الفرق الطبية: 24 مخيماً تشتمل على الأكسجين وأدوات المجارحة وباقي الاحتياجات صندوق النظافة: فريق عمل كبير للإشراف على نظافة ساحة الفعالية على مدى 24 ساعة التجهيزات الفنية: تغذية بالكهرباء وما يتعلق بها من شاشات مرئية وأجهزة صوتية وعربات مكتب الأشغال: خمسة مواقف وإسقاط النقاط الخاصة بالمربعات وعددها 28 مربعاً

من ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وميادين المحافظات الأخرى، اطلق اليمانيون صرختهم المحمدية المعبرة عن المحبة وتجديد الولاء، واحتشدت الجموع الملاينية في كل المحافظات وكانوا ما بين ضيوف مشاركين حملهم الإيمان اليماني الذي وصفهم بها نبيهم الكريم، فحضروا صغارا وكبارا ونساء وما بين متطوعين وهبوا أنفسهم وأوقاتهم لإنجاح هذه المناسبة وعملوا كخلية نحل وبخطى متسارعة لإنجاز جميع الأعمال المتعلقة بالفعالية منها الأمنية والفنية والهندسية والإنارة والتزيين والنظافة وغيرها، لتكون الميادين والساحات في ابهى حلة لاستقبال ضيوف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.


“الثورة” واكبت الحدث المحمدي الكبير والتقت عدداً من لجان الخدمات وكذلك جرحى ومشاركون ونقلت انطباعهم في السطور التالية:
لقاءات/ أحمد السعيدي

في البداية التقينا من كان لهم الدور الكبير في تنظيم وإنجاح هذه المناسبة الدينية العظيمة المتمثلة بذكرى ميلاد خير البشر صلوات الله عليه وعلى آله وكانوا هم الأعين الساهرة التي ضحت بوقتها وجهدها من قبل الفعالية بأيام لتخرج هذه الفعالية في أبهى صورة، ومن هذه النماذج “الشباب التنظيميون” الذين شكلوا الحواجز البشرية لتنظيم الوافدين إلى الساحة المركزية… ومن هؤلاء الشباب الأخ محمد الحمزي “40 عاما “ ممثلاً عن جامعة صنعاء والذي عبر عن سعادته الكبيرة للمشاركة في هذا الشرف العظيم إلى جانب زملائه خيرة شباب اليمن الذين تطوعوا لخدمة الشعب اليمني العظيم الذي احتشد بشكل مشرف يعكس به ما هو معروف من حب وارتباط برسول الله.

رجال الأمن
وبدورهم رجال الأمن كانوا الحصن الحصين لتأمين هذا الحشد المحمدي الكبير ومنهم ابن محافظة الحديدة العقيد وديع شهاب الذي تولى تأمين مدخل المنصة من جهة الميدان والذي قال: “خروجي اليوم وعملي في هذا المدخل يأتي في إطار مواجهة العدوان والصمود اليماني وأيضا نتواجد اليوم في ميادين رسول الله للتعبير عن محبتناله والاقتداء به وأيضا للتأكيد على أن الشعب اليمني بعد 9 سنوات من العدوان والحصار ما زال صامداً ومستعداً لمواجهة العدوان جيلاً بعد جيل وللتأكيد أيضا على وقوف هذه الحشود الهادرة خلف قيادتها الثورية والسياسية في قرارها بشأن السلام المشرف او الحرب الشاملة على دول العدوان واستهداف منشآته التي تصل إليها صواريخنا وطائراتنا المسيَّرة والتي أزعجت أمريكا وإمدادات النفط العالمي.. أما الشعب اليمني فلا يزال يعاني تداعيات الحصار الاقتصادي واللا إنساني، وقطع رواتب موظفي الدولة التي صادرتها قيادة المرتزقة بعد نقل البنك المركزي إلى عدن وحرمان المواطنين من أبرز حقوقهم».

اللجان الطبية
ومن اللجان التنظيمية والأمنية إلى اللجان الطبية الذين شاهدناهم بأعداد كبيرة يمرون ما بين الفترة والأخرى من أمامنا في مهمة تفقد ضيوف رسول وعرض المساعدة عليهم واستوقفنا منهم الأخ عصام القرماني من المستشفى الجمهوري –وزارة الصحة والذي تحدث عن مهمته في هذا العرس المحمدي البهيج قائلاً: “حضرنا اليوم لخدمة ضيوف النبي ممثلين عن القطاع الصحي لمساعدة، أي مريض لا سمح الله، فمثلاً إذا كان هناك شخص هبط عنده الضغط أو ارتفع عنده السكر أو أغمي عليه فنحن نقوم بالواجب عبر توفير الإجراءات الاسعافية حيث لدينا إمكانيات كبيرة ممثلة بالمستشفيات الميدانية وعددها 24 مخيماً متوفر فيها الأكسجين والأسرَّة وأدوات المجارحة والمغذيات وكل ما يلزم من أجهزة قياس الضغط وأجهزة السكر وجميع الأدوية، أما عن الدافع فهو محبة لرسول الله صلوات ربي عليه ومحبة في السيد القائد حفظه الله”.
أما زميله فؤاد القلاصي من وزارة الصحة فقد تحدث قائلاً: «اعتكفنا قبل المناسبة بثلاثة أيام في ميدان السبعين لنقوم بإعداد خطة صحية وخدمات طبية وإسعافية مجانية لضيوف رسول الله، حيث يتواجد في ميدان السبعين عدد كبير من الأطباء والممرضين وعربات الإسعاف المزودة بمستلزمات العناية المركزة إذا ما حدث أي طارئ أو إصابة لا قدر الله ونحن بهذا العمل البسيط نتقرب إلى نبينا الكريم بعمل صالح هو خدمة هذا الشعب العظيم الذي احتشد في كل الميادين والساحات”.

أثر النظافة
وأثناء تجولنا على جنبات ساحة الفعالية بميدان السبعين لفت انتباهنا رجل نظافة يبدو كبيراً في السن يقوم بمهمته العظيمة في تنظيف جنبات الساحة، مما جعلنا تلتقيه لنقترب من روحيته المحمدية العالية ولنعرف خدمات النظافة المقدمة هذا العام لتكون ساحة الفعالية مستعدة فرد قائلاً: “ اسمي إبراهيم محمد عبده من صندوق النظافة والتحسين بمديرية السبعين واستشعارا لعظمة هذه المناسبة ولواجبنا الديني في التفاعل والإعداد الجيد والمُشرِّف لها خصصنا فريق عمل كبيراً للإشراف على نظافة ساحة الفعالية ويكون دوامهم 24 ساعة منذ ما قبل الفعالية المركزية بعشرة أيام، حيث يقوم الفريق بالعمل المتواصل والدوريات المستمرة لإزالة النفايات التي بجانب الساحة وعند المداخل ووضع سلال للنفايات الخضراء على جوانب الساحة للحفاظ عليها نظيفة حتى بعد نهاية الفعالية، وما نقوم به ما هو إلا الشيء البسيط من الواجب علينا تجاه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي بعثه الله رحمة لنا ومعلماً وقدوة وبدونه لا نهتدي للطريق الصحيح “.

الإبداعات الفنية
بدورها حضرت بقوة السواعد الفنية والتقنية لشباب أقل ما يمكن أن يقال عنهم أنهم محمويو الهوى والهوية حيث ظهرت التجهيزات الفنية على اكمل وجه ودون أخطاء وأبهرت هذه الجهود كثيراً من المشاركين في الفعالية المركزية لحجم المواهب والخبرات اليمنية الواعدة، اقتربنا من صانعي هذا العمل المنظم فوجدناهم شباباً لا تتجاوز أعمارهم الـ 25 عاما والتقينا منهم الشاب/ ماهر دبوان – والذي يعمل تقني صوتيات لساحة الفعالية والذي أكد قائلا: إنه بحمد الله في هذا العام تم استكمال المنظومة الصوتية لميدان السبعين بالكامل في 21 برجاً وان هذه المنظومة جديدة وستكون افضل من كل المناسبات السابقة، أما عن سبب المشاركة فقد أشار ماهر إلى أن تدافع هذه الحشود الكبيرة هو من جعلهم يعملون ليلا ونهارا دون كلل أو ملل ومن الأسباب أيضا أن يصل صوت السيد القائد إلى جميع أسماع الشعب اليمني.
أما الشاب هاشم علي الوشلي – مسؤول عن اللجنة الفنية فقد قال: “بدأنا مع إخواننا الشباب في الأعداد للاحتفال بالموالد النبوي الشريف عبر الإعدادات الفنية التي تشمل التغذية بالطاقة الكهربائية وما يتعلق بها من الشاشات المرئية وكذلك الأجهزة الصوتية وعربات التحكم والبث المباشر وقد تواجد أفراد طاقم العمل في ميدان السبعين قبل عشرة أيام للإعداد والترتيب وتوصيل جميع الكابلات وإشارة الصوت والصورة وتم التجريب قبل المناسبة بوقت كافٍ، وبلا شك إن لهذه المناسبة العظيمة للاحتفال بمولد النبي الأكرم أهمية قصوى، لأن الله سبحانه وتعالى قد ربطنا بهذا النبي في كل الأزمنة والعصور”.

جنود مجهولون
روعة الساحة وجمالها أوحى للحاضرين بأن هناك جنوداً مجهولين وأيادي كان لها الدور الكبير في إظهار لمسات فنية زادت المشهد جمالا، وهذا ما أكده المهندس وليد الرعيني من مكتب الأشغال الذي تولى إعداد البنية التحتية لساحة الاحتفال، بالإضافة إلى تركيب الزينة والمجسمات وصيانة الإنارة وإزالة المظاهر المشوهة من خلال توفير جميع الاحتياجات من رافعات وقلابات وكذلك إعداد خمسة مواقف، ثلاثة منها في الجهة الجنوبية، واثنان في الجهتين الشمالية الشرقية، وتم الدك وتقسيم المواقف، ولا ننسى أيضا إسقاط النقاط الخاصة بالمربعات التي تمتلئ بها أرضية ساحة الفعالية وعددها 28 مربعاً.

جرحى محمديون
وأثناء تجولنا رأينا مشهداً لعدد من الجرحى الذين حرصت اللجنة التنظيمية للفعالية على حجز مكان متقدم لهم عرفاناً بما قدموه من تضحيات في سبيل الله والوطن وتأسياً برسول العزة والكرامة والإنسانية حيث التقينا عدداً منهم:
الجريح محمد معصار – فوق كرسيه المتحرك وبقدم واحدة قال: «المشاركة في احتفال ذكرى مولد خير البشرية واجبنا المقدس تجاه الله ورسوله والدين ولن يمنعنا عن المشاركة سوى الموت، فما دامت في أرواحنا أنفس نتنفسها سوف نتغلب على جراحنا وإعاقتنا ونحضر لتجديد الولاء والاتباع والمحبة لمن أخرج العباد من ظلمات الكفر إلى نور الهداية وهذا قليل في حضرة رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام وعلى آله.
أما الجريح المجاهد قاسم الكحلاني فاعتبر مشاركته في هذه الفعالية مع جميع اليمنيين استجابة لقائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي -حفظه الله- الذي أحيا في اليمنيين الهوية الإسلامية ومحبة الرسول الكريم وإنكار البدع والتهميش الذي تعرض له آل بيت النبي عبر الأحاديث المغلوطة والمحرفة، فلو أمرنا ابن رسول الله السيد عبدالملك بالتضحية بأنفسنا وخوض البحر لما تردد منا رجل واحد، فما خرجنا لمواجهة العدوان إلا لنصرة الله ورسوله والدين الإسلامي وأعلام الهدى.

مشاركون في العرس المحمدي
جموع المواطنين الغفيرة هي الأخرى كانت المشهد الأجمل في الفعالية اقتربنا منهم، فعبروا عن حبهم للمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم من خلال أبيات شعرية عكست مقدار الحب والولاء، ومن هؤلاء الشاب محمد الضبيري من محافظة تعز والذي قال في حضرة رسول الله:
لباك شعباً في آياته ارتقى
فانظر إليه بتحنن وترفق متعطفا
هاموا بحبك يا حبيب وأنت من
بمولده شعبنا في الاحتفال تفوقا
صدق وأوفى بحبه وإخلاصه
حاشا شعبك يخون الموثقا
بهتاف لبيك تعالى صوته وجباله
بلبيك أوشكت أن تنطقا
تخضرت وتهندست بنورك أحياؤه
أضحت شعاعاً بنورك متألقا
تزينت وتلألأت بذكرك جبهاته
أمست تعانق نصراً عنه لا تتفرقا
أما الأخ وائل جميل هاشم فقال في أبيات شعرية:
سلام يا أعظم يوم تسجد له الأيام
وتستلهم النور الذي بدد الظلمة
محمد رسول الله يا أمة الإسلام
ومفروض في ذكراه تتوحد الأمة
شعوب العرب في ذل وخنوع واستسلام
وما شامخ إلا شعب الإيمان والحكمة
بصدق النبي وآله الإعلام
يمنا بفضل الله با يوصل القمة
هذا النبي أنقذ الأمة من الإجرام
وأخرجها من واقع الجهل والأزمة
محمد رسول الله نفرح مدى الأعوام
ونرفع على كل القمم والجبال اسمه
على منهجه نقهر قوى الشر والإجرام
نبني يمن واحد ما يقبل القسمة

إحياء المناسبة
اكتظت ساحة الفعالية المركزية بميدان السبعين بالمواطنين بمختلف فئاتهم العمرية، فتجد الشباب والأطفال والآباء وكبار السن الذين حضروا بكثرة حاملين معهم الماضي البعيد الذي كان اليمنيون يحتفلون فيه بهذه المناسبة…
الحاج حمود الفقيه “ 75 عاما” يقول:« خرجنا اليوم للمشاركة في ذكرى مولد خير البشر لكي نحيي هذه المناسبة التي ليست غريبة على أبناء الشعب اليمني منذ قديم الزمن، فقد كان الآباء والأجداد يحتفلون بها، لكن النظام في الفترات السابقة تعمد محاربتها وإزالتها من اهتمام اليمنيين خدمة للنظام الوهابي السعودي الذي يدعي أنها بدعة في الوقت الذي يحتفل بأعياد الكفار مثل رأس السنة وعيد الحب، لكن اليمنيين اليوم يحتشدون في الميادين لتأكيد المحبة والولاء لرسول الله لكي نثبت أننا أحق الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والارتباط به والتأسي بنهجه مهما حاول أعداء الإسلام تشويه الصورة خدمة لأمريكا وإسرائيل».

أطفال اليمن
أطفال اليمن أيضاً كانوا حاضرين بميدان السبعين مبتهجين بهذه المناسبة الدينية العظيمة، حيث أرسل الشبل قصي شرف الدين رسالة لعدد من وسائل الإعلام بمن فيها «الثورة» بكل بلاغة وحكمة يفتقدها قادة المرتزقة ومفاد هذه الرسالة: «شاركنا نحن الأطفال في هذه المناسبة العظيمة لنوصل رسالة للعالم بأن الأجيال القادمة في اليمن تنشأ وتتربى على طاعة الله ومحبة رسوله والارتباط به والتأسي بأفعاله وأقواله مهما حاول الأعداء تجريف الهوية الإيمانية واستهداف الأطفال والشباب بالحرب الناعمة والغزو والفكري ليكونوا منحرفين عن التمسك والسير وفق تعاليم الدين الإسلامي الصحيح، فعليكم أيها الأعداء أن تندموا، فهناك أجيال سوف تحاربكم جيلاً بعد جيل وتُفشل مخططاتكم لإنشاء جيل بعيد عن الإسلام وتعاليمه.. ورسالتي لأطفال العرب والمسلمين لا تستسلموا للغرب وأعداء الإسلام واخرجوا عن صمتكم واهتفوا بكل عزة « لبيك يا رسول الله ».

التغيير الجذري
تختلف نوايا ضيوف رسول الله للمشاركة في هذه المناسبة المحمدية المقدسة، لكنها جميعاً تصب في بوتقة الدين ونصرته، فعلى سبيل المثال يقول الناشط الثقافي طلال السدمي عن سبب مشاركته هنا مصطحبا أطفاله الأربعة: «خرجنا اليوم نصرة للدين الإسلامي وقضاياه المصيرية وعلى رأسها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأيضا خرجنا دعماً وتأييدا للسيد القائد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي في المرحلة الأولى من التغيير الجذري التي استبشر بها جميع اليمنيين وفي هذه المناسبة الدينية العظيمة نقول بصوات واحد فوضناك يا قائد الثورة فامض بنا حيث تشاء”.

نجاح تحقق بالتعاون والعمل الجماعي.. الثورة تلتقي اللجان التي عملت كخلية نحل في ساحات وميادين المولد النبوي الشريف السابق 1 من 5 التالي

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: صلى الله علیه وآله وسلم ساحة الفعالیة میدان السبعین الشعب الیمنی هذه المناسبة رسول الله فی هذه فی هذا

إقرأ أيضاً:

هل هي ثورة على حكم الإخوان.. أم ثورة مضادة لثورة يناير؟!

ليس دفاعا عن الإخوان المسلمين، وليس تبريرا لأخطائهم، وما أكثرها، إنما هو دفاع عن مصر كلها، وعن كرامتها وشرفها.. دفاع عن مصر الحاضر والمستقبل.. دفاع عن التاريخ الذي يجري تزويره، وعلى رأسه تاريخ "ثورة يناير"، أشرف وأطهر وأنقى ثورة عرفتها مصر في تاريخها الحديث والمعاصر.. دفاع عن الجغرافيا التي جرى تبديدها في "تيران وصنافير" و"نهر النيل" شريان حياة مصر منذ الآلاف السنين، والذي تم إهدار قيمته التاريخية، والتفريط فيه كأهم مصدر للحياة على أرض مصر، لصالح أعدائها.

فبرغم الفشل الواضح على مدى أكثر من عشر سنوات، وفي كل المجالات، إلا أنهم سنويا، وبمناسبة مُركب (6/30 – 3/7) من كل عام، يحاولون أن يخطفوا العقول والأذهان، ليذهبوا بها بعيدا -وبشكل هزلي ساخر- نحو عام يتيم أسموه "عام حكم الإخوان"! ومن المساخر أيضا، أنهم يتعاملون معه وكأنه قرن كامل من الحكم!

كما أنهم إمعانا في التضليل لا زالوا يعتبرون ذلك ثورة! فهل يمكن أن يصدق أحد أن هناك ثورة يقودها "أحمد موسى"، و"مصطفى بكري"، و"لميس الحديدي"؟! أم يمكنه أن يصدق أن هناك ثورة يتصدرها كل رموز النظام الذي قامت عليه "الثورة الحقيقة"؟! وإن صدق ذلك يوما، فهل يمكنه أن يقول بذلك اليوم؟!

إننا إذا صدقنا وسلمنا بأنها ثورة، فهي الثورة التي هبطت بالجنيه المصري مهاوي سحيقة، لا يعلم أحد حتى الآن كيف يخرج منها ومتى! إنها الثورة التي رفعت سعر رغيف الخبز أضعافا مضاعفة، برغم تشويه شكله وتهديد وزنه!!

النظرة السريعة للخريطة السياسية التي أنتجتها "ثورة 30/6 – 3/7"! تكشف الحقيقة المرة، حيث انصرف عنها كل الشرفاء الذين خُدعوا بها، بعد أن ذاقوا ويلاتها، ولم يبق معها سوى المنتفعين، والمرتزقة، ورموز الثورة المضادة، كما انصرفت عنها بالضرورة، قطاعات الشعب التي ضُللت، والتي استُخدمت ستارا لتمريرها
وإذا كان هناك من لا يزال يصدق أنها ثورة، فهي الثورة التي باعت الأرض في تيران وصنافير، لصالح إسرائيل، وهي الثورة التي فرطت في نهر النيل، لصالح إحكام قبضة الكيان الصهيوني على مصر وشعبها، حاضرا ومستقبلا، وهي الثورة التي باعت سيناء وفرطت فيها بأشكال مختلفة، كما جعلتها مركزا لصفقة القرن، التي أصبحت بؤرة التغيرات الكبرى التي يجري تخطيطها لمنطقتنا، حيث أصبح المستفيد الرئيس من هذه الثورة هو الكيان الصهيوني ومشروعه في المنطقة! وهي الثورة التي كبلت مصر بديون ثقيلة لم تشهدها على طول تاريخها، ولم يسلم من تبعاتها الجيل الحالي، كما تهدف لتركيع الأجيال القادمة.. وهي الثورة التي تنازلت عن المليارات المكعبة من غاز المتوسط، لكي تضيء كل مدن وشوارع إسرائيل، ولو أظلمت مصر، ومات أهلها من شدة الحرّ، أو في "الاسانسيرات" (المصاعد)، أو رسب طلاب ثانويتها العامة.

لقد زعموا أنهم أخرجوا مصر من حكم الإخوان، لكنهم في الحقيقة أردوا أن يرهنوا سيادتها، ويوقعوها في حكم كل من هب ودب في المنطقة.. لقد زعموا أنهم أنقذوها من اختطاف التنظيم الدولي، لكنهم في الحقيقة أرادوا أن يوقعوها في حضن الكيان الصهيوني، ومشروعه العالمي!!

إن النظرة السريعة للخريطة السياسية التي أنتجتها "ثورة 30/6 – 3/7"! تكشف الحقيقة المرة، حيث انصرف عنها كل الشرفاء الذين خُدعوا بها، بعد أن ذاقوا ويلاتها، ولم يبق معها سوى المنتفعين، والمرتزقة، ورموز الثورة المضادة، كما انصرفت عنها بالضرورة، قطاعات الشعب التي ضُللت، والتي استُخدمت ستارا لتمريرها.

إن نظرة عابرة لذات الخريطة في محاولة للبحث عن رموز "ثورة يناير"، لن تجدهم اليوم سوى شهداء: قتلتهم مدرعات الثورة المضادة في ميدان التحرير، في كل ميادين مصر عام 2011 إبان انطلاقها، أو قتلوا في مواجهة طائرات ورشاشات 3 تموز/ يوليو في الشوارع والميادين عام 2013.. إن نظرة عابرة على سجون وعنابر وزنازين مصر اليوم، على كثرتها، تكشف كم هي مكتظة بثوار يناير، ومفجريها، ومنظريها، وكل من شارك فيها، أو تعاطف معها.. إن نظرة سريعة للمنفيين والمطاردين خارج مصر، تكشف أنهم: ما بين مشارك في حلم يناير، أو من تأثر بها فلحق بها لشرفها وكرامتها، ومن يدافع عنها وربط مصيره بنجاحها، فضلا عمن يدفعون ثمن ذلك تضحية وملاحقة لا تتوقف، من قبل قادة الثورة المزعومة والخديعة الكبرى!

إن الحقيقة التي يجب أن تكون واضحة اليوم، بعد كل الذي جرى، وما وصلنا إليه، هو أن اعتبار مظاهرات 30 حزيران/ يونيو، وما أعقبها يوم 3 تموز/ يوليو، ثورة على حكم الإخوان، إنما هي كذبة كبرى لطمس أم الحقائق، وهي أنها كانت -في العمق- ثورة مضادة "لثورة يناير"، وبالأحرى كانت انقلابا عليها، وأنها قد اتخذت من شعار "إسقاط حكم الإخوان" ستارا لهذا الانقلاب، حيث استغلت أخطاءهم الكثيرة في الحكم وعلى جانبيه، وهي كثيرة، كما وظفت هذه الأخطاء في حشد وتعبئة الكثيرين، بل ووظفت كل خصوم الإخوان في مواجهتهم، وعبّأت من خلال ذلك قطاعات شعبية كبيرة، تضررت من تعطيل المرافق والمصالح المتعمد، والذي كانت تديره الدولة العميقة بشكل واضح، والتي لا يمكن أن تديره بطبيعة أحوال الاستبداد المتحكم في بلادنا أي جهة غيرها.

ومن المفارقات التي يجب أن يلتفت إليها كل متابع لإعلام سلطة اليوم، الذي يُضرب به المثل في الدنيا كلها، أنهم بعد أن اكتشفوا وقوعهم في كل ما عابوه على حكم الإخوان، وأنهم أسقطوا البلاد عمدا في كل ما كالوه اتهاما جزافيا للإخوان، إذا بهم اليوم يحصرون ويقصرون أهداف ثورتهم على "الهوية"! الهوية المنزهة عن المصالح والمرافق والخدمات! وكأنها كانت في قلب الخطر، بينما أصبحت اليوم في مأمن! وكأن ثورتهم لم تكن لها أية علاقة بالخدمات التي عطلها الإخوان! ولا المرافق التي تدهورت في عهد "ثورة 30 يونيو"! ولا الدولار الذي تبغدد في ظل حكمها! ولا البنزين والسولار الذي اختفى مع ظهورها، ولا الكهرباء التي غادرت البلاد على طلتها!

والحقيقة التي تغيب عن البعض اليوم، ويجب أن نستحضرها إبراء للذمة، وأداء لأمانة الكلمة وواجب الشهادة، أن الأهداف التي أسقطتها مظاهرات 30 يونيو -التي كانت مجرد مظلة سياسية ضرورية لانقلاب 3 يوليو- هي كل أهداف ثورة يناير، ابتداء من "العيش"، ومرورا "بالحرية"، ووصولا لـ"العدالة الاجتماعية" و"الكرامة الإنسانية"، كما أن الشعارات التي أهانتها وسخرت منها هي شعارات ثورة يناير، وأهمها "الدولة المدنية الديمقراطية" في مقابل "الدولة العسكرية"، التي أصبحت اليوم تتخلل كل مسام الدولة والمجتمع، وتسمم كل مظاهر الحياة السياسية كما الاقتصادية.

لم يعد هنا شك أن ذلك لم يكن ثورة ضد حكم الإخوان، ولا ينبغي أن نصدق ذلك، وإن كان حكم الإخوان وأخطاؤهم بطبيعة الحال هي الذريعة التي بني عليها هذا الحراك وهذا الانقلاب، بينما أنتج هو كل هذه الكوارث التي يعيشها الشعب المصري اليوم
كما أن الجيل الذي سحقته مظاهرات 30 يونيو، وما ترتب عليها في 3 يوليو، هو جيل الشباب الذي فجر ثورة يناير، والذي بث أملا منقطع النظير في كل أرجاء مصر، بل وفي مناطق كثيرة من العالم، كانت تتطلع للتغيير، وتتعاطف مع شعب مصر الذي عانى كثيرا من ويلات الاستبداد والديكتاتورية، لهذا أصبحت يومها تقاليد "ميدان التحرير" هي التقاليد المعتبرة والمميزة لكل حراك جماهيري معارض، في أي مكان من العالم، بما في ذلك مدن الولايات المتحدة وإسرائيل.

كما أن نتائج 30 يونيو وما أعقبها في 3 يوليو، انتقلت بمصر من نظام مبارك إلى نسخة معدلة -وصفت بأنها الأردأ- من ذات النظام الذي أسقطته ثورة يناير، وما لم يكن واضحا بالأمس أصبح واضحا اليوم، كما أصبحت كل المؤامرات والخيالات التي نسبوها لحكم الإخوان حقيقة مع حكمهم، وثيقة الصلة بسلطتهم، لا تنفك عنها بحال، ابتداء من التفريط في مياه النيل، ووصولا للتفريط في سيناء، وبينهما انهيار الجنيه مقابل الدولار، وارتفاع الأسعار، وقطع الكهرباء تحت مظلة العنوان الساخر "تخفيف الأحمال"!

وبعد أن أصبح من المقطوع به أن مشروع 30 يونيو، وما أنتجه يوم 3 يوليو، إنما هو لهدم كل منتجات ثورة يناير، لم يعد هنا شك أن ذلك لم يكن ثورة ضد حكم الإخوان، ولا ينبغي أن نصدق ذلك، وإن كان حكم الإخوان وأخطاؤهم بطبيعة الحال هي الذريعة التي بني عليها هذا الحراك وهذا الانقلاب، بينما أنتج هو كل هذه الكوارث التي يعيشها الشعب المصري اليوم.

وإذا كان حكم الإخوان قد ارتكب كل هذه الآثام، وتسبب في كل هذه الأزمات خلال عام يتيم، فماذا فعل الإنقاذ والمنقذون، خلال أكثر من عشر سنوات؟! هل أنقذوا مصر فعلا؟ أم أصابوها بما لم تصب به من الكوارث والأزمات على مدى عقود، بل قرون طويلة؟! هل حموا مصر فعلا ودافعوا عن أمنها القومي، أم عرضوها لسرقة حاضرها ومستقبلها، بل وسرقة تاريخها وتبديد جغرافيتها، لأول مرة منذ فجر التاريخ؟!

مقالات مشابهة

  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف
  • أغنية القاضية تحقق نجاح كببر على سبوتيفاي
  • المسجد النبوي يستقبل 1.3 مليون حاج منذ بدء موسم الحج
  • خيرُ يومٍ طلعت فيه الشمس.. فضائل يوم الجمعة
  • (واعلموا أنّ فيكم رسول الله)
  • وقف الحرب والقرار الإنتحاري
  • 11 ألف مستفيد من مشروع العرس الجماعي الرابع:مستفيدون تحدثوا لـ” الثورة “: أحلامنا أصبحت حقيقة.. والشكر للقيادة وهيئة الزكاة
  • المكاتب التنفيذية والخدمية في إب تُحيي ذكرى يوم الولاية
  • الخدمة المدنية: الأحد المقبل إجازة رسمية بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية الشريفة
  • هل هي ثورة على حكم الإخوان.. أم ثورة مضادة لثورة يناير؟!