تحليل: الحوثي يعتمد سياسة طالبان ضد نساء اليمن
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
أكد تحليل نشره مركز كارنيغي للشرق الأوسط أن ميليشيات الحوثي -ذراع إيران في اليمن- تمارس منذ وصولها إلى السلطة، سياسات رجعية لا تختلف كثيرا عما يحدث على يد تنظيم طالبان في أفغانستان.
وأضاف: المرأة اليمنية حازت نصيب الأسد من السياسات المتطرفة التي تمارسها الميليشيات الحوثية، من خلال التجهيل والحصار والتسرب من التعليم.
وأوضح التحليل الذي أعده -الباحث إسماعيل الأغبري- أن سلسلة القرارات الحوثية ضد الطالبات في اليمن ستخلف جيلا يكون فيه الذكور متسلطين والنساء ضحايا، ومجتمع متفكك غير متماسك. مشيرا إلى أن هذه السياسات ستؤثر على الأُسر اليمنية وتُعمق سيطرة العقلية الذكورية، وسنشهد في الغد القريب نساء مهمشات ومزيداً من حوادث العنف المنزلي، وارتفاع نسب الطلاق، وسيتقلص عدد النساء القياديات والفاعلات في المجتمع، في حال استمرت الجماعة في تطبيق مثل هذه السياسات دون رادع أو حسيب.
وأشار التحليل إلى أن جامعة صنعاء -التي تعد أكبر صرح تعليمي في البلاد– بدأت تطبيق إجراء جديد مع بداية العام الدراسي وهو الفصل بين الطلاب الذكور والإناث في كلية الإعلام للمرة الأولى منذ تأسيسها، وقُسمت أيام الدراسة في الأسبوع إلى ثلاثة أيام لكل جنس. شمل تطبيق هذا القرار لاحقا كليات أخرى مثل: كليات التجارة والشريعة والطب.
وذكر التحليل: "في أواخر تموز /يوليو الفائت أُعلن استئناف الدراسة في كلية الإعلام عبر ملتقى الطالب الجامعي، وتضمن الإعلان تطبيق إجراء فصل الجنسين من الطلاب". موضحاً: "أن الميليشيات الحوثية أسست ملتقى الطالب الجامعي بديلا عن اتحاد الطلاب اليمنيين، وهذا الملتقى يتحكم في القرارات الأكاديمية برُمتها.
وأشار إلى أن هذا القرار قوبل بالرفض من بعض الأكاديميين مثل: سامية الأغبري رئيس قسم الصحافة والنشر في كلية الإعلام، الأمر الذي أدى إلى إقصائها من منصبها ليخلو مجلس الكلية من النساء تماما. ولفت التحليل إلى أن هذا الإقصاء المبني على النوع الاجتماعي يأتي بوصفه نهجاُ منظما تمارسه سلطة الحوثيين في مناطق نفوذهم.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
تحليل الإشارات الأولية لاستراتيجية ترامب
تناول الكاتب الصحفي الفلبيني ريتشارد هيداريان التحركات المبكرة في السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب الثانية، مع التأكيد على نهجه "السلام من خلال القوة".
إدارة ترامب الثانية تركز استراتيجياً على مواجهة الصين
وسلط الكاتب الضوء في مقاله بموقع "آسيا تايمز" على التعيينات الرئيسة والمشاركات الدبلوماسية والتحولات الاستراتيجية التي تشير إلى إعادة توجيه السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مع التركيز بشكل خاص على مواجهة الصين، وتبني موقف أكثر براغماتية في الشرق الأوسط وأوروبا.وأشار الكاتب إلى جهود الإدارة الأمريكية الرامية إلى تعزيز التحالفات، وردع الخصوم، وإعطاء الأولوية للمناطق الاستراتيجية، مع الحفاظ على التركيز على تجنب الصراعات غير الضرورية. أولوية للمحيطين الهندي والهادئ
واستهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى الإجراءات السريعة التي اتخذتها الإدارة الأمريكية الجديدة، خاصة من قبل وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي عقد اجتماعات ثنائية مع وزير خارجية الهند جايشانكار ونظيره الفلبيني.
أكدت هذه المناقشات على مركزية آسيا في السياسة الخارجية لترامب والتزام أمريكا بحلفائها، مثل الفلبين، في مواجهة الصراعات المحتملة مع الصين في بحر الصين الجنوبي.
President Trump's America First Peace thru Strength is BACK! ???????? pic.twitter.com/0ZrP4mFcxJ
— Elise Stefanik (@EliseStefanik) January 22, 2025ولفت الكاتب النظر إلى المحادثة الهاتفية التي أجراها روبيو مع وزير الخارجية الفلبيني، والتي أكد خلالها على التزام أمريكا "الصارم" بالدفاع عن حليفتها في جنوب شرق آسيا بموجب معاهدة الدفاع المتبادل.
يعكس هذا الانخراط المبكر مع الشركاء الآسيويين نية الإدارة الأمريكية تعزيز وجودها في المنطقة ومواجهة نفوذ الصين المتزايد.
وأشار الكاتب إلى الانعقاد المبكر لتحالف "الحوار الأمني الرباعي"، الذي يضم الولايات المتحدة وأستراليا واليابان والهند، كخطوة مهمة في تعزيز "منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة".
وفي بيان مشترك، أكد روبيو ونظراؤه في "التحالف" على التزامهم المشترك بدعم سيادة القانون والقيم الديمقراطية والسيادة والسلامة الإقليمية في المنطقة.
ونوه هايداريان إلى أن وزراء "التحالف" أصدروا انتقاداً مبطناً للقوى الرجعية، خاصة الصين، من خلال معارضة أي إجراءات أحادية تسعى إلى تغيير الوضع الراهن بالقوة أو الإكراه.
ويشير هذا الموقف الجماعي إلى جهد منسق بين أعضاء "التحالف" لموازنة سلوك الصين الحازم في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ولفت الكاتب النظر إلى النهج البراغماتي للرئيس ترامب في ولايته الثانية، خاصة في الشرق الأوسط، وقال إن إقالة ترامب لصقور إيران مثل برايان هوك وجون بولتون، إلى جانب تعيين براغماتيين مثل مايكل ديمينو وستيف ويتكوف، تشير إلى تحول نحو الدبلوماسية وخفض التصعيد.
وأشارالكاتب إلى انتقاد ترامب لبولتون باعتباره "محرضاً للحرب" وقراره بتجريد بولتون ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو من ملفاتهم الأمنية.
وتعكس هذه التحركات رغبة الإدارة الأمريكية في إبعاد نفسها عن سياسات المواجهة في الماضي ومتابعة نهج أكثر توازناً في الشرق الأوسط.
First flex of Trump's peace through strength strategy https://t.co/EKw0u7VL9K @asiatimesonline aracılığıyla
— Tarık Oğuzlu (@TarikOguzlu) January 26, 2025وتم تعيين ستيف ويتكوف، الذي يُنسب إليه الفضل في التفاوض على وقف إطلاق النار في غزة، مبعوثاً جديداً لترامب إلى إيران، حيث أعرب الرئيس عن أمله في التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران.
وأشاد ترامب بمهارات ويتكوف الدبلوماسية، قائلاً: "سيكون من الرائع حقاً أن يتم ذلك دون الحاجة إلى اللجوء إلى خطوة إضافية [المواجهة العسكرية] ... نأمل أن تتوصل إيران إلى اتفاق".
يؤكد هذا التعيين، إلى جانب ترقية مايكل ديمينو إلى منصب المسؤول الأعلى الجديد في البنتاغون لشؤون الشرق الأوسط، على تفضيل الإدارة الأمريكية لسياسة أكثر تحفظاً وواقعية في الشرق الأوسط.
وقال ديمينو، المعروف بموقفه الانتقادي تجاه إسرائيل ودعوته إلى استراتيجية "الموازنة الخارجية"، إن الولايات المتحدة ليست لديها مصالح حيوية أو وجودية في الشرق الأوسط وينبغي لها أن تقلل من وجودها العسكري في المنطقة.
وأكد كولبي، المهندس الرئيس لاستراتيجية الأمن القومي لإدارة ترامب الأولى، على الحاجة إلى الاستعداد لصراع محتمل مع الصين. وفي مؤتمر كبير في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حذر كولبي من أن الصين تستعد للحرب وأن الولايات المتحدة تواجه احتمال اندلاع صراع متعدد الجبهات، وربما حتى حرب عالمية ثالثة، في السنوات القادمة. وقال الكاتب إن آراء كولبي تتوافق مع استراتيجية الإدارة الأوسع نطاقاً لإعادة توجيه الموارد من أوروبا والشرق الأوسط إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث تشكل الصين التحدي الاستراتيجي الأعظم.
ونوه الكاتب أيضاً بالجهود المبذولة لإنهاء الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط لتحرير الموارد وتوجيهها إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وأكد مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز ومرشح وزير الدفاع بيت هاغسيث على الحاجة إلى إنهاء هذه الصراعات لمواجهة الصين بشكل أفضل.
وأكد والتز أن الولايات المتحدة يجب أن "تنهي بسرعة الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط لتحرير الأصول العسكرية لمواجهة وردع الصين".
وانتقد هاغسيث، الذي خدم في حروب أمريكا في الشرق الأوسط، إدارة بايدن المنتهية ولايتها لعدم فصلها بشكل كافٍ عن صراعات الشرق الأوسط لصالح استراتيجية تركز على الصين.
ورأى الكاتب أن إدارة ترامب الثانية تركز استراتيجياً على مواجهة الصين من خلال تعزيز التحالفات والردع في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مع تبني نهج أكثر عملية وأقل مواجهة في الشرق الأوسط.
وتهدف استراتيجية "السلام من خلال القوة"، كما عبر عنها ترامب، إلى بناء جيش أقوى، وإنهاء الحروب غير الضرورية، وتجنب الصراعات الجديدة، كل ذلك مع إعطاء الأولوية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ باعتبارها المسرح المركزي للسياسة الخارجية الأمريكية.