ناغورني قرة باغ: نزاع قديم وعقود من الكراهية بين أرمينيا وأذربيحان
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
الصراع بين أرمينيا وأذربيجان ليس وليد الأمس، بل نشب منذ سنوات طويلة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. فكيف تطور هذا البلدان بعد نيلهما الاستقلال؟ وما طبيعة التحالفات التي تتشكل الآن من جديد في هذا الجزء من القوقاز؟
اعلانتفصل بين أرمينيا وأذربيجان عقود من الجفاء والكراهية بشأن ناغورني قره باغ، الجمهورية المعلنة من جانب واحد والتي أعلنت الخميس أنها "ستزول من الوجود" في نهاية العام، وذلك بعد أسبوع على هجوم خاطف شنته باكو في هذا الجيب الانفصالي.
في ما يأتي لمحة عن الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين في القوقاز اللتين خاضتا حربين من أجل هذه المنطقة الجبلية الصغيرة التي يسكنها الأرمن بشكل رئيسي، لكن يعترف بها دوليا كجزء من أذربيجان.
ناغورني قره باغتعد منطقة ناغورني قره باغ سبب العلاقات المضطربة بين يريفان وباكو. أعلن هذا الجيب ذو الغالبية الأرمينية الذي ألحقته السلطات السوفياتية بأذربيجان عام 1921، استقلاله من جانب واحد عام 1991، بدعم من أرمينيا. عام 1988، نشبت حرب استمرت حتى عام 1994 وخلّفت 30 ألف قتيل ومئات الآلاف من اللاجئين. سمحت الهزيمة التي منيت بها باكو ليريفان بالسيطرة على المنطقة ومناطق أذربيجانية مجاورة.
مواطنون أرمن نزحوا من ناغورني قرة باغ إلى أرمينياAPفي خريف 2020، اندلعت حرب جديدة أسفرت عن مقتل 6500 شخص خلال ستة أسابيع. لكن هذه المرة، انتهت الحرب بهزيمة أرمينيا التي أُجبرت على التنازل عن مناطق مهمّة لأذربيجان في ناغورني قره باغ ومحيطها.
نشرت موسكو التي أدت دور الوسيط للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار، قوات تدخّل في المنطقة لحفظ السلام. لكن هؤلاء الجنود الروس البالغ عددهم ألفين لم يتمكنوا من منع وقوع اشتباكات ولا الحصار الذي فرضته باكو لأشهر وقالت يريفان إن هدفه "التطهير العرقي".
ثوراتلأرمينيا، البلد المسيحي منذ القرن الرابع، تاريخ مضطرب منذ استقلاله في 1991. فقد شهدت هذه الدولة الفقيرة وغير الساحلية نصيبها من الثورات والقمع المميت، بالإضافة إلى انتخابات متنازع عليها بشدّة، بسبب نزعات المحسوبية والاستبداد لدى مختلف قادتها.
رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيانAP/nikol.pashinyan, Armenian Prime Minister official Facebook accountفي ربيع 2018، أدّت ثورة سلمية إلى وصول رئيس الحكومة نيكول باشينيان إلى السلطة. نفذ هذا الأخير إصلاحات أشيد بها على نطاق واسع لإضفاء الطابع الديموقراطي على المؤسسات واجتثاث الفساد. ورغم هزيمته في القتال الذي دار عام 2020، تمكّن باشينيان من تحقيق فوز انتخابي ساحق في الانتخابات التشريعية المبكرة، التي أجريت في حزيران/يونيو 2021.
من جهتها، تخضع أذربيجان، الدولة الشيعية الواقعة على شواطئ بحر قزوين، لسيطرة عائلة واحدة منذ 1993. فقد حكم حيدر علييف، الجنرال السابق في جهاز الاستخبارات السوفياتية، البلاد بقبضة من حديد حتى تشرين الأول/ أكتوبر 2003، ثمّ سلّم السلطة لابنه إلهام قبل أسابيع قليلة من وفاته.
وإلهام علييف، مثل والده، لم يسمح بظهور أي معارضة. في 2017، عيّن زوجته مهريبان أول نائبة لرئيس أذربيجان.
إلهام علييفAndreea Alexandru/ APروسيا، تركيا و"إبادة جماعية"من جهتها، جعلت تركيا التي لديها طموحات جيواستراتيجية في منطقة القوقاز السوفياتية السابقة وآسيا الوسطى، من أذربيجان، الدولة الناطقة باللغة التركية والغنية بالنفط، حليفها الرئيسي في المنطقة، وهي صداقة عزّزتها الكراهية المشتركة تجاه أرمينيا. كذلك، تدعم أنقرة باكو في رغبتها في السيطرة على ناغورني قره باغ.
ولدى الأرمن عداء قديم تجاه تركيا بسبب ما يعتبر "إبادة جماعية" تتهم بالقيام بها الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، وراح ضحيتها حوالى 1,5 مليون أرمني. وترفض تركيا مصطلح الإبادة الجماعية، متحدّثة عن مذابح متبادلة.
أذربيجان تعلن مقتل 192 من جنودها في الهجوم على ناغورني قره باغأما روسيا القوة الإقليمية الرئيسية، فتربطها بأرمينيا علاقات أوثق من تلك التي تربطها بأذربيجان، لكنّها تبيع الأسلحة للبلدين.
انضمّت يريفان إلى التحالفات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي تسيطر عليها موسكو، ومن أبرزها منظمة معاهدة الأمن الجماعي. وتحتاج أرمينيا إلى دعم روسي، في وقت تزيد عدوّتها التي تعدّ أغنى منها بكثير، إنفاقها العسكري.
كرد انتقامي.. طهران تطرد أربعة دبلوماسيين أذربيجانيين... فما خلفية هذا التوتر؟لكن هذا العام، وبسبب استيائه من عدم اكتراث روسيا أو عجزها عن التصرف في ناغورني قره باغ، ابتعد باشينيان عن موسكو وذهب إلى حد تنظيم مناورات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة في أيلول/سبتمبر.
نفط مقابل مغتربينخلال السنوات الأخيرة، سعت أذربيجان بفضل ثروتها النفطية إلى تقديم نفسها للعالم، وللغرب خصوصا، بصورة بعيدة عن سمعتها المرتبطة بالاستبداد والمحسوبية. استثمرت باكو بشكل خاص في الرعاية، خصوصًا في مجال كرة القدم. ومنذ العام 2016، تحوّلت أذربيجان أيضًا إلى موقع لسباق الجائزة الكبرى للفورمولا واحد.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في الكرملين ـ 2018Alexander Nemenov/APفي العام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، تحوّلت أذربيجان إلى مورّد نفط بديل عن روسيا في أوروبا. في المقابل، يتميّز الأرمن المغتربون بعددهم الكبير وتأثيرهم في العالم، سيما أنهم يُعدّون ورثة للاجئين من القمع العثماني.
ومن المشاهير الذين لديهم أصول أرمنية، نجمة تلفزيون الواقع العالمية كيم كارداشيان والمغنّي شارل أزنافور والمغنية والممثلة شير وبطل العالم في كرة القدم يوري دجوركاييف.
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تصريحات بن سلمان بشأن حكم الإعدام بحق مواطن سعودي... "خجل" صادق أم "مراوغة"؟ زعيم حزب النهضة راشد الغنوشي يبدأ إضراباً عن الطعام لمدة ثلاثة أيام في السجن مطلق النار في روتردام طالب طب ويعاني من اضطراب نفسي الاتحاد السوفييتي روسيا أرمينيا نزاع مسلح تاريخ أذربيجان اعلانالاكثر قراءة خمسة أدوية لا يجب تناولها عند احتساء القهوة..تعرّف عليها فيديو: فاجعة قرقوش.. الأهالي يشيعون ضحايا الحريق المروع الذي حوّل عرسًا إلى كارثة شاهد: الاستعانة بكلب بوليسي لجمع قطيع ماعز فقدت السيطرة عليه في نيويورك ارتفاع عدد الضحايا إلى 40 قتيلًا في التفجير الانتحاري قرب مسجد في بلوشستان في باكستان مرتبكًا وأسقط سماعة الترجمة على الأرض.. رئيس جنوب السودان في موقف محرج وبوتين يتدخل اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next تصريحات بن سلمان بشأن حكم الإعدام بحق مواطن سعودي... "خجل" صادق أم "مراوغة"؟ يعرض الآن Next هجوم أوكراني بمسيّرة يقطع الطاقة عن خمس بلدات روسية وبوتين يستعين بمساعد سابق لبريغوجين يعرض الآن Next ناغورني قره باغ تفرغ من سكانها وروسيا ستقرّر مع أذربيجان مستقبل مهمّة حفظ السلام فيها يعرض الآن Next مع تفاقم أزمة الهجرة في المتوسط.. قادة الدول الأوروبية المتوسطية يجرون محادثات في مالطا يعرض الآن Next في منطقة اليورو.. التضخم "ينكمش" إلى أدنى مستوياته منذ عامين LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم فلاديمير بوتين ضحايا روسيا أوكرانيا وسائل التواصل الاجتماعي الحرب الروسية الأوكرانية البيئة الحزب الديمقراطي أزمة المهاجرين حكم السجن قصف Themes My Europeالعالممال وأعمالرياضةGreenNextسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Jobbio عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2023 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار فلاديمير بوتين ضحايا روسيا أوكرانيا وسائل التواصل الاجتماعي الحرب الروسية الأوكرانية My Europe العالم مال وأعمال رياضة Green Next سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye Algeria Tomorrow From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Angola 360 Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpskiالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الاتحاد السوفييتي روسيا أرمينيا نزاع مسلح تاريخ أذربيجان فلاديمير بوتين ضحايا روسيا أوكرانيا وسائل التواصل الاجتماعي الحرب الروسية الأوكرانية البيئة الحزب الديمقراطي أزمة المهاجرين حكم السجن قصف فلاديمير بوتين ضحايا روسيا أوكرانيا وسائل التواصل الاجتماعي الحرب الروسية الأوكرانية ناغورنی قره باغ یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
وزيرة البيئة تلتقي نظيرها البريطاني على هامش قمة أذربيجان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، لقاء ثنائيا مع إيد ميليباند وزير الدولة البريطاني لأمن الطاقة وصافي الانبعاثات الصفرية والوفد المرافق له، بحضور السفير وائل أبو المجد مساعد وزير الخارجية لشئون البيئة والمناخ والتنمية المستدامة، والدكتور عمرو أسامة مستشار الوزيرة للتغيرات المناخية والأستاذة سها طاهر رئيس الإدارة المركزية للتغيرات المناخية، وذلك على هامش مشاركتها في الشق الوزاري لمؤتمر المناخ COP29 بباكو بأذربيجان.
وأوضحت البيئة في بيان لها اليوم، أنه قد ثمن الوفد البريطاني في بداية اللقاء جهود الدكتورة ياسمين فؤاد في قيادة مشاورات الهدف الجديد لتمويل المناخ مع شريكها الأسترالي، والحرص على الوصول لمنطقة وسط تحقق توازن لمختلف الآراء.
وأشارت وزيرة البيئة أنها سلمت وشريكها الأسترالي إلى رئاسة مؤتمر المناخ COP29 نتائج قيادتهما لمشاورات الهدف الجمعي الجديد للتمويل على مدار الفترة السابقة، وتطلعها للخروج بقرار في هذا الشأن يسهل على جميع الأطراف المضي قدما في عملية المناخ، خاصة مع اهتمام الدول المتقدمة بتحديد قاعدة المساهمين، وتطلع الدول النامية للوصول لرقم تمويل طموح يساعدها على تلبية احتياجاتها وأولوياتها.
وأضافت وزيرة البيئة أن قيادتها وشريكها لمشاورات الهدف الجديد للتمويل غلبت عليها روح التحالف والرغبة الحقيقية في الوصول لنتيجة تدعم العمل المناخي، مؤكدة أن الاتفاق على رقم جديد للتمويل سيساعد على الانتقال إلى مرحلة اكثر طموحا في المشاورات.
كما ثمنت فؤاد جهود الجانب البريطاني في ملف تمويل المناخ وأيضاً التكيف، في ظل اعتراف الدول المتقدمة بأولوية التكيف، مؤكدة أن الأهم في عملية مشاورات التمويل ليس فقط الوصول إلى رقم طموح أو حشد الموارد، ولكن بث الثقة في العمل متعدد الأطراف لدى الدول النامية.
ومن جانبه، اشار السيد ايد ميليباند وزير الدولة البريطاني لأمن الطاقة، إلى حرص بلاده على الوصول إلى رقم اكثر قوة لتمويل المناخ، والطرق الواقعية لزيادة هذا الرقم، والوصول لاتفاق حول قاعدة المساهمين، في ظل تفهم الرؤى المختلفة للدول، مع العمل على بناء الثقة في إمكانية الوصول إليه، إلى جانب حشد المساهمات الطوعية وتشجيع القطاع الخاص على المشاركة لتخطي فجوة التمويل ، مع الاهتمام بالموضوعات الخاصة بقدرة الدول على الوصول للتمويل، وتمويل التكيف، والمساواة، والديون.
كما ناقش الجانبان الوضع الراهن لجهود التخفيف والحفاظ على هدف ١.٥ درجة ارتفاع في حرارة الكوكب، واهمية تقديم كافة الدول لخطط مساهماتها الوطنية لتقييم الجهد العالمي للتخفيف، حيث شددت وزيرة البيئة على ان مصر رغم التزامها بتقديم خطط مساهمات وطنية طموحة وتحديثها، إلا أنها تدافع عن حق الدول النامية في اختيار التزاماتها الطوعية وفق مساراتها وظروفها الوطنية.