تجذب الزوار وتحفظ التراث الحضاري.. المواقع الأثرية والتاريخية والسياحية بمنطقة الجوف
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
تتميز المملكة بتراثها الحضاري الذي يعود لآلاف السنين؛ حيث تقف الآثار شاهدة على هذا التراث العريق والماضي التليد عبر مختلف الحقب الزمنية، وتحتضن منطقة الجوف العديد من المواقع الأثرية المهمة، التي تجسد الموروث الحضاري والثقافي لإنسان الجزيرة العربية منذ مراحل موغلة في القدم.
وتعد أعمدة الرجاجيل واحدة من أقدم المواقع الأثرية بالمنطقة وتقع في قارا جنوب مدينة سكاكا، وعمرها وفق الدلائل العلمية والأثرية حوالي 6500 عام، وهي عبارة عن 50 مجموعة من الأعمدة مشيدة بالحجر الرملي بارتفاع يصل إلى 3 أمتار وسمك 60 سنتيمترًا، وفي كل مجموعة ما بين 2 إلى 10 أعمدة، ويعود سبب تسميتها بالرجاجيل إلى أن الناظر إليها من على البعد يخيل إليه أن هذه الأعمدة المنتصبة مجموعة من الرجال يتواجدون بالموقع.
ومن أهم المعالم السياحية والتاريخية في مدينة سكاكا بئر سيسرا، ويبلغ عمرها أكثر من ألفي عام، تقع على بعد 200 متر من قلعة زعبل التراثية الشهيرة في سكاكا، والبئر منحوتة في الصخر، ويصل عمقها إلى 15 مترًا، ويعود تاريخها إلى الفترة النبطية ما بين القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي، بينما تتميز البئر بوجود فتحة في الجهة الشرقية تغذي المزارع بالمياه من خلال قناة مائية محفورة في الصخر.
كما تعد قلعة زعبل الأثرية رمزًا معماريًا فريدًا بمدينة سكاكا، حيث يعود تشييدها إلى الفترة النبطية ما بين القرن الأول قبل الميلاد إلى القرن الأول الميلادي، كقلعة حربية حصينة ولها أربعة أبراج تشرف من القمة الصخرية على محيطها وتوفر الحماية لسكاكا والطرق التجارية بين العراق والشام والجزيرة العربية التي تمر بالمنطقة، بينما تم البناء الحالي للقلعة قبل نحو 200 عام، حيث يحيطها سور من الحجر والطين، وتحتوي في داخلها على غرفتين ومبانٍ وبيوتٍ تراثية في المنطقة التي تقع تحت القلعة.
وفي محافظة دومة الجندل، تقع قلعة مارد الأثرية على قمة جبل بارتفاع نحو 600 متر، ويعود تاريخها إلى القرنين الأول والثاني الميلاديين، وتتكون من مبان وأبراج مراقبة وقلاع، وتقع في الطرف الجنوبي للبلدة القديمة بمحافظة دومة الجندل على تلٍ مرتفعٍ وتشرف على المدينة، وترجع روايات تاريخية أول ذكر للقلعة إلى القرن الثالث الميلادي، حينما غزت ملكة تَدْمُرَ "زنوبيا" دومةَ الجندل وتيماء، ولم تستطع اقتحام القلعة فقالت: "تمرّد مارد وعزّ الأبلق"، كما ذكر ياقوت الحموي القلعة، مبينًا أن حصن دومة الجندل يسمى ماردًا، وأن المدينة سميت دومة الجندل لأن حصنها شيد بحجر الجندل، وتستقبل القلعة أعدادًا كبيرة من الزوار والسياح وتقام في المنطقة المحيطة بها فعاليات تراثية وسياحية متنوعة.
وتعمل الجهات الحكومية المختصة على تطوير التراث والعناية بالمواقع الأثرية والتاريخية التي تزخر بها المملكة ومنطقة الجوف، حيث تعمل أمانة منطقة الجوف على تنفيذ مشروعات لتطوير عدد من المواقع الأثرية والتاريخية، ومنها مشروع تطوير المنطقة المحيطة بقرية زعبل التراثية على مساحة تصل إلى 30 ألف متر مربع؛ بهدف الإسهام في تنمية قطاع السياحة والمحافظة على المعالم الأثرية.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: القرن الأول دومة الجندل
إقرأ أيضاً:
وزير السياحة يزور المعالم الإسلامية والتاريخية والتراثية بالمدينة المنورة
زار معالي وزير السياحة الأستاذ أحمد الخطيب، منطقة المدينة المنورة، وتجول في عددٍ من المعالم الإسلامية والتراثية والتاريخية والطبيعية بالمنطقة وجسد خلالها تجربة الزائر بمرافقة عددٍ من مسؤولي الوزارة.
واطلع خلال زيارته لمنطقة المدينة المنورة على عددٍ من المعالم الإسلامية والتراثية والطبيعية، شملت المسجد النبوي الشريف، ومسجد قباء، ومسجد الغمامة، ومسجد أبي بكر الصديق، ومسجد علي بن أبي طالب، ومتحف وبستان الصافية، ومقصد قُباء، وبيت سَعف، وبئر الفُقَير, إلى جانب زيارة عددٍ من المعالم التراثية في المدينة المنورة، شملت سوق سويقة ومعمل العينية، وجادة وطريق قُباء، ومركز فنون المدينة المنورة، ومشروع حي المغيسلة، وعددًا من المقاهي الشعبية التي تقدم خدماتها بأيادٍ سعودية، وجبل عير، إضافة لعددٍ من الوجهات الأخرى، كما التقى بعددٍ من المواطنين والزوار القادمين إلى المنطقة من داخل المملكة وخارجها.
ونوه وزير السياحة بما تحتضنه المدينة المنورة من معالم إسلامية وتراثية فريدة في ظل المكانة التاريخية التي تحظى بها المنطقة في التاريخ الإسلامي العريق، وتمثل وجهة حضارية وثقافية فريدة، مؤكدًا حرصه على ضمان تقديم أفضل الخدمات للزوار إنفاذًا لتطلعات القيادة الرشيدة -أيدها الله – المتعلقة بتقديم أفضل أجود الخدمات وأفضلها لزوار المدينة المنورة لمكانتها التاريخية والإسلامية واستقبالهما المسلمين من جميع قارات العالم.
وعقد معاليه لقاءً مع مديري الفنادق والكوادر الوطنية العاملة في القطاع السياحي في المدينة المنورة، في مقر الغرفة التجارية للمدينة المنورة، عبّر خلاله عن سعادته بأن تتولى الكفاءات الوطنية الوظائف القيادية في مرافق الضيافة بالمنطقة، مؤكدًا أن ذلك يأتي في إطار جهود الوزارة لتمكين أبناء وبنات الوطن من قيادة الوظائف في القطاع السياحي الواعد.
وأكد أن اللقاء يأتي في إطار حرصه على ضمان تقديم أفضل الخدمات للزوار، مشيرًا إلى أهمية امتثال جميع مرافق الضيافة بنظام السياحة ولوائحه خاصة فيما يتعلق بالحصول على ترخيص وزارة السياحة، للإسهام في الارتقاء بالخدمات المقدمة وتحسين تجربة الزائر، مبينًا أن الوزارة تهدف لتكوين شراكة مستدامة مع مرافق الضيافة الممتثلة للأنظمة في القطاع السياحي من أجل تقديم خدمات سياحية عالية الجودة.
اقرأ أيضاًالمملكة“اغاثي الملك سلمان” يوزّع 400 سلة غذائية في جنوب أفريقيا
واستمع معاليه لآراء ومقترحات مديري الفنادق، والتحديات التي تواجه القطاع الفندقي في المدينة المنورة، مؤكدًا حرصه على إيجاد الحلول المناسبة لضمان تقديم خدمات ضيافة متميزة.
وفي ذات السياق، التقى الوزير الخطيب، خلال الزيارة بمجموعة من طلاب جامعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز في تخصص إدارة الضيافة الدولية، مؤكدًا حرص الوزارة على تأهيل وتنمية وتأهيل العاملين في القطاع، من أجل تمكين أبناء وبنات الوطن لقيادة القطاع السياحي الواعد، حاثًا الطلاب للاستفادة من الفرص التدريبية المتعددة التي تتحيها الوزارة داخل وخارج المملكة.
مما يذكر أن البيانات الأولية للقطاع السياحي بمنطقة المدينة المنورة حتى نهاية 2024م، كشفت أن عدد الغرف المرخصة في المنطقة 62 ألف غرفة بنسبة نمو بلغت 62%، فيما بلغ عدد مرافق الضيافة المرخصة أكثر من 450 ترخيصًا ونسبة نمو بلغت 93% مقارنةً بعام 2023م، فيما تجاوز عدد العاملين في القطاع السياحي في المنطقة 55 ألف عامل بنسبة نمو بلغت 12% مقارنةً بعام 2023م، وبلغ عدد العاملين في الوظائف المرخصة من وزارة السياحة أكثر من 10 آلاف وظيفة بنسبة نمو بلغت 18% مقارنةً بعام 2023م، وبلغت نسبة التوطين فيها 39%.