الحصبة تفتك بأطفال اليمن ..تقرير
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
في قطاع صحي منهك جراء تداعيات حرب بدأت قبل نحو 9 سنوات، يواصل اليمن مواجهة مرض الحصبة الذي أودى بحياة مئات الأطفال خلال أشهر فقط. وشهد العام الجاري 2023 ارتفاعا ملحوظا في عدد الوفيات والإصابات الناجمة عن الحصبة؛ ما دفع السلطات الحكومية إلى إطلاق حملة تطعيم واسعة ضد المرض.
ففي 23 سبتمبر/ أيلول الجاري، دشنت الحكومة التطعيم في 13 محافظة، بدعم من منظمتي الصحة العالمية والأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) والتحالف العالمي للقاحات والتحصين.
وتستمر الحملة لمدة ستة أيام، وتستهدف أكثر من مليون و267 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و 5 أعوام.
والحصبة هي مرض فيروسي شديد العدوى يمكن أن ينتشر بسهولة في الأماكن المكتظة بالسكان، ويؤثر غالبا على الأطفال دون سن الخامسة، بحسب منظمة "أطباء بلا حدود".
وهذا المرض خطير بشكل خاص على مَن يعانون من ظروف صحية أو مضاعفات كامنة، وعلى الرغم من أنه يمكن أن يكون مميتا، إلا أن الوقاية منه ممكنة من خلال اللقاحات. صراع مع الأمراض عبد الله إسماعيل، في العقد الرابع من عمره، يسكن في مدينة تعز (جنوب غرب) الواقعة تحت سلطة الحكومة، قال للأناضول: "أولادي يتعرضون لإصابات متكررة بأمراض مثل الحصبة والطفح الجلدي وسوء التغذية".
إسماعيل تابع: "أصيب أحد أطفالي بالحصبة، ولكن بفضل الله تماثل للشفاء.. لم يفقد حياته في ظل الوضع الصحي المتدهور، وهذا ما أسعدنا رغم الهم الذي عشناه أثناء مرضه".
ولفت إلى أن "الوضع المعيشي والصحي المتدهور في اليمن أجمع، انعكس سلبا على الواقع الصحي لمختلف شرائح المجتمع، خصوصا الأطفال".
وبحسب الدكتور محمد الجلال، وهو طبيب عام في تعز، فإن مرض الحصبة أصبح منتشرا بشكل كبير، وبات الوضع كارثيا نظرا لازدياد الحالات المصابة.
وأضاف الجلال للأناضول أن من أبرز أسباب انتشار الحصبة هو عدم تطعيم العديد من الأطفال؛ بسبب شائعات رضخت لها الكثير من الأسر جراء "الجهل الصحي".
الجلال أوضح أن "للقاحات آثار جانبية مؤقتة مثل الألم والحمى، ما يدفع آباء وأمهات إلى العزوف عن التطعيم لأطفالهم خوفا من هذه الأعراض، رغم أنها طبيعية ولا تسبب أي مخاطر صحية".
وشدد على أنه "كلما ازداد عدد الأطفال الذين لا يأخذون اللقاحات، يسهل نشوء شبكات عدوى بين مَن لم يتلقوا التطعيم، ما يؤدي إلى انتشار المرض".
وواصفا الوضع بالمعقد، دعا الجلال السكان إلى الانتباه والوعي لحماية أطفالهم من الأمراض، بما فيها الحصبة. عزوف عن التطعيم.
وفي بلد يواجه إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية في العالم، يستمر مرض الحصبة في الانتشار، وسط مساعٍ محلية وأممية للحد منه رغم الواقع الصحي المتدهور.
وقال نائب مدير الإعلام في مكتب وزارة الصحة العامة والسكان بتعز تيسير السامعي إن "مرض الحصبة يواصل الانتشار في المحافظة، خصوصا في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين".
السامعي أردف للأناضول أنه "منذ مطلع العام الجاري، تم رصد وفاة 48 طفلا في تعز جراء إصابتهم بالحصبة، فضلا عن تسجيل أكثر من ألفي حالة إصابة، من بين مئات الوفيات وآلاف الإصابات على مستوى اليمن".
وأفاد بأن أبرز أسباب انتشار الحصبة هو "الجهل بأهمية التحصين"، ما جعل العديد من الأسر تعزف عن تطعيم أطفالها خشية تعرضهم لأعراض جانبية طبيعية، إضافة إلى حظر حملات التطعيم في المناطق الواقعة تحت سلطة الحوثيين.
السامعي حث الأسر على تطعيم أطفالهم في المراكز الطبية ضد الحصبة، حفاظا على حياتهم. مئات الوفيات نهاية أغسطس/ آب الماضي، كشفت منظمة الصحة العالمية أنه "منذ يناير /كانون الأول حتى نهاية يوليو /تموز 2023، بلغ عدد الحالات المشتبه في إصابتها بالحصبة والحصبة الألمانية في اليمن نحو 34 ألفا و300، بينها 413 حالة وفاة". وأضافت المنظمة، في بيان، أن هذه الإحصائية تُقارن بـ27 ألف حالة إصابة و220 وفاة في 2022.
وأعربت عن قلقها من زيادة الحالات هذا العام، وعزت الأمر إلى التدهور الاقتصادي وانخفاض الدخل والنزوح والظروف المعيشية المكتظّة في المخيمات، إلى جانب نظام صحي مرهق، وانخفاض معدلات التحصين، في ظل انعدام القدرة على الوصول لعدد كبير من الأطفال خلال حملات التحصين الروتيني.
فيما أفادت منظمة أطباء بلا حدود، عبر تقرير في أغسطس/ آب الماضي، بأنه "على مدى السنوات الثلاث الماضية، ارتفع بشكل كبير عدد الأطفال المصابين بالحصبة، والذين أُدخلوا إلى المستشفيات التي تدعمها المنظمة في اليمن".
المنظمة أوضحت أنه "في النصف الأول من عام 2023 فقط، شهدت فرقنا ارتفاعا في عدد مرضى الحصبة بلغ ثلاثة أضعاف مقارنة بعام 2022 بأكمله، إذ تم استقبال وعلاج 4 آلاف مصاب بالحصبة في مختلف أنحاء البلاد".
وشددت على أن "ما يزيد الأمر سوءًا هو عدم وجود حملات تطعيم، ومحدودية مرافق الرعاية الصحية العامّة التي تعمل بفعالية وميسورة التكلفة، مما يجبر الناس على السفر إلى أماكن أبعد للحصول على العلاج اللازم".
وبسبب تداعيات الصراع، يعاني القطاع الصحي في اليمن من تدهور كبير، ونقصا حادا في المعدات الطبية والأدوية، ما أدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض.
ومنذ أشهر، يشهد اليمن تهدئة من حرب بدأت قبل 9 سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي مدعوم من السعودية، وقوات جماعة الحوثيين، المدعومة من إيران، والمسيطرة على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ 2014.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: مرض الحصبة فی الیمن
إقرأ أيضاً:
بعد تسجيل وفاة ثانية بـ«الحصبة».. الصحة الأمريكية تصدر أمراً عاجلاً!
أفاد موقع “أكسيوس” الأمريكي أن “وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكي، روبرت كينيدي جونيور، يخطط للتوجه بسرعة إلى تكساس، بعد تسجيل وفاة طفل ثان يعتقد أنها مرتبطة بتفشي مرض الحصبة في الولاية” .
ووفق الموقع، “توفيت طفلة كانت فتاة مطعمة تبلغ من العمر 6 سنوات من الطائفة المينوناتية المسيحية”.
وأضاف “أكسيوس”: “يخطط وزير الصحة الأمريكي روبرت كينيدي جونيور لزيارة سريعة إلى تكساس بعد أن أبلغت سلطات الولاية، الوزارة الفيدرالية بوفاة طفل ثان هناك ربما تكون مرتبطة بالحصبة”.
وذكر الموقع، “أن الطفل المتوفي الثاني ينتمي كذلك إلى الطائفة المينوناتية (التي يعيش معظم أتباعها حياة محافظة تقية بعيدا عن التكنولوجيات الحديثة ويستخدمون الوسائل القديمة في إدارة شؤونهم من دون الاعتماد على الكهرباء والسيارات والاتصالات)”.
وقال مسؤول في البيت الأبيض لم يكشف عن هويته للموقع: “إنها زيارة مفاجئة”، مضيفا أن الرحلة “تزامنت مع الوفاة المأساوية لطفل ثان والتي ربما تكون ناجمة عن الحصبة كذلك”.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية في ولاية تكساس “أن عدد حالات الإصابة بالحصبة في الولاية ارتفع إلى 481 حالة، وتم الإبلاغ عن أول حالة وفاة بسبب تفشي مرض الحصبة في تكساس في أواخر فبراير”.
بدورها، قالت لورين آدامز، المتحدثة باسم مدينة لوبوك بولاية تكساس، في وقت سابق، “إن بؤر انتشار الفيروس في المنطقة تتواجد بشكل رئيسي بين تجمعات أتباع الطائفة المينوناتية، التي يتنقل أعضاؤها غالبا بين المدن الصغيرة للعمل ويتجمعون في الكنيسة وغيرها من الأماكن المزدحمة”.
والحصبة “مرض فيروسي ينتقل عن طريق الرذاذ المحمول جوا، ويمكن أن يبقى في الهواء لمدة تصل إلى ساعتين، ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، “فإن تسعة من كل 10 أشخاص ليس لديهم مناعة يصابون بالعدوى عندما يتعاملون مع شخص مصاب، وعلى الرغم من تعافي معظم المرضى، فإن المرض قد يؤدي إلى عواقب خطيرة مثل الالتهاب الرئوي، وتورم الدماغ، والعمى، والوفاة”.