لجريدة عمان:
2025-04-29@05:25:53 GMT

نوافذ :أنفسٌ تستوطن الألم

تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT

[email protected]

من قال: «إن الفضيلة بين طرفين؛ كلاهما رذيلة» كأنه وضع حكما قطعيا في مجموع الممارسات التي نقوم بها، ففي كل الممارسات التي نقوم بها نضع أنفسنا على محك الحكم؛ الذي يكاد أن يكون قاطعا، وذلك لحساسية النتائج المتوقعة من أي فعل نقوم به، فكلنا بلا استثناء نستحضر معنى الفضيلة في كل ما نقوم به، وليس هناك من يشذ عن ذلك؛ إلا من كان في قلبه مرض، فذلك يعد من الاستثناء، ولأن هذه الفضيلة محفوفة بمخاطر الانزلاق نحو الرذيلة، فترانا نُجَيِّرُ بعض الممارسات بمخالفات نحسب أنها تغطي فعل الرذيلة، فمن شدة حرصنا على الصدق، قد نقع في الكذب، فنقع في «قتل الحقيقة؛ وإعدام الصدق» وكلاهما فضيلة، حيث نتوارى خلف الكذب، حتى لا يكشف الآخر حقيقتنا، وما ينطبق على الكذب؛ ينطبق على سوء الظن بالآخر؛ الذي يوصف بـ «قتل اليقين والأمل» والصورة ذاتها تنطبق على كل ما نقوم به في حياتنا اليومية، وبالتالي فهذه الصورة لن تبهج النفس إذا سارت على نفس النسق، فهي صورة مؤلمة، ولا بد من تجاوزها، فبقاؤها على امتداد خط سير الحياة اليومية، لا أتصور أنها تُعلي من شأن الحياة التي نود أن نعيشها آمنة مطمئنة.

يندر أن يمر يوم لا نسمع فيه عن حالة قتل، أو اغتصاب، أو خيانة أمانة، أو حالة فساد، يحدث كل ذلك «مع سبق الإصرار والترصد» أي يحدث ذلك بملء إرادة الإنسان، وغير مجبر على الإطلاق، وهذا في حد ذاته استيطان للألم، وليس مكافحته، والتقليل منه، مع أن الحقيقة الماثلة أن مجمل الأسباب التي تجعل هذا الإنسان يقوم بكل ذلك، لا تتحقق من أثر الفعل السيئ الذي يقوم به، وهل يعقل أن تبنى الحياة الآمنة المطمئنة، والفضائل والمثل السامية بتأسيس سيئ؟ هذا ما لا يتصوره عاقل إطلاقا؛ إلا من كان في قلبه درن، وما أكثر الأنفس المحملة بأدران الممارسات السيئة.

تحل اللحظة الآنية؛ وكأنها صورة حالمة لتحقيق الحلم، فتثير في الأنفس أهواءها، فتظن أن اللحظة الحاسمة التي ترتكب فيها غواية ما، من شأنها أن تفضي إلى مساحة زمنية تحقق فيها الأنفس ما تحلم به، حتى ولو كان ذلك على حساب الآخر، والإشكالية هنا هي المبالغة في الفعل السيئ، الذي يرى فيه البعض أنه اللحظة الحاسمة لتحقيق المراد، فمن يُقْبِلُ على قتل نفس، يظن أنه بهذه الخطوة سوف تتسع له مساحة الأفق أكثر، لأنه أزال ما يراه سدا منيعا لتحقيق ما يصبو إليه، والفكرة أو النظرة ذاتها تنطبق على الكذب والظلم والفساد والسرقة والغش والخيانة، وعلى هتك الأعراض؛ وغيرها.

في مشهد تلفزيوني؛ كانت المذيعة تحاور المستضاف؛ وكادت أن تُقَطِّعَ ثوبها القصير من كثرة ما تشده لكي يغطي ركبتيها البارزتين، كل ذلك لإعادة الحياء والعفة إلى نفسها، ولو في تلك اللحظة القصيرة من عمر البرنامج، وهي بسلوكها هذا تعكس معاناة مؤلمة للنفس، لا تستطيع إخفاءها، مع أن الحقيقة لم يجبرها أحد على ارتداء ذلك الفستان القصير لكي توقع نفسها في ذلك الموقف، وتمتحن نفسها أمام جمهورها العريض، وكثير من هذه الصور نراها؛ حيث يتوارى الناس خلف الستائر في لحظات تتيح لهم أن يعيدوا لأنفسهم اعتبار الفضيلة، ليقينهم أنهم أوقعوا أنفسهم بين طرفيها.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

النيابة الإدارية تشارك في المؤتمر السنوي الثاني لجهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية

حضر المستشار عبد الراضي صديق رئيس هيئة النيابة الإدارية، صباح اليوم الاثنين فعَّاليات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السنوي الثاني لجهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية المنعقد تحت عنوان: "عشرون عامًا على إنشاء جهاز المنافسة المصري: إنجازات وآفاق مستقبلية"، تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وتلبية للدعوة الكريمة من الدكتور محمود ممتاز - رئيس جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية،

رافق رئيس الهيئة المستشار الدكتور محمد أبو ضيف - الأمين العام للمجلس الأعلى للنيابة الإدارية، ووفد من مستشاري النيابة الإدارية من مديري الإدارات والوحدات وأعضائها.

وشهدت الفعاليات التي جاءت بمشاركة لفيف من الوزراء وقيادات الدولة التنفيذية ورؤساء الجهات والهيئات القضائية والنائب العام، وقيادات جهات إنفاذ القانون والهيئات الحكومية، ونخبة من أساتذة الجامعات المختلفة والخبراء المحليين والدوليين المتخصصين في مختلف التخصصات ذات الصلة، نبذة تاريخية عن نشأة الجهاز وعرض لما يقوم به من دور بالغ الأهمية لدعم الاقتصاد المصري.

وتأتي مشاركة النيابة الإدارية في إطار دورها الفاعل في دعم الجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز بيئة اقتصادية قائمة على سيادة القانون ومبادئ النزاهة والشفافية.

اقرأ أيضاًلدواع أمنية.. وزير الداخلية يرفض تجنس فلسطيني

مصرع طفلة صدمتها سيارة مسرعة أعلى طريق العياط

اليوم.. استكمال محاكمة 111 متهمًا في قضية خلية «طلائع حسم» الإرهابية

مقالات مشابهة

  • لم يتركها المرض تنعم بلحظة راحة.. سمر تكشف معاناتها
  • وزير المالية: معدلات النمو الاقتصادي ارتفعت إلى 9.3% خلال الفترة من يوليو إلى ديسمبر 2024
  • كجوك: تعزيز المنافسة وتمكين القطاع الخاص من أولويات السياسة المالية
  • النيابة الإدارية تشارك في المؤتمر السنوي الثاني لجهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية
  • دواء شائع لعلاج السكري يفتح آفاقاً جديدة لتخفيف «آلام الركبة»
  • النيابة الإدارية تشارك في المؤتمر السنوي الثاني لجهاز حماية المنافسة
  • علاج شائع للسكري قد يحميك من جراحة الركبة
  • مركز بحوث الصحراء يطبق الممارسات الزراعية الجيدة لخدمة مزارعي مطروح |تفاصيل
  • مرض فيبروميالجيا أو الألم العضلي الليفي: الأسباب، العلاج
  • مرضى مزمنون في غزة.. بين عذابات الألم والموت المنتظر بسبب الحصار / شاهد