لجريدة عمان:
2024-10-05@05:07:04 GMT

نوافذ :أنفسٌ تستوطن الألم

تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT

[email protected]

من قال: «إن الفضيلة بين طرفين؛ كلاهما رذيلة» كأنه وضع حكما قطعيا في مجموع الممارسات التي نقوم بها، ففي كل الممارسات التي نقوم بها نضع أنفسنا على محك الحكم؛ الذي يكاد أن يكون قاطعا، وذلك لحساسية النتائج المتوقعة من أي فعل نقوم به، فكلنا بلا استثناء نستحضر معنى الفضيلة في كل ما نقوم به، وليس هناك من يشذ عن ذلك؛ إلا من كان في قلبه مرض، فذلك يعد من الاستثناء، ولأن هذه الفضيلة محفوفة بمخاطر الانزلاق نحو الرذيلة، فترانا نُجَيِّرُ بعض الممارسات بمخالفات نحسب أنها تغطي فعل الرذيلة، فمن شدة حرصنا على الصدق، قد نقع في الكذب، فنقع في «قتل الحقيقة؛ وإعدام الصدق» وكلاهما فضيلة، حيث نتوارى خلف الكذب، حتى لا يكشف الآخر حقيقتنا، وما ينطبق على الكذب؛ ينطبق على سوء الظن بالآخر؛ الذي يوصف بـ «قتل اليقين والأمل» والصورة ذاتها تنطبق على كل ما نقوم به في حياتنا اليومية، وبالتالي فهذه الصورة لن تبهج النفس إذا سارت على نفس النسق، فهي صورة مؤلمة، ولا بد من تجاوزها، فبقاؤها على امتداد خط سير الحياة اليومية، لا أتصور أنها تُعلي من شأن الحياة التي نود أن نعيشها آمنة مطمئنة.

يندر أن يمر يوم لا نسمع فيه عن حالة قتل، أو اغتصاب، أو خيانة أمانة، أو حالة فساد، يحدث كل ذلك «مع سبق الإصرار والترصد» أي يحدث ذلك بملء إرادة الإنسان، وغير مجبر على الإطلاق، وهذا في حد ذاته استيطان للألم، وليس مكافحته، والتقليل منه، مع أن الحقيقة الماثلة أن مجمل الأسباب التي تجعل هذا الإنسان يقوم بكل ذلك، لا تتحقق من أثر الفعل السيئ الذي يقوم به، وهل يعقل أن تبنى الحياة الآمنة المطمئنة، والفضائل والمثل السامية بتأسيس سيئ؟ هذا ما لا يتصوره عاقل إطلاقا؛ إلا من كان في قلبه درن، وما أكثر الأنفس المحملة بأدران الممارسات السيئة.

تحل اللحظة الآنية؛ وكأنها صورة حالمة لتحقيق الحلم، فتثير في الأنفس أهواءها، فتظن أن اللحظة الحاسمة التي ترتكب فيها غواية ما، من شأنها أن تفضي إلى مساحة زمنية تحقق فيها الأنفس ما تحلم به، حتى ولو كان ذلك على حساب الآخر، والإشكالية هنا هي المبالغة في الفعل السيئ، الذي يرى فيه البعض أنه اللحظة الحاسمة لتحقيق المراد، فمن يُقْبِلُ على قتل نفس، يظن أنه بهذه الخطوة سوف تتسع له مساحة الأفق أكثر، لأنه أزال ما يراه سدا منيعا لتحقيق ما يصبو إليه، والفكرة أو النظرة ذاتها تنطبق على الكذب والظلم والفساد والسرقة والغش والخيانة، وعلى هتك الأعراض؛ وغيرها.

في مشهد تلفزيوني؛ كانت المذيعة تحاور المستضاف؛ وكادت أن تُقَطِّعَ ثوبها القصير من كثرة ما تشده لكي يغطي ركبتيها البارزتين، كل ذلك لإعادة الحياء والعفة إلى نفسها، ولو في تلك اللحظة القصيرة من عمر البرنامج، وهي بسلوكها هذا تعكس معاناة مؤلمة للنفس، لا تستطيع إخفاءها، مع أن الحقيقة لم يجبرها أحد على ارتداء ذلك الفستان القصير لكي توقع نفسها في ذلك الموقف، وتمتحن نفسها أمام جمهورها العريض، وكثير من هذه الصور نراها؛ حيث يتوارى الناس خلف الستائر في لحظات تتيح لهم أن يعيدوا لأنفسهم اعتبار الفضيلة، ليقينهم أنهم أوقعوا أنفسهم بين طرفيها.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الإمارات.. "هيئة تنظيم الاتصالات" تنظم منتدى "النفاذية الرقمية"

أعلنت هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، اليوم الأربعاء، تنظيمها منتدى "النفاذية الرقمية" في دبي، الذي يعد الأول من نوعه على المستوى الوطني، ويهدف إلى تعزيز الجهود الوطنية لتحقيق شمولية رقمية متكاملة.

وقالت الهيئة، في بيان لها، إن "المنتدى ركز على تمكين جميع شرائح المجتمع، من الوصول إلى التكنولوجيا الرقمية والخدمات الإلكترونية، مع ضمان توفير البنية التحتية اللازمة التي تراعي احتياجات الفئات المختلفة، بما في ذلك أصحاب الهمم وكبار السن".
وتم خلال المنتدى مناقشة العديد من القضايا الحيوية، مثل تعزيز الابتكار في تقديم الخدمات الرقمية، وتطوير المعايير الرقمية التي تدعم سهولة الوصول إلى المنصات الحكومية والخاصة.

أفضل الممارسات 

كما استعرض المنتدى أفضل الممارسات العالمية في مجال النفاذية الرقمية، وأهمية بناء مجتمعات رقمية متكاملة ومتساوية.
وأكد م. محمد إبراهيم الزرعوني نائب المدير العام لقطاع المعلومات والحكومة الرقمية في هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، في كلمته خلال المنتدى، أن "التحول الرقمي الحقيقي لا يكمن في التقنية وحدها، بل في القدرة على ضمان أن تكون هذه التقنيات متاحة للجميع دون استثناء".
وأضاف أن تمكين أصحاب الهمم وكبار السن من الوصول الكامل للتكنولوجيا، ليس مجرد هدف، بل هو واجب، موضحا أن هنا يأتي دور سياسة النفاذ الرقمي التي تم إطلاقها في 2024، لتكون علامة فارقة في مسيرتنا نحو الشمول الرقمي.

مقالات مشابهة

  • ريال مدريد.. ذكريات «الألم الأخير» في «البرنابيو»!
  • نقابة الأطباء: لوقف المجازر الإسرائيلية بحق الجهاز الطبي اللبناني
  • بلدية أبوظبي تثقف مرتادي شاطئ البطين بالاستدامة
  • كيف يتحوّل العمود الفقري من الألم إلى الأداء العالي؟
  • ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟
  • قائد الثورة يكشف تفاصيل حساسة بشأن الهجوم الإيراني على كيان العدو والمواقع التي تم استهدافها وما الذي حدث بعد الضربة مباشرة
  • لو سألت الملايين من السودانيين لماذا ومنذ اللحظة الاولى للحرب وقفتم مع الجيش؟
  • اللواء أركان حرب حمدي بخيت: إسرائيل لم تعلن حتى اللحظة عن خسائرها في حرب أكتوبر (حوار)
  • الإمارات.. "هيئة تنظيم الاتصالات" تنظم منتدى "النفاذية الرقمية"
  • اللحظات الأخيرة في حياة المذيعة السورية صفاء أحمد.. «زوجها شاف دمها على الأرض»