اللجنة الاقتصادية: السياسات السعرية دقيقة وحساسة جداً وتسعى لإقامة توازنات عدة مخططة ومدروسة
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
دمشق-سانا
أكدت اللجنة الاقتصادية في رئاسة مجلس الوزراء أن السياسات السعرية دقيقة وحساسة جداً وتسعى لإقامة توازنات عدة مخططة ومدروسة بين التكلفة والسعر والقيمة والقوة الشرائية وقوى العرض والطلب، مشيرة إلى أنها تنطلق في مقاربتها لملفات تسعير منتجات القطاع العام من سياسة إدارة السوق المحلية بما يضمن دورتي الإنتاج والاستهلاك الكليين.
وقالت اللجنة في بيان اليوم: “تداولت بعض المواقع الإعلامية مادة إعلامية حول تعامل اللجنة الاقتصادية مع ملف تسعير مادة الإسمنت، ويفيد اللجنة بيان الآتي:
تنطلق اللجنة الاقتصادية في مقاربتها لملفات تسعير منتجات القطاع العام من سياسة إدارة السوق المحلية بما يضمن على السواء دورتي الإنتاج والاستهلاك الكليين، حرصاً على ديمومة واستمرارية النشاط الاقتصادي.
ويعد قطاع الإنشاء والعمران من أهم القطاعات الاقتصادية والخدمية بل والاجتماعية في أي بلد من البلدان، وفي أي وقت من الأوقات، فكيف إذا كانت الحالة في بلد يعاني منذ ما يزيد على اثني عشر عاماً من الحرب ضد الإرهاب، ودخل في مرحة إعادة الإعمار والبناء، التي تعتمد قبل كل شيء على توفر مادة الإسمنت وبأسعار مناسبة تتيح لهذا القطاع الحيوي المزيد من النمو المدروس والمخطط”.
وأشارت اللجنة إلى أنها تدرك الفجوة الواسعة قليلاً أو كثيراً بين تكلفة أسعار منتجات القطاع العام من سلع وخدمات من جهة وتكلفة إنتاجها من جهة أخرى، فالحديث عن الفرق بين أسعار التكلفة وأسعار المبيع لا ينطبق فحسب على مادة الاسمنت، بل إن مثال مادة الإسمنت ليس إلا مثالاً بسيطاً جداً عن سياسة التسعير التي تعتمدها الحكومة، وتتولى اللجنة الاقتصادية متابعتها في سياق التوازن في إدارة الطلب والعرض الكليين.
ولفتت اللجنة إلى أن الحكومة تلقي العبء الأكبر في سياق إدارة هذا التوازن على الخزينة العامة للدولة التي تتحمل تمويل العجوزات التي وصلت إلى عدة عشرات آلاف المليارات من الليرات السورية، وليس فقط عدة مليارات في قطاع الإسمنت، في سبيل ديمومة دورة النشاط الاقتصادي الوطني.
وقالت اللجنة في بيانها: “إن الحكومة وذراعها الاقتصادية المتمثلة باللجنة الاقتصادية لا تقارب التسعير كسياسة اقتصادية واجتماعية من البوابة الضيقة للربح التجاري البحت، بل من الباب الواسع لإدارة النشاط الاقتصادي والاجتماعي الوطنيين”.
وتابعت اللجنة: “في هذا السياق نذكر بأن ثمة أمثلة أخرى أكثر بروزاً وأكثر حضوراً من مادة الإسمنت، كالحديث عن حجم الدعم الكبير في مادة الخبز والمازوت والبنزين والكهرباء والماء والتعليم والصحة، وغيرها الكثير في قائمة طويلة من المنتجات المدعومة بشكل مباشر وملموس أو بشكل غير مباشر، ولا سيما في القطاعات الحيوية كالقطاع الزراعي والصناعي والخدمي على وجه التحديد”.
وأضافت اللجنة: “لا ترتبط أهمية المادة بكونها مادة غذائية أو دوائية فحسب، فاستمرار النشاط الاقتصادي مرتبط بقطاع البناء والتشييد، ما هو مرتبط بالقطاعين الغذائي والدوائي، ومئات آلاف العاملين في قطاع البناء والتشييد من الضروري أن يستمروا في نشاطهم وعملهم حتى يحصلوا على ثمن غذائهم ودوائهم، فهذا القطاع الخدمي الحيوي ليس ترفاً في بلد عانى من تهديم ممنهج لبناه التحتية والسكنية طيلة عقد من الزمن، ولا بد من التعاطي مع هذه الحقيقة بكل مسؤولية في مرحلة إعادة الإعمار والبناء”.
وشددت اللجنة على أن السياسات السعرية سياسات دقيقة وحساسة جداً، تسعى لإقامة عدة توازنات مخططة ومدروسة بين التكلفة والسعر والقيمة والقوة الشرائية وقوى العرض والطلب، فتقييم سعر مادة الإسمنت لا يستند فحسب إلى تغطية تكاليف الإنتاج، بل إلى توفير مدخلات مناسبة لقطاع البناء والتشييد سواء في القطاع العام أو في القطاع الخاص، فعندما درست اللجنة الاقتصادية في الأسبوع الماضي موضوع أسعار بعض المنتجات في القطاع العام من الغاز والإسفلت والإسمنت، تم التوقف مطولاً وبكل هدوء ومسؤولية عند توجهات الأسعار، حيث تم تحريك أسعار الإسمنت بشكل نسبي مقارنة مع تكاليف الإنتاج، فيما تم الإبقاء على أسعار الإسفلت على صعيد القطاع العام بهدف استكمال مشاريع وخطط القطاع العام لهذا العام رغم الفوارق الكبيرة بين تكاليف الإنتاج وأسعار المبيع، ورغم العجوزات الكبيرة التي لا تزال تتحملها الخزينة العامة للدولة، وذلك حرصاً على خطط التنفيذ في ضوء واقع القوة الشرائية.
وقالت اللجنة: “بالمقابل، لا يمكن للجنة الاقتصادية أن تقارب السياسة السعرية لأحد المنتجات بغض النظر عن بقية المنتجات في السوق المحلية، ومن المعروف أن الحكومة كانت قد اتخذت خلال الأشهر السابقة عدة خطوات مهمة كماً ونوعاً في سياق إعادة هيكلة بعض أسعار المواد المدعومة، وفي هذا السياق تم التريث في تحريك أسعار عدة منتجات أخرى حينها ومنها مادة الإسمنت، حرصاً على تهدئة السوق وامتصاص حال عدم الاستقرار التي تنتج من تحريك الأسعار، والعمل بمبدأ التدرج في معالجة الموضوعات الهيكلية في الاقتصاد الوطني”.
وأضافت اللجنة: “ثمة سوق سوداء واسعة لمادة الإسمنت، وهذا ما يؤثر بشكل سلبي في استقرار هذا القطاع، وتسعى الحكومة واللجنة الاقتصادية لمعالجة هذا الخلل في توزيع وتسويق المادة عبر عدة مستويات، منها على سبيل المثال اتخاذ ما يلزم لدمج مؤسستي الإسمنت وعمران، بهدف توحيد سياسات إنتاج وتسويق المادة وضبط هذه السوق بأفضل السبل الممكنة بشكل هيكلي ودائم، وليس من مدخل الأسعار فحسب”.
وأكدت اللجنة الاقتصادية أنها مستمرة برعاية من مجلس الوزراء بمتابعة موضوع إعادة هيكلة الدعم، وإعادة مقاربة سياسات سعرية متراكمة الأثر منذ عدة عقود، وتوجيهها على أسس من الكفاءة والعدالة والشفافية وديمومة النشاط الاقتصادي والاجتماعي، ومثل هذا التوجه لا يمكن أن يحدث بين عشيةٍ وضحاها بل هو نهج مستمر يتعاطى مع معطيات الواقع بما يصب في المصلحة الوطنية العليا، وفق متطلبات التحرك المناسب على صعيدي المكان والزمان.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: اللجنة الاقتصادیة النشاط الاقتصادی القطاع العام من فی القطاع
إقرأ أيضاً:
رئيس وزراء الاحتلال: معلومات هامة وحساسة للغاية تسربت إلى حماس وحزب الله
اتهم رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مجموعة من أعضاء المجلس الوزاري المصغر بتسريب معلومات عسكرية استراتيجية من جلسة بمبنى محصن، منذ اليوم الرابع للحرب علي غزة.
وصرح نتنياهو، بأن الفريق المفاوض والهيئات الأكثر حساسية في إسرائيل، وراء تسريبات هذه المعلومات، مضيفا أن إسرائيل تواجه تسريبات جنائية لا تنتهي منذ بداية الحرب، وأن هذه المعلومات مهمة وحساسة للغاية وتم تسريها لحماس، وحزب الله، وإيران.
وأكد أن هذه التسربيات خرجت من مكتبه، وتحدث أيضا عن حملة تعقب ومطاردة سياسية مضادة ضده وضد طاقمه في رسالة مصورة تم نشرها على منصة إكس.
تفاصيل قضية التسربياتطلبت قوات الدفاع الإسرائيلية من جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي «شين بيت» فتح تحقيق في قضية التسربيات.
وركز التحقيق على الخوف من حدوث خرق أمني بسبب هذه المعلومات السرية، وهذا يعرض بعض المصادر الاستخباراتية للخطر، بعيدا عن الإضرار بتحقيق أهداف الحرب في غزة.
وأدى هذا التحقيق الذى أجراه جهاز الأمن الداخلي والشرطة والجيش والدفاع إلى اعتقال بعض المشتبه بهم منذ أيام ماضية
القضية تحت أمر حظر النشركانت هذه القضية تحت أمر حظر النشر لعدة أيام، حتى أصدر القاضي المختص بعض التفاصيل يوم الجمعة الأول من نوفمبر 2024.
وجاء رفع الحظر عن النشر في هذه القضية من قبل المحكمة النص التالي« بدأت المرحلة المفتوحة في التحقيق المشترك الذي أجراه الشاباك والشرطة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي، والذي يتعلق بخرق أمني مشتبه به على خلفية تقديم معلومات سرية بشكل غير قانوني وهذا يشكل خطرا على المعلومات والمصادر الحساسة من المعلومات، فضلا عن الإضرار بتحقيق أهداف الحرب في قطاع غزة، وفي هذه المرحلة اعتقل عدد من المشتبه بهم، وما زال التحقيق جاريا»
ولم تنشر المعلومات الجزئية التي صدرت بشكل رسمي إلى مصدر التسريب، ولا طبيعته، ولا هوية أو طبيعة عمل الشخصيات الذين اعتقلوا ولا مكان عملهم حتي الآن.
وهناك إجماع إعلامي -نقلا عن مسؤولين إسرائيليين- على أن الأمر على صلة مباشرة بما نشرته صحيفة “بيلد” الألمانية في أوائل أيلول الماضي، بشأن وثيقة يُزعم أن زعيم حركة حماس الراحل يحيى السنوار صاغها واحتوت على استراتيجية حماس بشأن مفاوضات صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار.
المشتبه بهم مساعد لنتنياهوويكون أحد المشتبه بهم مساعد لنتنياهو، بل يعد أقرب مساعديه، إلى جانب آخرين، بينما نفى نتنياهو تورط مكتبه، وقال في بيان لم يتم استجواب أو اعتقال أي شخص من مكتب رئيس الوزراء.
جدير بالذكر أن عمل هذا المساعد مع نتنياهو منذ بداية الحرب، وشارك في اجتماعات أمنية حساسة وتعرض لمعلومات سرية للغاية على الرغم من فشله في إجراء فحص أمني، وفقا لما صرحت به هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية قبل أيام.
اقرأ أيضاًنتنياهو يعترف: المعلومات المُسربة من مكتبي «استراتيجية» وتتعلق بقدرات إسرائيل العسكرية
«التزامات قانونية».. دول تستعد لتنفيذ قرار «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو
«حركة فتح»: الضحايا الفلسطينيون انتظروا قرار الجنائية الدولية.. ونتنياهو لن يستطيع الهروب