لماذا انكفأ الاردنيون على أنفسهم؟
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
صراحة نيوز- حسين الرواشدة
ماذا يفتقد الأردنيون؟ جردة الإجابات عديدة ومتنوعة، تتوزع على الماضي والحاضر،بعضها يتعلق بالخدمات، أو المؤسسات، أو بالأشخاص وما يمثلونه من قيم، وبعضها يتعلق بمشكلات الحاضر، البطالة وتدني مستوى المعيشة وانتشار المخدرات،والعنف والكراهية، آخرون ربما يعتقدون أنهم يفتقدون كل شيء.
حين ندقق مصفوفة الإجابات، على اختلافها، نكتشف أنه وراء تعكير مزاج الأردنيين أربعة عناوين، تشكل قواسم مشتركة بينهم، او أنها تحرك ما بداخلهم من إحساس بالحاجة والانتقاد، وتدفعهم إلى الشكوى والتذمر، ورؤية صورة بلدهم على غير حقيقتها، وتجعلهم -أحيانا كثيرة – يميلون إلى الاستغراق بالإحباط والسوداوية، أو يفكرون، لا سيما الشباب، بالهجرة، أو يهربون من مواجهة واقعهم باعتباره «كومة خراب» لا أمل فيه بالإصلاح، دون النظر لأي إنجازات مهما كانت كبيرة.
العنوان الأول : غياب «القضية الأردنية»، أقصد الإيمان الراسخ بأن البلد قضيتهم الأولى، وأن انتماءهم وتعلقهم به ليس مجرد حالة شعورية، وإنما وجودية وعقلية أيضا، الأردنيون هنا انطبعوا، لأسباب عديدة، على ترتيب أولويات لهم خارج إطارهم الوطني، فهم عروبيون اكثر من أن يكونوا أردنيين، لا انتقص، هنا، من الانتماء لدائرتي العروبة والدين، ولا من الالتصاق بالقضية الأبرز لديهم، وهي فلسطين، وإنما أشير إلى أن غياب المشروع الوطني كأولوية،تسبب بكثير من الانفصالات والتصدعات التي مسّت الهوية الوطنية و امتداداتها.
العنوان الثاني: تراجع منسوب العدالة، إحساس الأردنيين، هنا، أنهم ليسوا مواطنين متساويين أمام موازين العدالة الوظيفية و الاعتبارية، ولّد لديهم مزيجا من القهر والشعور بعدم الرضا، ثم ألجأهم لملاذات أخرى للحماية والتحصن، كما أفرز من المشكلات التي يواجهونها كالفقر والبطالة أسوأ ما فيهم، بدل أن تشكل حوافز لهم للاعتماد على انفسهم، ومواجهة هذه المشكلات بالرضا ومزيد من العمل، مثلما فعل آباؤهم وأجدادهم الذين عاشوا ظروفا أقسى من ظروفهم.
العنوان الثالث اتساع فجوة الثقة بين الأردنيين ومؤسساتهم العامة، وفيما بينهم وبأنفسهم أيضا، غياب الثقة هذا له اسبابه المتعددة، والمتعلقة بالأداء العام للإدارة العامة، والمجتمع معا، لكن نتائجه صبّت باتجاه تعطيل ثلثي الأردنيين عن المشاركة بالعمل العام، وانطوائهم على أنفسهم، وعدم قدرتهم على إنتاج مجتمع يمتلك الحد اللازم من العافية والحيوية، عطالة المجتمع، هنا، أثرت بشكل كبير على حركة مشروعات الدولة بمساراتها السياسية والاقتصادية، وحولت الأردنيين إلى مجاميع من المتفرجين أو الغاضبين.
العنوان الرابع : تراجع كفاءة المؤسسات، أقصد هنا المؤسسات العامة، ومؤسسات المجتمع المدني. الأردنيون يفتقدون المؤسسة الفاعلة. يكفي أن ننتبه لصورة مجلس النواب مثلا، او صورة النخب والاحزاب والنقابات، في عيون المواطن لنفهم ما جرى، هذه الكفاءة المؤسسية كانت فيما مضى تمنح الأردنيين ضمانة لاعتدال حركة الدولة بالاتجاه الصحيح، و انتصاب موازين المساءلة والمحاسبة، وعدم توسع النفوذ الفردي والطبقي والمالي، على حساب القيم والمصالح العامة، لكنها الآن لا تفعل ذلك بالشكل الصحيح.
أعرف تماما أن ثمة عناوين أخرى في ذهن القارئ الكريم تجعله يعاني من افتقاد محفزات الهمة الوطنية، والأمل بوجود مستقبل أفضل، لكن استدعاء هذه النقاط الأربع، ومواجهتها بالحلول، ربما يكفي ويكون نقطة تحول في حياتنا العامة ودافعا حقيقيا لإعادة الأردنيين إلى طبيعتهم التي أسسوا عليها دولتهم قبل 100 عام. أليس كذلك؟
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة
إقرأ أيضاً:
أرتيتا: غياب ساكا يجعلني مدرباً أفضل!
لندن (د ب أ)
أخبار ذات صلة مانشستر سيتي.. «المعاناة مستمرة»! جوارديولا: مانشستر سيتي بات مهدداً!
يرى الإسباني ميكيل أرتيتا المدير الفني لنادي أرسنال الإنجليزي أن غياب نجم فريقه بوكايو ساكا سيحوله إلى مدرب أفضل.
ويفتقد أرسنال جهود ساكا لفترة طويلة بداية من المواجهة أمام ضيفه إيبسويتش تاون الجمعة بالدوري الإنجليزي الممتاز.
وأكد أرتيتا أن الجناح الدولي ساكا الذي سجل تسعة أهداف، وقدم 13 تمريرة حاسمة هذا الموسم، سيغيب لعدة أسابيع، بعد تعرضه لتمزق في الأربطة، خلال الفوز الساحق لأرسنال على كريستال بالاس 5-1 في المباراة الأخيرة للفريق.
وجاءت إصابة ساكا بعد نحو شهر من عودة القائد مارتن أوديجارد، عقب غيابه عن 12 مباراة للفريق، بسبب إصابة في الكاحل.
ويغيب رحيم ستيرلينج، البديل الأساسي لساكا، لفترة بعد تعرضه لإصابة في الركبة خلال التدريبات.
وقال أرتيتا لدى سؤاله عما إذا كانت الظروف الحالية ستحوله لمدرب أفضل: «أعتقد ذلك، نعم، بدأنا الموسم بأحد أضعف التشكيلات في الدوري الإنجليزي الممتاز، وكنا ندرك ذلك».
ونقلت وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا) عن أرتيتا قوله: «نحن في حاجة لإعادة اكتشاف اللاعبين في مراكز مختلفة، وبعلاقة مختلفة، إنه اختبار جيد حقاً، والأولاد يتطلعون للقيام بأي شيء نطلبه منهم، ولذلك، هو جيد حقاً».