الأسد: سوريا سيكون لها مستقبل كبير جدا
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
أكد الرئيس السوري بشار الأسد "بكل ثقة" أن توقف الحرب وإعادة إعمار سوريا سيجعلها أفضل مما كانت عليه قبل الحرب، مشيرا إلى أنه سيكون للبلد مستقبل كبير جدا وهذه ليست فرضيات أو توقعات.
وجاءت تصريحات الأسد في مقابلة مع تلفزيون الصين المركزي (CCTV)، ردا على سؤال حول ما ذكره من أن إعادة بناء البلد قد تكون واحدة من أكبر مطالب الشعب السوري حاليا.
وأشار الأسد خلال اللقاء حول خططه وتطلعاته لإعادة البناء، إلى أنه في حال تمت إعادة البناء فسوريا لها مستقبل كبير جدا، "وأنا لا أتحدث عن فرضيات ولا عن آمال ولا عن توقعات".
وأضاف: "أنا أتحدث عن الوضع قبل الحرب، قبل الحرب كان معدل النمو في سوريا في أفضل مستوياته وقريبا من 7% وهي نسبة عالية جدا لبلد إمكانياته محدودة، لم يكن لدينا ديون، نحن لم نكن بلدا مدينا، كنّا نأخذ قرضا ونسدد القرض مباشرة".
إقرأ المزيد الأسد: وضع السوريين المعيشي سيئ والمعاناة تزداد.. الحرب لم تنته بعدوتابع في لقائه: "كانت لدينا كمية كافية من القمح ولكن كنا نصّدر لعدد من الدول القمح، كنا نصّدر الخضار والفواكه وكنا نطّور صناعاتنا في بداية التطوير الصناعي عندما بدأت الحرب، لذلك أستطيع أن أقول بكل ثقة بأن توقف الحرب، وإعادة إعمار سوريا سيجعل سوريا أفضل بكثير مما كانت عليه قبل الحرب".
وفي سؤال عن "الوصفة" التي سيقدّمها، باعتباره طبيب عيون، للتعامل مع الصعوبات التي قد تواجهها سوريا في مختلف الجوانب مثل إعادة الإعمار والتنمية، أجاب الأسد: "طبعا نحن الآن أمام تحد داخلي مرتبط بالحرب والحصار، ولكن أمام تحد خارجي مرتبط بالوضع الاقتصادي العالمي، آثار كورونا، آثار (الحرب) في أوكرانيا، كل هذه الأشياء أدّت إلى ارتفاع كل الأسعار".
وقال: "يُضاف لها ارتفاع سعر الفائدة على الدولار، وبالتالي أيضا زاد من الصعوبات على كل الدول، الوصفة الأساسية لمثل هذه الحالة هي الانتقال، طبعا ليس فقط لسوريا، لكل الدول، هي الانتقال من التعامل بالدولار إلى العملات الأخرى وفي مقدمتها اليوان".
المصدر: سانا
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أخبار سوريا الدولار الأمريكي بشار الأسد بكين دمشق يوان قبل الحرب
إقرأ أيضاً:
إعمار الإنسان السوري!
ما إن تهدأ الحرب حتى تتجه الأنظار إلى خطط إعادة الإعمار وإصلاح البنية التحتية التي دمرتها، بيد أن الخراب الأكبر والحقيقي لا يكمن في الطرقات والمباني، بل في الأرواح التي عانت واستُنزفت، الأرواح التي عاشت تفاصيل الخوف والفقد زمنًا طويلًا، وتنتظر اليوم إعادة إعمار من نوع آخر.
الإنسان السوري، الذي خرج للتو من دوامة الموت والرعب، يحمل في أعماقه ندوباً أشد عمقاً من تلك التي تركتها القذائف والبراميل المتفجرة.. ملايين الأرواح التي شهدت اغتيال أحلامها أمام أعينها، ورأت وطنها يُختزل إلى سجون وسجانين، هي اليوم بحاجة إلى مشروع نهضوي كبير يعيد لها الأمل والقدرة على الحلم من جديد.لا بد أولاً من الاعتراف بأن الحرب لا تنتهي بمجرد إسكات البنادق، وأن للسلام ثمناً باهظاً، وأن طمر تلك الحقبة يحتاج من السوريين إلى مصالحة حقيقية مع أنفسهم ومع بعضهم البعض، وإلى مشاريع تعيد لهم شعورهم بالانتماء والطموح؛ حيث لا يمكن تجاوز آثار الماضي دون تعزيز الإيمان بإمكانية بناء غدٍ أفضل.. وهذا يتطلب دوراً أكبر للمجتمع المدني والمؤسسات الدولية لدعم مبادرات التنمية الإنسانية، التي تُعيد صياغة هوية الفرد السوري كفاعلٍ في إعادة البناء، وليس مجرد متلقٍّ للمساعدات؛ فبناء الإنسان يبدأ بإحياء الأمل، لأن الأمل هو اللبنة الأولى للنهوض من جديد.
وبالتأكيد، فإن إعادة إعمار الإنسان لا تكتمل إلا من خلال برامج ومشاريع تركز على بناء الانتماء الوطني، ونشر ثقافة التسامح والتعايش لتعزيز الوحدة بين مختلف مكونات المجتمع السوري، بالإضافة إلى الاستثمار في الفن والثقافة اللذين يشكلان أدوات فعالة في معالجة الجروح النفسية وإعادة الأمل، والتعبير عن معاناتهم وآمالهم وهزيمة الإحباط.
الإنسان السوري لا يحتاج إلى بناء سقف يظلّه فقط، بل إلى وطن يعيد له الأمن والعدالة، وإلى بيئة تشجع الإبداع وتعيد له ما فقده من حب للحياة، لأن إعادة إعمار النفوس ليست مجرد خطوة تُكمل إعادة إعمار الوطن، بل هي الأساس الذي يجب أن تُبنى عليه سوريا الجديدة.