الوطن:
2024-11-23@17:21:48 GMT

محمود فوزي السيد يكتب: تاريخ صلاحية الأغنية الوطنية

تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT

محمود فوزي السيد يكتب: تاريخ صلاحية الأغنية الوطنية

تروح السنين وتيجى ولكل شىء فى حياتنا تاريخ صلاحية يتحول بعده لمنتج غير صالح للاستخدام.. وتبقى الأغنية المصنوعة فى حب الوطن عملاً لا يحمل أبداً شعار «منتهى الصلاحية»؛ فالأغنية الوطنية عادة ما ترتبط ارتباطاً شرطياً ووثيقاً بالحراك السياسى فى أى عصر.

ولأننا شعب عاطفى بطبعه نعشق وصف بلدنا بـ«أم الدنيا» فنتغنى بها وبحبنا لها فى كل مناسبة يمر بها الوطن، ونحن بلا شك الأكثر غناء فى حب بلدنا بين شعوب العالم، فترانا نوثق كل أحداث بلادنا السعيدة منها والصعبة بأغنية.

فهنا تجد عبدالحليم حافظ يؤرخ بصوته لثورة يوليو العظيمة بـ«حكاية شعب»، ومن بعدها لنكسة 67 بـ«عدى النهار والمغربية جاية» وأخيراً وهو يغنى فرحاً بانتصار أكتوبر العظيم «عاش اللى قال»، وفى موقع آخر تتغنى شادية بحب مصر فى واحدة من أعظم الأغنيات الوطنية فى تاريخنا «يا حبيبتى يا مصر».. كل تلك الأغنيات وغيرها نستدعيها مع كل ذكرى نعيشها ولا يمكن أن تنتهى مدة صلاحيتها لارتباطها الكامل بأحداث تاريخية عاشها الآباء والأجداد ونتوارثها جيلاً بعد الآخر.

طوال تاريخنا الموسيقى ارتبطت الأغنية الوطنية بالشارع والناس لتعبر عن لحظات الفرح والانتصار والانكسار أحياناً، لكن لماذا عاشت تلك الأغنيات وغيرها من خمسينات القرن الماضى وحتى الآن حاملة كل هذا العشق من المواطن المصرى لها، يبقى هذا هو السؤال الأهم. نحن الآن نعيش أجواء الاحتفال بنصر أكتوبر العظيم ولن تشعر بهذا الاحتفال إلا عند سماع أغنيات مثل «على الربابة بغنى»، «دولا مين ودولا مين»، «عاش اللى قال»، «بسم الله الله أكبر بسم الله» رغم مرور خمسين عاماً على صناعتها، ربما كان السبب هو أن من صنعوا تلك الأغنيات هم من عاشوا الأحداث وقتها فتأثروا بها فخرجت تلك الروائع من القلب فظلت حية فى قلوب المستمعين.

ولا يمكن أيضاً إغفال دور الإذاعة المصرية العريقة التى كانت مسئولة مسئولية كاملة عن الأغنية الوطنية وتتحمل عبء تنفيذها بالشكل اللائق بها لتخرجها إلى النور والمستمع فى أبهى صورها، فكانت دائماً هى بوابة عبور صوت النجوم إلى الشارع، وهى المنظمة للعملية الإنتاجية فيما يخص الأغنيات الوطنية، ويكفى للتأكيد على هذا الدور ذكر الواقعة التى سردها الإعلامى الراحل وجدى الحكيم وكان أبطالها الفنانة وردة والموسيقار بليغ حمدى والشاعر عبدالرحيم منصور عندما ذهب الثلاثى يوم النصر إلى مقر الإذاعة لتسجيل أغنية «على الربابة» فتم منعهم من أمن المبنى فحدث بينهم شجار كبير، وعند وصول وجدى الحكيم أخبرهم أن المبنى مغلق ولا يمكنهم الدخول، فلم يجد منهم إلا كل إصرار على الدخول وتسجيل الأغنية، رغم أنه أخبرهم بعدم وجود ميزانية لتسجيل أغنيات جديدة بسبب توجيه كل الميزانية للمجهود الحربى، إلا أن الثلاثى أكدوا على تبرعهم بالعمل وتحمل تكاليف تسجيله على نفقتهم الخاصة، فوافق على دخولهم بعد الحصول على إذن من «بابا شارو» رئيس الإذاعة وقتها.

تلك الواقعة التى ترتب عليها توافد نجوم الغناء إلى مقر الإذاعة لتسجيل أغنيات جديدة تعبر عن فرحة الشعب بالنصر العظيم وتوثق له هى سبب عشق المصريين لها طوال نصف قرن من الزمان، وربما كانت هى الدليل الأكبر على أسباب استدعاء المصريين لأغنياتهم الوطنية العظيمة رغم مرور كل تلك السنوات عليها، وأن تلك الروح فى صناعة الأغنية الوطنية جعلت منها ذاكرة حية للأحداث التى مر بها الوطن طوال تاريخه.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأغنية الوطنية تاريخ الصلاحية نجوم الغناء

إقرأ أيضاً:

في ذكرى وفاتها.. ما لا تعرفه عن الفنانة ليلى مراد

تحل اليوم الخميس الموافق 21 نوفمبر ذكرى وفاة الفنانة ليلى مراد، التي رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 1995، وتعد من أبرز وأهم فنانات الوطن العربي ليس فقط في مصر، فهي أحد ألمع نجمات الفن العربي، اشتهرت بصوتها الخلاب وحضورها المتميز، ولقبها الجمهور "بصوت الحب"، ومرت بصعوبات كثيرة، ويعرض لكم "الفجر الفني" خلال السطور التالية أبرز المعلومات عن ليلى مراد. 

ليلى مراد 

 

نشأة عن ليلى مراد

 

ليليان زكي إبراهيم مراد مردخاي، ولدت في محافظة الإسكندرية لأسرة مصرية يهودية، والدها هو المغني والملحن زكي مراد الذي قام بأداء أوبريت العشرة الطيبة الذي لحنه الموسيقار سيد درويش، وأمها جميلة إبراهيم روشو يهودية مصرية وهي ابنة متعهد الحفلات إبراهيم روشو،  سافر والدها ليبحث عن عمل بالخارج وانقطعت أخباره لسنوات، اضطرت فيها للدراسة بالقسم المجاني برهبانية (نوتردام ديزابوتر - الزيتون)، وتعرضت أسرتها للطرد من المنزل بعد نفاذ أموالهم وتخرجت بعد ذلك من هذه المدرسة.

 


نبذة عن مشوار ليلى مراد الفني

 

في عام 1937 وقفت أمام الموسيقار محمد عبد الوهاب والمخرج محمد كريم في فيلم "يحيا الحب"، وكانت وقت ذاك قامت بتغير اسمها إلى ليلى مراد، ليصبح اسمها الفني، وعندما أنشئت دار الإذاعة المصرية تعاقدت معها على الغناء مرة كل أسبوع، وكانت أولى الحفلات الغنائية التي قدمتها الإذاعة في 6 يوليو عام 1934 غنت فيها موشح (يا غزالًا زان عينه الكحل)، ثم انقطعت عن حفلات الإذاعة بسبب انشغالها بالسينما، ورغم آدائها التمثيلي الضعيف إلا أنها جذبت أنظار عميد المسرح العربي يوسف وهبي لتقدم معه فيلمها الثاني "ليلة ممطرة" نهاية عام  1939، ثم عادت إلى دار الإذاعة المصرية مرة أخرى عام 1947 حيث غنت أغنية (أنا قلبي دليلي).

 

إعتزال ليلى مراد

 

قررت ليلي مراد الاعتزال والانفصال عن الفن نهائيًا، وهي في قمة مجدها الفني، بعد أن أنجبت ابنها الثاني أشرف أباظة، حيث قررت الفنانة أن تكرس حياتها في خدمة أبنائها وأسرتها، من أجل إنشاء أسرة سليمة، ورغم محاولات المقربين منها في الاعتدال عن قرارها، إلا أن الفنانة لم تستجب لكل تلك المحاولات وأصرت على تفضيل أسرتها عن الفن، واختفت ليلى عن الأضواء فوق الـ 40 عامًا، حيث اعتزلت الفن عام 1955، وظلت كذلك حتى وفاتها عام 1995م، لم تستسلم للإغراءات المادية التي ما دام عرضت عليها.

مقالات مشابهة

  • عادل حمودة يكتب: سفير ترامب الجديد فى إسرائيل.. لا شىء اسمه فلسطين
  • الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: الشهادتان
  •   النائب علاء عابد يكتب: قانون اللجوء.. القول الفصل
  • إحياء شركة النصر ونهضة الصناعة الوطنية
  • تموين شرق يضبط لحوم دواجن مفرومة متغيرة الخواص ودون تواريخ صلاحية
  • بسمة بوسيل تطرح "قادرين ياحب".. وردود أفعال إيجابية حول الأغنية الجديدة
  • تجربة استماع مبتكرة .. "الإذاعة والتلفزيون" تستعد لإطلاق تطبيق Saudi Radio+
  • في ذكرى وفاتها.. ما لا تعرفه عن الفنانة ليلى مراد
  • محمود السيد عبد العزيز مدير عام للمدن الجامعية والتغذية بجامعة الفيوم
  • عزيز مرقة عن أغنيته «ما تيجي سكة»: كنت متخوفا من توقيت طرح الأغنية