بوابة الوفد:
2024-07-04@10:57:29 GMT

لا تقضموا التفاح

تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT

كحبة رمال كستها الشمس لونها الذهبى الأخاذ وسخونتها المحببة، التى تجعلها عصية على الإمساك، وبغمازتين شهيتين وعينين لوزيتين ناعستين، تقدمت نحوى وقد تركت خصلات شعرها المموج تتطاير حول وجهها المربع.. تحدثت فى خجل واضح رغم عمرها الذى يبدو وقد غادر محطته الثلاثين، شكت لى ما تقاسيه من شباب مصر فى كل شارع تسير به، من تحرش لفظى يكاد يصل فى أحيان كثيرة لتطاول بالأيدى، تحاول هى تجنبه قدر استطاعتها، حتى صارت تخشى بل تكره الخروج إلى الشارع.

استمعت إلى حديثها ولهجتها السودانية الواضحة، ثم نظرت لها دهشة من ذلك الجمال الذى تجاوز حدود القارة السمراء كلها، ليقارب فى تفرده جمال أمريكا الجنوبية على وجه الخصوص، ومالبثت أن زفرت فى أسى ولسان حالى يقول: «ومن منا لا تكره السير فى الشوارع مما تلاقيه».

ربما أسديت لها بعض نصائح أراها محاولات ضحيةٍ للهروب من براثن صيادها ليس إلا، فليس من المنطقى أن نتصدى لكل تحرش تحمله لنا الشوارع، سواء بالرد أو اتخاذ خطوة قانونية، وإلا فسوف نترك أمور حياتنا ونتفرغ يوميا لهؤلاء المرضى، انصرفت عنى وهى تحاول استيعاب ما لقنتها إياه وكأننى أسمع لسانها يردد: «وهل سأظل هكذا طوال حياتي؟».

والتحرش ليس ظاهرة جديدة على مجتمعنا، ربما ازدادت وطأتها فى السنوات الأخيرة، لاعتبارات كثيرة، يأتى على رأسها الانفتاح الالكترونى، والأزمات الاقتصادية وتردى مستويات الثقافة والتعليم، وانسحاب دور المؤسسات الدينية، بل وشيوع السلبية فى الشارع المصرى وتفشى ثقافة «وأنا مالي»، كذلك انشغال الأسرة فى تلبية متطلبات أبنائها الحياتية دون التركيز على تربيتهم سلوكيا ونفسيا، ولا ننسى ارتفاع نسب الطلاق والانفصال، والتى خلفت وراءها جيلا يعانى الكثير.

كل تلك الأسباب وغيرها تحيلنا لدور الدولة التى ارتأت الحل كل الحل فى سن قوانين للتحرش بدرجاته؛ تحرشا لفظيا أم هتك عرض باللمس والتعرية، حتى صرنا نحفظ ذلك القانون عن ظهر قلب ويمكننا ترديده على الأسماع إن شاءت: يُعَاقب المتحرش بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات وقد تُشدد العقوبة لتصبح بالسجن مدة لا تقل عن سبع سنوات فى ظروف معينة، فإذا كان الفعل مجرد تعرض تكون العقوبة بالحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز أربع سنوات، وبغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تزيد على مائتى ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين وتضاعف فى حالة العودة، وكذلك يُعاقب القانون الجانى الذى يحرض على الفسق بالحبس.

ولكن هل يعد سن قوانين التحرش كافيا لمواجهة تلك الظاهرة؟ فى ظل تفشيها وتحول معظم السائرين بالشارع ووسائل المواصلات بل والعمل إلى متحرشين، وأحيانا متحرشات أيضا، فمطالبة الأنثى باتخاذ خطوة قانونية أو الصراخ لهو أمر غير عملى، ولا يكفى للمواجهة، ربما نجحت تلك الوسائل إذا ما كان الأمر ليس بظاهرة منتشرة بمثل ما يصيب مجتمعنا، إذن فالمسئولية تنسحب بشكل كبير ومباشر على الدولة، التى يجب أن تقوم بتفعيل أدوار المؤسسات المؤثرة، من إعلام وتعليم وثقافة ومساجد وكنائس، وقبل كل ذلك استيعاب الأزمات الاقتصادية وحل مشاكل البطالة، فرغم ما يبذل من جهود إلا أن الأمر يبدو أكبر مما يبذل بمراحل، ويحتاج لتغيير نمطية تلك الجهود ونسبتها، عندها ربما استطعنا أن نطهر مجتمعنا من أدران ظاهرة التحرش.. عندها ربما استطاعت النساء أن تسير فى شوارعنا آمنة مطمئنة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نبضات الشمس الإمساك شباب مصر لا تقل عن

إقرأ أيضاً:

تصريحات وتحركات إسرائيلية تكشف عن «طول» العدوان على غزة.. «ربما لسنوات»

يبدو أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لن تتوقف قريبا، هذا ما كشف عن مسؤول بجهاز استخبارات الاحتلال الإسرائيلي، وما أكدته تصرفات جيش الاحتلال الإسرائيلي على الأرض بعد التصديق على مستوطنات جديدة، بجانب تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي.

تأكيدات إسرائيلية على حرب طويلة

خرج اليوم رئيس أركان الاحتلال الإسرائيلي، هرتسي هليفي، أثناء لقاء عدد من أفراد جيش الاحتلال قائلا: «نحن أمام معركة طويلة في غزة»، في الوقت الذي قال مسؤول سابق في الموساد: «إسرائيل ستضطر للقتال في غزة لأشهر ولربما لسنوات»، بحسب موقع I24News الإسرائيلي في نسخته العربية.

آلاف المستوطنات الجديدة لكي تستمر الحرب

تصادق لجنة التخطيط العليا في الإدارة المدنية الإسرائيلية في يومي الأربعاء والخميس على بناء 5300 وحدة استيطانية، وفي مستوطنات الضفة الغربية تمت الموافقة على تسويق 500 وحدة استيطانية بحسب القناة السابعة الإسرائيلية ليرتفع عدد الوحدات الاستيطانية المصدق عليها خلال العام ونصف العام الماضي لأكثر من 24 ألف وحدة.

المجتمع الدولي يتفق مع الفلسطينيين لكن الواقع أمرا آخر

وتبعا لاتفاقيات السلام المبرمة في بداية تسعينيات القرن الماضي فإن الضفة الغربية تخضع لحكم ذاتي من السلطة الفلسطينية، ويعتبر الفلسطينيون ومعظم المجتمع الدولي المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية والقدس الشرقية غير قانونية، وهو ما يوجهه الإسرائيليون بحكايات أجدادهم التاريخية المرتبطة بتلك المنطقة.

بدوره، أعلن وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، أن الهدف وراء تلك المستوطنات الجديدة هو استمرار «حرب الإبادة ضد الفلسطينيين»، فيما تشير التقديرات إلى أن أكثر من 500 ألف مستوطن يهودي يعيشون حاليا في الضفة الغربية، بالإضافة إلى 200 ألف آخرين يعيشون في القدس الشرقية.

حرب مستمرة

وتستمر الحرب لأكثر من 270 يومًا على التوالي، إذ بدأت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة صباح السبت السابع من أكتوبر 2023، عقب تنفيذ الفصائل الفلسطينية عملية طوفان الأقصى، ردًا على الانتهاكات المستمرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.

ارتفاع الخسائر

وتستمر الحرب لشهرها التاسع حاليا، وسط ارتفاع أعداد الخسائر في الجانب الفلسطيني، التي سجلت أكثر من 37 ألفًا و800 شهيد حتى الآن أغلبهم من الأطفال والسيدات.

مقالات مشابهة

  • التفاح بـ40 جنيها والثوم بـ60.. أسعار الخضار والفاكهة الخميس 4 يوليو 2024
  • تصريحات وتحركات إسرائيلية تكشف عن «طول» العدوان على غزة.. «ربما لسنوات»
  • أسرة كانت ومازالت نموذج لما نتمناه في مجتمعنا.. محمد صبحي يستعيد ذكريات مسلسل "يوميات ونيس"
  • أسعار الفاكهة اليوم الأربعاء 3- 7-2024 في المنيا
  • نداء إستغاثة!!
  • ظاهرة غريبة على مجتمعنا
  • أسعار الخضروات والفاكهة اليوم الثلاثاء 2-7-2024 في أسواق محافظة البحيرة
  • السبت.. صالون بيت الحكمة يناقش "السير في طرق ممتدة وبعيدة"
  • أسعار الفاكهة اليوم الثلاثاء 2- 7-2024 في المنيا
  • أسعار الخضراوات والفاكهة اليوم الاثنين 1-7-2024 في أسواق محافظة البحيرة