مع انحسار تأثير فرنسا.. الجزائر تتوسّع في تعليم اللغة الإنجليزية
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
توسعت الجزائر في برنامج تعليم اللغة الإنجليزية في المدارس الابتدائية، في خطوة تعكس تحولا لغويا متزايدا بالبلاد التي كانت جزءا من المستعمرات الفرنسية في السابق.
ووفق تقرير لوكالة "أسوشييتد برس"، فإن الطلاب العائدين إلى الفصول الدراسية للصفين الثالث والرابع هذا الخريف، سيشاركون في فصلين للغة الإنجليزية كل أسبوع، مدة كل واحد منهما 45 دقيقة، حيث تنشئ البلاد برامج جديدة لتدريب المعلمين في الجامعات، وتتطلع إلى المزيد من التغييرات التحويلية في السنوات المقبلة.
والأسبوع الماضي، قال وزير التربية والتعليم عبدالكريم بلعابد، إن "تعليم اللغة الإنجليزية هو خيار استراتيجي في سياسة التعليم الجديدة للبلاد"، مشيدا بهذه الخطوة باعتبارها نجاحا هائلا.
وباتت اللغة الإنجليزية هي اللغة الأكثر انتشارا في العالم، وتمثل غالبية المحتوى على الإنترنت وتظل لغة مشتركة في الأعمال والعلوم. ومع تراجع النفوذ الاقتصادي والسياسي لفرنسا في جميع أنحاء أفريقيا، أصبحت الجزائر من بين قائمة أطول من البلدان التي تتحول تدريجيا نحو اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية رئيسية.
أما عدد الناطقين بالفرنسية في الجزائر فيفوق عدد المتحدثين بها في جميع الدول باستثناء فرنسا نفسها وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
اقرأ أيضاً
بدءا من هذا العام.. الجزائر تدمج اللغة الإنجليزية بالمناهج الابتدائية
ويتحدث بالفرسنية في الجزائر ما يقرب من 15 مليونا من أصل 44 مليون نسمة في البلاد، وفقا للمنظمة الدولية للغة الفرنسية، ويصف مسؤولوها دروس اللغة الإنجليزية على أنها تحول عملي وليس سياسيا، مشيرين إلى أهمية اللغة في المجالات العلمية والتقنية.لكن الأسئلة حول وضع اللغة الفرنسية في المجتمع الجزائري كانت مستقطبة منذ فترة طويلة، كما يعترف المعلمون ومسؤولو السياسة التعليمية السابقون.
ويأتي التوسع في تعلم اللغة الإنجليزية مع تصاعد التوترات بين فرنسا والجزائر.
ويشترك الاثنان في المصالح الأمنية بشأن الاضطرابات السياسية التي تشكل غرب أفريقيا المعاصرة.
ومع ذلك، فقد تنازعوا مرارا في السنوات الأخيرة حول الهجرة وتسليم المجرمين وكيفية إحياء كل دولة لذكرى الاستعمار والحرب الوحشية التي أدت إلى استقلال الجزائر في عام 1962.
وتخطط الجزائر لتوسيع برنامجها الحالي إلى الصف الخامس السنة المقبلة. وستواصل تعليم الطلاب باللغة الفرنسية لمدة ثلاث ساعات كل أسبوع في المدارس الابتدائية.
اقرأ أيضاً
للمرة الأولى في تاريخها.. الجزائر تدرس اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية
أما صحيفة "واشنطن بوست"، فقالت إنه مع تضاؤل النفوذ الاقتصادي والسياسي لفرنسا في جميع أنحاء أفريقيا، تُعد الجزائر من بين قائمة أطول من البلدان التي تتحول تدريجياً نحو اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية رئيسية.
وقبل يومين، قالت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، إنّ الجزائر مستمرة بحملة القضاء على اللغة الفرنسية في المدارس، مشيرةً إلى أنه اعتباراً من بداية العام الدراسي الجديد، لن يعود من الممكن تدريس البرامج المدرسية الفرنسية في المدارس الخاصة في الجزائر.
ووفق الصحيفة نفسها، فإنه سيتم تشديد شروط الالتحاق بالجامعات الجزائرية، بالنسبة للجزائريين الحاصلين على شهادة الثانوية العامة الفرنسية، في إجراء يُعتبر "معاملةً بالمثل"، وذلك رداً على ما تفعله فرنسا بالطلاب الجزائريين.
وبغض النظر عن مدى سرعة تحول المدارس إلى اللغة الإنجليزية، فإن علامات التراجع ضد اللغة الفرنسية واضحة في أماكن أخرى.
قامت السلطات ببطء باستبدال اللغة الفرنسية باللغة الإنجليزية في الألقاب الرسمية لمختلف الوزارات الحكومية.
وفي رحلته العام الماضي إلى الجزائر العاصمة، طُلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإدلاء بملاحظاته من على منصة تحمل لقبه والتاريخ باللغتين الإنجليزية والعربية، اللغتين الرسميتين في الجزائر إلى جانب الأمازيغية.
اقرأ أيضاً
أطروحات الدكتوراة باللغة الإنجليزية تثير الجدل في الجزائر
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الجزائر فرنسا اللغة الفرنسية اللغة الإنجليزية التعليم اللغة الإنجلیزیة اللغة الفرنسیة الفرنسیة فی فی المدارس فی الجزائر
إقرأ أيضاً:
فرنسا تطرد 12 موظفا في البعثة القنصلية الجزائرية وتستدعي سفيرها للتشاور
أعلن قصر الإليزيه، أمس الثلاثاء، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرر طرد 12 موظفاً من العاملين في البعثة القنصلية والدبلوماسية الجزائرية في فرنسا، واستدعى السفير الفرنسي لدى الجزائر، ستيفان روماتيه، للتشاور، وذلك رداً على قرار الجزائر بطرد عدد من الموظفين العاملين في السفارة الفرنسية بالجزائر.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان رسمي إن "السلطات الجزائرية تتحمل مسؤولية التدهور الكبير الذي طرأ على العلاقات الثنائية بين البلدين"، داعية الجزائر إلى "التحلي بروح المسؤولية" بهدف "استئناف الحوار". وأوضح مصدر دبلوماسي فرنسي أن الموظفين الفرنسيين الذين تم طردهم من الجزائر "في طريقهم حالياً إلى فرنسا".
وأعرب الإليزيه عن "استيائه البالغ" إزاء هذا التصعيد، مشيراً إلى أنه جاء بعد أسبوعين فقط من اتصال هاتفي بين ماكرون والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، والذي كان يهدف إلى كسر الجمود في العلاقات بعد أزمة دامت لأشهر.
وأضاف البيان أن طرد الموظفين الفرنسيين "ينتهك الأعراف الدبلوماسية ويتجاهل القواعد القضائية الأساسية"، واصفاً القرار بأنه "غير مبرر وغير مفهوم".
بدورها، شددت فرنسا على أنها "ستدافع عن مصالحها الوطنية، وستواصل مطالبة الجزائر بالوفاء بالتزاماتها، لا سيما في ما يخص الأمن القومي والتعاون في ملف الهجرة"، مؤكدة أن "استئناف الحوار يصب في مصلحة الطرفين".
من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، عبر منصة "إكس"، إن "السلطات الجزائرية اختارت التصعيد، ونحن نرد بالمثل، كما تم الإعلان مسبقاً"، مشيراً إلى أن "الحوار ضروري دائماً، لكنه لا يمكن أن يكون باتجاه واحد فقط".
???? Tensions France-Algérie : Paris réplique en expulsant à son tour 12 agents consulaires algériens
"Les autorités algériennes ont fait le choix de l'escalade. Nous répliquons avec fermeté" déclare Jean-Noël Barrot (@jnbarrot), ministre de l'Europe et des Affaires étrangères pic.twitter.com/4HVgZNuwDU — TF1Info (@TF1Info) April 15, 2025
وكانت الجزائر قد أعلنت، الاثنين الماضي، طرد 12 موظفاً يعملون في السفارة الفرنسية وممثلياتها القنصلية، ووصفتهم بـ"غير المرغوب فيهم"، وأمهلتهم 48 ساعة لمغادرة أراضيها، وذلك رداً على "الاعتقال الاستعراضي والتشهيري" لأحد موظفيها القنصليين في فرنسا، على خلفية تحقيقات تتعلق بمخطط إرهابي.
وتأتي هذه التطورات بعد توجيه القضاء الفرنسي تهماً بالإرهاب إلى ثلاثة رجال، أحدهم موظف في قنصلية جزائرية، بتهمة التورط في عملية اختطاف المعارض الجزائري أمير بوخرص، المعروف بلقب "أمير دي زد"، الذي كانت الجزائر قد طالبت مراراً بتسليمه لمحاكمته.
ويُذكر أن الأزمة الدبلوماسية بين البلدين تصاعدت منذ إعلان الرئيس الفرنسي دعمه لمبادرة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء الغربية، وهو ما دفع الجزائر إلى استدعاء سفيرها من باريس في وقت سابق.