أزمة رواتب كردستان تضرب توازن جودة التعليم.. هجرة مستمرة من المدارس الحكومية إلى الأهلية- عاجل
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
بغداد اليوم - بغداد
يبدو أن الأزمة المالية في اقليم كردستان، لن تتوقف آثارها السلبية على الجانب الانساني وصعوبة المعيشة فقط، بل هي في طريقها لضرب خارطة توازن جودة ومستويات العملية التعليمية بين القطاعين الحكومي والاهلي، وسط هجرة مستمرة "للمتميزين" من المدارس الحكومية المضربة عن الدوام، صوب المدارس الاهلية المستمرة والتي لازالت قادرة على توفير رواتب موظفيها.
ومازال الاضراب مستمرًا في مدارس السليمانية وحلبجة وادارة كرميان فقط، مع استمرار الدوام في اربيل ودهوك، حيث تم الاعلان عن اضراب المعلمين والمدرسين منذ 9 ايلول الجاري حتى الان، في الوقت الذي كان من المفترض ان يبدأ الدوام الرسمي في 13 ايلول.
المتميزون يهاجرون من الحكومي إلى الأهلي
رئيس اتحاد معلمي كردستان أحمد كرميان، أكد اليوم الجمعة (29 ايلول 2023)، أن الأزمة المالية وإضراب المعلمين في كل عام أدى إلى انتكاسة حلت بالتعليم الحكومي.
وقال كرميان في حديث لـ "بغداد اليوم" إن "الإضراب المستمر اليوم من قبل الكوادر التربوية أدى لانتعاش المدارس الأهلية، والمتضرر هو المواطن الفقير الذي لايمتلك الإمكانية".
وأضاف أنه "تواصل مع مدرسة واحدة فيها 25 طالبا متميزا في الصف السادس الإعدادي، وتبين أن 15 طالبا منهم انتقلوا الى مدارس أهلية خلال العام الحالي بسبب الإضراب المستمر، وهذا الأمر سيؤدي إلى إلحاق الضرر الكبير بالتعليم الحكومي".
منظمات مدنية و"تشرينية" تدخل على الخط
وفي السياق، عقد وفد من ممثلي حراك المعلمين المحتجين في السليمانية اجتماعا مع ناشطين من تشرين والحركات المدنية في العاصمة بغداد.
وقال علي عباس وهو ناشط من منظمة الصحة للتجديد والتطوير المجتمعي في حديث لـ "بغداد اليوم" إن "وفد المعلمين الذين تتأخر رواتبهم عقد اجتماعا في بغداد وبحضور ناشطين من تشرين والمجتمع المدني وعدد من الأحزاب المدنية وعدد من المهتمين بقضايا حقوق الإنسان".
وأضاف أنه تم خلال الاجتماع "الاستماع إلى المطالب والهموم التي تجمعنا ومعاناتهم المعيشية وعدم استلامهم رواتبهم منذ ما يقارب ألاربعة أشهر ولحد الان".
وبين أنه "تمت منافشة اضراب الطلبة والمعلمين القائم اليوم ودعواتهم لإيصال مطالبهم الي ذوي القرار وابعاد قوت الشعب عن الصراع السياسي بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم".
وأشار إلى أنه "تم الاتفاق على الاستمرار بالعمل المشترك بيننا بعيدا عن أحزاب السلطة في الإقليم والمركز لرفع الحيف عنهم ودعم مطالبهم المشروعة".
450 مليار دينار من اصل 700
ووصل حتى الان الى حكومة اقليم كردستان 450 مليار دينار من اصل 700 مليار دينار أقرها مجلس الوزراء برئاسة السوداني كقرض لدفع رواتب موظفي كردستان، ومن المفترض ان يتم استخدام هذه المبالغ لتوزيع رواتب شهر تموز، حيث لايزال موظفو الاقليم لم يتسلموا رواتب تموز واب، في حين بدأت الوزارات في المحافظات الاخرى بتمويل رواتب ايلول الجاري،
ويحتاج اقليم كردستان اكثر من 900 مليار دينار شهريا لرواتب موظفيه، فيما تختلف التقديرات بين الحكومة الاتحادية ببغداد وحكومة الاقليم على هذا الرقم بسبب الاختلاف بتقديرات عدد الموظفين.
المصدر: بغداد اليوم
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: بغداد الیوم ملیار دینار
إقرأ أيضاً:
23 ألف مرتبة وترقية علمية في وزارة التربية.. هل تكفي لتطوير التعليم في العراق؟
مارس 10, 2025آخر تحديث: مارس 10, 2025
المستقلة/- أعلنت وزارة التربية العراقية، اليوم الاثنين، عن إنجازها 23 ألف مرتبة وترقية علمية خلال العام الماضي، في خطوة تهدف إلى تعزيز مستوى التعليم في البلاد. ورغم الإشادة بهذه الإنجازات، يبقى السؤال: هل ستكون هذه الخطوات كافية لتحقيق تغيير حقيقي في جودة التعليم في العراق؟
وفقا للبيان الصادر عن المكتب الإعلامي للوزارة، فقد تم منح 19,827 مرتبة علمية و3,149 ترقية أكاديمية خلال عام 2024، تحت إشراف وكيل الوزارة للشؤون العلمية، مهدي العوادي. وأكد البيان أن هذه الترقيات قد تمت وفق الضوابط والتعليمات النافذة، وذلك لتحفيز الكوادر التدريسية والبحثية على المضي قدماً في تحسين جودة التعليم من خلال نتاجاتهم البحثية.
لكن في ظل الأزمات المتلاحقة التي يعاني منها قطاع التعليم في العراق، مثل نقص الإمكانيات التعليمية، ضعف البنية التحتية، وتدني الأجور للمعلمين، هل يمكن لعدد من الترقيات أن يصنع الفرق المطلوب؟ صحيح أن تحسين الوضع الأكاديمي للمجتمع التعليمي يعد خطوة مهمة، ولكن يظل تطوير التعليم يتطلب استثمارًا شاملاً يشمل البنية التحتية، المنهجيات التعليمية، وتأهيل الكوادر التعليمية بشكل أوسع.
هذه الخطوة من وزارة التربية يمكن أن تكون بداية لتغيير إيجابي إذا تم تنسيقها مع مشاريع تطويرية أخرى تركز على تحسين جودة التعليم داخل الفصول الدراسية. لكن إذا استمرت هذه التحسينات على الورق فقط، دون تنفيذ حقيقي على الأرض، فقد تبقى جهودًا غير كافية لمواجهة التحديات الكبيرة التي يواجهها التعليم في العراق.