«أبوظبي للزارعة».. استراتيجية متكاملة للحد من هدر الغذاء
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
أبوظبي: «الخليج»
تكثف هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية من جهودها لبلورة استراتيجية متكاملة للحد من الفقد والهدر من الغذاء، ورفع كفاءة سلسلة الإنتاج، في إطار الالتزام بدورها المحوري في الاستدامة الزراعية والغذائية في إمارة أبوظبي.
وأشارت الهيئة بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بالفاقد والمهدر من الأغذية، الذي يصادف 29 سبتمبر/ أيلول من كل عام، إلى أن استراتيجية الحد من الفقد والهدر تستند إلى عدة ركائز أساسية، منها تطوير وتحديث منظومة تشريعات الزراعة والسلامة الغذائية، وإطلاق البرامج والمبادرات الرامية لتغيير السلوك في ما يتعلق بإنتاج واستهلاك الغذاء من المزرعة إلى المائدة، وتنفيذ البرامج التدريبية للعاملين في المنشآت الزراعية الغذائية والحملات الإرشادية وتوعية مختلف شرائح المجتمع، وحثها على ترشيد الاستهلاك وتقليل الهدر لضمان استدامة الأمن الغذائي.
وأصدرت الهيئة حزمة من التشريعات في ما يخص السلامة الغذائية خلال مراحل السلسة الغذائية، كما أصدرت أدلة إرشادية للمنشآت الغذائية تشرح التشريعات بصورة مبسطة وسهلة، وأدلة الممارسات الزراعية الجيدة، والتي من شأنها تقليل الفقد والهدر أثناء عمليات الحصاد والنقل، وتتبع التشريعات الصادرة عن الهيئة نهج تحليل المخاطر.
أما على مستوى التشريعات الاتحادية، فقد بادرت الهيئة بالتعاون مع الجهات الاتحادية بالتحديث والتعديل على اللوائح الفنية ذات العلاقة بالبطاقة الغذائية، وتاريخ الإنتاج والانتهاء للمواءمة مع الممارسات العالمية.
كما تقدم الهيئة الدعم الفني والإرشاد الزراعي وتوعية المزارعين بأفضل الممارسات التي يمكن اتباعها للمحافظة على جودة الثمار بعد حصادها عن طريق سرعة تبريدها مباشرة بعد الحصاد، وتخزينها في درجات الحرارة المثلى، لزيادة فترة صلاحية الثمار، وبالتالي تقليل الفاقد منها، إضافة لتوجيه المزارعين لزراعة الأصناف الأكثر ملاءمة لمناخ الدولة وطبيعة الأراضي الزراعية، وأهمية استخدام الموارد المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والمياه المعاد تدويرها.
وتقدم الهيئة أيضاً برامج تدريب للعاملين في قطاع الزراعة تسهم في بناء الوعي لديهم حول مفهوم الاستدامة وتساعد على تأهيلهم لاستخدام الأدوية والمبيدات بالطريقة الصحيحة.
وأصدرت الهيئة مؤخراً، 36 دليلاً إرشادياً للمحافظة على جودة الثمار بعد الحصاد تغطي 41 محصولاً، إيماناً منها بأن معاملات ما بعد الحصاد تعد أحد العناصر الهامة في مراحل الإنتاج، وركناً هاماً في منظومة الأمن الغذائي. حيث تشير تقارير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو»، إلى أن اتباع الممارسات الصحيحة لمعاملات ما بعد الحصاد يعمل على زيادة فترة صلاحية المنتج للتداول والاستهلاك، كما يضمن تقليل الفاقد من الإنتاج بنسبة تتراوح من 20% إلى 50%.
وبالنسبة للعاملين في المنشآت الغذائية الصناعية، وقطاع المطاعم والفنادق، هناك برامج متخصصة لتدريبهم حول كيفية التعامل مع الغذاء بطريقة آمنة تحافظ على سلامة الغذاء للمستهلك وتقلل من حجم الفاقد الناجم عن تلف، أو تلوث الغذاء.
وتم تطوير هذا الدليل لتوفير التوجيه ومساعدة قطاع خدمات الطعام للمساهمة في تعزيز الأمن الغذائي وحماية البيئة من خلال تقليل مخلفات الطعام بما يتوافق مع تشريعات هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية في ما يخص السلامة الغذائية وأفضل الممارسات الدولية في التقليل من هدر الغذاء.
ويُمكّن هذا الدليل قطاع خدمات الطعام من تطوير خطط الحد من هدر الطعام، وإشراك المستهلكين للمساهمة في الحد من هدر الطعام من خلال نشر الوعي، إضافة إلى توفير خيارات مختلفة لتناول الطعام (على سبيل المثال تقديم أحجام مختلفة للوجبة).
أما بالنسبة للحد من الهدر من جانب المستهلك، فتكثف الهيئة من حملاتها الإرشادية لتوعية المستهلكين حول أساليب تخزين الغذاء المنزلي بالشكل الصحيح، وأهمية الاستهلاك بحسب الحاجة فقط، لتقليل هدر الغذاء، كما تعمل الهيئة بالتعاون مع جهات أخرى، مثل الهلال الأحمر الإماراتي (مشروع حفظ النعمة)، على عقد الورش التوعوية في المدارس والجامعات.
وحثت الهيئة جميع أطراف السلسلة الغذائية على تجنب السلوكات والعادات التي تؤدي إلى فقد وهدر الأغذية طوال مراحل السلسلة من المزرعة إلى المائدة، مشيرة إلى أن الهدر الأكبر للأغذية يحدث خلال المراحل من الحصاد حتى البيع بالتجزئة، كما أهابت بالمستهلكين الابتعاد عن العادات الغذائية السلبية، والبدء بتقليل كميات الغذاء التي يتم إعدادها، وشراء الغذاء بقدر الحاجة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية من هدر
إقرأ أيضاً:
مبادرة ظفار للحد من الإسراف في العزاء.. نحو بساطة تعكس روح التعزية
معالجة الظاهرة بالتوعية والتغيير التدريجي
انطلقت في محافظة ظفار مبادرة مجتمعية تهدف إلى الحد من الإسراف والبذخ في مراسم العزاء، وتعزيز قيم البساطة والتيسير في هذا الحدث الاجتماعي المهم.
تأتي المبادرة تماشيًا مع الهدي النبوي الذي أوصى بصناعة الطعام لأهل المتوفى بدلاً من تكليفهم به، كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «اصنعوا لآل جعفر طعامًا فقد أتاهم ما يشغلهم».
وتهدف المبادرة إلى تصحيح الممارسات السائدة التي أفرغت مراسم العزاء من معانيها الروحية، وحولتها إلى مناسبات للتفاخر والمظاهر الاجتماعية، فبدلًا من التركيز على مواساة أهل المتوفى، أصبح البعض يبالغ في تقديم الولائم والاحتفالات التي تتناقض مع طبيعة المناسبة الحزينة. وتسعى المبادرة إلى نشر الوعي وتغيير هذه العادات من خلال تقديم حلول بديلة تقلل من تكاليف العزاء وتشجع على مواساة أهل المتوفى بطريقة أبسط وأقل تكلفة.
المبادرة
يقول خالد علي أحمد آل إبراهيم، صاحب المبادرة، إنها بمثابة «مضاد حيوي» للحد من الممارسات السلبية المنتشرة في المجتمع، خاصة في مراسم العزاء، والمبادرة تسعى لمعالجة ظاهرتي التفاخر والتقليد الأعمى، اللتين لا تعودان بأي نفع على الميت أو أهل الفقيد.
وقد انطلقت المبادرة في عام 2014 بخطوات تدريجية، مراعيةً صعوبة تغيير بعض العادات الراسخة في المجتمع. وتتميز المبادرة بإيجاد حلول بديلة للممارسات الحالية، حيث لاقت استجابة واسعة من المجتمع.
وأشار آل إبراهيم إلى أن التبرعات التكافلية في بعض الأسر، رغم طيب نيتها، يمكن توجيهها إلى أولويات أخرى مثل مساعدة الغارمين أو كفالة الأيتام أو علاج المرضى، مما يعود على الميت بأجر مستمر بإذن الله».
آداب التعزية
من جانبه، أشاد الشيخ مسلم بن علي المسهلي، إمام وخطيب جامع السلطان قابوس بصلالة، بالمبادرة، معتبرًا إياها خطوة طيبة تتماشى مع المبادئ الشرعية.
موضحًا أن من آداب التعزية أن يُراعى حال أهل الفقيد، الذين يكونون مشغولين عن تحضير الطعام، لذا فإنه من السنة أن يقوم الناس بإعداد الطعام لهم، كما ورد في الحديث الشريف.
مشيرًا إلى أن الناس في العصر الحديث توسعوا في احتفالات العزاء، حيث يستأجر البعض قاعات أو خيامًا لاستقبال المعزين، مما يمثل عبئًا إضافيًا على أهل الميت ويفتح باب الإسراف. وبيّن أن الأمر يمكن أن يكون أبسط من ذلك، فيكفي أن يجتمع المعزون في منزل أحد أبناء الفقيد أو في مجالس عامة أو مساجد.
وأكدت سمية بنت سعيد أحمد البرعمية- أستاذة الإدارة التربوية في جامعة ظفار، أن المبادرة تمثل خطوة مهمة لمعالجة ظاهرة الإسراف في مراسم العزاء.
وقال أحمد بن سالم مرعي الشنفري: «إن العزاء في جوهره هو التخفيف عن كاهل أقرباء المتوفى، وليس لزيادة العبء عليهم بممارسات غير مألوفة، وهذه المبادرة تُعد جهدًا مكملًا لجهود الحكومة في نشر الوعي حول هذا الموضوع وغيره من العادات الدخيلة على المجتمع العماني».
الدور التكاملي في المجتمع
ودعا سالم بن سيف العبدلي -الكاتب والمحلل الاقتصادي- إلى ضرورة عدم تحميل أهل الميت أعباء معنوية أو مادية إضافية في هذه الأوقات الصعبة، وعبّر عن شكره لكل من ساهم وروّج لهذه المبادرة وشارك في نجاحها، مؤكدًا أن المجتمع العماني يتسم بالوعي الثقافي والتكاتف في الأوقات الصعبة.
وتنتقد الكاتبة ثمنة بنت هوبيس جندل بعض الممارسات السائدة في مجتمعنا خلال فترات العزاء، حيث تتحول هذه اللحظات، التي ينبغي أن تكون مفعمة بالتفكر في حقيقة الموت، إلى وقت يقضيه البعض في الحديث عن أمور الدنيا.
وتقول: «إن بعض الناس يقضون وقت العزاء في متابعة هواتفهم ومواقع التواصل الاجتماعي أو يتحدثون عن مناسبات فرح لأشخاص آخرين، مما يعكس ابتعادا عن روح المناسبة، ويحولها من عبادة إلى عادة».