ترى مجلة "فورين بوليسي" في تقرير جديد أنه مع انشغال الولايات المتحدة الآن بتنافسها المكثف مع الصين والحرب في أوكرانيا، لا يحظى كردستان العراق الإقليم الذي حارب الجماعات المتطرقة بمساعدة واشنطن ووفر ملاذاً آمناً لنحو مليون نازح ولاجئ، إلا بالقليل من الاهتمام، ما يفتح المجال لتوسيع نفوذ إيران أكثر فأكثر في البلاد.

وتقول المجلة، إن رئيس وزراء إقليم كردستان العراق، في رسالة خاصة سلمت إلى البيت الأبيض في وقت سابق من هذا الشهر، قال إن الإقليم يواجه انهياراً وشيكاً ما لم تتدخل الولايات المتحدة، حيث أرسل مسرور بارزاني تحذيره الاستثنائي وسط تصاعد التحديات السياسية والاقتصادية لمنطقة الحكم الذاتي في العراق. ومع انشغال واشنطن بتنافسها مع الصين، وبالحرب في أوكرانيا، لا يحصل كردستان على اهتمامها، ما سمح للمنافسين لحكومة الإقليم بالتحرك، ما ينذر بانهيار كردستان، ويؤدي إلى اضطرابات وفوضى مع تداعيات تمتد إلى ما أبعد من العراق. 
وتذكر المجلة، أن حكومة الإقليم عانت سلسلة من المشاكل في السنوات الماضية. بعد فترة وجيزة من تولي بارزاني منصبه في2019، واجهت حكومته جائحة كورونا، وتصعيداً عسكرياً بين الولايات المتحدة، وإيران وميليشياتها، وأزمة اقتصادية بعد أن تعرضت عائدات النفط لضربة كبيرة، عندما انخفضت أسعار النفط الخام في 2020. انقسامات

كما قوض كردستان بسبب التنافس بين أكبر حزبين سياسيين، الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني. ما أدى إلى إضعاف القدرة التفاوضية للأكراد في بغداد على تشكيل حكومة عراقية بعد الانتخابات البرلمانية في 2021.
واستغلت إيران وحلفاؤها، بما فيهم الحشد الشعبي، الميليشيا التي تضم 200 ألف مسلح الخلاف الكردي، للتحالف مع الاتحاد الوطني الكردستاني لتوسيع نفوذهما على الدولة العراقية. 

????SCOOP????: In letter to @POTUS KRG PM @masrourbarzani warns of Iraqi Kurdistan's collapse, urges mediation in disputes with Baghdad https://t.co/cwka90Q23L via @AlMonitor

— Amberin Zaman (@amberinzaman) September 12, 2023

وعززت الجماعات المدعومة من إيران سيطرتها على القضاء العراقي، ما مهد الطريق لحكم صدر في فبراير (شباط) 2022، اعتبر أن صادرات النفط الكردية عبر تركيا "غير قانونية". وأثر ذلك على قرار تحكيم دولي بعد عام، توصل إلى نفس النتيجة. ومنذ ذلك الحين، توقفت صادرات النفط الكردية، ما شل اقتصاد المنطقة وأثر على أسواق الطاقة العالمية، في فوز لقوات الحشد الشعبي وآمالها في تحييد الاستقلال الاقتصادي لكردستان.

شروط تركية "تعجيزية" لاستئناف تصدير نفط كردستان https://t.co/EeNmjon4Qq

— 24.ae (@20fourMedia) August 18, 2023 تاريخ العلاقات

أدت الانقسامات بين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني إلى تقويض حكومة إقليم كردستان. وفي 1994 و1998، خاض الطرفان حرباً للسيطرة على المنطقة، وأمكن وقفها بعد الوساطة الأمريكية. مهدت التسوية السلمية  في 1998 الطريق لاتفاق استراتيجي أصبح أساساً للعصر الذهبي لكردستان بعد غزو الولايات المتحدة للعراق في 2003، والذي منح الأكراد نفوذاً كبيراً على الدولة العراقية، ووسع حكمهم الذاتي، وعجل بازدهار اقتصادي غير مسبوق. 
أما التنافس اليوم فيمثل صداماً بين شخصيات من جيل جديد من القادة الأكراد، ويعكس أيضاً مسارات  الحزبين منذ  2003. إذ يدين الحزب الديمقراطي الكردستاني بالكثير من سلطته إلى انضباطه التنظيمي طويل الأمد، والذي حقق له النجاح الانتخابي وسمح له بالسيطرة على مكتب رئيس الوزراء منذ 2012.

ومن ناحية أخرى، انقسم الاتحاد الوطني الكردستاني تقريباً منذ إنشائه في 1970. وفي  2021، شن بافل طالباني انقلاباً للإطاحة بابن عمه لاهور الرئيس المشارك للحزب، ورئيس قواته لمكافحة الإرهاب والاستخبارات.

تساؤلات

أدت هذه الديناميات العنيفة إلى تدهور قدرة الاتحاد الوطني الكردستاني على تقديم بديل جاد للحزب الديمقراطي الكردستاني. وبدل ذلك، اختار تكتيكات المفسد، والعمل مع الجماعات المتحالفة مع إيران في بغداد لتقويض منافستها سياسياً واقتصادياً.
وتحاكم قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني بانتظام الأفراد والفصائل المتحالفة مع إيران التي تقرها وزارة الخزانة الأمريكية، وأحياناً على خلفية الهجمات الصاروخية وبالطائرات دون طيار على كردستان من  هذه الجماعات.
إن هذا لا يثير تساؤلات عن جدية واشنطن وعلاقتها بالحزب فحسب، ولكن أيضاً للاتحاد الوطني الكردستاني نفسه. قد يساعد التطلع إلى إيران وبغداد، الاتحاد الوطني الكردستاني على إعادة تأكيد نفسه محلياً، لكن تقويض كردستان لإضعاف الحزب الديمقراطي الكردستاني، قصر نظر خطير لأنه يعتمد على حسن نية الحشد الشعبي، ومن المحتمل أن يكون خطراً وجودياً لأنه مقامرة بالحكم الذاتي لكردستان على المدى الطويل، حسب المجلة. 

حلول أمريكية

وترى المجلة أنه إذا كانت واشنطن جادة في حماية مصالحها، فيمكنها أن تبدأ بإقناع الاتحاد الوطني الكردستاني بأن أفضل أمل ليعكس اتجاه تراجعه، هو معالجة أزمته الداخلية، وليس اللجوء إلى إيران، وهي ممارسة تهزم نفسها بنفسها. سيكافح الاتحاد الوطني الكردستاني لمطابقة التفوق السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، وفي أحسن الأحوال، يمكنه أن يأمل إبطاء صعود منافسه. وفي أسوأ الأحوال، يهدد تواطؤه مع إيران مصير الحزب، والسليمانية. 

Delighted to receive @SecDef today in Erbil. Secretary Austin and I discussed several topics including the relations with the Federal Government and the continuous efforts from both Erbil and Baghdad to reach agreements in pursuit of mutual interests. pic.twitter.com/MQQuf7YROL

— Masoud Barzani (@masoud_barzani) March 7, 2023

ثانياً، يمكن للولايات المتحدة أن تركز وساطتها على احتياطيات الغاز في كردستان، ما قد يعالج النقص العالمي على المدى الطويل، ويدعم اقتصاد حكومة إقليم كردستان. فيتمتع الحزب الديمقراطي الكردستاني بالشرعية السياسية والدستورية لدفع القطاع إلى الأمام، وجذب المستثمرين، لكن احتياطيات الغاز توجد بشكل أساسي في المناطق التي يسيطر عليها الاتحاد الوطني الكردستاني.
ويمكن للولايات المتحدة أن تشجع الحوار على تطوير حقول الغاز هذه وتأمين موقف كردستان فيما وصفته وكالة الطاقة الدولية بـ "العصر الذهبي" للغاز الطبيعي.

وهنا بالتحديد في الداخل، وليس في بغداد أو طهران، حيث يمكن للاتحاد الوطني الكردستاني، بدعم من الولايات المتحدة، أن يدفع لحماية حصته الاقتصادية بترتيب شامل مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، يتضمن اتفاقاً لتقاسم الإيرادات.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة إيران كردستان العراق الحزب الدیمقراطی الکردستانی الاتحاد الوطنی الکردستانی الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

أهالي الجولان: (إسرائيل) تستغل زيارة رجال دين دروز لزرع الفتنة

سرايا - أكّد أهالي قرية حضر، الواقعة في المنطقة العازلة في مرتفعات الجولان التي تحتل إسرائيل القسم الأكبر منها، أن سلطات الاحتلال الإسرائيليّ، تستغل زيارة دينية، "لزرع الانقسام في الصف الوطنيّ".

جاء ذلك في بيان مقتضب صدر اليوم، الجمعة، بعد وقت وجيز من عبور وفد من رجال الدين الدروز في ثلاث حافلات، رافقتها مركبات عسكرية إسرائيلية، إلى بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، ليتوجه بعد ذلك شمالا، لزيارة مقام دينيّ.

وأكد أهالي قرية حضر في بيانهم، استنكارهم "زيارة بعض المشايخ إلى فلسطين المحتلة، تلبية لدعوة جهات موالية للاحتلال".

وشدّدوا على أن إسرائيل، "تستغل زيارة دينية، لزرع الانقسام في الصف الوطنيّ".

وأضاف البيان أن سلطات الاحتلال "تسعى لاستخدام الطائفة الدرزية خطّا دفاعيًّا، لتحقيق مصالحها التوسعيّة".

وقال الأهالي في بيانهم: "لن ننسى جرائم الاحتلال بحقّ أهلنا في الجولان، والضفة الغربية، وقطاع غزة".

وشدّدوا على "انتمائهم للشعب السوري، و(على أن) المشايخ لا يمثلون إلا أنفسهم".

في السياق، قالت مشيخة العقل في لبنان: "بعد إعلامنا بالدعوة الموجّهة إلى مشايخ حضر، وإقليم البلّان لزيارة الأماكن المقدسة في الأراضي المحتلة، فإن مشيخة العقل في لبنان تحذّر مجددا الأخوة اللبنانيين، وعلى الأخص رجال الدين المعروفيين الكرام، إلى مخاطر الانجراف العاطفي، وتبعات المشاركة في هذه المناسبة وغيرها، لما يترتب على ذلك من مسؤولية قانونية على كل من يدخل الأراضي المحتلة".

كما أكدت مشيخة العقل على "المحاسبة الدينية، ورفع الغطاء بالكامل عن كل مخالف لتلك التوجهات؛ آملين التفهم والتجاوب بمسؤولية والتزام".

وتجمع نحو ستين رجل دين درزي صباح الجمعة عند أطراف قرية حضر، الواقعة في المنطقة العازلة في مرتفعات الجولان، قبل التوجّه لإسرائيل.

وأثارت تصريحات إسرائيلية مؤخرا، غضبا شعبيا في سورية، بعدما قال وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، مطلع الشهر الجاري، إنه "إذا أقدم النظام على المساس بالدروز فإننا سنؤذيه"، وذلك إثر اشتباكات محدودة في مدينة جرمانا الواقعة في ضاحية دمشق والتي يقطنها دروز ومسيحيون.

وحتى قبل بيان اليوم، أبدى قادة ومرجعيات دينية درزية رفضهم للتصريحات الإسرائيلية، وأكدوا تمسكهم بوحدة سورية، وهو ما أكده الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، بدعوته المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل للانسحاب "الفوري" من مناطق توغلت فيها في جنوبيّ سورية، عقب إطاحة الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وتجري حاليا محادثات بين ممثلين عن الطائفة الدرزية والإدارة الجديدة في سورية، للتوصل إلى اتفاق يضمن دمج فصائلهم المسلحة في وزارة الدفاع السورية.

إقرأ أيضاً : كاتس: (إسرائيل) ستبقى في المواقع الخمسة في جنوب لبنانإقرأ أيضاً : إعلام عبري: الطائرة الخاصة بالرئيس الراحل ياسر عرفات تنشط برحلات "سرية" إقرأ أيضاً : حماس توافق على مقترح الوسطاء بتسليم محتجز إسرائيلي وجثامين 4 آخرين



تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #جرائم#فلسطين#المنطقة#لبنان#مدينة#دينية#اليوم#الدفاع#غزة#الاحتلال#أحمد#الرئيس



طباعة المشاهدات: 519  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 14-03-2025 04:36 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
"42 يوما دون طعام" .. امرأة تفقد وزنها بسبب جراحة الفك جاستن بيبر يعترف بشعوره "عدم الكفاءة" ويصف نفسه بـ"المحتال" تغيير صادم وأسرته ليست معجبة .. جورج كلوني في مظهر جديد .. صورة تفاصيل صادمة .. مقتل تيكتوكر تركية شابة بوابل من الرصاص شيخ الدروز في سوريا يهاجم الإدارة الجديدة ويتهمها... كركي يعفو عن المتسببة بفقدان نجله إثر حادث دهس:... ريهام حجاج: "تعرضت لمحاولات اغتيال بسبب... المتقاعدين العسكريين: توزيع الدعم والمساعدات... الأم التي أبكت السوريين تطل ثانية .. (كلكم ولادي) كاتس: (إسرائيل) ستبقى في المواقع الخمسة في جنوب لبنانإعلام عبري: الطائرة الخاصة بالرئيس الراحل ياسر...حماس توافق على مقترح الوسطاء بتسليم محتجز إسرائيلي...شبح المجاعة يهدد غزة وإغلاق المعابر يمنع المياه عن...حماس: مصرّون على تطبيق اتفاق وقف النار بمراحله...الأم التي أبكت السوريين تطل ثانية .. (كلكم ولادي)الأغذية العالمي سيلغي مساعدات غذائية عن مليون شخص...أميركا وإسرائيل عرضتا توطين سكان غزة على 3 دول أفريقيةالخارجية القطرية: دعم الكهرباء سيشمل دمشق وحمص وحلب... "إخواتي" .. حل لغز وفاة أحمد حاتم... أحدهم قبطي .. "موائد رحمن" لمشاهير تتحول... ريهام حجاج تكشف تعرضها لحروب بسبب زواجها محمد رمضان يحذّر من استغلال اسم برنامجه للنصب مسلسل شارع الأعشى الحلقة 14 .. زواج مزنة ورياض بسبب الصيام .. طرد 3 لاعبين من الإفريقي التونسي كيليان مبابي يعود إلى صفوف المنتخب الفرنسي بنزيمة .. ثاني أطول "صيام" عن التسجيل سلامي يشرح سبب عدم التحاق المحترفين بمنتخب النشامى إعلان قائمة المنتخب الفلسطيني لمواجهة الأردن والعراق "القمر الدموي" .. خسوف كلّي ساحر يترقبه العالم لماذا عمر النساء أطول من عمر الرجال؟ قصة لا يتصورها عقل .. حجزت ابن زوجها 20 سنة في قبو بعمر ال108 .. مصففة شعر تدخل "غينيس" وتوجه نصيحة قد تغير حياتك انفجار تجربة علمية في مدرسة تركية .. والطلاب يحترقون داخل المختبر لغز مومياء باشيرى : سر التحنيط الفريد الذي حير العلماء لأكثر من قرن مفرقعات رمضان .. تحرق عقارًا وتتسبب بوفاة شخص في مصر القمر يتحول إلى اللون الأحمر في خسوف مثير يستمر لساعات "هيرا" تلتقط صورا نادرة لقمر المريخ الغامض كلب يطلق النار على أميركي من مسدس!

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • كرة القدم في كردستان خطر على وحدة العراق
  • الديمقراطي الكردستاني يوجه انتقاداً جديداً للمحكمة الاتحادية
  • العراق ساحة المعركة القادمة .. بعد بيروت ودمشق إيران قد تفقد بغداد
  • وزير الدفاع الأمريكي: إيران تعي جيدا أننا لن نتسامح مع هجمات الحوثيين
  • الجيش الأمريكي يشيد باعتقال أم حسين في العراق
  • معاريف: إسرائيل تنتظر الدعم الأمريكي لمهاجمة إيران وترامب له رأي آخر
  • إيران تؤكد استمرار تصدير الكهرباء الى العراق
  • أهالي الجولان: (إسرائيل) تستغل زيارة رجال دين دروز لزرع الفتنة
  • اجتماع عراقي لبحث أثر تعليق الدعم الأمريكي للمنظمات العاملة في البلاد
  • العراق يستعد لـأسوأ السيناريوهات ويحدد 3 بدائل لغاز إيران