روسيا تحذر من عودة أميركية أطلسية إلى أفغانستان ودول الجوار
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من "عودة البنى التحتية العسكرية" الأميركية أو الأطلسية إلى أفغانستان أو دول الجوار في آسيا الوسطى، جاء ذلك خلال استضافته مؤتمرا إقليميا حضره مسؤولون من حركة طالبان.
وقال لافروف -في كلمة خلال مؤتمر لدول جوار أفغانستان أقيم في مدينة قازان بوسط روسيا في إطار ما يعرف بصيغة موسكو- "سنواصل تطوير اتصالات مختلفة الأوجه مع أفغانستان".
وأضاف "نعتبر أن عودة البنى التحتية العسكرية للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) على أراضي أفغانستان والدول المجاورة أمر غير مقبول، أيا تكن الذرائع".
وأشار إلى أن موسكو "قلقة من محاولات أطراف غير إقليميين الانخراط بشكل إضافي في أفغانستان.. سنكون يقظين بالتحديد بشأن هذا الأمر"، داعيا الدول الأخرى إلى القيام بالأمر نفسه.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي -في كلمته خلال المؤتمر- إن بلاده لن تسمح أن تكون مصدرا لتهديد الدول المجاورة، وإنها تعمل على استقرار المنطقة.
وتعد روسيا، أفغانستان وأجزاء واسعة من آسيا الوسطى ضمن مناطق التأثير المرتبطة بأمنها القومي. ومنذ سحب واشنطن قواتها من البلاد في صيف 2021، سعت موسكو وبكين إلى ملء الفراغ من خلال التواصل مع طالبان العائدة إلى الحكم، على رغم تباينات عميقة معها.
واشنطن وطشقندوتأتي تصريحات لافروف بعد أيام من ترحيب أوزبكستان -الجارة الشمالية لأفغانستان- بـ"تعزيز" تعاونها العسكري مع الولايات المتحدة.
وقالت وزارة الدفاع في أوزبكستان عقب لقاء بين الوزير باخودير قربانوف وقائد القيادة الوسطى للجيش الأميركي (سنتكوم) مايكل كوريلا في طشقند الثلاثاء "تتعزز العلاقات الودية بين البلدين في مجال الدفاع كل عام".
وأكد بيان الوزارة أن الطرفين بحثا "الإنجازات في المجال العسكري وإمكان مواصلة التعاون".
وعلى رغم انسحابها قبل أكثر من 10 أعوام من منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تترأسها روسيا وتضم عدة جمهوريات سابقة في الاتحاد السوفياتي، لا تزال أوزبكستان مرتبطة بشكل وثيق بموسكو في عدة مجالات بينها التسلح، لكنها تتعاون أيضا مع دول غربية.
وبعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة، استضافت أوزبكستان لفترة مؤقتة قواعد عسكرية للتحالف الذي قادته واشنطن في أفغانستان.
وفي أواخر أغسطس/آب 2021، أنجزت الولايات المتحدة سحب قواتها من أفغانستان في عملية شابتها فوضى واسعة.
وغزت القوات السوفياتية أفغانستان خلال الثمانينيات من القرن الماضي. ولا تزال روسيا تصنف حركة طالبان -التي حكمت أفغانستان للمرة الأولى بين منتصف التسعينيات وحتى الغزو الأميركي في 2001- "منظمة "إرهابية"، إلا أنها أبقت على تواصل معها منذ عودتها إلى الحكم في كابل اعتبارا من 2021.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
"الجارديان": انتصار روسيا في حرب أوكرانيا يفتح الباب لسباق تسلح نووي بين موسكو والغرب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن انتصار روسيا في حرب أوكرانيا يفتح الباب على مصراعيه لسباق تسلح نووي بين روسيا والدول الغربية.
وأشارت الصحيفة- في مقال للكاتب المقال تيموثي جارتون- إلى أن حرب أوكرانيا لا تحتمل سوى احتمالين لا ثالث لهما إما أن تنتصر أوكرانيا أو روسيا، لافتة إلى تصريحات وزير خارجية أوكرانيا السابق ديمترو كوليبا التي أعرب فيها عن مخاوفه من هزيمة بلاده في الحرب إذا استمر الموقف في ساحة القتال على ما هو عليه في الوقت الحالي.
ونوه كاتب المقال إلى أن أوكرانيا تخلت طواعية عن ترسانتها النووية عام 1994، مقابل ضمانات أمنية من الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا.
وأوضح أنه يمكن تجنب هزيمة أوكرانيا، التي مازالت تسيطر على ما يقرب من 80 بالمائة من مساحة البلاد، في حال حصولها من الدول الغربية على المساعدات العسكرية الكافية واللازمة لتغيير موازين القوى على أرض المعركة، بما يضمن وقف التقدم العسكري الذي تحرزه القوات الروسية، إلى جانب توفير الاستثمارات الاقتصادية على نطاق واسع لإعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الحرب، فضلا عن تشجيع الأوكرانيين الذين فروا خارج البلاد للعودة إلى ديارهم؛ للمساهمة في إعادة بناء بلادهم.
وقال كاتب المقال، إن تلك الجهود يجب أن تواكبها خطوات أخرى تتمثل في انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي خلال خمس سنوات من الآن، فضلا عن الانضمام لحلف شمال الأطلنطي (الناتو) في ظل إدارة أمريكية جديدة، وبذلك تصبح أوكرانيا دولة ذات سيادة ومستقلة تحظي بالدعم اللازم من الدول الغربية.
ولفت الكاتب إلى أن أوكرانيا تحتاج في الوقت الحالي إلى ضمانات أمنية غير مسبوقة من جانب الدول الغربية سواء من الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية، وهو الأمر الذي يتفهمه جيدا قادة الدول الأوروبية إلا أن الحياة السياسية في دول أوروبا القائمة على أسس ديمقراطية تقيد حرية القادة الأوروبيين في اتخاذ القرار بشأن تقديم تلك الضمانات الأمنية لأوكرانيا والالتزام بتنفيذها.
ولفت الكاتب- في الختام- إلى أن الحقيقة المؤلمة الماثلة أمام العالم في الوقت الحالي هي أنه إذا حالت الحياة الديمقراطية في الدول الأوروبية دون مساعدة أوكرانيا لتنتصر في حربها ضد روسيا، سوف يدفع العالم أجمع ثمنا باهظا في المستقبل.