المحافظ ليس فانوسًا سحريًّا
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
ليس هناك سبيل لتقدم مصر إلا بالتكاتف والتلاحم الوطنى، لا أحد منا يمكن أن يحقق النجاح بأن يعمل وحده، الجبل لا يحتاج إلى جبل، أما الإنسان فيحتاج إلى إنسان كى يتكئ عليه تصديقا لقول المولى تبارك وتعالى يد الله مع الجماعة.
أبدأ مقالى هذا بتلك الكلمات حتى يفيق من يظن أن فردا واحدا يستطيع وحده أن يبنى وطنا، فالأوطان لا تبنى بيد واحدة لأنها لا يسكنها فرد واحد بل يسكنها جماعات وكل فرد فى هذه الجماعة له دور يجب أن يلعبه حتى يكتمل بناء المجتمع، فلا يعقل أن يقوم فرد واحد بكل الأعمال والباقى يكتفى بالمشاهدة أقول ذلك حتى يعلم جميع المسئولين أن المسئولية ليست على رأس النظام فقط.
المسئولية يتحملها الجميع بما أنهم يعتلون تلك الكراسى ويتقاضون تلك الرواتب ويتميزون عن باقى المواطنين بهذه المناصب والا فليتركوها لمن يستحقها، حديثى اليوم عن رؤساء المدن والأحياء الذين يظنون أنهم ليسوا لهم علاقة بالمواطن وأن مكاتبهم لا تتسع الا للمحسوبيات فقط اما المواطن فعليه بالذهاب الى المحافظ اذا كان يريد حقه منهم، ونسوا أن هذا اختصاصهم وليس اختصاص المحافظ، فالمحافظ اختصاصه المراقبة والمتابعة والتفتيش على أعمالهم لا أن يقوم بها.
سوف أذكركم جميعا مواطنا ومسئولا بواجبات واختصاصات رئيس الحى والمطلوب منه حتى لا يختلط علينا وعليكم الأمر، ولكى يقوم كل فرد بعمله المنوط به والذى يتقاضى عنه أجرا، وظيفة رئيس الحى فى كل محافظة من محافظات مصر.
أولا: الإدارة المباشرة للإدارات العاملة فى الشارع مثل منطقة الإسكان «المبانى والمحلات والشركات». ثانيا: متابعة المرافق أى «مياه الشرب والصرف الصحى - أعمال الكهرباء والتليفونات - الغاز»، ومعالجة أى خلل أو عطل من خلال مساعديه. ثالثا: الأعمال الميدانية بمعنى الإشراف على الفنيين المخول لهم متابعة أعمال النظافة والمرور على المخابز ومستودعات الغاز وكل ما يعيق الشارع. رابعا: تلقى تقارير أسبوعية من مساعديه الذين يمرون على المحلات ومتابعة إزالة كل ما يشغل الطريق وكيفية التعامل مع السلبيات. خامسا: عرض تقرير شهرى على المحافظ أو نائب المحافظ للوصول لحل لجميع المخالفات وما هو صالح للحى والمحافظة، هذا هو دوركم يا من تجلسون داخل مكاتبكم هذا هو عملكم الذى تلقونه على المحافظ، فكل مواطن له شكوى يذهب لمكتب المحافظ كى يتقدم بشكواه فيتواصل معكم مكتب المحافظ كى تحققوا فى شكوى المواطن وتحلوها حتى ظن المواطن أن مقابلة المحافظ شىء ضرورى للتحقيق فى شكواه والعمل على حلها وبدون تأشيرة المحافظ لن يتم حل شكواه وكأن المحافظ فانوس سحري يجب على كل مواطن التبرك به كى يتحقق ما يتمناه داخل وطنه، لا والله هذا عملكم وفقا للقانون والمحافظ كرئيس للسلطة االتنفيذية واجبه فقط الاشراف والمتابعة على عملكم وحل أى مشكلة تعوق سير العمل.
يجب أن يعلم الجميع وأنا قبلكم أن كل فرد له عمله الذى كُلف به ويجب أن يقوم به بما فى ذلك الإعلام، بأن يلقى الضوء على المجتهد والمقصر دون النظر الى مصالح ضيقة، يجب أن يعلم الاعلاميون أن الانحياز والمجاملة لأى طرف سواء مسئولا او مواطنا معناه أننا فى طريقنا الى مرحلة اللا حل لأى قضية تخص مجتمعنا، يمر الوطن بمحنة ربما هى الأصعب فى تاريخه ويجب علينا جميعا أن نتكاتف سويا لإعلاء مصلحة الوطن فوق أى مصالح شخصية.
أخيرا وقبل أن أترك قلمى أوجه كلمة لكل محافظ عنده نية الحفاظ على هذا الوطن، تخلص سيدى المحترم من الروتين، تخلص من قوانين ساكسونيا التى تسببت فى تأخرنا كثيرا، تخلص من هؤلاء الذين يقبعون وراء مكاتبهم ينتظرون أوامرك ليقوموا بعملهم، تخلص من كل من يحاول أن يهدم ما يبنيه الشرفاء ولا تترك مكتبك لتقوم بعمل غيرك ولكن اتركه لتفتش وتراقب وتتابع عمل كل هؤلاء لتكافئ المجتهد وتعاقب المتكاسل حتى تحيا مصر بالشرفاء..
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الكلمات الكراسي المناصب المحافظ المواطنين رئيس الحي یجب أن
إقرأ أيضاً:
الطريق إلى المستقبل يمر من هنا
فـي الوطن تكبر الأحلام، تعيد تشكيل نفسها، تعاود ترتيل صلوات الشكر، وتسيل كماءٍ من فم الزمان، تسير بهدوء نحو غايتها، ترتفع كقامة لا تنحني، أو تتعثر، تمسك الحلم البعيد، وترصد الرؤى القابلة للتحقق، مجسدة ملحمة خالدة، تقود مركب الوطن فـي أمواج هائجة، وتسافر كسهم نحو غايتها البعيدة، تحاول أن تعطي الحياة، لأولئك الذين يمسكون بأسراب الأمل، يحملون فـي قلوبهم عطاء هذا الوطن، ويعيدون مشهد الولاء لذلك القائد الملهم الذي وقف كسدٍ منيع ضد كل من تسول له نفسه المساس بمقدرات هذا الشعب، أو يحاول أن يتكسّب من وظيفته، أو منصبه.
لم يكن الأمر هينًا، فإغلاق كل ثغرات التبذير والفساد يحتاج إلى الكثير من سعة البال، والصبر، والعمل دون هوادة، أو محاباة لكي يستعيد هذا الوطن عافـيته، ويقوم من عثرته، ويبدأ فـي عملية بنيوية وتفكيكية طويلة، تحتاج إلى طاقات هائلة، وجهود غير عادية، ورجال يستطيعون أن يمضوا دون أن يتذمروا أو يتراجعوا، ومع كل هذه الصفات يحتاجون إلى الكثير من الإرادة الصلبة، والإخلاص منقطع النظير لتنفـيذ توجيهات القائد، والعمل دون توقف للوصول إلى الغاية البعيدة، وسط تحديات غير عادية، وطبيعة متقلبة، وعوامل غير ثابتة، ولكن تحت إمرة قيادة حكيمة، وواعية، حددت هدفها سلفًا، وذللت الصعاب، وأخذت على عاتقها مهمة صعبة، ولكنها ليست مستحيلة، لكي يصل الوطن إلى شاطئ الأمان، ويعود قويًا، صلبًا كما كان فـي أوج عزه، وجلاله.
إن الإرادة تصنع المستقبل، وتهزم المستحيل، وتعيد تشكيل خارطة الشعوب، فلم يكن لشعب على وجه الأرض أن يصل إلى غايته المنشودة دون إرادة، وعزيمة فولاذية لا تُقهر، أو تتقهقر، وإذا لم تكن لدى ذلك الشعب الأدوات التي تعينه على الوصول إلى ما يحلم به، وإذا لم يحظَ بقيادة واعية تأخذ بيده إلى وجهته الصحيحة، وتشجعه لكي لا تفتر قواه، أو تتراجع أحلامه، لولا هذه وجود هذه العوامل لفترت الهزيمة، وبردت الهمة، وهذا ما حبا الله به سلطنة عُمان، حين قيّض لها قائدًا ملهمًا، يؤجج فـيها الحماس، ويذكي بها روح العمل، ويمضي بها إلى طريق السؤدد والمجد، وهذا ما فعله صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله -، وهو يمسك بيد شعبه، ويقوده إلى مكانه، ومكانته اللتين تليقان به، كشعب عريق، وبلد موغل فـي الزمن، وتاريخ لا يُمحى، حين تسيّد الأرض، وكان ذات يوم على قمة العالم، فكان لا بد من وضع الحلم فـي مرمى الهدف، والعمل على تحقيقه حسب رؤية واضحة المعالم، قادرة على التحقق، مرنة، تتكيّف مع الظروف، وترتبط بعنصر الزمن، والرقابة الصارمة والدقيقة التي تساعد على التحقق، وتمنع أي تجاوزات قد تحدث نتيجة عوامل خارجة عن الإرادة.
قد تكون العواصف الهوجاء صعبة فـي بداية الأمر، ولكن الربّان الماهر هو من يخرج منها سالمًا، وقويًا، وقادرًا على مواصلة الرحلة الشاقة دون أن تفتر عزيمته، أو تتراخى همته، لذلك حرص جلالته - أبقاه الله - على التحقق بنفسه من كل صغيرة وكبيرة، وأشرف بنفسه على تنفـيذ الرؤية، التي اختارها لكي تصبح سلطنة عُمان فـي مقدمة الدول التي تفاخر بإنجازاتها، بيد شبابها، وثباتهم فـي ميادين العطاء.
فلتمضِ النهضة الجديدة مكللة بالرخاء، واليُمن والبركة ليكون الغد ملكًا فـي أيدي شباب هذا الوطن، ومنجزًا مهمًا من منجزاته العظام، ولتتبوأ هذه البلاد الكريمة مكانها العالي الذي يليق بها، وبمجدها التليد.