محمود قاسم: سميحة أيوب تاريخ ثقافي يستحق التدريس في وزارة التعليم
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
علق محمود قاسم، الناقد االفني، على تدريس السيرة التاريخية والمسيرة الفنية للفنانة سميحة أيوب سيدة المسرح العربي في مناهج وزارة التربية والتعليم قائلا إن أكثر ممثلة معمرة ما زالت على قيد الحياة، موضحا أنها على الرغم من اقترابها عمرها من 94 عاما إلا أنها في حالة خصوبة وعطاء فهى تمثل وتحضر فعاليات كثيرة.
وأضاف «قاسم» خلال تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز» مساء اليوم الجمعة، أن أول فيلم اشتركت به الفنانة سميحة أيوب كان فيلم شاطىء الغرام سنة 1950 أي منذ قرابة الـ74 عام، وتخرجت من معهد أنصار التمثيل دفعة شكري سرحان وفاتن حمامة ونعيمة وصفي، مؤكدا أنها تاريخ جيد ومتحرج، ومن أفضل من مثل على المسرح.
وتابع أن الفنانة سميحة أيوب ارتبطت بـ4 رجال من أفضل الرجال في مجالاتهم محمود مرسي كإذاعي ومخرج وممثل، وسعد الدين وهبة ككاتب، ومحسن سرحان كممثل، وأحمد النحاس كمخرج.
وأردف «قاسم» أن سميحة أيوب تاريخ ثقافي يستحق التدريس في وزارة التعليم، لافتا إلى تاريخها متميز في الإذاعة وتحديدا في إذاعة البرنامج الثقافي، وأكد أنها نموذج مشرف.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: سميحة ايوب سمیحة أیوب
إقرأ أيضاً:
سليمان شفيق يكتب: أربعاء أيوب.. طقوس الشفاء وميراث المحبة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع اقتراب عيد القيامة المجيد وشم النسيم، يطل علينا أسبوع الآلام محملاً بالذكريات والرموز، التي تمتزج فيها الروحانية بالموروث الشعبي، وتنعكس من خلالها ملامح الشخصية المصرية التي تتوارث الفرح والمحنة بنفس السلاسة.
في صغري، كنت أعيش هذه الأيام في مسقط رأسي بالمنيا، حيث كانت شوارع المدينة تستقبل صباح "أربعاء أيوب" بنداءات الباعة: "رعرع أيوب بالشفا يا ناس"، بينما يردد الصبية بحماس: "رعرع أيوب يشفي من المرض ويغفر الذنوب". كنت أراقب المشهد باندهاش، طفولتي تجري أمامي، والوجوه تضيء بالأمل.
سألت أحد الأطفال عن اسمه، فقال: "محمود، ابن أحمد العجلاتي"، وأخبرني بأنه يشتري نبات الرعرع لوالده المريض. مشهد بسيط، لكنه يعكس إيمانًا شعبيًا راسخًا، توثقه كتب التراث الشعبي، ومنها "مقدمة في الفولكلور القبطي" للراحل عصام ستاتي، الذي فسّر هذه العادة بأنها مستوحاة من قصة النبي أيوب، الذي شُفي بعد أن اغتسل ودلّك جسده بنبات أخضر، فأصبح ذلك اليوم، الأربعاء، مناسبة يتطهر فيها الناس من عللهم، الجسدية والروحية.
وفي الطقوس القبطية، يُقرأ في صلوات هذا اليوم قصة أيوب كرمز للمعاناة والصبر والنهاية المنتصرة، كأن الجماعة القبطية، من خلال هذا الطقس، تُعيد تمثيل قصة الألم والتطهر، لا للشفاء الجسدي فقط، بل كنوع من التخلص من الأثقال الروحية أيضًا.
لكن الجمال لا يقف هنا، بل يمتد إلى روح المشاركة. ففي خميس العهد والجمعة العظيمة، كانت زوجة أخي تُعد أكياس الفول والطعمية، ويذهب ابن أخي لتوزيعها على أصدقائنا من المسلمين. وفي سبت النور يردون التحية بأطباق الترمس واللحم، ويتبادلون معنا البيض الملون في شم النسيم. وتبقى ذاكرتي مدينة لأمي، رحمها الله، التي أورثتنا هذه القيم الرفيعة في تبادل التهاني والطعام والمودة، في كل مناسبة، دون تفرقة.
وفي يوم القيامة، يزدحم المنزل بالمهنئين، معظمهم من إخوتنا المسلمين، تُشعرنا تهانيهم بصدق المشاعر لا بمجرد المجاملة. كل يد تُمد، وكل كلمة طيبة تُقال، هي فعل مقاومة ضد كل صوت متشدد يرفض التهاني ويقصي الآخر.
المفارقة أن من يُحرّمون علينا التهاني لا يجهلون فقط طبيعة المجتمع المصري، بل يجهلون جوهر الأديان نفسها. هؤلاء غابت عنهم الفطرة السليمة التي فُطرنا عليها كمصريين، حيث لا نرى في الاختلاف العقائدي حاجزًا، بل نراه جزءًا من لوحة الوطن، التي لا تكتمل ألوانها إلا بتنوعها.
القيامة بالنسبة للمصريين ليست فقط ذكرى دينية، بل رمزا للانتصار على الموت، على الحزن، على الظلم. وهي فرصة لتأكيد أن هذا الوطن لا يقوم إلا بالمحبة، ولا يُبعث إلا حين تنتصر الروح على خطاب الكراهية.
هكذا يعيش المصريون أعيادهم.. لا كطقوس فردية، بل كاحتفالات جماعية بالإنسان، بالأمل، وبالوطن الذي لا يعرف التفرقة. وكل عام وأنتم بخير.