لجريدة عمان:
2025-01-19@09:13:38 GMT

نوافذ :أنفسٌ تستوطن الألم

تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT

[email protected]

من قال: «إن الفضيلة بين طرفين؛ كلاهما رذيلة» كأنه وضع حكما قطعيا في مجموع الممارسات التي نقوم بها، ففي كل الممارسات التي نقوم بها نضع أنفسنا على محك الحكم؛ الذي يكاد أن يكون قاطعا، وذلك لحساسية النتائج المتوقعة من أي فعل نقوم به، فكلنا بلا استثناء نستحضر معنى الفضيلة في كل ما نقوم به، وليس هناك من يشذ عن ذلك؛ إلا من كان في قلبه مرض، فذلك يعد من الاستثناء، ولأن هذه الفضيلة محفوفة بمخاطر الانزلاق نحو الرذيلة، فترانا نُجَيِّرُ بعض الممارسات بمخالفات نحسب أنها تغطي فعل الرذيلة، فمن شدة حرصنا على الصدق، قد نقع في الكذب، فنقع في «قتل الحقيقة؛ وإعدام الصدق» وكلاهما فضيلة، حيث نتوارى خلف الكذب، حتى لا يكشف الآخر حقيقتنا، وما ينطبق على الكذب؛ ينطبق على سوء الظن بالآخر؛ الذي يوصف بـ «قتل اليقين والأمل» والصورة ذاتها تنطبق على كل ما نقوم به في حياتنا اليومية، وبالتالي فهذه الصورة لن تبهج النفس إذا سارت على نفس النسق، فهي صورة مؤلمة، ولا بد من تجاوزها، فبقاؤها على امتداد خط سير الحياة اليومية، لا أتصور أنها تُعلي من شأن الحياة التي نود أن نعيشها آمنة مطمئنة.

يندر أن يمر يوم لا نسمع فيه عن حالة قتل، أو اغتصاب، أو خيانة أمانة، أو حالة فساد، يحدث كل ذلك «مع سبق الإصرار والترصد» أي يحدث ذلك بملء إرادة الإنسان، وغير مجبر على الإطلاق، وهذا في حد ذاته استيطان للألم، وليس مكافحته، والتقليل منه، مع أن الحقيقة الماثلة أن مجمل الأسباب التي تجعل هذا الإنسان يقوم بكل ذلك، لا تتحقق من أثر الفعل السيئ الذي يقوم به، وهل يعقل أن تبنى الحياة الآمنة المطمئنة، والفضائل والمثل السامية بتأسيس سيئ؟ هذا ما لا يتصوره عاقل إطلاقا؛ إلا من كان في قلبه درن، وما أكثر الأنفس المحملة بأدران الممارسات السيئة.

تحل اللحظة الآنية؛ وكأنها صورة حالمة لتحقيق الحلم، فتثير في الأنفس أهواءها، فتظن أن اللحظة الحاسمة التي ترتكب فيها غواية ما، من شأنها أن تفضي إلى مساحة زمنية تحقق فيها الأنفس ما تحلم به، حتى ولو كان ذلك على حساب الآخر، والإشكالية هنا هي المبالغة في الفعل السيئ، الذي يرى فيه البعض أنه اللحظة الحاسمة لتحقيق المراد، فمن يُقْبِلُ على قتل نفس، يظن أنه بهذه الخطوة سوف تتسع له مساحة الأفق أكثر، لأنه أزال ما يراه سدا منيعا لتحقيق ما يصبو إليه، والفكرة أو النظرة ذاتها تنطبق على الكذب والظلم والفساد والسرقة والغش والخيانة، وعلى هتك الأعراض؛ وغيرها.

في مشهد تلفزيوني؛ كانت المذيعة تحاور المستضاف؛ وكادت أن تُقَطِّعَ ثوبها القصير من كثرة ما تشده لكي يغطي ركبتيها البارزتين، كل ذلك لإعادة الحياء والعفة إلى نفسها، ولو في تلك اللحظة القصيرة من عمر البرنامج، وهي بسلوكها هذا تعكس معاناة مؤلمة للنفس، لا تستطيع إخفاءها، مع أن الحقيقة لم يجبرها أحد على ارتداء ذلك الفستان القصير لكي توقع نفسها في ذلك الموقف، وتمتحن نفسها أمام جمهورها العريض، وكثير من هذه الصور نراها؛ حيث يتوارى الناس خلف الستائر في لحظات تتيح لهم أن يعيدوا لأنفسهم اعتبار الفضيلة، ليقينهم أنهم أوقعوا أنفسهم بين طرفيها.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

«الدار» تطلق برنامج حوافز لتشجيع الموردين على تبني الممارسات المستدامة

 

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة تعاون بين دائرة الطاقة و«الدار» لتعزيز كفاءة الطاقة والمياه وكيل الوزارة المساعد لقطاع المسرعات الصناعية لـ «الاتحاد»: 1.1 مليار درهم تمويلات التكنولوجيا المتقدمة بمصانع الإمارات


أعلنت مجموعة الدار عن برنامج تحفيزي شامل للاستدامة، يدعم مستهدفات برنامج المحتوى الوطني، ويشجع الموردين على تبني أفضل الممارسات المستدامة من خلال منحهم مكافآت بمزايا وحوافز مالية وغير مالية.
ويقوم البرنامج بتقييم أداء الموردين في تبني الممارسات المستدامة من خلال نظام تصنيف قائم على عوامل متعلقة بالاستدامة، وتشمل بيانات الاستدامة، ومعدلات إعادة التدوير، والاعتماد على الطاقة المتجددة، وكثافة انبعاثات الكربون. كما يأخذ التصنيف في الاعتبار أداء الشركات في مجال الحد من الاعتماد على البلاستيك المستخدم لمرة واحدة، وبرامج العناية بصحة وسلامة الموظفين، ومدى انسجام ممارساتها مع سياسة الدار لاستخدام المواد منخفضة الانبعاثات الكربونية.
وجاء ذلك على هامش فعاليات «أسبوع أبوظبي للاستدامة»، حيث تم توقيع اتفاقية تعاون مع وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ويعد هذا البرنامج الأول من نوعه في المنطقة، ويدعم استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050، وخريطة طريق خفض الكربون في القطاع الصناعي التي أطلقتها وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في ديسمبر من العام 2023 على هامش مؤتمر الأطراف 28، بالإضافة إلى تعهد المشتريات الحكومية الخضراء.
ودعت الدار جميع مورديها للحصول على شهادة المحتوى الوطني التي تصدرها وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، والتي تؤهل الموردين في مرحلة تقديم المناقصات، بالإضافة إلى تلبية معايير محددة مرتبطة بالاستدامة، والحفاظ على صحة وسلامة العمال للتأهل للمشاركة في البرنامج.
وسيقدم البرنامج مزايا إضافية للموردين المشاركين في التعهد المناخي للقطاع العقاري الذي أطلقته الدار بالشراكة مع وزارة التغير المناخي والبيئة لتحفيز الموردين على تبني أهداف الحد من الانبعاثات الكربونية، وشهد انضمام أكثر من 70 عضواً خلال العامين الماضيين.
ويساهم كل عامل من هذه العوامل في تحديد النتيجة الإجمالية للموردين، ثم بناءً على درجة التصنيف قد يحصل المقاولون المؤهلون على مكافآت مالية وفرص تدريبية، إلى جانب تلقي جوائز تكريمية ومدفوعات أسرع وحوافز تقييم الاستدامة لمكافأتهم، وتعزيز فرصهم في المناقصات المستقبلية.
وأكدت سلامة العوضي، وكيل الوزارة المساعد لقطاع التنمية الصناعية في وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، أن الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة (مشروع 300 مليار) تركز ضمن محاورها الرئيسية على تعزيز الاستدامة في قطاع الصناعة والخدمات، بما يدعم مستهدفات الدولة للحياد المناخي، كما نعمل على تحفيز التحول الصناعي نحو ممارسات مستدامة من خلال مبادرة «اصنع في الإمارات»، وبرنامج المحتوى الوطني.
وأضافت أن برنامج المحتوى الوطني يشهد نمواً كبيراً وإقبالاً من الجهات الحكومية والشركات الصناعية والخدمية، والتي بلغ عددها 31 جهة منضمة، كما تجاوز عدد الشركات الحاصلة على شهادة البرنامج أكثر من 6500 شركة، وبلغت عدد الشهادات التي تم إصدارها في العام 2024 أكثر من 8000 شهادة مقارنة بـ 7000 شهادة في 2023.
ونوهت العوضي إلى سعي الوزارة الدائم نحو التعاون مع الشركات الوطنية الرائدة مثل مجموعة الدار من خلال تعزيز مشاركتها في سلسلة التوريد الوطنية، وجعلها أكثر تكاملاً واستدامة، بما يدعم تحقيق الاكتفاء الذاتي وطنياً، مشيرة إلى أن برنامج حوافز الاستدامة المقدم من الدار سيعزز نمو الشركات والموردين، ويقدم المزيد من الفرص الاستثمارية والشراكات.
من جهته، قال فيصل فلكناز، الرئيس التنفيذي للشؤون المالية والاستدامة في مجموعة الدار: «نحرص في الدار على تطبيق نهج شامل لخفض الانبعاثات الكربونية عبر سلسلة القيمة بأكملها، إذ نعمل بشكل وثيق مع موردينا لتشجيعهم على دمج ممارسات الاستدامة في أنشطتهم. ونرى بأن نهج التحفيز يُعد من أكثر الوسائل فاعلية لإحداث التغيير المنشود، ونطمح إلى تقديم نموذج يُحتذى به في تبني مثل هذه البرامج على مستوى المنطقة، وستسهم شراكتنا الاستراتيجية مع وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في تسريع وتيرة هذا التحول الإيجابي، وإلهام المؤسسات الأخرى لاعتماد النهج ذاته».
ويأتي برنامج الحوافز تعزيزاً للشراكة الاستراتيجية بين الدار ووزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، والتي تشرف على برنامج المحتوى الوطني. وبلغت مساهمة المجموعة في البرنامج 10.5 مليار درهم خلال عام 2023، حيث تعطي الدار الأولوية للشركات الوطنية، بما يعزز إعادة توجيه الإنفاق إلى الاقتصاد الوطني. وسيندرج برنامج الحوافز الجديد ضمن مبادرات الشركة لتطوير سلسلة توريد منخفضة الكربون، وتشجيع ممارسات البناء المستدام في مشاريعها الجديدة.

مقالات مشابهة

  • طبيبة تكشف علامات غير نمطية تنذرك بمشكلات في الكبد
  • 5 حيل سحرية تمنع آلام المفاصل في الشتاء
  • لماذا حذر النبي من الكذب المتعمد عليه ؟ .. علي جمعة يجيب
  • طريقة عمل تورتة الكيوي
  • أعراض وأسباب تشنجات الساق .. وطرق علاجه
  • المفتي يحذر من الترويج للمعاصي وتقويض الفضيلة تحت دعوات زائفة للحريات
  • قرار حاسم من حزب الله
  • تعرض لها عبدالله السعيد في مباراة حرس الحدود.. ما هي إصابة العضلة الضامة؟
  • «الدار» تطلق برنامج حوافز لتشجيع الموردين على تبني الممارسات المستدامة
  • اكتشاف ثوري.. جسيمات نانوية لتنظيم نقل الضوء والحرارة عبر نوافذ ذكية