الوطن:
2025-01-24@03:49:58 GMT

الأب بطرس دانيال يكتب: كيف نتعلّم من الأمثلة السيئة؟

تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT

الأب بطرس دانيال يكتب: كيف نتعلّم من الأمثلة السيئة؟

نقرأ فى سفر الأمثال: «فى سبيل الأشرار لا تدخل، وفى طريق أهل السوء لا تمشِ. حِدْ عنه ولا تَعبُرْ فيه، تَحوَّلْ عنه واعبُرْ» (4: 14-15). هل نستطيع أن نتعلّم من المثَل السيئ أو النماذج الرديئة التى نلتقى بها فى حياتنا؟

مما لا شك فيه أننا مدينون لأشخاص لا حصر لهم تركوا بصمة فى حياتنا وأثّروا علينا وتعلّمنا منهم الكثير والكثير، ونعتبرهم القدوة الحسنة والمثال الصالح لنا، وعلى رأسهم والدانا اللذان قاما بتربيتنا وتهذيبنا على أكمل وجه، ولا مقارنة لهما مع أحد، ثم يأتى بعد ذلك المعلّمون والمربّون والأصدقاء الأوفياء وغيرهم.

ولكننا نتوقّف اليوم عند الأمثلة السيئة والقدوة الرديئة، هل نستطيع أن نجزم بأننا مدينون لهم؟ إنهم لم يفعلوا معنا خيراً، ولكن تصرفاتهم أجبرتنا ودفعتنا لتجنُّبها. كل شخص منّا لديه أمثلة ونماذج مُشرّفة وحسنة ومضيئة فى حياته يتعلّم منها الخير والحُب والجمال والصلاح، وهذه نُطلق عليها القدوة الحسنة أو المثال الصالح؛ ومع ذلك نصطدم بآخرين يتصرّفون بطريقة غير لائقة، ولكنهم بدون قصد زرعوا فينا القدرة والطاقة الهائلة لتجنُّب ما يقومون به، وأعطونا التطعيم اللازم ضد هذا الفيروس لندافع به عن أخلاقنا وسلوكنا وتربيتنا التى ترعرعنا عليها.

نستطيع أن نوضّح ذلك ببعض الأمثلة، فمن الشخص الغامض والمتلوّن فى كلامه وأحاديثه نتعلّم معنى الصدق وجمال الحقيقة، ومن الشخص الذى يعتبر نفسه «الكل فى الكل» ويفرض على الجميع أن يخدموه ويكونوا تحت طوعه فى كل لحظة، متخيّلاً أن العالم كله خُلق لتحقيق أمنياته ورغباته، حتى إنه يستغل غناه فى فرض نفوذه على الآخرين ويعتبرهم كأنهم سلعة، والويل لمن يخالف أوامره أو يعارض ما يقول، تعلّمنا فضيلة خدمة الجميع وأهمية المكان الأخير وروعة العمل التطوعى والمجانى، ولا ننسى ذلك الذى يخاف من الأقوياء جاعلاً لهم ألف حساب، ولكنه مع الضعفاء يفرض قوته وسطوته ونفوذه، حتى إنه يظلمهم فى كل شىء، لأننا نتعلّم منه الدرس الأساسى فى الاحترام المقدّس لكل شخص. كما أننا نعترف بالجميل لتلك الجماعة التى نتقابل معها ولكنها تعمل دائماً فى غموض وتتخفّى وراء كل تصرفاتها وتقوم بمكالمات غامضة، لأننا تعلّمنا منها الصراحة والوضوح، وكيفية العيش فى سلام نتيجة أعمالنا فى النور و«على المكشوف» أمام الآخرين دون أى خوف أو حساب. أيضاً لا ننسى أن نشكر الشخص الانتهازى الذى يحمل الأقنعة فى كل مكان يذهب إليه أو مع أى شخص يوجد معه، لأننا بسببه عرفنا المعنى الحقيقى لاحترام كرامة وحرية الغير. حتى الفضولى استفدنا منه الكثير، فكلما ازداد فى اقتحام حياة الآخرين، شعرنا بطعم الرزانة والكتمان وعدم التدخّل فى شئون الغير. كما يجب أن نقدّم الشكر من قلوبنا لهؤلاء الذين لم يتعلّموا أبداً فضيلة الشكر والعرفان بالجميل تجاه الغير، وخاصة الضعفاء والفقراء والمحتاجين والمرضى، لأنهم منحونا الفرصة الذهبية لنشكر فى كل لحظة دون استثناء أو محاباة، ولا ننظر للآخرين حسب الشكل الخارجى أو ما يملكون، فكم هى ثمينة كلمة «شكراً» عندما نتفوّه بها للجميع، وبنوع خاص للذين هم محرومون منها ولا يسمعونها بسبب فقرهم وحرمانهم ومكانتهم الاجتماعية. كما أننا نتعلّم الجدّيّة من السطحى والمستهتر، والابتسامة من الكئيب.

قياساً على ذلك، نستطيع أن نسرد أمثلة لا حصر لها فى حياتنا اليومية تساعدنا على تغييرها إلى الأفضل دون قصد منهم. إذاً.. ليس لنا عُذر أو حجة حين نوجه الاتهام لتصرُّف الكبار أو المسئولين الخاطئ، معلنين أنه سبب عثرة وشك لنا، فكل واحد منّا يجب أن يكون مستعداً لانتهاز الفرص، حتى السيئة منها، ليخرج بشىء إيجابى وبنّاء حتى يصير أفضل مما كان من قبل، لأن الإنسان الناضج والمتّزن يتقبّل هذه النماذج والحالات ساعياً إلى تغيير ذاته، فكل شخص يطمح إلى أن يصير أفضل سيجد جميع الوسائل التى تخدمه فى ذلك، مهما كانت المعوقات. لذلك يجب علينا ألا نتذمر من الأمثلة أو النماذج السيئة التى تواجهنا، ولكن نعتبرها فرصةً عظيمة لتُحرّك فينا الطاقة الكامنة الإيجابية لنصير أفضل ونتخلّص من عيوب وسلبيات عديدة فى حياتنا. ونختم بكلمات البابا يوحنا بولس الثانى: «إن أول كتاب دينى يقرأه الأبناء: الوالدان».

المصدر: الوطن

إقرأ أيضاً:

جد يطعن أحفاده بسكين انتقاما من الأب بدمياط

أقدم شخص يدعى ، ع .ا  ، على طعن طفلين وهم أحفاده من ابنه أثناء سيرهم مع والدتهما بطريقة وحشية في رقبتهم وأجزاء أخرى في الجسم وإصابة الأم في يدها أثناء محاولتها الدفاع عن أبنائها  وذلك في شارع المحور قسم ثاني دمياط.

كان قد تلقت الأجهزة الأمنية بدمياط، بلاغا يفيد بوصول طفلين أحدهم يبلغ من العمر 9 سنوات والآخر 7 سنوات في حالة خطيرة إلى المستشفى التخصصي  بعد أن تعرضو لاصابه من قبل جدهم لأب.


واستطاعت الأهالي السيطرة عليه وتسليمه لرجال شرطة قسم ثاني بدمياط والتي قامت بدورها بالتحفظ عليه وتحرير المحضر اللازم وعرضه على النيابة العامة التى قررت حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات وسيعرض غداً عبر الفيديو كونفرانس ...


وحسب شهود العيان بأن هناك خلافات بين الأب وابنه في أمور مادية مما جعله يقدم على هذا الفعل والانتقام من أحفاده.

مقالات مشابهة

  • أروع الأمثلة في التضحية.. رئيس مجلس النواب يهنئ وزير الداخلية بعيد الشرطة
  • الأب بطرس دانيال يكتب: اِعمل الخير وارميه البحر
  • استشارية نفسية: نستطيع مواجهة التنمر من خلال الحوار والتعليم
  • مبعوث ترامب: نستطيع إدخال قطر في مسار التطبيع مع إسرائيل
  • عضو «العالمي للفتوى»: الترفق وحسن المعاملة أهم ما نحتاجه في حياتنا اليومية
  • رئيس المعهد الفني الأنطوني التقى الراعي: نصلي كي يكون عهد العماد عون ازدهار للوطن
  • جد يطعن أحفاده بسكين انتقاما من الأب بدمياط
  • النتائج السيئة تطيح بمدرب بورتو فيتور برونو
  • الأب أو الأم..هذا هو الداعم المالي الأكبر للأبناء الجزائريين !
  • جعجع التقى وفد الرهبانية اللبنانية المارونية