع لجميع المستخدمين، وكتبت الشركة في المنشور: ”يتيح لك تخصيص Gemini لإنشاء خبير من الذكاء الاصطناعي الخاص بك في أي موضوع”.
وأكدت جوجل أن المستخدمين يمكنهم فصل سجل البحث عن Gemini في أي وقت.
وعند تلقي الردود، سيظهر ملخص يوضح كيفية توليد الإجابة، وإذا كان Gemini قد استند إلى معلومات محفوظة أو محادثات سابقة أو سجل البحث.
ويمكن لمستخدمي Gemini تفعيل الميزة من خلال إعدادات التخصيص في قائمة النماذج عبر المتصفح، وستطرح جوجل التحديث بنحو تدريجي في الأجهزة المحمولة، إذ أصبح متاحا بأكثر من 40 لغة في معظم الدول.
جدير بالذكر أن شركة جوجل قد أطلقت 3 نماذج Gemma مفتوحة مصدر، مخصصة للاستخدام من قبل المطورين إنشاء تطبيقات الذكاء الاصطناعى ومع القدرة على تحليل النص والصور ومقاطع الفيديو القصيرة، وصفتها الشركة بأنها ”أفضل طراز تسريع واحد في العالم” يمكن أن يعمل على وحدة معالجة الرسومات واحدة.
وكشفت جوجل يوم الأربعاء، عن نموذجين جديدين من الذكاء الاصطناعي هما Gemini Robotics و Gemini Robotics-ER، كلاهما يعملان على Gemini 2.0، والذي تسميه الشركة ”الأكثر قدرة” من الذكاء الاصطناعى حتى الآن.