المعهد الملكي البريطاني «تشاتام هاوس».. كيف تجري حرب السودان المنسية؟
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
كيف تجري حرب السودان المنسية؟
المعهد الملكي البريطاني “تشاتام هاوس”
كشفت صور حديثة بالأقمار الصناعية، إن المعركة الشرسة للسيطرة على الخرطوم تجري دون رعاية تذكر للمدنيين.
و لا يزال القتال، الذي اندلع في السودان في 15 أبريل بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، مستمراً بلا هوادة.
ويعتقد أن ما يصل إلى 2.
و لا يولي الغرب سوى قدر ضئيل من الاهتمام لما تصفه الأمم المتحدة بأنه “أسوأ أزمة إنسانية وأكثرها تعقيدًا وقسوة” في العالم.
وأدى التفاوت في القوة العسكرية بين الجانبين في الخرطوم إلى تفاقم المعاناة. حيث تتكون قوات الدعم السريع في الغالب من مشاة متنقلة ملائمة لقتال المدن بينما اعتمدت القوات المسلحة السودانية الأبطأ والأكثر تجهيزًا على القوة الجوية والمدفعية لقصف مواقع قوات الدعم السريع، مما أدى إلى وقوع خسائر فادحة في صفوف المدنيين.
وتشمل معركة الخرطوم القتال في المدن الثلاث التي تشكل العاصمة. وأفاد “مرصد حرب السودان”، وهو مبادرة مشتركة بين صحفيين سودانيين ودوليين لتوثيق الحرب وفظائعها، أن القتال كان عنيفًا في كل مدينة من المدن الثلاث.
وتسيطر قوات الدعم السريع الآن على مساحات واسعة من الأحياء داخل العاصمة، في حين تحصنت القوات المسلحة السودانية داخل مقراتها المحاصرة.
وأفاد موقع “مرصد حرب السودان” أن قوات الدعم السريع استفادت من سيطرتها على شمال الخرطوم وانتقلت إلى وسط أم درمان باستخدام جسر شمبات للتحرك عبر نهر النيل. وتسيطر القوات المسلحة السودانية على شمال أم درمان وتحتفظ بالسيطرة على قاعدة وادي سيدنا الجوية. وفي الوقت نفسه، يدافع سلاح المهندسين التابع للقوات المسلحة السودانية عن مواقعه في وسط أم درمان حول مستشفى علياء العسكري. وفي الخرطوم، تمركزت قوات البرهان حول مقر القيادة العامة بالقرب من المطار الدولي، وإلى الجنوب تدافع قوات المدرعات التابعة للقوات المسلحة السودانية عن مواقع بالقرب من النيل الأبيض ولكنها معزولة وتتعرض لهجوم عنيف. ويحتاج ٢٤ مليون شخص، أي نصف سكان السودان، إلى مساعدات إنسانية.
ووصفت روزاليند مارسدن، سفيرة المملكة المتحدة السابقة لدى السودان والزميلة المشاركة في برنامج أفريقيا في تشاتام هاوس، الوضع بأنه “تقسيم فعلي، حيث يسيطر حميدتي على دارفور وجزء كبير من الخرطوم، بينما تسيطر القوات المسلحة السودانية على جزء كبير من بقية المناطق”، خاصة شرق البلاد وشمالها، وحركة عبد العزيز الحلو النسلحة تنافس على جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق. وقالت مارسدن: “في الواقع، في تسجيل صوتي صدر في 14 سبتمبر، يقترح حميدتي لأول مرة أنه إذا أنشأ البرهان حكومة في بورتسودان، فإنه سيشكل حكومة في الخرطوم”.
لقد فتح الصراع السودان أمام التدخل الأجنبي. وبحسب معلومات واردة تقوم مصر بمد القوات المسلحة السودانية بالأسلحة والاستخبارات بينما تدعم الإمارات العربية المتحدة حميدتي. وكذلك تقدم مجموعة فاغنر الروسية الدعم لقوات الدعم السريع لتمكن، على الارجح، الكرملين من الوصول إلى الموارد المعدنية.
ورغم كل هذا فإن شعب السودان يظل محصوراً في كابوس ليس من صنعه. وبينما يتجه اهتمام العالم إلى مكان آخر، فإن السودان وعاصمته يشتعلان الآن.
الوسومالجيش الدعم السريع المدنيين حرب السودانالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجيش الدعم السريع المدنيين حرب السودان
إقرأ أيضاً:
13 قتيلا في هجوم نُسب لقوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة السودانية
بورت سودان: قتل 13 شخصا بالرصاص في هجوم نسب لقوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة في وسط السودان الأحد، على ما أفاد مصدر طبي، في استمرار للعنف المتصاعد في الولاية منذ الشهر الماضي.
وقال مصدر طبي فضل عدم كشف هويته إنّ “13 شخصا قتلوا نتيجة لإطلاق قوات الدعم السريع الرصاص على المدنيين في بلدة الهلالية بشرق ولاية الجزيرة والتي تبعد 70 كيلومتر شمال ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة”.
وكانت هذه الولاية الخاضعة للجيش شهدت الشهر الماضي مقتل 124 شخصا ونزوح 120 ألفا آخرين على الأقل جراء هجمات لقوات الدعم السريع، بحسب الأمم المتحدة.
وأظهر تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر طبية وناشطين مقتل 200 شخص على الأقل في الجزيرة الشهر الماضي.
اندلعت المعارك في السودان منتصف نيسان/ أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وهو أيضا رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب “حميدتي”.
وخلّفت الحرب عشرات آلاف القتلى، وشردت أكثر من عشرة ملايين سوداني، وتسببت وفق الأمم المتحدة بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث.
واتُهم الجانبان بارتكاب جرائم حرب عبر استهداف المدنيين عمدا ومنع المساعدات الإنسانية.
صعّدت قوات الدعم السريع في الفترة الأخيرة هجماتها على المدنيين في ولاية الجزيرة بعد انشقاق أحد قادتها وانضمامه إلى الجيش.
وأفادت لجان المقاومة، وهي مجموعة من الناشطين المؤيدين للديمقراطية، أنّ قوات الدعم السريع حاصرت وهاجمت قريتين الاسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل 124 شخصا وإصابة 200 اخرين.
وأثارت هذه الهجمات تنديدا دوليا واسعا، ونددت الأمم المتحدة بحدوث “جرائم فظيعة” في ولاية الجزيرة.
وقالت المنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة كليمنتاين سلامي في بيان الاسبوع الماضي “لقد صدمت وذهلت بشدة لتكرار انتهاكات حقوق الإنسان من النوع الذي شهدناه في دارفور العام الماضي، مثل الاغتصاب والهجمات المستهدفة والعنف الجنسي والقتل الجماعي، في ولاية الجزيرة”.
بدورها ندّدت اليونيسف بجرائم “عنف جنسي” بحق النساء في الولاية.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل في بيان “تلقينا تقارير فظيعة عن تعرُّض عدة بنات، يبلغ سن بعضهن 13 سنة، للاغتصاب والعنف الجنسي، بالإضافة إلى احتجاز أطفال”.
(أ ف ب)