إيقاف الإمدادات منذ أيام.. مأرب تغرق المحافظات المحررة بأزمة الغاز المنزلي
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
تواصل قبائل الدماشقة في محافظة مأرب، شمال شرق اليمن، منع مرور قاطرات الوقود والغاز المنزلي المتجهة صوب المحافظات المحررة في مقدمتها العاصمة عدن.
أكثر من 300 قاطرة وقود وغاز منزلي، محتجزة بالقرب من منشآة صافر النفطية في مأرب منذ أيام، عقب منعها من قبل قبائل الدماشقة التي وجهت تهديدات لسائقي الشاحنات بالاستهداف وتفجيرها في حال مرورها من مناطقهم التي تعد ممرا رئيسيا لمرور القاطرات إلى المحافظات المحررة.
وأفادت مصادر محلية منطقة صافر في مأرب، تشهد توتراً كبيراً عقب مطالب سابقة رفعتها قبائل الدماشقة، وتطالب إدارة شركة صافر تنفيذها بالقوة. موضحا أن سائقي القاطرات تلقوا تهديدات من مسلحين ينتمون إلى قبائل الدماشقة بأنهم سيستهدفون أي قاطرة تمر في مناطقهم إلى جانب نهب حمولتها.
استمرار توقف قاطرات الغاز المنزلي، سينعكس سلباً على تموين المحافظات المحررة من هذه المادة الأساسية، خصوصا وأن مصفاة صافر هي المصدر الرئيسي للغاز المنزلي الذي يغذي تلك المحافظات في مقدمتها العاصمة عدن.
وأشار المصادر في مأرب إلى أن هناك تجاهلا متعمدا من قبل السلطة المحلية والجهات المعنية في مأرب لحل الإشكالية، مشيرا إلى أن إدارة منشأة صافر لا تزال عاجزة عن إيجاد أية حلول، كون توقف قاطرات الغاز والوقود يكلفها خسائر كبيرة. بالإضافة إلى أن المواد المحملة على متن القاطرات منها ما هو معرض للتبخر والنقص كالبنزين.
الكاتب السياسي صالح علي الدويل باراس، استغرب من الانحياز الإعلامي في تغطية قضية إيقاف إمدادات الغاز المنزلي والوقود من منشآت صافر في مأرب.
وقال: منذ أسبوع وقبائل "الدماشقة" في محافظة مأرب تمنع مرور القواطر النفطية والغازية من وإلى محطة "صافر"، وما زال القطاع مستمرا، ما أدى إلى توقف المحطة عن العمل وخلو السوق من غاز الطبخ. مستغرباً من عدم تحرك سلطة مأرب والقوات المتواجدة فيها لإيقاف هذه الأعمال التي تستهدف خدمات المواطنين في المحافظات ولا يجب أن يتحكم فيها أحد.
وأوضح باراس أن هناك ازدواجية إعلامية في التعامل مع مثل هكذا أحداث، خصوصا وأن هناك محاولة لحصر ما يجري على أنها مطالب قدمتها قبائل الدماشقة قدمتها لشركة صافر وفق اتفاقات سابقة.
وأضاف: لو ان هذا القطاع القبلي حدث في شبوة أو أبين أو عدن أو حضرموت، لكان هناك ضجيج إعلامي كبير، ولتعرض الانتقالي والسلطات المحلية والقوات الجنوبية لهجمات شرسة تحت مبرر حرمان الناس من الخدمات وتعريض حياة المواطنين للأزمات وغيرها من الحجج.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: المحافظات المحررة الغاز المنزلی فی مأرب
إقرأ أيضاً:
تعز بين الفوضى والأمن المفقود.. جريمة قتل تفضح عجز السلطات المحلية
تواجه السلطة المحلية في المناطق المحررة بمحافظة تعز انتقادات شديدة بسبب فشلها المتكرر منذ اندلاع الحرب إثر انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية في سبتمبر/أيلول 2017. ويبرز هذا الفشل بشكل خاص في الجانب الأمني، حيث تصاعدت معدلات الجريمة، وعلى رأسها جرائم القتل، التي غالباً ما يتمتع منفذوها بحماية السلطة، أو يكونون جزءاً منها.
وقد أصبحت المناطق المحررة في تعز نموذجاً سلبياً في إدارة الأمن مقارنة ببقية المناطق المحررة، مما أدى إلى تآكل الثقة بين المواطنين والسلطات المحلية. يأتي ذلك في ظل استمرار عجز الحكومة عن استكمال تحرير المحافظة التي لا تزال بعض مديرياتها تحت سيطرة ميليشيا الحوثي.
جريمة منظمة
من أبرز الحوادث التي تعكس تدهور الوضع الأمني، مقتل المواطن سيف محمود الشرعبي على يد الجندي في محور تعز، وليد كامل عبد الرقيب، المعروف بـ"وليد شعلة".
الحادثة التي وصفها حقوقيون بأنها "جريمة منظمة" تكشف إخفاق السلطة المحلية والقيادات العسكرية في معالجة القضايا الأمنية.
وقعت الجريمة مساء الإثنين 30 ديسمبر/كانون الأول 2024، حين أقدم الجندي على اقتحام منزل الضحية في حي المسبح بمدينة تعز، وقتله أمام عائلته، بعد مشادة بشأن سلوك الجاني الذي كان يجلس لساعات طويلة بجوار جدار منزل الضخية، يمضغ القات ويطلق أعيرة نارية عشوائية، مروعاً النساء.
ورغم مناشدات ابنة الضحية، الصحفية غدير الشرعبي، للأجهزة الأمنية بالقبض على الجاني وتقديمه للعدالة، إلا أن الأخير لا يزال طليقاً بعد مرور عشرة أيام على ارتكاب الجريمة.
قيادة السلطة المحلية، ممثلة بمحافظ المحافظة، أعلنت عن ضبط 13 شخصاً يشتبه في تورطهم بالتستر على الجاني، مشيرة إلى استمرار الحملة الأمنية لضبط الجاني. لكن مصادر حقوقية وصفت هذه التصريحات بأنها مجرد محاولات لامتصاص غضب الشارع، خاصة مع تحول القضية إلى "رأي عام".
وأشارت المصادر في حديثها لوكالة "خبر" إلى أن عجز السلطات عن القبض على الجاني -أو تواطؤها معه- يعكس فشلها المستمر في حماية المواطنين، الذين يعانون منذ سنوات من الانتهاكات، بما في ذلك السطو على الأراضي، والاغتيالات، والاغتصاب، والقتل المباشر.
دعوات للتغيير
من جانبها، اتهمت الكاتبة والناشطة الحقوقية، ألفت الدبعي، الأجهزة الأمنية بالتواطؤ في الجريمة، معتبرة أن استمرار إفلات الجاني من العقاب دليل على ضعف القيادات الأمنية والعسكرية، وطالبت بإقالتهم فوراً.
الناشط رامز المقطري ذهب إلى أبعد من ذلك، متهماً قيادة محور تعز بالتورط المباشر في الجريمة. وطالب بتسليم القائد العسكري محمد الجعشني، المتورط في التستر على الجاني، إلى السلطات الأمنية.
وبحسب مصادر حقوقية، فإن هذه الجريمة ليست سوى حلقة في سلسلة طويلة من الجرائم التي تشهدها المحافظة منذ بدء الحرب في 2015.
وتؤكد المصادر أن هذا الواقع يعكس فشلاً حكومياً في إدارة السلطة المحلية، ويؤدي إلى زيادة الفوضى التي يتحمل المواطنون وحدهم تبعاتها.
وغالباً ما تبرر السلطة المحلية فشلها بحالة الحرب، متجاهلة أن العديد من المناطق المحررة الأخرى تشهد استقراراً نسبياً. وبذلك، تجد السلطة نفسها في موضع إدانة بسبب تقصيرها المستمر.