"انتشار قوة أمنية".. مرحلة ثالثة من التهدئة في عين الحلوة
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
انتشرت القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة، الجمعة، في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بمدينة صيدا جنوبي لبنان، في خطوة ثالثة ترمي لثبيت التهدئة في المخيم، بعد اشتباكات دامية بين حركة "فتح" وجماعات متطرفة أوقعت عشرات القتلى.
وذكرت الوكالة الوطنية للأنباء في لبنان أن القوة الأمنية المشتركة بقيادة اللواء محمود العجوري، انتشرت في بعض أحياء عين الحلوة، وتحديدا داخل مجمع مدارس هيئة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ومكتب مدير المخيم في حيي التعمير والبركسات.
وجاء هذا الانتشار بعد انسحاب مسلحي "فتح" والجماعات المتطرفة.
قلق يتبدد
وبدد هذا الانتشار الذي جرى بسلاسة، القلق الذي سيطر على أهالي المخيم ومدينة صيدا، خشية تعثر استكمال انتشار القوة الأمنية، طبقا للوكالة.
وسيمهد انسحاب المسلحين من المدارس وعددها 8، ووضعها تحت سيطرة القوة الأمنية، لتسليمها في وقت لاحق إلى وكالة "الأونروا" لتعمل على ترميمها لإطلاق العام الدراسي الجديد.
وحثت "الأونروا" المسلحين على إخلاء المجمع قبل العام الدراسي، الذي من المفترض أن يبدأ مطلع أكتوبر.
وكان مسلحون احتلوا المدارس منذ اندلاع القتال أواخر يوليو الماضي، الذي خلف أكثر من 30 قتيلا، وفقما ذكرت "أسوشيتد برس".
وبحسب وكالة الأنباء اللبنانية، فإن من شأن انتشار القوة الأمنية المشتركة أن تبث الطمأنينة لدى الأهالي وتحفزهم على عودة إلى منازلهم، بعد أن أبدى الجميع مرونة وإيجابية لإنهاء أسباب التوتر في المخيم.
خطوات متتالية
وتأتي خطة الانتشار هذه كمرحلة ثالثة، بعد تثبيت وقف إطلاق النار، ونشر القوة المشتركة قبل يومين في مناطق أخرى من المخيم، مثل أحياء الطيرة والراس الأحمر.
أما الخطوة الرابعة، فستتمثل في نشر العناصر الأخيرة في حي حطين، منعا للاحتكاك ولإفساح المجال لعودة الأهالي الذين نزحوا مع اندلاع الاشتباكات إلى بيوتهم.
"العقدة"
وفي وقت سابق، تم التوافق على هذه الخطوات خلال اجتماع هيئة العمل الفلسطيني المشترك، لتبقى الخطوة الأخيرة تسليم المطلوبين في عملية اغتيال اللواء أبو أشرف العرموشي ومرافقيه، التي تمثل "عقدة".
وتتألف القوة الفلسطينية المشتركة من فصائل عديدة، ويأتي عملها في إطار مقررات اجتماع "هيئة العمل الفلسطيني المشترك" لإعادة الحياة إلى طبيعتها داخل المخيم.
وفي 14 سبتمبر الماضي، اتفق أعضاء حركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والفصيلين المتشددين "جند الشام" و"الشباب المسلم"، على وقف الأعمال العدائية.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات لبنان عين الحلوة أونروا فتح صيدا عين الحلوة حركة فتح اشتباكات عين الحلوة صيدا أخبار لبنان لبنان عين الحلوة أونروا فتح صيدا أخبار فلسطين القوة الأمنیة
إقرأ أيضاً:
هل الذهب سيواصل الهبوط؟.. باحث اقتصادي يجيب
وسط تراجع الثقة في النظام المالي العالمي واشتداد الرياح الجيوسياسية، يبقى الذهب ركيزة الثبات ومنارة الأمان في أعين المستثمرين. وبينما كانت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تشعل فتيل القلق في الأسواق، جاءت إشارات التهدئة الأخيرة لتحدث انعكاسات فورية، ليس أقلها تقلبات الذهب.
قال الباحث الاقتصادي محمود جمال سعيد إن الذهب يعيش لحظة اختبار فاصلة؛ "فمع كل خطوة نحو التهدئة، تتقلص دوافع التحوط، لكن يبقى البريق حاضراً بفعل ضغوط التضخم وتوجهات البنوك المركزية.
" ويضيف: "الذهب لم يعد فقط ملاذًا آمنًا في الأزمات، بل أصبح أصلًا استراتيجيًا تعيد البنوك والحكومات رسم أوزان محافظها بناءً عليه.
الذهب يتراجع مع تنفس الأسواق.. ولكن إلى متى؟في يوم الجمعة 25 أبريل 2025، تراجعت أسعار الذهب إلى 3318.95 دولارًا للأوقية، في أعقاب ارتفاع الدولار وتحسن شهية المستثمرين للمخاطرة، مدفوعة بتقارير عن نية الصين تخفيف الرسوم الجمركية على واردات أمريكية.
يرى سعيد أن هذا الانخفاض "يعكس تفاعل السوق السريع مع مؤشرات التهدئة، لكنه لا يعني بالضرورة نهاية صعود الذهب"، موضحًا أن مستوى 3170 دولارًا يمثل "حاجزًا نفسيًا واستثماريًا حاسمًا للمشترين، وقد يشكّل قاعدة انطلاق جديدة إذا ما تراجعت موجة التفاؤل.
رحلة صعود تاريخية 2025.. عام الذهب بامتياز
رغم التراجعات الأخيرة، لا يزال الذهب من أبرز أصول 2025 أداءً، بعد أن قفز بنحو 25% منذ مطلع العام، مستفيدًا من ضعف الدولار، ومخاوف التضخم، وتزايد الإقبال المؤسسي عليه.
وفق بيانات بلومبرج ومجلس الذهب العالمي، فقد سجّل الذهب أعلى مستوياته التاريخية في أبريل متجاوزًا 3400 دولار للأوقية، مدفوعًا بطلب مؤسسي متنامٍ، وشراء رسمي غير مسبوق من البنوك المركزية، التي اقتنت ما يفوق 1100 طن من الذهب خلال عام 2024 فقط، في أعلى مستويات الشراء منذ نصف قرن.
عندما يتحول الاضطراب إلى فرصة استثماريةفي منتصف أبريل، لامس الذهب مستوى 3500 دولار للأوقية، قبل أن يبدأ موجة تصحيح طبيعية. يعلّق سعيد: "هذه التذبذبات الشهرية طبيعية ضمن أي مسار صاعد، بل وتمنح فرص دخول جذابة للمستثمرين المتوسطين والطويلي الأجل، خصوصًا عند مستويات الدعم الفني حول 3170 و3060 دولارًا.
ويضيف أن "الذهب لا يتحرك بخط مستقيم، بل بتذبذبات تشكّل خريطة طريق للمضاربين والمستثمرين على السواء.
الذهب يتجاوب مع الأخبار فورًا.. والمرحلة المقبلة تعتمد على واشنطن وبكين
في تعاملات يوم 25 أبريل، كان الذهب سريع الاستجابة لتطورات ملف التجارة بين الصين والولايات المتحدة. ويُظهر تحليل سعيد أن "الذهب يزدهر وسط الضبابية، لكن التهدئة قد تؤجل مكاسبه إلى جولات لاحقة من التوتر.
ويضيف: "الأسواق لا تتحرك بناءً على ما يحدث فقط، بل أيضًا على ما قد يحدث. والذهب سيبقى على خط الرادار ما دامت العوامل الهيكلية كالتضخم ومخاطر الدين السيادي قائمة.
الذهب مقابل الفضة والمجوهراتيشير محمود جمال سعيد إلى أن الذهب يواصل تفوقه كملاذ آمن، بينما تتعرض الفضة لضغوط مرتبطة بتقلبات الطلب الصناعي والمضاربات القصيرة الأجل. "أما المجوهرات، فرغم جمالها، إلا أنها تفتقر إلى السيولة وتواجه ارتفاعًا في تكاليف التصنيع، ما يجعلها خيارًا غير مناسب للتحوط المالي.
ويؤكد أن الصناديق المتداولة (ETFs) والسبائك تظل الخيار الأمثل للمستثمرين الباحثين عن تحوط فعّال ومتوازن.
مشتريات البنوك المركزية اللاعب الصامت الذي يقود السوقبحسب مجلس الذهب العالمي، بلغ الطلب الرسمي على الذهب خلال 2024 نحو 4974 طنًا، وهو أعلى مستوى له منذ خمسين عامًا. ويقول سعيد إن "هذا التوجه يعكس فقدان الثقة المتزايد في الدولار، خصوصًا من جانب دول كالصين والهند وروسيا، التي تسعى لتقليل اعتمادها على العملات الغربية.
ويتابع: "الذهب أصبح أداة سياسية واقتصادية في آن واحد.. وسلاحًا استراتيجيًا في معركة الاستقلال النقدي.
جولدمان ساكس: 3700 دولار هدف محتمل في 2026توقعت تقارير صادرة عن جولدمان ساكس وUBS أن يصل الذهب إلى 3500 دولار في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة إذا استمر التضخم العالمي في مساره الحالي. وتشير التقديرات إلى أن سعر 3700 دولار قد يتحقق في 2026، مع احتمالية وصول المعدن النفيس إلى 4000 دولار في حال تجدّدت التوترات أو وقعت أزمة جيوسياسية جديدة.
ويرى سعيد أن "المستوى النفسي 3700 دولار لا يبدو بعيدًا، لكن كل ذلك مرهون بعدم تحقق تسوية دائمة بين واشنطن وبكين، واستمرار ضغوط التضخم والسياسات التيسيرية.
في عالم يضجّ بالتحولات ويعيش اضطرابات مالية وجيوسياسية متكررة، لا يُقاس الذهب فقط بسعره اللحظي، بل بمكانته كأداة لحفظ القيمة ودرع استثماري طويل الأجل.
يقول محمود جمال سعيد: الذهب سيبقى المرآة التي تعكس القلق العالمي، والملاذ الذي يعود إليه المستثمرون كلما تلاشت الرؤية أمامهم.ويضيف: "الفرص لا تُصنع في لحظات الطمأنينة، بل في لحظات التردد.. والذهب يتقن تلك اللعبة.