بوابة الوفد:
2024-07-06@08:52:38 GMT

أكتوبر وذكريات لا تنسى

تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT

أنا من جيل عاش زمن الهزيمة وفرح بالنصر، جيل تفتحت عيناه على ثورة عظيمة غيرت وجه الحياة على أرض مصر وتأثر بها العالم أجمع ومن ثم كان زعيمها جمال عبدالناصر رمزا لعزة وكرامة كل المصريين، وكم كان صعبا على هذا الجيل أن يرى رمز عزته وفخره مهزوما! إن تلك السنوات الست التى عاناها المصريون فى ظل الهزيمة لم تكن إلا درسا قاسيا تجمعت ارادة المصريين كما لم تتجمع وتتحد من قبل لمحوه تماما من الذاكرة، حيث تحول كل شيء وتركزت كل الجهود والامكانيات لغرض واحد اتفقوا عليه فى صمت وألم هو تحويل الهزيمة إلى نصر، ولم يكن يقطع صوت هذا الصمت المؤلم إلا حناجرنا الهادرة فى المظاهرات الطلابية فى الجامعات والعمالية فى المصانع التى كانت تطالب بالثأر وعدم تأخير قرار الحرب لأننا شعبا وحكومة كنا على يقين من أن «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بها» وأن محاولات السلام والمفاوضات مع اسرائيل ذلك الكيان الذى زرع فى غير أرضه لا فائدة منها لأنه لن يتنازل عن شبر استولى عليه دون أن يجبر على ذلك!، لقد مرت هذه السنوات الست الحزينة ببطء قاتل على صدور المصريين وتحملوا فيها كل صنوف القهر والألم أملا فى أن يأتى يوم النصر.

 

ولما حانت اللحظة التى كنا فى جامعاتنا ومدارسنا ننتظرها بشغف لا حدود له وبقلق لا يدانيه قلق آخر ، لم نكن نصدق ما يحدث وأن معركة استرداد الحق والكرامة قد بدأت! لقد كنت فى ذلك الوقت بقريتى شوبر مركز طنطا والتصقت أذناى بالراديو مع اذاعة البيان الأول الذى أعلن فيه بدء المعركة وتوالت البيانات العسكرية التى تنقل أخبار المعارك بعد ذلك، وكانت تتسم بالواقعية والصدق ولا مانع يمنع من أن نستمع إلى الاذاعات الأجنبية للتأكد من صحة الأخبار والتهليل مع كل خطوة يخطوها جنودنا على أرض سيناء والفخر بكل نصر يحققونه على العدو. لكن اليقين لم يترسخ بنصرنا المؤزر فى تلك المعركة إلا حينما شاهدت بعينى رأسى تلك المعارك الطاحنة التى دارت فى سماء قريتنا والقرى المجاورة بين الطيران المصرى وطيران العدو يوم الرابع عشر من اكتوبر، حيث كانوا يستهدفون فيما يبدو تدمير القواعد والمنشآت العسكرية فى منطقتنا والهجوم على المصانع والمنشآت المدنية فى ذات الوقت! 

وقد تناثرت فى تلك الأثناء وبعد الحرب القصص والحكايات حول ما حدث فى تلك الأيام، حيث الحفر التى خلفتها تلك الطائرات وقذائفها فى الأراضى الزراعية، وذلك الفلاح الذى أطاحت برأسه احدى الشظايا المتطايرة وهو يركب حماره وكان فى طريقه إلى الحقل، وذلك الطيار  الاسرائيلى الذى نجا وتجمع حوله الناس حتى أسرته القوات المسلحة!

ومازلت أذكر أنه بعد وقف اطلاق النار وعودتى إلى القاهرة لمواصلة العام الدراسى ذلك المعرض الرائع الذى أقمناه فى الكلية احتفالا بالنصر وزينا مدخله الأيمن  بتمثال للجندى المجهول مصنوع من شظايا ومخلفات المعارك الحربية! وكم كنت سعيدا بقصيدتى الشعرية  التى كانت بعنوان «قصة ثعبان تمادى فهوى» وتحكى قصة اسرائيل منذ نشأتها واحتلالها الأرض حتى هزيمتها عام 1973م التى كتبت بخط عريض وعلى عدة فروخ من الورق المقوى وهى تزين الجانب الأيسر من مدخل ذلك المعرض! 

لقد كانت أياما سعدنا فيها بتذوق طعم الانتصار وفتحت لنا أبواب الأمل لمستقبل مشرق ينتظر الوطن المكلوم بفقدان خيرة شبابه دفاعا عن الأرض والعرض.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نحو المستقبل وجه الحياة ارض مصر

إقرأ أيضاً:

خطورة التوقيت عنوان للمجاعة

الرأي اليوم

صلاح جلال

خطورة التوقيت عنوان للمجاعة

(1)

???? رسالة فى بريد دعاة الحرب (البلابسه) إجتياح قوات الدعم السريع لمنطقة  سنار والنيل الأزرق فى هذا التوقيت *يشكل كارثه حقيقية ومدخل لفشل الموسم الزراعى الحالى* فى منطقة كنا نحسبها آمنة ونعمل بإجتهاد مع آخرين لتلافى النقص فى مستلزمات الموسم الزراعى فيها من خلال لجنة كونها دكتور عبدالله حمدوك رئيس جبهة تقدم من خبراء زراعيين  للعمل مع المنظمات الدولية المختصة بالزراعة والمهتمة بتوفير الطعام وكذلك مع لجنة الإستجابة الزراعية برئاسة دكتور بشير عمر التى تعمل على توفير التقاوى والمبيدات والمعينات للمزارعين لتمكينهم من الزراعة والحصاد عبر خطوط النار فى كل المحاور لتفادى خطر المجاعة الذى يهدد البلاد *نسف التمدد الحالى للحرب كل هذه المجهودات الوطنية* الجادة للتخفيف من المجاعة المحتملة التى تهدد 25 مليون نسمة من سكان السودان.

(2)

???? استمعت لخطاب الفريق البرهان فى منطقة وادى سيدنا أمس يعلن فيه الإستمرار فى الحرب بعقلية ود أب الزهانة وهو أحد الشخصيات السنارية الفاقده للحِكمة والتدبير عاشت فى عصر حكيم الأمة وحبرها الشيخ فرح ود تكتوك الذى يمثل الحِكمة وود اب الزهانة الذى يمثل الرُعونه والجهالة بأقواله وتصريحاته بضدها تبين الناس رجاحة عقل شيخهم فرح ود تكتوك سموه حلال المشبوك ،  بمن سنحارب يا سعادة الجنرال بجيش من الجياع وأنت تعلم تفاصيل الأنهيار الإقتصادى وسقوط العملة الوطنية التى تجاوز  سعر الدولار الواحد منها الألفين جنية عداً ونقداً [أنفخ لو كان حِملك ريش] *هذه الحرب العبثية يجب أن تقف فوراً كفاية عنتريات* لم تقتل ذبابة كلفت السودان دماء وممتلكات وأذلت كرامة المواطنين فى اللجؤ والنزوح.

(3)

???? خروج سنار والنيل الأزرق وبعض الأنحاء من القضارف عن الموسم الزراعى الحالي هو تأكيد على خطر  مجاعة تشمل معظم السودان وستكون طاحنة وغير مسبوقة فى تاريخ البلاد يروح ضحية لها الملايين من كبار السن والنساء والأطفال خاصة فى غرب السودان والبحر الأحمر وبعض الأجزاء من الإقليم الشمالي.

(4) ???????? ختامة

كنا نسمع بالمثل القائل *مِيتة وخراب ديار* لكننا الآن نعيشه حرفياً لعن الله من كان السبب فى هذه الحرب العبثية يجب وقفها فوراً *النيل الأزرق مطمورة (صومعة) غذاء السودان*

#لاللحرب

#يحب_وقفها_فوراً

4 يوليو 2024م

الوسومالبلابسة الرأي اليوم السودان القضارف المجاعة النيل الأزرق سنار صلاح جلال

مقالات مشابهة

  • خطورة التوقيت عنوان للمجاعة
  • كشف حساب حكومى
  • فكر جديد
  • أزمة مباراة!!
  • الحكومة التى طال انتظارها 
  • خانه الجميع (1)
  • التفكير بالتمنى وسكرة ينى
  • مِحَن.. ترمى علينا بشرر!
  • الوزير والمثقفون
  • عادل حمودة يكتب: في صحة أحمد زكي