بوابة الوفد:
2025-04-29@11:17:50 GMT

أكتوبر وذكريات لا تنسى

تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT

أنا من جيل عاش زمن الهزيمة وفرح بالنصر، جيل تفتحت عيناه على ثورة عظيمة غيرت وجه الحياة على أرض مصر وتأثر بها العالم أجمع ومن ثم كان زعيمها جمال عبدالناصر رمزا لعزة وكرامة كل المصريين، وكم كان صعبا على هذا الجيل أن يرى رمز عزته وفخره مهزوما! إن تلك السنوات الست التى عاناها المصريون فى ظل الهزيمة لم تكن إلا درسا قاسيا تجمعت ارادة المصريين كما لم تتجمع وتتحد من قبل لمحوه تماما من الذاكرة، حيث تحول كل شيء وتركزت كل الجهود والامكانيات لغرض واحد اتفقوا عليه فى صمت وألم هو تحويل الهزيمة إلى نصر، ولم يكن يقطع صوت هذا الصمت المؤلم إلا حناجرنا الهادرة فى المظاهرات الطلابية فى الجامعات والعمالية فى المصانع التى كانت تطالب بالثأر وعدم تأخير قرار الحرب لأننا شعبا وحكومة كنا على يقين من أن «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بها» وأن محاولات السلام والمفاوضات مع اسرائيل ذلك الكيان الذى زرع فى غير أرضه لا فائدة منها لأنه لن يتنازل عن شبر استولى عليه دون أن يجبر على ذلك!، لقد مرت هذه السنوات الست الحزينة ببطء قاتل على صدور المصريين وتحملوا فيها كل صنوف القهر والألم أملا فى أن يأتى يوم النصر.

 

ولما حانت اللحظة التى كنا فى جامعاتنا ومدارسنا ننتظرها بشغف لا حدود له وبقلق لا يدانيه قلق آخر ، لم نكن نصدق ما يحدث وأن معركة استرداد الحق والكرامة قد بدأت! لقد كنت فى ذلك الوقت بقريتى شوبر مركز طنطا والتصقت أذناى بالراديو مع اذاعة البيان الأول الذى أعلن فيه بدء المعركة وتوالت البيانات العسكرية التى تنقل أخبار المعارك بعد ذلك، وكانت تتسم بالواقعية والصدق ولا مانع يمنع من أن نستمع إلى الاذاعات الأجنبية للتأكد من صحة الأخبار والتهليل مع كل خطوة يخطوها جنودنا على أرض سيناء والفخر بكل نصر يحققونه على العدو. لكن اليقين لم يترسخ بنصرنا المؤزر فى تلك المعركة إلا حينما شاهدت بعينى رأسى تلك المعارك الطاحنة التى دارت فى سماء قريتنا والقرى المجاورة بين الطيران المصرى وطيران العدو يوم الرابع عشر من اكتوبر، حيث كانوا يستهدفون فيما يبدو تدمير القواعد والمنشآت العسكرية فى منطقتنا والهجوم على المصانع والمنشآت المدنية فى ذات الوقت! 

وقد تناثرت فى تلك الأثناء وبعد الحرب القصص والحكايات حول ما حدث فى تلك الأيام، حيث الحفر التى خلفتها تلك الطائرات وقذائفها فى الأراضى الزراعية، وذلك الفلاح الذى أطاحت برأسه احدى الشظايا المتطايرة وهو يركب حماره وكان فى طريقه إلى الحقل، وذلك الطيار  الاسرائيلى الذى نجا وتجمع حوله الناس حتى أسرته القوات المسلحة!

ومازلت أذكر أنه بعد وقف اطلاق النار وعودتى إلى القاهرة لمواصلة العام الدراسى ذلك المعرض الرائع الذى أقمناه فى الكلية احتفالا بالنصر وزينا مدخله الأيمن  بتمثال للجندى المجهول مصنوع من شظايا ومخلفات المعارك الحربية! وكم كنت سعيدا بقصيدتى الشعرية  التى كانت بعنوان «قصة ثعبان تمادى فهوى» وتحكى قصة اسرائيل منذ نشأتها واحتلالها الأرض حتى هزيمتها عام 1973م التى كتبت بخط عريض وعلى عدة فروخ من الورق المقوى وهى تزين الجانب الأيسر من مدخل ذلك المعرض! 

لقد كانت أياما سعدنا فيها بتذوق طعم الانتصار وفتحت لنا أبواب الأمل لمستقبل مشرق ينتظر الوطن المكلوم بفقدان خيرة شبابه دفاعا عن الأرض والعرض.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نحو المستقبل وجه الحياة ارض مصر

إقرأ أيضاً:

أحمد فتوح يكشف الرقم الحقيقي لقيمة دية شخص صدمه بسيارته في الساحل

قال أحمد فتوح لاعب نادى الزمالك، أنه دفع 12 مليون جنيه كـدية، للشخص الذى توفى بسبب حادث السيارة الشهير. 

بمشاركة سام مرسي.. إيبسويتش يخسر من نيوكاسل 3-0 ويودع البريميرليجمعتز بالله عاصم يتوج بذهبية بطولة كأس رئيس الاتحاد الدولي للتايكوندو


وأوضح أحمد فتوح خلال حواره مع برنامج “كلام الناس”، المذاع عبر قناغة “ام بى سى مصر”، أن نادى الزمالك لم يشارك معه فى دفع دية الشخص الذى توفى، معقبا:" الزمالك لم يخطأ أنا الذى أخطات وتحملت نتيجة الخطأ".

ونفى أحمد فتوح شائعة أن رجل أعمال هو الذى تكفل بدفع الدية، لافتا إلى أن أبناء منطقة السلام وقفوا بجواره خلال أزمته.

وأكد أحمد فتوح أن أحد لاعبى الزمالك تخلى عنه أثناء أزمته، معقبا:" كان شمتان فيا واتخلى عنى وقطعت علافتى بيه".

طباعة شارك فتوح أحمد فتوح ياسمين عز

مقالات مشابهة

  • اليوم.. بيراميدز يختتم تدريباته استعدادا لمواجهة فريق حرس الحدود
  • المنتخب الوطني تحت 20 سنة يتدرب بالإسماعيلية استعدادا لسيراليون
  • كيف يمكن للمليشيا ومن يدعمها بعد كل تلك الفظائع التى إرتكبتها بحق أهل السودان أن يعيشوا معهم بسلام
  • ترك فراغا كبيرا.. 3 مواقف للبابا تواضروس مع البابا فرنسيس لا تنسى
  • لوسي تكشف عن جلسة جمعتها بالعوضي والمخرج محمد عبد السلام .. خاص
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ماتحت أرض الخرطوم ٢٠١٧— ٢٠١٩)
  • خالد الغندور: قرار بيسيرو سر عدم مشاركة أحمد حمدى في ودية الزمالك وبهتيم رغم جاهزيته
  • شهادات وذكريات يرويها مصطفى بكري: قبل الانفجار الشعبي بقليل
  • "سناء جميل: 95 عامًا من الإبداع والجَدَل... أيقونة الفن المصري التي لا تنسى"
  • أحمد فتوح يكشف الرقم الحقيقي لقيمة دية شخص صدمه بسيارته في الساحل