يعود مجلس النواب للانعقاد غداً بدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسى، بعد إجازة صيفية طويلة، ليبدأ دور الانعقاد الرابع وقبل الأخير من الفصل التشريعى الثانى، دعوة الرئيس للبرلمان تتفق مع نص المادة 115 من الدستور قبل الخميس الأول من شهر أكتوبر، وحصن الدستور المجلس من تعنت السلطة التنفيذية، فإذا لم تتم دعوته فى الميعاد الدستورى المحدد، يجتمع المجلس بحكم الدستور فى اليوم المذكور، وطبعاً لم يحدث أن اجتمع المجلس من تلقاء نفسه، ولكن الدستور عمل حساب كل شىء.
تقديراً لأموال الشعب ومحاسبة الحكومة عليها، من أين جاءت وفيما انقضت، فإن البرلمان يتشكل فى الأساس لمناقشة الموازنة العامة للدولة والتى تحال إليها من الحكومة فى حالة النظام المصرى طبقاً للمادة 124، من الدستور، وتشمل الموازنة كافة إيراداتها ومصروفاتها دون استثناء ويعرض مشروعها على مجلس النواب قبل 90 يوماً على الأقل من بدء السنة المالية ولا تكون نافذة إلا بموافقته عليها، ويتم التصويت عليه باباً باباً. كما يعرض الحساب الختامى للموازنة العامة على مجلس النواب، خلال مدة لا تزيد على ستة أشهر من تاريخ انتهاء السنة المالية.
بعد الموازنة أضيف للبرلمان سلطة التشريع والرقابة على أعمال الحكومة وتكون فى مجموعها سلطة البرلمان.
طبقاً لهذه المواعيد فإن المصريين على موعد جديد مع الانتخابات بعد الانتخابات الرئاسية بعدة أشهر لانتخاب نواب الفصل التشريعى الثالث، بعد انتهاء الفصل الحالى رسمياً فى دورته الخامسة، والتى تنتهى تقريباً فى نوفمبر 2025.
جلسة الأحد الأول من أكتوبر يدعو فيها رئيس مجلس النواب المستشار الدكتور حنفى جبالى الأعضاء إلى تسجيل رغباتهم فى الانضمام إلى اللجان النوعية البالغة 25 لجنة، وفقاً للوائح الداخلية للمجلس، وبعد تشكيل اللجان النوعية من خلال رغبات النواب، يتم فتح الباب للترشح لانتخابات هيئات مكاتب اللجان، لانتخاب رئيس ووكيلين وأمين للسر لكل لجنة.
الانتخابات كل دورة أصبحت مقصورة على هيئات مكاتب اللجان فى ظل الدستور الحالى، بعد أن أصبح منصب رئيس مجلس النواب والوكيلين لمدة الفصل التشريعى بالكامل، بعد أن كان دستور «71» ينص على انتخاب هيئة مكتب المجلس كل دورة انعقاد، وكنت قد انتقدت هذا الإجراء لأنه كان يغل يد رئيس البرلمان عندما كان يجعل انتخابه كل عام مما يضعه تحت رحمة الأغلبية، رغم أن الدكتور أحمد فتحى سرور، آخر رئيس للبرلمان قبل ثورة 25 يناير استمر رئيساً لمجلس الشعب لمدة 20 عاما متصلة، ولكن كان يتم تمرير رئاسته للمجلس من خلال أغلبية الحزب الوطنى كل دور انعقاد، وكان يحدث تعديل بسيط فى وكالة المجلس عن الفئات والفلاحين.
فى الدستور الحالى الذى تضمن نظاماً أفضل لاختيار رئيس مجلس النواب والوكيلين ويجوز انتخابهم لمدة فصلين تشريعيين متتاليين فقط، كما حدد الدستور طريقة إعفائهم فى حالة الإخلال بالتزامات المنصب.
والسؤال الذى يجب أن يثار ويتبادر إلى الذهن بعد انعقاد البرلمان بعد غياب يدور حول الدور المنتظر منه فى هذه الفترة، وفى تقديرى أن المجلس سيفسح المجال أمام مخرجات الحوار الوطنى التى ستحال إليه من رئيس الجمهورية لترجمتها إلى قوانين وأعتقد لو أن المجلس تمكن من إخراج قانون المحليات فى هذه الدورة ووضعها على محطة إجراء الانتخابات لتشكيل المجالس المحلية المجمدة منذ 2011، يكون قد قام بعمل عظيم. ولكنه كما جرت العادة أن النواب دائماً يفكرون فى الانتخابات القادمة بداية من الدور قبل الأخير، وستشهد الدورة القادمة مناقشات سياسية مهمة فيما يتعلق بنظام الانتخابات وكافة قوانين الإصلاح السياسى، وبعدها يذهب النواب إلى الانتخابات الجديدة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاية وطن مجلس النواب الرئيس عبدالفتاح السيسي مجلس النواب
إقرأ أيضاً:
رئيس "النواب" يُعلن تشكيل لجنة مشتركة لتحليل حيثيات حكم الدستورية بشأن الإيجار القديم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ألقى المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، كلمة في بداية الجلسة العامة اليوم الأحد، بشأن عدم دستورية الفقرة الأولى في كل من المادتين رقمي (١) و(٢) من القانون رقم (١٣٦) لسنة ١٩٨١ في شأن بعض الأحكام الخاصة بتأجير الأماكن وتنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر.
وجاء نص الكلمة التي ألقاها المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، كالأتي:
الزميلات والزملاء أعضاء المجلس الموقر؛.. تابعنا جميعا، نوابا ومواطنين، حكم المحكمة الدستورية العليا الصادر في القضية رقم (٢٤) لسنة ٢٠ قضائية دستورية، بشأن عدم دستورية الفقرة الأولى في كل من المادتين رقمي (١) و(٢) من القانون رقم (١٣٦) لسنة ١٩٨١ في شأن بعض الأحكام الخاصة بتأجير الأماكن وتنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر.
وها نحن الآن أمام مسؤولية تاريخية تجاه معالجة الآثار المتراكمة للقوانين الاستثنائية التي تنظم العلاقة بين المؤجر والمستأجر، والتي كشفت عنها المحكمة الدستورية العليا في حكمها، على أن تكون هذه المعالجات محاطة بسياج من العدالة والتضامن الاجتماعي، بما يضمن حقوق الجميع ويحقق التوازن بين مختلف الأطراف؛ فهي قوانين تمس -بكل حال- العديد من مصالح الأسر المصرية.
الزميلات والزملاء أعضاء المجلس الموقر؛.. إن دراسة هذه القوانين بعمق وتمعن؛ تساعد -بما لا يدع مجالا للشك- في فهم نقاط القوة والضعف التي تكتنفها، وتعزز – وبقوة - من الوصول إلى صياغة تشريعية متوازنة تضمن حقوق الطرفين وتحقق العدالة بينهما، وتكفل تنفيذ حكم المحكمة الدستورية العليا المشار إليها تنفيذا سديدا.
وبناء على ذلك، فقد وجهت بتشكيل لجنة مشتركة من:" لجنة الإسكان والمرافق العامة والتعمير، ومكتبي لجنتي الإدارة المحلية والشؤون الدستورية والتشريعية"؛ تختص بإجراء تحليل شامل ومستفيض لحيثيات الحكم المشار إليه، بما يمكننا من فهم وتقييم كل الجوانب المرتبطة بمسألة "الإيجار القديم"، والتوصل إلى البدائل والحلول المناسبة لها، وذلك وفق خطة ومنهجية عمل متأنية تشتمل على الآتي:
أولا - الاستماع لرأي السادة وزراء: الإسكان والمرافق العامة والمجتمعات العمرانية، التضامن الاجتماعي، التنمية المحلية، العدل، وذلك للاستفادة من رؤيتهم المتخصصة، بما يعزز فهمنا للتحديات الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بهذا الملف.
ثانيا - الاستماع لرأي كل من رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، ورئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بما يضمن توفير بيانات وإحصاءات دقيقة حول هذا الملف
ثالثا - إتاحة الفرصة لأطراف المصلحة الرئيسيين – الملاك والمستأجرين – للتعبير عن آرائهم ومواقفهم، وذلك عبر دعوة ممثلين عنهم من خلال السيد المستشار وزير شؤون المجالس النيابية والقانونية والتواصل السياسي، وتخصيص اجتماعات منفصلة لكل طرف؛ ليتمكن كل منهم من عرض وجهة نظره بشفافية وفي بيئة هادئة، بلا أي ضغوط.
رابعا - الاستماع لرأي أساتذة القانون وعلم الاجتماع بالجامعات المصرية وغيرهم من الخبراء لأخذ آرائهم العلمية في هذا الملف، لضمان الحصول على رؤية متكاملة تجمع بين التحليل القانوني والمقاربة الاجتماعية.
خامسا - إعداد الخطابات اللازمة للجهات المعنية للحصول على جميع البيانات والإحصاءات التي تساعد اللجنة المشتركة على دراسة هذا الملف.
سادسا - الاستعانة بالدراسات والبحوث التي أعدتها الجهات البحثية المعنية في هذا الملف، على غرار المعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة والمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية.
وعلى اللجنة المشتركة أن تضع تحت بصرها تقرير لجنة الإسكان والمرافق العامة والمجتمعات العمرانية الذي أعدته بدور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي الثاني بشأن بعض الجوانب المتصلة بالقوانين المشار إليها، وأن تتخذه كأحد أسس بناء تقريرها النهائي، لما يحتويه من إحصاءات وبيانات هامة نتجت عن تنفيذ اللجنة لتكليفها من قبل مكتب المجلس في فبراير 2024 بإعداد دراسة للأثر التشريعي لبعض قوانين إيجار الأماكن الاستثنائية.
الزميلات والزملاء أعضاء المجلس الموقر؛.. إن مجلس النواب ملتزم بالنظر لهذا الملف من منظور شامل ومتوازن، بما يضمن العدالة دون تحيز لطرف على حساب طرف آخر، وبما يعزز التضامن الاجتماعي بين أبناء هذا الوطن.