صراحة نيوز:
2024-07-06@01:56:15 GMT

لماذا انكفأ الاردنيون على أنفسهم؟

تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT

لماذا انكفأ الاردنيون على أنفسهم؟

صراحة نيوز- حسين الرواشدة

ماذا يفتقد الأردنيون؟ جردة الإجابات عديدة ومتنوعة، تتوزع على الماضي والحاضر،بعضها يتعلق بالخدمات، أو المؤسسات، أو بالأشخاص وما يمثلونه من قيم، وبعضها يتعلق بمشكلات الحاضر، البطالة وتدني مستوى المعيشة وانتشار المخدرات،والعنف والكراهية، آخرون ربما يعتقدون أنهم يفتقدون كل شيء.

حين ندقق مصفوفة الإجابات، على اختلافها، نكتشف أنه وراء تعكير مزاج الأردنيين أربعة عناوين، تشكل قواسم مشتركة بينهم، او أنها تحرك ما بداخلهم من إحساس بالحاجة والانتقاد، وتدفعهم إلى الشكوى والتذمر، ورؤية صورة بلدهم على غير حقيقتها، وتجعلهم -أحيانا كثيرة – يميلون إلى الاستغراق بالإحباط والسوداوية، أو يفكرون، لا سيما الشباب، بالهجرة، أو يهربون من مواجهة واقعهم باعتباره «كومة خراب» لا أمل فيه بالإصلاح، دون النظر لأي إنجازات مهما كانت كبيرة.

‏العنوان الأول : غياب «القضية الأردنية»، أقصد الإيمان الراسخ بأن البلد قضيتهم الأولى، وأن انتماءهم وتعلقهم به ليس مجرد حالة شعورية، وإنما وجودية وعقلية أيضا، الأردنيون هنا انطبعوا، لأسباب عديدة، على ترتيب أولويات لهم خارج إطارهم الوطني، فهم عروبيون اكثر من أن يكونوا أردنيين، لا انتقص، هنا، من الانتماء لدائرتي العروبة والدين، ‏ولا من الالتصاق بالقضية الأبرز لديهم، وهي فلسطين، وإنما أشير إلى أن غياب المشروع الوطني كأولوية،تسبب بكثير من الانفصالات والتصدعات التي مسّت الهوية الوطنية و امتداداتها.

العنوان الثاني: تراجع منسوب العدالة، إحساس الأردنيين، هنا، أنهم ليسوا مواطنين متساويين أمام موازين العدالة الوظيفية و الاعتبارية، ولّد لديهم مزيجا من القهر والشعور بعدم الرضا، ثم ألجأهم لملاذات أخرى للحماية والتحصن، ‏ كما أفرز من المشكلات التي يواجهونها كالفقر والبطالة أسوأ ما فيهم، بدل أن تشكل حوافز لهم للاعتماد على انفسهم، ومواجهة هذه المشكلات بالرضا ومزيد من العمل، مثلما فعل آباؤهم وأجدادهم الذين عاشوا ظروفا أقسى من ظروفهم.

العنوان الثالث اتساع فجوة الثقة بين الأردنيين ومؤسساتهم العامة، وفيما بينهم ‏وبأنفسهم أيضا، غياب الثقة هذا له اسبابه المتعددة، والمتعلقة بالأداء العام للإدارة العامة، والمجتمع معا، لكن نتائجه صبّت باتجاه تعطيل ثلثي الأردنيين عن المشاركة بالعمل العام، وانطوائهم على أنفسهم، وعدم قدرتهم على إنتاج مجتمع يمتلك الحد اللازم من العافية والحيوية، عطالة المجتمع، هنا، أثرت بشكل كبير على حركة مشروعات الدولة بمساراتها السياسية والاقتصادية، وحولت الأردنيين إلى مجاميع من المتفرجين أو الغاضبين.

‏العنوان الرابع : تراجع كفاءة المؤسسات، أقصد هنا المؤسسات العامة، ومؤسسات المجتمع المدني. الأردنيون يفتقدون المؤسسة الفاعلة. يكفي أن ننتبه لصورة مجلس النواب مثلا، او صورة النخب والاحزاب والنقابات، في عيون المواطن لنفهم ما جرى، هذه الكفاءة المؤسسية كانت فيما مضى تمنح الأردنيين ضمانة لاعتدال حركة الدولة بالاتجاه الصحيح، و انتصاب موازين المساءلة والمحاسبة، وعدم توسع النفوذ الفردي والطبقي والمالي، على حساب القيم والمصالح العامة، لكنها الآن لا تفعل ذلك بالشكل الصحيح.

‏أعرف تماما أن ثمة عناوين أخرى في ذهن القارئ الكريم تجعله يعاني من افتقاد محفزات الهمة الوطنية، والأمل بوجود مستقبل أفضل، لكن استدعاء هذه النقاط الأربع، ومواجهتها بالحلول، ربما يكفي ويكون نقطة تحول في حياتنا العامة ودافعا حقيقيا لإعادة الأردنيين إلى طبيعتهم التي أسسوا عليها دولتهم قبل 100 عام. أليس كذلك؟

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة

إقرأ أيضاً:

الخزاعي: 75% من الأردنيين يعيشون تحت خط الفقر

#سواليف

قال الخبير الاجتماعي #حسين_الخزاعي، إن 75% من #الأردنيين يعيشون تحت #خط_الفقر.

وأضاف في حديثه لبرنامج استديو التحليل عبر إذاعة حياة اف ام أن 76% من الأردنيين رواتبهم تقل عن 500 دينار، فيما تبلغ نسبة الطبقة المتوسطة نحو 19% ، و الأغنياء 4%، مشيرا أن الأرقام المتعلقة بالفقر في الأردن تأتي من الخارج.

وأوضح أن نحو 45% من الأردنيين لم يسبق لهم العمل مسبقا، وهو ما ينذر بخطر اجتماعي كبير نتيجة ازدياد الضغوط.

مقالات ذات صلة وسم ” #احمد_حسن_الزعبي ” يتصدر تويتر 2024/07/03


وأورد بأن #متوسط_عمر_الزواج لدى #الشباب 32 سنة وللفتيات 29 سنة، بسبب انتشار #الفقر_والبطالة.

وأفاد بأن عدد المستفيدين من صندوق المعونة الوطنية ارتفع من 5 آلاف أسرة في عام 1986 إلى نحو 220 ألف أسرة في عام 2024.

وشدد على أن منع الموظف العام من وظيفة ثانية، قرار متسرع وغير مدروس وسيؤدي إلى دمار الأردن اقتصاديا.

وأورد بأن الفقر سيزيد من الطلاق والعنف الاسري والمجتمعي وارتفاع الضغط على المدارس الحكومية.

بدوره قال الخبير الاقتصادي قاسم الحموري إن الحكومات تخجل من الفقر والبطالة لأنهما مؤشران على سوء أدائها.

وأضاف في حديثه لبرنامج استديو التحليل عبر إذاعة حياة اف ام، أن الفقر في الأردن كبير جدان وأن الإعلان عنه يضر الحكومات وليس الصالح العالم.

وأوضح ان نسب الفقر في الأردن أعلى من 24% بكثير، مبيناً أن نسبة كبيرة من الأردنيين رواتبهم تقل عن 500 دينار ما يجعلهم فقراء.

وأشار إلى أن الحكومة تدرك أن بقاء النمو الاقتصادي متواضع يعني أن البطالة والفقراء ستزداد أرقامهما.

وأورد أن الأردن يعاني من سوء توزيع الدخل والثورة بين الأردنيين، مبيناً أن كل غني يصعد على حساب فقراء جدد.

ولفت إلى أن الحكومة تعلم المشاكل في الاردن والحلول لها، لكنها لا تضع سياسة عمل اقتصادية صحيحة، كما أنها غارقة في الديون.

ونوه إلى أن الاصلاح الاقتصادي كلام واعلام وعلى أرض الواقع لا يوجد عمل.

وأفاد بأن دخل الأسرة يجب ان يكون من 600 – 800 دينار، ما يجعلها على حافة خط الفقر.

مقالات مشابهة

  • لماذا منح البريطانيون حزب العمال الأغلبية لحكم البلاد؟
  • اجراءات صارمة بحق شركات حج في قضية الحجاج الأردنيين
  • أمن الدولة تُمهل متهمين 10 أيام لتسليم أنفسهم / أسماء
  • بعد الرفض الشعبي لأثره على الأردنيين.. حزب الميثاق يدعو الحكومة لإعادة النظر بنظام الخدمة
  • قمة منظمة شنغهاي في أستانا.. التعاون رغم غياب الانسجام
  • الخزاعي: 75% من الأردنيين يعيشون تحت خط الفقر
  • ماذا نفعل بالإسلاميين في السودان؟
  • اليسير: مع مرور الوقت سيجد الليبيون أنفسهم أقلية في بلادهم أمام موجات المهاجرين
  • كوبا أمريكا، غياب فينيسيوس عن منتخب البرازيل أمام أوروجواي بربع النهائي
  • بريطانيا على عتبة تحول سياسي كبير.. توقعات بفوز ساحق لحزب العمال بعد غياب 14 عاما