محمود فوزي السيد يكتب: تاريخ صلاحية الأغنية الوطنية
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
تروح السنين وتيجى ولكل شىء فى حياتنا تاريخ صلاحية يتحول بعده لمنتج غير صالح للاستخدام.. وتبقى الأغنية المصنوعة فى حب الوطن عملاً لا يحمل أبداً شعار «منتهى الصلاحية»؛ فالأغنية الوطنية عادة ما ترتبط ارتباطاً شرطياً ووثيقاً بالحراك السياسى فى أى عصر.
ولأننا شعب عاطفى بطبعه نعشق وصف بلدنا بـ«أم الدنيا» فنتغنى بها وبحبنا لها فى كل مناسبة يمر بها الوطن، ونحن بلا شك الأكثر غناء فى حب بلدنا بين شعوب العالم، فترانا نوثق كل أحداث بلادنا السعيدة منها والصعبة بأغنية.
فهنا تجد عبدالحليم حافظ يؤرخ بصوته لثورة يوليو العظيمة بـ«حكاية شعب»، ومن بعدها لنكسة 67 بـ«عدى النهار والمغربية جاية» وأخيراً وهو يغنى فرحاً بانتصار أكتوبر العظيم «عاش اللى قال»، وفى موقع آخر تتغنى شادية بحب مصر فى واحدة من أعظم الأغنيات الوطنية فى تاريخنا «يا حبيبتى يا مصر».. كل تلك الأغنيات وغيرها نستدعيها مع كل ذكرى نعيشها ولا يمكن أن تنتهى مدة صلاحيتها لارتباطها الكامل بأحداث تاريخية عاشها الآباء والأجداد ونتوارثها جيلاً بعد الآخر.
طوال تاريخنا الموسيقى ارتبطت الأغنية الوطنية بالشارع والناس لتعبر عن لحظات الفرح والانتصار والانكسار أحياناً، لكن لماذا عاشت تلك الأغنيات وغيرها من خمسينات القرن الماضى وحتى الآن حاملة كل هذا العشق من المواطن المصرى لها، يبقى هذا هو السؤال الأهم. نحن الآن نعيش أجواء الاحتفال بنصر أكتوبر العظيم ولن تشعر بهذا الاحتفال إلا عند سماع أغنيات مثل «على الربابة بغنى»، «دولا مين ودولا مين»، «عاش اللى قال»، «بسم الله الله أكبر بسم الله» رغم مرور خمسين عاماً على صناعتها، ربما كان السبب هو أن من صنعوا تلك الأغنيات هم من عاشوا الأحداث وقتها فتأثروا بها فخرجت تلك الروائع من القلب فظلت حية فى قلوب المستمعين.
ولا يمكن أيضاً إغفال دور الإذاعة المصرية العريقة التى كانت مسئولة مسئولية كاملة عن الأغنية الوطنية وتتحمل عبء تنفيذها بالشكل اللائق بها لتخرجها إلى النور والمستمع فى أبهى صورها، فكانت دائماً هى بوابة عبور صوت النجوم إلى الشارع، وهى المنظمة للعملية الإنتاجية فيما يخص الأغنيات الوطنية، ويكفى للتأكيد على هذا الدور ذكر الواقعة التى سردها الإعلامى الراحل وجدى الحكيم وكان أبطالها الفنانة وردة والموسيقار بليغ حمدى والشاعر عبدالرحيم منصور عندما ذهب الثلاثى يوم النصر إلى مقر الإذاعة لتسجيل أغنية «على الربابة» فتم منعهم من أمن المبنى فحدث بينهم شجار كبير، وعند وصول وجدى الحكيم أخبرهم أن المبنى مغلق ولا يمكنهم الدخول، فلم يجد منهم إلا كل إصرار على الدخول وتسجيل الأغنية، رغم أنه أخبرهم بعدم وجود ميزانية لتسجيل أغنيات جديدة بسبب توجيه كل الميزانية للمجهود الحربى، إلا أن الثلاثى أكدوا على تبرعهم بالعمل وتحمل تكاليف تسجيله على نفقتهم الخاصة، فوافق على دخولهم بعد الحصول على إذن من «بابا شارو» رئيس الإذاعة وقتها.
تلك الواقعة التى ترتب عليها توافد نجوم الغناء إلى مقر الإذاعة لتسجيل أغنيات جديدة تعبر عن فرحة الشعب بالنصر العظيم وتوثق له هى سبب عشق المصريين لها طوال نصف قرن من الزمان، وربما كانت هى الدليل الأكبر على أسباب استدعاء المصريين لأغنياتهم الوطنية العظيمة رغم مرور كل تلك السنوات عليها، وأن تلك الروح فى صناعة الأغنية الوطنية جعلت منها ذاكرة حية للأحداث التى مر بها الوطن طوال تاريخه.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأغنية الوطنية تاريخ الصلاحية نجوم الغناء
إقرأ أيضاً:
بعد تعيينه مديرا لمديرية دمياط.. فوزي: الارتقاء بمراكز الشباب والأندية أولوية
وجه الدكتور محمد فوزي مدير مديرية الشباب والرياضة بدمياط، الشكر للدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، على ثقته فيه واختياره لرئاسة هذه المديرية.
وأصدر الدكتور أشرف صبحي، قرارًا، بتعيين الدكتور محمد فوزي عبد المنعم مديرًا لمديرية الشباب والرياضة بدمياط، في إطار استراتيجية الوزارة لدعم الكفاءات، وتطوير منظومة العمل في القطاعين الشبابي والرياضي على مستوى الجمهورية.
وقال محمد فوزي، في تصريحات لـ"صدى البلد"، إنه سيعمل مع كل الجهات فى دمياط؛ للارتقاء بمراكز شباب المحافظة، وتقديم أفضل الخدمات في ظل الدعم الكبير الذي تقدمه الوزارة لمراكز الشباب والأندية بكل ربوع الجمهورية.
وعبَّر فوزي، عن سعادته بتولي ملف الشباب والرياضة في واحدة من أهم محافظات الجمهورية، لافتا إلى أنه سيعمل على تحقيق الأفضل خلال الفترة المقبلة، بالتنسيق مع محافظة دمياط، وكل الجهات بالإقليم.
ومن المتوقع أن يُسهم تعيين الدكتور محمد فوزي، الحاصل على درجتي الدكتوراه في الإدارة، والإعلام الرياضي، في رفع كفاءة الأداء المؤسسي داخل مديرية الشباب والرياضة بدمياط، ودفع عجلة تطوير البنية التحتية والبرامج الشبابية والرياضية بالمحافظة، بما يتماشى مع توجهات الدولة المصرية.