حافظ إبراهيم شاعر أسيوطي، تخرج من المدرسة الحربية وعمل في الثقافة، كان أحد رموز مدرسة "الإحياء" في الشعر العربي، وكان شعره مرآة لآلام وآمال الإنسان والأمة، ولهذا لقب بشاعر الشعب وعرف بشاعر النيل.

الولادة والتربية

ولد محمد حافظ بن إبراهيم فهمي عام 1872 في مدينة ديروط بمحافظة أسيوط لأب مصري كان يعمل مهندسا للري وأم من أصل تركي.

ولد في سفينة راسية في النيل قبالة سواحل ديروط.

توفي والده وهو في الرابعة من عمره، فأعادته والدته إلى منزل أخيها بالقاهرة، ثم انتقل مع عمه إلى مدينة طنطا.

الدراسة والتدريب

درس حافظ في مدرسة القلعة الخيرية، ثم مدرسة المبتديان، ثم مدرسة الخديوي الثانوية، لكن دراسته النظامية انقطعت بسبب انتقال عمه إلى مدينة طنطا.

وفي طنطا بدأ الدراسة في الجامع الأحمدي لحفظ القرآن ودراسة الأدب والشعر. ثم دخل المدرسة الحربية عام 1888 وتخرج منها عام 1891 برتبة ملازم ثاني في الجيش المصري.

الوظائف والمسؤوليات

كان يعمل في مكتب محاماة، «لم يكن شرط الحصول على شهادة في الحقوق مطروحاً في ذلك الوقت». وبعد تخرجه من المدرسة الحربية، عمل في وزارة الداخلية، ثم أُرسل إلى السودان مع البعثة المصرية عام 1896.

ولم تدم إقامته في البعثة طويلا، فعاد إلى مصر، وأحيل للإدلاء بالشهادة، قبل أن يعين رئيسا للقسم الأدبي بدار الكتاب المصرية عام 1911، وبقي هناك حتى تقاعده عام 1932. بضعة أشهر قبل وفاته، وحصل على لقب "باي" عام 1912.

تجربة أدبية

كان حافظ إبراهيم قارئًا نهمًا، يتمتع بالحفظ السريع والذاكرة القوية. اهتم بالشعر والأدب أثناء دراسته في مسجد طنطا الأحمدي.

وخلال عمله بالمحاماة قرأ كتب الأدب، وأعجب بالشاعر محمود سامي البارودي، والتقى فيما بعد بالعديد من الأدباء والشعراء في مجالس الإمام محمد عبده.

ونظرًا لجودة حفظه وقوة ذاكرته، فقد حفظ عشرات الآلاف من القصائد العربية القديمة والحديثة، ومئات الكتب. كان يقرأ الكتاب أو المجموعة الشعرية بأكملها في فترة قصيرة من الزمن، ثم يقرأ بضع فقرات من ذلك الكتاب أو أبيات من تلك المجموعة.

وانعكست قراءاته في شعره بكثرة وعمق وتنوع. لقد كان كما قال عنه خليل مطران «كالإناء الذي يستوحي من مشاعر الأمة وأحاسيسها ومؤثراتها في داخلها، فيمتزج كل ذلك بأحاسيسها وأحاسيسها، ومنه يخرج بيان». مؤثرة تتدفق مع الشعور. أن كل مواطن يشعر وكأنه صدى لما بداخله. نفس الشيء".

ولم تكن هذه الانطباعية على حساب مضمون نصوصه الشعرية، فهو «كان بفطرته «متمتعا بالكرم والإعجاب في الصياغة والرجولية في التعبير»، بحسب وصف العقاد له وللشاعر العراقي فالح الحجية». ووصفه بأنه "سهل المعاني، واضح التعبير، قوي الأسلوب، متين البناء".

كان أحد رموز مدرسة النهضة في الشعر العربي، وعرف بوقوفه ضد المستعمرين في حربهم ضد اللغة العربية، واتسم شعره بـ”الروح الوطنية الثابتة”. بالإضافة إلى ذلك، كان مرحًا وكان يُلقي نكاتًا جيدة. وكان ذكيا وملأ المجلس بفرحه ونكاته المضحكة.

الكتب والمؤلفات: أصدر كتابًا بعنوان “Noches de Sati” في النقد الاجتماعي، وترجمة “البؤساء” لفيكتور هوغو، وخلاصة في الاقتصاد بالتعاون مع خليل مطران، وكتاب “في التعليم الابتدائي” مترجم عن الفرنسية. . كما ترك ديواناً شعرياً في جزأين لم يُطبع في حياته.

الوفاة

توفي حافظ إبراهيم في 21 يوليو 1932 ودفن في مقبرة السيدة نفيسة بالقاهرة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أسيوط محافظة أسيوط محافظ أسيوط اللواء عصام سعد رئيس الوحدة المحلية رئيس حي شرق أسيوط غرب أسيوط ديروط القوصية منفلوط مركز أسيوط ابوتيج صدفا الغنايم البداري ساحل سليم الفتح أبنوب

إقرأ أيضاً:

"فن تصميم الكتاب" يدعو للعودة إلى القراءة التقليدية في معرض جدة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

اختُتمت ورشة العمل "فن تصميم الكتاب: جمالية الشكل وسحر المحتوى"، التي عُقدت ضمن فعاليات معرض جدة للكتاب 2024 بتنظيم من هيئة الأدب والنشر والترجمة، بتوصية محورية تدعو للعودة إلى القراءة التقليدية للكتب الورقية ومعايشتها بعيداً عن هيمنة الأجهزة الحديثة.

وأكَّد كميل حوا، متحدث الورشة، أن الكتاب الورقي، بما يحمله من جمالية في الشكل وثراء في المحتوى، يظل الوسيلة الأكثر تأثيراً في نقل الأفكار. واستشهد بقول مصطفى العقاد: "أحب الكتاب، ليس لكوني زاهداً في الحياة، ولكن لأن حياة واحدة لا تكفيني".

وأضاف حوا أن الكتاب القيم لديه القدرة على إحداث تحولات عميقة في حياة القارئ، حيث يعود الشخص بعد قراءة كتاب ذي مضمون عميق برؤية مختلفة للعالم. وأشار إلى أن الكتاب الجيد، الذي يُكتب بعناية مرة واحدة، يبقى ثروة خالدة وقيمة لا تفنى، فهو عنصر أساسي في بناء الحضارات وإلهام الأفراد وصناعة المؤلفين.

وفي معرض حديثه عن القيمة الحضارية للكتاب، أوضح حوا أن الكتب كانت دائماً هدفاً رئيسيّاً للغزاة، حيث يرمز تدمير المكتبات إلى محاولة طمس حضارة الشعوب، مثل ما حدث لمكتبة بيت الحكمة في بغداد حين ألقى المغول كتبها في نهر دجلة.

ولم يُغفل حوا الإشارة إلى التحديات التي تواجه القراءة التقليدية في ظل انتشار الأجهزة الحديثة، مشيراً إلى أن قراءة النصوص عبر الشاشات تُضعف التفاعل مع المحتوى مقارنة بالقراءة الورقية، وهو ما أثبتته الدراسات التي تؤكد تفوق الكتاب التقليدي في تعزيز الإدراك والتأثير على القارئ.

كما أشاد حوا بالحراك الثقافي الذي تشهده المملكة العربية السعودية، داعياً إلى زيادة إنتاج الكتب في مختلف المجالات لتعزيز المشهد الأدبي والثقافي ودعم حركة النشر والتوسع.

يُذكر أن معرض جدة للكتاب 2024 يفتح أبوابه يومياً للزوار من الساعة 11 صباحاً حتى 12 منتصف الليل، باستثناء يوم الجمعة حيث تبدأ الزيارة من الساعة 2 ظهراً، ويستمر المعرض حتى 21 ديسمبر الجاري.
 

مقالات مشابهة

  • تعاون جديد بين نادي القصة و"الناشر" لإصدار الكتاب الفضي
  • "فن تصميم الكتاب" يدعو للعودة إلى القراءة التقليدية في معرض جدة
  • الأدب الشعبي.. مرآة الثقافة والتراث
  • رافائيل ألبرتي .. تميز شعره بالعفوية وجمع بين الفن والشعر.. ماذا تعرف عنه؟
  • مسيرة كبرى في مدينة هامبورغ الألمانية تضامناً غزة
  • مدارس سوريا تستأنف الدراسة وآمال بتطوير العملية التعليمية
  • عشق الفن والنادي الأهلي.. أبرز المحطات في مسيرة الراحل نبيل الحلفاوي
  • بالصور.. رئيس مدينة الأقصر يشهد حفل تكريم 60 حافظ للقرآن الكريم من ذوي الهمم
  • استشهاد ثلاثة فلسطينيين بينهم صحفي في غارات إسرائيلية على مدينة غزة
  • استشهاد مواطنين فلسطينيين بقصف العدو الصهيوني على مدرسة تؤوي نازحين في مدينة غزة