بوابة الوفد:
2025-01-11@16:05:06 GMT

الأهرامات البشرية العارية

تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT

مرت 20 سنة منذ بدء التعذيب والانتهاكات الفظيعة على أيدى الجيش الأمريكى فى سجن أبو غريب فى العراق. وسرعان ما ظهرت تقارير عما كان يحدث، ورغم وجود تقرير عسكرى داخلى عن العديد من حوادث الانتهاكات الإجرامية السادية والصارخة والوحشية. ولكن لم يتم تسريب صور صادمة إلا فى إبريل 2004، وأظهرت مدى الفساد، بما فى ذلك استهزاء الموظفين بالسجناء العراة ورجل مقنع مربوط بأسلاك كهربائية.

واعتذر جورج دبليو بوش، الرئيس آنذاك. ووصف دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع آنذاك، الجناة بأنهم «تفاحات فاسدة»، وقال إنه وجد طريقة لتعويض المعتقلين العراقيين الذين عانوا من سوء المعاملة الجسيمة والوحشية. ومع ذلك، فقد توصل تقرير جديد صادر عن هيومن رايتس ووتش إلى أن حكومة الولايات المتحدة قد فشلت على ما يبدو فى التعويض أو توفير سبل الانتصاف الأخرى للضحايا الذين تعرضوا للتعذيب والإساءة فى سجن أبو غريب وغيره من السجون التى تديرها الولايات المتحدة فى العراق، وأنه لا يوجد طريق واضح لمتابعة المطالبات.

لقد احتجزت الولايات المتحدة آلاف الرجال والنساء والأطفال فى السجن. وقال تقرير للجنة الدولية للصليب الأحمر إن ضباط المخابرات العسكرية قدروا أن ما بين 70 إلى 90% من المعتقلين فى عام 2003 قد تم اعتقالهم عن طريق الخطأ.

ولم يكن أبو غريب حالة متطرفة لأن الفظائع وقعت هناك، لقد برز هذا الأمر لأن الجمهور رأى أدلة مادية تدعم ادعاءات المعتقلين السابقين، ولأنه من الواضح أنه لم تكن هناك طريقة لمحاولة تبرير الأهرامات البشرية العارية كجزء من «أساليب الاستجواب المعززة»، وهو المصطلح الذى استخدمته الولايات المتحدة لتفسير التعذيب.. ومن ناحية أخرى، فقد عكس ذلك ما حدث فى مراكز الاعتقال العسكرية الأمريكية و«المواقع السوداء» التابعة لوكالة المخابرات المركزية، حيث هاجر «المقاتلون غير الشرعيين» المحتجزون فى خليج جوانتانامو إلى أفغانستان والعراق. إن أولئك الذين تمت محاكمتهم، فى أبو غريب وأماكن أخرى، كانوا أفراداً من ذوى الرتب الأدنى وليسوا مهندسى هذا النظام ـ أو حتى ضباطاً داخله. فى عهد دونالد ترامب، أصبح جينا هاسبل ، الذى أشرف على موقع أسود تعرض فيه معتقل واحد على الأقل للتعذيب، رئيسًا لوكالة المخابرات المركزية.

إن غزو العراق، الذى كان المقصود منه إعادة تأكيد التفوق العسكرى الأمريكى، كان بدلاً من ذلك بمثابة ضربة قوية لمكانتها العالمية، وقد نظر كثيرون إلى صور أبو غريب باعتبارها تمثل النوايا الحقيقية للولايات المتحدة فى المنطقة ـ ليس جلب الديمقراطية والحرية، بل القهر والإذلال. إن معركة واشنطن مع بكين من أجل النفوذ العالمى يصورها الغرب من الناحية الأخلاقية. ولكن أولئك الذين يتبنون وجهة نظر أكثر تشاؤماً، استناداً إلى ذكرياتهم عما حدث فى العراق، ليس لديهم من الأسباب ما قد يدفعهم إلى تغيير رأيهم فى حين ترفض الولايات المتحدة التعامل مع الأمر على النحو اللائق.

وفى العام الماضى، نشر البنتاجون خطة عمل لتقليل الضرر الذى يلحق بالمدنيين فى العمليات العسكرية الأمريكية. ورغم الترحيب به، فإنه لا يتضمن آلية تعويض عن حالات الضرر السابقة. إن التعويض، باعتباره أحد أشكال المساءلة، قد يلعب دوراً محدوداً فى منع الجرائم فى المستقبل ومعالجة الضرر الذى لحق بسمعة الولايات المتحدة. والأهم من ذلك، أنها ستكون خطوة صغيرة نحو العدالة للمحتجزين الذين ينتظرون منذ عقدين من الزمن.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى محمود العراق الجيش الأمريكي الولایات المتحدة أبو غریب

إقرأ أيضاً:

طالبان تبدي استعدادها لانفتاح مشروط على الولايات المتحدة

كابل- أبدت حركة طالبان استعدادًا مفاجئًا للانفتاح على الولايات المتحدة، في خطوة وصفها بعض المراقبين بأنها تحول كبير في السياسة الخارجية للحركة بعد تسلُّمها السلطة في أفغانستان.

ففي تصريحات أدلى بها، شير محمد عباس ستانكزي، نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية في حكومة طالبان في فعالية رسمية أقيمت في العاصمة كابل، أكد أن الحركة على استعداد لتطوير علاقات ودية مع واشنطن، بشرط أن تلتزم الولايات المتحدة بالشروط التي وضعتها الحركة، في إطار اتفاق الدوحة الذي تم توقيعه بين الجانبين عام 2020.

وأكد ستانكزي في تصريحاته أن رفع العقوبات الاقتصادية عن أفغانستان وإلغاء تجميد الأصول الأفغانية في البنوك الأجنبية يعدان من أبرز شروط طالبان لتحسين علاقاتها مع واشنطن، وأضاف أن الحكومة تأمل أن تتخذ الولايات المتحدة خطوات ملموسة تجاه هذه المطالب.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تعاني فيه أفغانستان من أزمات اقتصادية شديدة، فضلا عن العزلة الدولية التي تواجهها حكومة طالبان، حيث يُعزى هذا الانفتاح إلى حاجة الحكومة الماسة لتخفيف الضغط الدولي والحصول على مساعدات مالية واقتصادية بعد سنوات من العزلة والعقوبات.

ستانكزي طالب برفع العقوبات الاقتصادية عن بلاده وإلغاء تجميد الأصول الأفغانية في البنوك الأجنبية (رويترز) تخفيف الضغوط

ويرى المحلل السياسي عبد الرحمن أورياخيل أن طالبان تواجه تحديات ضخمة داخليًا وخارجيًا، وأن الانفتاح على واشنطن قد يكون خطوة نحو تحسين وضعها الدولي.

إعلان

وفي حديثه للجزيرة نت قال "في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة والضغط الدولي، تبحث طالبان عن فرص لتخفيف هذه الضغوط، وفتح قنوات تواصل مع الولايات المتحدة قد يساعدها في استعادة بعض العلاقات المفقودة".

وعما إذا كانت طالبان هي من تعيق هذا الانفتاح أم أن الولايات المتحدة هي التي ترفضه، يجيب الدبلوماسي الأفغاني السابق غوث جانباز مشككا في مقدرة طالبان على إنشاء علاقات متبادلة مع أميركا، ويقول "طالبان لا تملك القدرة على تعريف وتحديد السياسة الخارجية".

و يرى جانباز أن تصريحات نائب وزير الخارجية في حكومة طالبان "استباقية"، وتأتي قبل أسبوعين من عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

ويستدرك قائلا "لكن في المقابل، كانت الولايات المتحدة ترفض التعاون مع طالبان بسبب سجلها في حقوق الإنسان وتوجهاتها السياسية، ومع ذلك، في ظل الوضع الحالي، قد تجد الولايات المتحدة نفسها مضطرة للبحث عن سبل للتعاون مع طالبان في قضايا معينة، مثل مكافحة الإرهاب وتخفيف الأزمات الإنسانية".

آثار الانفتاح

يتوقع العديد من الخبراء أن هذا الانفتاح قد يؤدي إلى تحسين الوضع الاقتصادي في أفغانستان، حيث يعاني الشعب الأفغاني من الفقر والبطالة جراء العزلة الدولية والعقوبات المفروضة على الحكومة.

من جهة أخرى، قد يحفز الانفتاح على الولايات المتحدة عودة المساعدات الدولية، بالإضافة إلى استثمارات أجنبية قد تساعد في إعادة البنية التحتية المتدهورة في البلاد، أما على الصعيد الدولي، فإن تحسن العلاقات مع الولايات المتحدة قد يسهم في تحسين علاقات طالبان مع دول أخرى مثل الصين وروسيا، اللتين سبق أن أبدتا استعدادًا للتعاون مع الحكومة الأفغانية الجديدة.

ورغم هذا التحول في موقف طالبان، لا يزال هناك تباين في الآراء حول إمكانية نجاح هذا الانفتاح، فبينما يرى المحلل السياسي أورياخيل أن هذا الانفتاح قد يكون خطوة ضرورية لتحسين الوضع الداخلي والخارجي لأفغانستان، يشكك الدبلوماسي جانباز في قدرة طالبان على الوفاء بشروط الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الحركة قد تواصل فرض قيود على حقوق الإنسان، مما سيعيق أي تقدم في العلاقات الثنائية.

إعلان

وفي هذا السياق يقول أورياخيل "من المستبعد أن تقوم طالبان بتغيير سياساتها الداخلية بشكل جذري، خاصة فيما يتعلق بحقوق النساء والفتيات، وهو ما سيظل يشكل عائقًا كبيرًا أمام أي تعاون مستقبلي مع الغرب".

وبينما تسعى طالبان إلى تحقيق توازن صعب بين الانفتاح على الولايات المتحدة وتحقيق مطالبها الداخلية والخارجية، تبدو هذه التصريحات خطوة نحو تحسين العلاقات الدولية، بانتظار هل ستستجيب واشنطن لشروط طالبان، أم يبقى هذا الانفتاح مجرد محاولة غير مكتملة في ظل الشروط المعقدة التي تضعها الحركة؟.

مقالات مشابهة

  • تيك توك تحذر من عواقب الحظر في الولايات المتحدة
  • منظمة أمريكية: قوات الولايات المتحدة لن تنسحب من العراق نهائيا
  • حرائق لوس أنجلوس تطال المشاهير في الولايات المتحدة
  • تيك توك يواجه خطر الإغلاق في الولايات المتحدة | تفاصيل
  • الإمارات تتضامن مع الولايات المتحدة وتعزي في ضحايا حرائق كاليفورنيا
  • الإمارات تتضامن مع الولايات المتحدة وتعزي في ضحايا الحرائق
  • حرائق لوس أنجلوس.. كارثة تهز الولايات المتحدة
  • طالبان تبدي استعدادها لانفتاح مشروط على الولايات المتحدة
  • كم بلغت قيمة الصادرات النفطية العراقية الى الولايات المتحدة خلال 2024؟
  • الولايات المتحدة تعلن حزمة مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا